Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا



Oued Taga - وادي الطاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

مكتبة الصور


 مقال عن الحداثة و القدامة  Empty
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 38 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 38 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الخميس نوفمبر 07, 2024 4:07 pm
التسجيل السريع



مقال عن الحداثة و القدامة

اذهب الى الأسفل

 مقال عن الحداثة و القدامة  Empty مقال عن الحداثة و القدامة

مُساهمة من طرف MoNir الثلاثاء أبريل 17, 2012 9:17 pm

الحداثة والقدامة
=======

الحداثة لغة تقابلها القدامة. ومعنى ذلك أن هناك قديم وهناك جديد، ولكن الجديد دائما يغتدي قديما وتلك طبيعة الحياة في صيرورتها وتقدمها نحو نهايتها لأنها مبتدئة، والمبتدئ منته حتما. وإذا نظرنا إلى الحداثة بمعنى كونها أشياء حديثة نجد عمل الطبيعة وعمل الكون وعمل الإنسان وعمل المخلوقات كلها، بل عمل حتى الجمادات في تحركها في ذاتها وبذاتها، فكل مخلوق يأتي بأشياء ويسلك مسالك قد تتفق مع القديم، وقد تختلف، وإذا اعتبرنا الحداثة حداثة إلى الأمام دون الالتفات إلى الخلف نجد أن هذه النظرة غير ناضجة لأن الإنسان في إدراكه لا يمكن أن يستغني عن الماضي أو القديم مهما تقدم، ومهما بلغ من الارتقاء العلمي والمعرفي، ذلك أن البناء لا بد له من قاعدة، هذا إذا أريد للبناء أن يكون بناء حقا وهو فعلا في الواقع والحال، أما إذا أريد للبناء أن يكون غير ذلك فهذا مضيعة للوقت. كل جديد وكل حديث لا بد له من البناء على أساس، والأساس يسبقه، وهو قبله، وعليه فهو قديم عليه بغض النظر عن النسبة والزمن، فلا يمكن لعقل أن يعقل دون الاعتماد على القديم، فالمعلومات السابقة والمعارف الماضية شرط لا بد منه لتحقيق الإدراك، وفهم الواقع وتفسيره وهي قديمة بصرف النظر عن نسبة قدامتها، وعليه فالقديم أس تقوم عليه حياته، وهو العلة لوجود الحديث مثله مثلا مثل الجنين الذي ينتج عن أبوين ولو أن يكون مستنسخا لأن الخليتين اللتين يأتي منهما الجنين قد سبقتاه في الوجود ويمكن اعتبارهما أبوين له، فهما قديمتان نسبيا، وعليه لا داعي للالتفات لمن يقول العكس لأن قوله ساقط غير ناضج، ونحن نريد أن نتقدم في النضج لا أن نرجع.. وإذا نظرنا إلى الحداثة كمصطلح نجد الاختلاف عليه عند أرباب الحداثة من المؤسسين لها ومن الذين جاءوا بعدهم، وإلى حين اتفاقهم على المصطلح الذي يجب أن يحسم فيه لأن المصطلح فكري، والفكر يتطلب التحديد والدقة، أقول: إلى حين حل خلافاتهم حول مصطلحهم حتى نناقشهم في مدى مطابقة المصطلح للواقع، ومدى خضوعه لما يجب أن يحمل من معنى أو معاني لغوية لا بد منها، ولا بد في جزء من جزئياتها أن تبني علاقة بين اللغة والمصطلح، نتجاوز كل ذلك إلى وصف واقعها.الحداثة عند بعضهمزلزال يهز الحاضر وينسفه.الحداثة انتصار للعقل على النقل، وهو قول معقول لأن النقل في الغرب عقل وليس نقلا، فالأناجيل التي فاقت 73 إنجيلا والتي تمثل النقل؛ هي في حقيقتها عقل، وليس نقلا، لأنها من تأليف بشر تناقضوا مع بعضهم البعض وجاءوا بالمضحكات، والعقل السليم لا يقبل بذلك، فحق للمفكرين الغربيين أن يتمردوا على (النقل) ويقدسوا العقل، وهم بذلك قد تمردوا بالعقل على العقل دون أن يعوا على ذلك، ولكن هذا شأنهم، وهو شأن يختلف عن النقل في الحضارة الإسلامية والثقافة الإسلامية، فالنص فيهما عقل ونقل، فما كان نقلا فهو نقل يتحدى العقل، ويكفي ذلك جلبا للاحترام إذا جحده الإنسان.. الحداثة انقلاب شامل في الثقافة، وهي بهذا المنظور تتخذ لنفسها قاعدة، ولكن لم يعترفوا بكون هذا التقعيد سيغتدي ماضيا، وبالتالي بحسب منظور الحداثة وجب الانقلاب عليه هو أيضا ليدل عدم إدراكهم لمآل ما بنوا عليه؛ على سطحيتهم. الحداثة منظومة فكرية وعقدية وجزء من المبدأ الرأسمالي، لأنها قد نشأت فيه، صحيح أنه قد تم الذهاب عند بعضهم إلى اعتبارها من بنات القرن الخامس عشرفي تركيز على حركة مارتن لوثر قائد الشقاق البروتستانتي ضد الكنيسة والمتمرد على سلطتها الروحية، وهناك من ذهب إلى اعتبارها من بنات القرن السادس عشر، ومنهم من ذهب إلى اعتبارها ديكارتية تنطلق من مذهب الشك في القرن السابع عشر، كما رأى آخرون أن المصطلح من بنات عصر التنوير في القرن الثامن عشر، وهناك من يربطها بمطلع القرن العشرين عصر الإمبريالية والاستعمار..أما في عالمنا العربي والإسلامي فقد ارتبطت بكتّاب كانوا أبواقا للحضارة الغربية والثقافة الغربية، عكسوا ما تلقوه من الغرب وأولوا ما عندهم ليوافق ما أخذوه كالفلاسفة (المسلمين) قديما في تأويلهم الإسلام ليوافق المنطق اليوناني والثقافة اليونانية أمثال الفارابي وابن سيناء والكندي وابن رشد.. أو أنكروه تماما، أو أنكروا بعضه أمثال طه حسين وسلامة موسى..وعند الانتقال إلى بحث النصوص في الأدب والنقد الحداثيين نجد أنها (أي الحداثة) تكرر إعادة صياغة النصوص وتزيد من تقسيمها إلى أبواب، ولكنها جميعها تنتهي إلى المعرفة الإنسانية، وهي مسبوقة، فالتاريخ عند كل الجماعات الإنسانية الدنيا كالأسرة والعائلة والقوم.. إلى الجماعات الإنسانية العليا كالشعوب والأمم يتحدث عن ممارسة ما جاء به الحداثيون دون أن يطلق عليها ما أطلقه الحداثيون، ولعل الأقدمون كانوا أكثر وعيا لما في عدم الإطلاق من رصانة فكر ورجاحة عقل من الحداثيين، ذلك أنهم كانوا يعملون على المعارف العقلية التي ستظل معارف عقلية إلى أن يحسم فيها بمطابقة الواقع واكتشاف السنن الاجتماعية، وليس على الحقائق العلمية التي لم يكن كثير منها قد ظهر عندهم بعد، لقد عملوا في مجال النقد والأدب على العلوم المعرفية، وليس على العلوم التجريبية..ومثال بسيط يؤكد ما ذهبنا إليه، فالقراءة الإبستيمولوجية عندهم تروم التماس الأسس التي تقوم عليها المعرفة، تبني لها صرحا من إطار من (الحقائق) والتصورات، حتى آفاقها محددة من خلال تلك التصورات وتلك (الحقائق)، وهي (أي القراءة الإبستيمولوجية) للفعل القرائي النقدي العربي انطلاقا من تفكيك آليات الفهم الأولي ورصد المرجعيات الفكرية إلى الإجراء الفعلي تجعل ناتج القراءة حصيلة فكرية، تقييمها عندهم يكون من خلال رصد التقاطعات والعوامل المؤثرة التي تسربت إلى داخل النص على حدوده بفعل التقاطع الحضاري (الحتمي)، حتى لونها تأخذه من خلال ذلك. هذا يؤكد شيئا هاما جدا وهو إمكانية جمع التناقضات في بوتقة واحدة، وإذا أمكن ذلك فهو كالجمع بين الأسد والإنسان في غرفة واحدة أو مكان واحد ينتج عنه علاقة قد لا تودي بالإنسان إلى الوقوع بين فكي الأسد، ولكنها علاقة لا يمكن الاطمئنان إليها، ولا يمكن التسليم بصحتها، هذا ممكن فكريا ومعرفيا عند شخصيات لا لون لها، عند شخصيات قلقة لم تستقر بعد على فهم سليم، واعتقاد قويم، ولكن الأجمل كهدف؛ هو صفاء الشخصية وشفافيتها وعدم وجود تناقض في مكوناتها. تجمع الحداثة بين الإنسان والحيوان المفترس وتطلب لهما علاقة دائمية، فجمع الحداثة بالإسلام مثلا لا يعطي شخصية إسلامية، ولا يعطي شخصية حداثية، وجمع الاشتراكية بالإسلام لا يعطي شخصية إسلامية، ولا يعطي شخصية اشتراكية، وعليه لا يمكن أن يحيا الإنسان في وئام حتى مع ذاته وعقله، وهكذا.. إن ما قيل آنفا فضلا عن كونه سباحة على الرصيف وتجديفا في الوحل لا يجعل الإنسان صاحب موقف يحدد له طريق التعامل مع المواقف الأخرى، كما أنه أولا وأخيرا لا يمكِّنه من معرفة طريق التعامل مع الثقافات الأخرى والأفكار التي يقلبها بين يديه، فهو لا يستطيع القراءة الصحيحة في الكون، في الحياة، وفي أنظمة الحياة.. لا يستطيع الحداثي بفعل ما ذكر أن يعرف طريقه للتعامل مع الثقافات الأخرى، وهما في حقيقة الأمر طريقتان: أولا: طريقة الانتفاع بالثقافات الأخرى. ثانيا: طريقة التأثر بها.
فالانتفاع بالثقافات الأخرى مطلب حضاري وفعل ناضج يؤكد شراكة مع الإنسان في كوكب الأرض والكون، في إنسانيته وفي تعاطيه مع الحياة وأنظمة الحياة، ولكن الانتفاع يجب أن يكون بأفكار ومفاهيم تقنع العقل وتوافق الفطرة وتملأ القلب بالطمأنينة، بينما التأثر يفقده شخصيته، وبالتالي يجعله ميعا وهو واقع الحداثة وواقع الحداثيين للأسف دون أن ننسى أننا بذلك لا نمانع من قراءة ما لدى الآخر بحرص شديد على ألا نضيع أوقاتنا، لأن كثيرا من المعارف اليوم والنتاج الأدبي من شعر وقصة ورواية وغيرها ينتظرنا لقراءته ولا نستطيع ذلك بسبب الوقت الذي لا نملكه وهو بالقرون وليس بالسنين، وهناك ما يضيع الإنسان وقته في قراءته، والممدرية تقضي وقوفا على محطات مختارة، وانتقاء للقراءة من أجل الانتفاع..
وإذا تقدمنا أكثر لاستعراض ما ينشغل به الحداثيون نجد أن ما ينشغلون به مسبوق، ذلك أن السياق والنسق والقراءة التاريخية والاجتماعية والنفسية، والقراءة البنيوية (شكلانية وتكوينية وأسلوبية)، وسوسيولوجية القراءة وسيميائيتها وجماليتها، ومستوياتها مثل مستوى الانطباع ويعنون به العجز عن مواجهة النص، ومستوى التردد ويعنون به نتيجة الحكم على جودة النص وقيمته وهو فعل نقدي بامتياز عاشه الإنسان قديما كالجاهليين مثل استحسان النابغة الذبياني في سوق عكاظ لشعر حسان بن ثابت الأنصاري في قوله:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالصحى.............. وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
واستحسان النبي صلى الله عليه وآله وصحبه لبعض ما جاء في قصيدة كعب بن زهير خصوصا أبيات من قصيدة: بانت سعاد لدرجة أن كساه النبي عليه الصلاة والسلام برده:
إن الرسول لنور يستضاء بـه ............... وصارم من سيوف الله مسلول
عصبة من قريش قال قائلهــم .............. ببطن مكة لما أسلمـوا زولوا
زالوا فما زال أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ .............. عند اللِّقاء ولا ميلٌ مَعازيـل
القراءات كيفما كان نوعها مسبوقة من الإنسان لأنها وجدانية في نفس الإنسان ولو أن يكون الإنسان أميا، ذلك أن قراءته لما حوله، لذاته، تنبعث أصلا من وجدانه، وعليه تبقى نتائج القراءة، وهذه قد تجد فيها أشياء غير مسبوقة من حيث الكشف، وليس من حيث الوجود والاختراع.. لقد اختُلف في شأن نشوء الحداثة، ولكن أهم ما يجب تسجيله هو أن الغرب في معاناته الطويلة مع الكنيسة ومع أفكار الكنيسة الرجعية قد تمرد عليها، وكان للتمرد ثمنه من سجن وتعذيب وحرق.. الثورة على التقليدي، على الديني، على الموروث الثقافي هدف سام، ولكنه من واقع وفي واقع يختلف عن واقع العالم العربي والعالم الإسلامي، ولا ينطبق عليه بتاتا، ليس الآن طبعا لأن العالم العربي والإسلامي حاليا ومنذ سقوط آخر ممثل للثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية؛ الخلافة العثمانية سنة 1924م من القرن الماضي لا يحيا في تبادل العلاقات والمصالح بثقافته وحضارته الإسلامية، ولا يقيم علاقاته بين الشعوب غير الإسلامية في الموقف الدولي على أساس الإسلام، ولا داعي لاستحضار بعض العلاقات لأن الحديث عن المجتمع الذي يحيا بثقافة وحضارة هي الثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية، وليس عن غيره، والحديث عن الدولة التي تنظم علاقات الناس في المجتمع بمنظومة تعينت في معتقدات الناس من خلال إيمانهم بالإسلام، وليس عن غيرها، وهما في غير الواقع في العلاقات والموقف الدولي كما قلنا، وفرق شاسع بين هذا وذاك وجب إدراكه دون لبس، وتصوره دون ما يعكر صفوه، صحيح قد تجد شيئا من التشابه، ولكنه تشابه لا يُلتفت إليه لأنه لا يقعِّد للبناء، ولا يؤسس للثقافة والمفاهيم نظرا لاختلاف الأناجيل عن القرآن، والمساجد عن الكنائس، وعلماء الإسلام عن رجال الدين النصارى. وحين ظهور الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر عصر التنوير كما يسمونه اشتغل الغرب على التصنيع فحصل تقدم غير مسبوق، وهو مشروع مدني لا يمت إلى الثقافة والحضارة بصلة، لأنه علمي تجريبي، والعلم التجريبي شأن عالمي إلا ما كان تابعا لوجهة النظر الأساسية، ويشترك في العلم التجريبي الإنسان مع أخيه الإنسان بصرف النظر عن قيمه ومعتقداته وأفكاره ومفاهيمه وقناعاته ومقاييسه، ولما قامت الثورة الفرنسية قعَّدت للمبدأ الرأسمالي وقد حوى في منظومته؛ الحداثة والعلمانية والديمقراطية والحريات.. جمع فيه ما أنتجه المفكرون والكتاب الغربيون، فهي من حيث الجواب على الأسئلة الكبرى قد حلّتها بالعلمانية حين اعترفت ضمنا بالدين دون أن تعيره أي اهتمام، ومن حيث نظرتها إلى الكون والإنسان والحياة، فقد حسمتها، وعليه فقد صارت فكرا وعقيدة ورؤى وتصورات، كل ذلك اعتمد من خلال التقعيد العقدي والفكري، فجاءت بفكرة نبذ الماضي والتنكر له، جاءت بفكرة محوه نهائيا متشبثة تشبثا سطحيا بالحاضر، ومتطلعة بشكل أعمى إلى المستقبل. ونظرة بسيطة إلى مثال واحد من ذلك تؤكد سخافة وخواء من يعتمد غير ما ذكرنا، انظر مثلا إلى غوستاف فلوبير (1821ـ 1880) ومالارمي (1842 ـ 1898) وخصوصا شارل بودلير وهو إمام الحداثيين (1821 ـ 1867) فقد نادى بالفوضى الجنسية والفوضى الفكرية والخلقية، هذه الفوضى تقوِّض الحياة ولا أقول المجتمع، شأنها شأن سلوك المثْليين مثلا، فلو سار المجتمع في الفوضى الجنسية وفق هوى بودلير وهوى المثْليين لاختلت الحياة وقوِّضت من أساسها، لأن الميل الطبيعي بشهوة، والذي تقتضيه غريزة النوع دعما لغريزة البقاء المغروزتين في الإنسان وسائر المخلوقات هو من الذكر للأنثى، وليس من الذكر للذكر، وعليه فمثل هذه الرؤى والدعوات تدل على مرض، والمريض يستحق الإشفاق، وعليه فعلى المجتمعات أن تبادر إلى خلق مناخ وإطار خاص بهم يتم فيه معالجتهم من انحرافهم، وإذا نحن سلمنا لبودلير بالفوضى الجنسية، فماذا تكون النتيجة؟ النتيجة ضياع القيم والمثل، وزوال صفة الإنسانية لتحل محلها صفة البهيمية، انظر إلى أول مخلوق وهو آدم، كيف سار في حياته الجنسية؟ وكيف سار أبناؤه، ثم حفدته من بعده؟ لقد ابتدأ بتزويج أبنائه الذكور من بناته، وهذا شاذ لأنه لا يقعِّد للقيم والمثل، ولا يسعى بالحياة إلى الجمال المنشود، والصفاء المحمود، والعلاقات الراقية، والأنظمة الراشدة، كيف تنشأ الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة والعمومة والخؤولة والحفادة والصهرة في خضم الفوضى الجنسية، في خضم الخلط في الممارسات الجنسية دون نظام؟ لقد شاهدنا بأم أعيننا من هو متزوج من أخته الشقيقة وقد أنجب منها أبناء وبنات، لقد شاهدنا أبا ألمانيا قد أنجب من ابنته أبناء، كيف ننظم هذا الخلط؟ هل يأتينا بما هو أرقى من الأبوة والأمومة والأخوة والبنوة والعمومة والخؤولة والحفادة والصهرة؟ إن كان كذلك فنِعْم، ولكن الواقع ينفي ذلك تماما، وعليه فآدم حين زوج أبناءه بعضهم من بعض كان ذلك شاذا أول الأمر، ولكنه كان ضروريا، بل حتميا لاستمرار الحياة، ومع ذلك حرص ألا يكونوا قد اجتمعوا في رحم واحد، ومعنى ذلك؛ الارتقاء بالعلاقة الشهوانية، علاقة الميل الطبيعي بالشهوة إلى الأنثى لما يزكيها ويجعلها أجمل العلاقات لأن فيها استمرارية للحياة، وهكذا حتى ابتعدت العلاقات بين ذوي الرحم الواحد لينشأ عن بعدها وهو تنظيمها عينه؛ العلاقات الاجتماعية الجميلة، فكيف يأتي سفيه ويطالب بالفوضى الجنسية؟ هل يسير بنا إلى ما هو أرقى مما ذكر؟ إن كان كذلك أخذنا به، ولكن أين هو؟ لا، ليس إلى الرجعية من سبيل. عفوا لقد وجد وكنت في غفلة عنه، ولكن أخيرا اهتديت إليه، وهو أن ينزل الإنسان إلى أقل من درك الحيوان، فقد أنشأوا علاقات جنسية بفن دال على عبقرية، أنشأوها مع الإنسان في تنوع متعدد، وطقوس راقية، وحين كانوا ما بعد حداثيين خلطوها بالذكور ومع الحيوانات. لقد باتت المرأة في النظام الاجتماعي الحداثي الذي نادى به بودلير، وهو الفوضى الجنسية، وهو نظام بطبيعة الحال؛ أرقى امرأة تستحق أن تكون قدوة لنسائنا، لأن إتيان سلوك خاص وفق معايير خاصة يدل على إعمال عقل، وإذا ظهر للوجود كان ذوقا راقيا دل على فن ونظام. وحتى لا نظلم حداثيينا دعونا نساير شارل بودلير وكل من يدعو بدعوته إلى الفوضى الجنسية لنرى نتائج تلك الدعوة. لنفرض أن الرجل يجامع أمه فتجب منه، ويجامع أخته فتنجب منه، ويجامع ابنته فتنجب منه إضافة إلى جماع العمة والخالة والحفيدة وابنة الأخ وابنة الأخت.. لنقف عند بعضها وما عليك حضرة القارئ المحترم إلا أن تتم ما تبقى بنفسك.الذرية من الأم تعطي نظاما يسير على شكل تصاعدي فتنشأ بسببه علاقات ترتبط أصلا بالعنصر الأول، فما يكون ذلك النظام؟الرجل الذي يجامع أمه هو (زوجها وهي زوجته) وابن لها بطبيعة الحال، وهي أمه بنفس الوقت، وحين تنجب منه يكون ولدهما على الصفات التالية:أولا: يكون المولود ابنها فهي أمه، وحفيدا لها من ابنها الذي جامعها، فهي جدته، وولدها (الأب) والد ولدها.ثانيا: يكون المولود ابنا لأم الرجل وأخا له.فماذا نسمي هذا النظام؟ وإذا اخترنا له اسما دالا على مسمى، فهل هو نظام يرتقي بالبشرية إلى العلى لتتميز عن الحيوان الذي له ما ذكرنا؟ لنزد في استنتاج النتائج المترتبة على هذا النوع من النكاح، لنفترض أن الذرية صارت ابنا وبنتا، وقد وصلا السن الذي يمكنهما من الإنجاب، فإذا قررت الجدة جماع حفيدها، وقرر الجد جماع حفيدته فما تكون النتيجة؟ أولا: الجد جد للتي جامعها فهي (زوجته) وحفيدته، وولدها ولده وسبطه.ثانيا: الجدة جدة للذي جامعها وأنجبت منه، فهو (زوجها) وولدهما ابن لحفيدها وسبط لها.يحصل هذا في الحيوانات والبهائم والطيور.. فهل يكون نظامها الاجتماعي أرقى من نظام بني البشر الذي ابتدأ منذ آدم ولم يزل معمولا به إلى الآن؟ وإذا خلطت الأنساب، ووضعت النطف في الأرحام وفق الفوضى الجنسية، وكان الخلط هو النظام المستهدف فسيكون مختلفا تماما عن النظام الاجتماعي الذي يرتضيه الناس كلهم إلا العتهاء منهم، فبالنظام الاجتماعي الطبيعي والفطري تحصل الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة والعمومة والخؤولة والحفادة والصهرة وتتحدد وتتميز.. وكذلك الأخوة من الرضاعة التي تميز بتحريمها الإسلام وقد ثبت علميا أن الرضيعين يرضعان لبنا به خلايا جذعية سوف تعطى في لبن ذريتهما، وبه يكون الرضيع الذي امتص لبنا مع رضيع آخر أخا له، وإذا تزوج المرء بأخته من الرضاعة يكون ولده أخاه وهو خاله، وأم الولد أمه وهي خالته.. وهذا شاذ خبيث في العلاقات الاجتماعية.. وبغير النظام الاجتماعي الطبيعي والفطري لا يحصل ذلك، فما ذكر من نتائج أظهرت صورا جديدة لعلاقات اجتماعية جديدة، ولكنها صور لا يمكن أن يقبل بها عاقل، وهي لا يمكن أن ترتقي بالإنسان لتميزه عن الحيوان، انظر إلى ملوك أوروبا في تشريعهم نكاح (المحارم)، نكاح الأخ لأخته حفاظا على الدم النقي والملك، انظر إلى الفراعنة الذين صدقهم الناس وصدقوا أنفسهم أنهم آلهة، فقد تزوجوا من الأخوات والمحارم للحفاظ على تلك الألوهية، فلم يتحرجوا من جماع الأخ بأخته، وقد ثبت أن هناك فراعنة صغار دفنوا قبل أن يتوجوا فيعبدوا، والسبب تلك العلاقة الجنسية الشاذة، هذا ما قال به علماء وباحثون، فكيف يدعو من يدعو إلى الفوضى الجنسية وخلط الأنساب وهو لن يأتي بما هو أرقى مما هو موجود، ثم يزعم صحة ذلك ورقيه وحداثته؟ حتى دعوتهم للحفاظ على العلاقات الاجتماعية في أدغال الأمازون لأناس بدائيين لا يتحرجون من جماع الابنة والأخت؛ دعوة خبيثة، لأن الناس هنالك جَهَلة بدائيون لا فكر لهم ولا حضارة. يبدو أننا نضيع وقتنا في قراءة هذه الزبالة. يبدو أننا لن نجني فكرا يقنع العقل ويوافق الفطرة ويملأ القلب بالطمأنينة. أما إذا ذهبنا إلى الاستنساخ الذي هو إيجاد نسخة طبق الأصل للذي يراد الاستنساخ عنه ونجحنا فيه، ثم شرعنا نلعب بالخلايا غير الجنسية التي تحمل كل واحدة منها 46 كروموسوما خلاف الخلايا الجنسية التي تحمل 23 كروموسوما؛ قصد تدمير العلاقات الاجتماعية، فمن الأجدى على الأقل أن تأتي تلك الأخلاط وذلك التلاعب بما هو أرقى من النظام الاجتماعي التقليدي الرجعي (الطبيعي والفطري) كما يصورونه، ولكن لن يأتي بشيء من جمال ذلك النظام أبدا، بل سيأتي بإنسان لم يأخذ من الصفات إلا ما هو مبرمج في الخلايا غير الجنسية وبه تكون الصورة مطابقة تماما لا تميز فيها، ولا جمال، تبقي على الأمراض الوراثية والصفات البنيوية الدميمة، لا يُظهر الاستنساخ قدرة أخاذة ولا يدا بديعة، خلاف التلقيح الطبيعي بين خلية الرجلالجنسية وبويضة المرأة الذي يأتينا بصفات وراثية من الأب والأم تجعل الحياة جميلة، والعلاقات المترتبة عنها أجمل، يضاف إلى ذلك عند الانحراف بالفطرة الإنسانية؛ فقدان الأنظمة الاجتماعية الجميلة من أُبوّة وأمومة وبُنوّة وأخُوّة وعمومة وخؤولة وحفادة وصهرة.. كيف يصير الإنسان المكرم الذي يراد له أن يلقي بكرامته؟ هل يراد له أن يكون قردا؟ ولكن القرد إذا حاول بشر فيما يحمل من كروموسومات أن يتساوى مع القرد الذي يحمل 48 كروموسوما؛ تشوه، وإذا نقص القرد من صفاته الوراثية ليصل إلى مقدار ما لدى الإنسان؛ تشوه هو الآخر، فأين الجمال؟.. صارت المرأة في دين بودلير ودين الحداثيين تجامع من طرف عدة رجال دفعة واحدة، توطئ في الأندية تحت عدسات الكاميرات، وفي رواية: نساء مستعملات إشارة إلى أن الحفر ـ معذرة للمرأة التي هي امرأة حقا تمارس فطرتها ـ الموجودة لديها لم تعد كافية فشرعوا يحفرون بدنها ليصنعوا من تلك الحفر فروجا جديدة، صارت سيدتهم المحترمة تجامع من طرف الكلاب المدربة وهو جماع حقيقي لا شهوة فيه للمرأة، بل فيه شهوة للكلب، فما أجمل ثقافة جماع الكلب للمرأة، وما أنبل استسلام المرأة للكلب، صار فرج المرأة يعبث به بقضيب الحمير والكلاب ولُسْنها وفوّهات القنينات..بات الرجل في الثقافة الجنسية يحاكي المرأة، حتى القبلة السوداء والمطر المذهَّب صارا من تقليد المثليين، هذه هي الفوضى الجنسية الجميلة، وهذا هو النضج العقلي لدى مفكرين حداثيين يعتاشون على القاذورات فلا ينتجون إلا القاذورات. يراودني الشك أحيانا في مثل هذا النتاج الفكري أن يكون من مثْليين، أن يكون من مخنَّثين، أن يكون من معتوهين، وإذا لم أحسم في حكمي لا أشك مطلقا أنه ممن لم ينضجوا بعد. وإذا أردنا وضع الإصبع على الأخطاء الفادحة في الفكر الغربي والحضارة الغربية نجد أن هناك الكثير منها، من ذلك مثلا فكرة القيادة الجماعية والديمقراطية والمجتمع والحكم.. ـ انظر كتابنا: التفكير بالنصوص (بحث أكاديمي).ولا يقال أن الكاتب قد ساق أقوالا شاذة لأدباء قد خدموا الثقافة العربية والإسلامية والإنسانية، فكان الأجدر به أن يخرج ما لديهم من إيجابيات، ويغض الطرف عن السلبيات، والجواب على ذلك أنه ليس هناك إيجابيات في فكرهم، ذلك أن ما ينتجون في الأدب والإبداع تجريد لغوي، والتجريد اللغوي يأتي به حتى العامي بلهجته والأدب الشعبي غني به، وعند النظر إليه تجد منه ما هو أرقى بكثير مما كتب من طرف من كتبوا ويكتبون بالفصحى، أضف إلى ذلك أن الانتشاء بالنص الأدبي يتعلق بالذوق، والذوق ينبع أولا من صاحب النص، فإذا كان صاحب النص لا يملك فكرا وهو ما أسجله عند حداثيينا في العالم العربي لأنهم أبواق، فلا ينتج لنا إلا نصوصا ببصمة فكرية منحطة وسخيفة، وإذا أطربت في ذاتها عند سماعها أو أثناء قراءتها، فالمسألة وإن كانت مسألة ذوق غير أن هذا الذوق يجب أن يساير المنظومة الفكرية لصاحبها، ومادام أعزاؤنا لا يملكون منظومة فكرية إذ هم مذبذبون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فقد أثر ذلك على نتاجهم فجاءونا بالزبالة الأدبية، والخور الفكري، والسقط المعرفي والغث الثقافي، فأنا أضيع وقتي في قراءتهم لأن لدي مما ينتظرني من نصوص تخدمني كإنسان ما لا أقدر على قراءتها ولو عشت القرون الطوال، وعليه فالاختيار حاليا بات لغير الحداثة، بل بات لفكر وأدب يساير الكون في استهدافه الغاية التي خلق من أجلها.. إن النظرية المَمْدَرية قد قعدت للحياة وأنظمة الحياة وفق محاكاة الكون والطبيعة والذرة والخلية، وتأمُّلُ الخلية تحضُّر وارتقاء، انظر إلى الخلية في جسم الإنسان فهي مختلفة في مكوناتها، فالخلية الجنسية تحتوي على 23 كرموسوما خلاف الخلايا الأخرى، فلماذا لا تكون جميعها متساوية؟ لن تكون كذلك، ولو كانت لكان الاستنساخ قد قضى على جمال الحياة، وشوه الإنسان، فافرض أن الزوجين بخلايا متساوية فسيكون السبق دائما لأحدهما في نقل الصفات الوراثية، ومعنى ذلك استنساخ صور لا تتنوع في جمالها؛ الشيء الذي يظهر قلة قدرة، وقصور إبداع.. ولحسن حظ البشرية أن الخلية الجنسية مختلفة عن باقي خلايا الجسم، كما من حسن حظها أيضا أن لها ربا مبدعا. صارت الممدرية بديلا للحداثة والديمقراطية وكل أشكال النشاط العقلي عند الإنسان، فهي تنتج اليوماوية، واليوماوية زمن لا يغتدي ماضيا أبدا، وقد أخذت سبب الحياة من زمن واحد لاماضي لديه ولا مستقبل، إنه الحاضر والحاضر فقط، وهو يوماوي دائما وأبدا، ومعنى ذلك أن الحياة بالممدرية حياة في العلاقات، حياة في تبادل المصالح، حياة يوماوية وباليوماوية، انظر إلى الحداثة فهي حداثة وشيء حديث، والحديث ما دام يستند على ماض سيغتدي قديما، فهي حداثة تقليدية رجعية لابد أن تصير في الماضي؛ الشيء الذي يؤكد عمى الحداثيين حين لم يتنبهوا إلى مصير حداثيتهم، بينما اليوماوية إذا أريد لها أن تصير في الماضي تحاجج بواقعيتها، فهي اليوم في الآن، وهي اليوم في المآل، فالغد يوماوي وهو الحاضر في الغد، والماضي يوماوي وهو في الماضي يوماوي وهكذا..
========

محمد محمد البقاش


MoNir
عضو دهبي
عضو دهبي

عدد المساهمات : 5815
نقاط : 41299
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 29/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى