لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الخميس نوفمبر 07, 2024 4:07 pm
// Visit our site at http://java.bdr130.net/ for more code
12>دروس فلسفية ملخصة.2........سارعوا
دروس فلسفية ملخصة.2........سارعوا
الذاكرة
أولاً : طبيعة الذاكرة : - الذاكرة هي استدعاء للماضي مع معرفتنا أنه ماضي .
- وهي قدرة الفرد على استرجاع خبراته السابقة في جميع ظروفها الزمانية والمكانية.
- وهي وظيفة معقدة تتطلب جهداً عقلياً وإرادياً لاسترجاعها .
ثانياً : تعريف الذاكرة :هي إحدى الفعاليات التي تهدف إلى إحتفاظ الإنسان- بمختلف الصور والمعلومات والأفكار والتجارب والخبرات التي مرت به في الماضي- واستدعائها في الظروف المناسبة.
ثالثاً : وظائف الذاكرة :
1- الحفظ والاكتساب
الإدراك أول مرحلة من مراحل التذكر، ونحن لا نتذكر إلا ما سبق لنا إدراكه,
ولكن ذلك لا يعني أن كل ما ندركه يمكن تذكره، لأنه لا بدّ من تثبيت مدركاتنا حتى نتمكن من استعادتها .
ويؤثر في عملية الحفظ والاكتساب عدة عوامل :
1- العوامل الذاتية : إن الإنسان في عملية الحفظ يستفيد من خبراته السابقة, ولأن خبرات الناس ليست واحدة لذلك فإن قدرتهم على الحفظ تختلف باختلاف خبراتهم وعاداتهم وقدراتهم العقلية.
وهناك عدة عوامل هي :
أ – الفروق الفردية : بعض الناس يتمتعون بذاكرة حسابية أو موسيقية،
وهو نتيجة لاستعداد فطري يمكن أن ينمو ويقوى بالتدريب والمران
ب – العوامل الاجتماعية : بعض الأمَيّون يعتمدون على ذاكرتهم في عملية الحفظ والاستعادة
ولذلك يستطيعون حفظ أمور يعجز عنها المثقفون
2- العوامل الموضوعية : وهي العوامل التي ترجع إلى طبيعة الشيء المراد حفظه,
( لذلك لجأ القدماء إلى تسهيل عملية الحفظ إلى الشعر ). لأن كل ما يشكل نسقاً يسهل حفظه أو تحصيله.
كذلك يمكن ربطها بالاهتمام والعواطف ليسهل حفظها، فما نحبه نحفظه بسهولة وما نكرهه نحفظه بصعوبة .
أهم عوامل وطرق الحفظ والاكتساب :
1- التكرار : وهو إعادة الشيء الواحد مراراً كثيرة وفي أوقات متقاربة, ويختلف التكرار باختلاف الشخص وطبيعة المادة المراد حفظها .
2- تقسيم المادة المراد حفظها : إلى أجزائها البسيطة التي تتألف منها, وحفظ كل جزء منه على حدى, ثم ربط كل جزء بالآخر حتى تصبح المادة مفهومة ....( مثلا : حفظ مقطوعة شعرية)
3- إن عملية الحفظ تحتاج إلى فواصل من الراحة : وذلك لنترك للاشعور نضج واستيعاب ما قد حفظ ولكن يجب ألا تكون فترة الراحة أطول أو أقصر مما يجب، حتى لا ننسى ما حفظناه أو يختلط بغيره .
2- الاستدعاء والتعرف
1- الاستدعاء : هو استحضار المعلومات والخبرات التي سبق اكتسابها مع ظروف الزمان والمكان .
- الاستدعاء العفوي : حيث تقفز الذكرى إلى أذهاننا من تلقاء نفسها
- الاستدعاء الإرادي : حيث نجهد أنفسنا لاستحضار الذكريات.
لذلك يجب عدم الإلحاح في طلب الذكريات المنسية
لأن هذا الإلحاح يزيد في حجبها عنا, فإذا صرفنا الذهن عنها جاءت إلى ذاكرتنا بيسر وسهولة .
2- التعرف : هو إدراك وتذكر معاً.
• والتعرف قد يكون عفوياً :
وهو اتخاذ موقف معين مما ألفناه ( كمشاهدة صديق والحديث معه، وهنا يكون التعرف مصحوباً بالفعل )
• وقد يكون التعرف كاذباً :
عندما نرى إنساناً لأول مرة فنظن أننا قد عرفناه سابقاً. وذلك لأن الإنسان لا يستقبل صور المدركات كما تفعل ( آلة التصوير) بل أنه يمارس عليها فاعليه ما، من خلال إدراكاته، وهذا يدل على فعالية الذات .
• وقد يتعدى التعرف الحاضر إلى المستقبل :
حيث يغني الإدراك الحاضر بعناصر جديدة فيكون إبداعياً
( كأن يرى الطالب ضابطاً فيتعرف من خلاله على نفسه ويتمنى أن يكون ضابطاً مثله) .
3- تعيين الذكريات
وهو تحديد الزمان والمكان اللذان حدثت فيهما الذكرى، وذلك بالعودة للأطر الاجتماعية (الساعة اليوم المناسبة ..
4- الاحتفاظ والنسيان
يعرف النسيان بأنه : العجز عن استعادة الذكريات بمرور الزمن .
ولكن ليس هناك نسيان مطلق فلا بد أن يبقى شيء منه في ذاكرتنا .
وقد أرجع علماء النفس النسيان لأسباب أهمها :
• عدم الاستعمال :
فالشيء الذي نكتسبه ثم نتركه دون مراجعة يضمر ويتقلص ثم يتعرّض للنسيان مع مرور الزمن .
لذلك لا بدّ أن نعزَز عملية حفظنا على فترات متقاربة، عن طريق المراجعة المستمرة لما حفظناه، حتى تبقى المعلومات في أذهاننا.
• تداخل المكتسبات :
إن اكتسابنا لخبرات مختلفة في آن واحد يجعل بعضها يعوق ويشوش البعض الآخر،
لذلك يجب ترك فواصل من الراحة بين عملية اكتساب وأخرى حتى نمنع تداخلها ما أمكن .
• عدم اكتمال مكتسباتنا حين الحفظ :
إن النقص في الاكتساب يؤدي إلى نقص في عملية الاسترجاع
(كالطالب الذي يحفظ مقطوعة شعرية دون فهم علاقات أجزائها مع بعضها البعض لا يستطيع استرجاعها.. .
رابعاً : أمراض الذاكرة
1- فقدان الذاكرة : كما في الحالات التالية :
• الشلل الدماغي : حيث يدرك المريض الحوادث آنياً, وبعد قليل ينساها تماماً .
• الصدمات النفسية : حيث ينسى المريض كل ما حدث له خلال فترة زمنية معينة
• الاحتباس : حيث ينسى المريض لغة أجنبية كان يتقنها كلياً أو جزئياً .
• اختلال الوظائف الحركية : ينسى المريض مجموعة حركات كان يتقنها كالضرب على الآلة الكاتبة
2- تحوير الذاكرة : في هذا المرض يخترع المريض الحوادث لملئ الفراغ الناشئ من فقدان ذاكرته,
(فالمصاب بجنون العظمة يؤمن أن دمه أزرق) حيث يلفق المريض الحوادث .
3- شدة الذاكرة : وهي قدرة المريض على استدعاء الحوادث بطريقة مذهلة وتفصيلات دقيقة
********************
منهج البحث في العلوم الإنسانية
أولاً : موضوع العلوم الإنسانية : تدرس الإنسان وقد جعل العلماء مصطلح (العلوم الإنسانية) يقوم على :
• علم النفس ويدرس سلوك الإنسان. علم الاجتماع ويدرس الجماعة من حيث تركيبها
• علم التاريخ ويدرس الماضي الإنساني باعتباره حوادث ( مفردة ) تتعاقب في الزمان
ثانياً : منهج العلوم الإنسانية : إن تطبيق الطريقة التجريبية على العلوم الإنسانية قوبل الاعتراضات :
الاعتراض الأول : ( الموضوعية ) في الطريقة العلمية تطبق على الأشياء,
ومن السهل على العالم أن يدرس المعادن والشجر والحيوان وأن يكون حيادياً بالنسبة لها
لأن هذه الحوادث مستقلة عن ميولنا وإرادتنا .
أما الظواهر الإنسانية فهي ليست أشياء، وكل حكم نصدره حولها يحمل تأثير عواطفنا وميولنا .
لذا فإن شرط ( الموضوعية ) لا يتحقق في دراسة هذه الظواهر .
الرد على الاعتراض الأول : لا شك أن الظواهر الإنسانية ليست أشياء،
ولكن الإنسان يريد أن يتفهم طبيعته الفردية والاجتماعية وماضية من أجل توجيه هذه الطبيعة توجيهاً صحيحاً , لذلك يسعى إلى التجرد والحياد والموضوعية، والتحرر من أحكامه الذاتية .
وإذا كانت بعض الظواهر الإنسانية ما تزال غامضة فذلك سببه أن العلوم الإنسانية مل تزال في بداية طريقها .
الاعتراض الثاني : ( الملاحظة ) غير متيسرة في الظواهر الإنسانية
لأن هذه الظواهر شعورية وظواهر الشعور (زمانية ) لا ( مكانية ) وهي في تغير دائم,
ومن غير الممكن ملاحظة الظواهر الإنسانية الماضية .
الرد على الاعتراض الثاني :الظواهر الإنسانية سريعة التغير فلا يمكن أن تخضع للملاحظة المباشرة ,
ولا يتوقف العلم إذا لم نتمكن من ملاحظة الحوادث ملاحظة مباشرة .
فنحن لم نر الإلكترونيات مثلاً وإنما نتلمس آثارها ومخلفاتها . وندرس الحضارة العربية من خلال آثارها .
الاعتراض الثالث: ( التجريب ) غير ممكن وليس في وسع العالم أن يكرر ظواهر إنسانية مضت في الظروف نفسها وهذا ما يجعل السبيل صعباً للتأكد من صحة الفرضيات , كما أن احترام الكرامة الإنسانية يجعل من التجريب على الإنسان أمراً منافياً للأخلاق .
الرد على الاعتراض الثالث : للعلوم الإنسانية وجهة نظر في التجريب لأن لكل علم طريقته الخاصة في تحقيق فرضياته تتناسب مع طبيعة الظواهر التي يدرسها , فإذا كانت الظاهرة الإنسانية لا تتكرر فإن الفكر يستطيع أن يلاحقها بأساليب لا تخلو من ذكاء كالمقارنة والإحصاء ( كمقارنة الأسرة الحديثة بالأسرة القديمة ) .
الاعتراض الرابع: ( السببية والحتمية ) تخضع العلوم الطبيعية لمبدأ السببية ومبدأ الحتمية. وهذا مستحيل في العلوم الإنسانية لأن الإنسان ( حر) يستطيع الاختيار. السبب الذي أغضبني اليوم قد لا يغضبني غداً .
الرد على الاعتراض الرابع : إن في الظواهر الإنسانية دوافع يمكن أن يشار بها إلى السببية والحرية تكون في فهم قيود الحوادث وإدراك طبيعتها ثم استغلالها وتوجيهها , وعملية التحرر هي إحلال نظام مكان نظام .
الدرس الرابع والعشرون : منهج البحث في علم التاريخ
أولاً : نبذة عن علم التاريخ :
التاريخ يختص بدراسة ما ضي الإنسان، وأثر هذا الماضي فيه. فمنذ عهد هيرودوت الملقب بأبي التاريخ لم يتوقف العلماء من مختلف الأمم عن تأليف الكتب التاريخية، يقتبسون منها المعرفة ويستخلصون العبر.
ويعتبر (ابن خلدون) من أكبر المؤرخين في العالم الإسلامي , وقد أراد أن يجعل من التاريخ علماً فلسفياً،
ولكن في العصور الحديثة لم يبدأ علم التاريخ بالتقدم, إلا حين بدأ العلماء الأوربيون يرجعون إلى المصادر والوثائق الأصلية, ويستخدمون أساليب النقد الحديث.
ثانياً : الفرق بين التاريخ وعلم التاريخ :
التاريخ هو الإخبار عن الماضي وبيان ما يحدث من تبدلات بمرور الزمن ولكل شيء تاريخاً .
وعندما نتكلم عن علم التاريخ فإنما نقصد دراسة أحوال البشر الماضية ووقائعهم
ولهذا يعرف علم التاريخ : بأنه بعث الماضي في حقيقته , وأسبابه ومعناه .
ثالثاً : موضوع علم التاريخ :
هو الحادثة التاريخية ولها مميزات متعددة أهمها :
• حادثة اجتماعية : تتم في مجتمع معين, نتيجة تفاعل الإنسان مع الإنسان في بناء مصير مشترك.
• إنها حادثة إنسانية : من صنع الإنسان, لأن التاريخ هو ما يحدث للإنسان .
• ذات معنى : لأن دراسة التاريخ هي دراسة للمعنى الإنساني في كل حادثة تاريخية .
• مفردة : لا تتكرر ولا تحدث إلا مرة واحدة فقط ومحددة بزمان ومكان معين .(الجلاء عن سوريا)
• غير مباشرة : لا نصل إليها إلا عن طريق الوثائق .
رابعاً :هل بإمكان التاريخ أن يكون علماً ...! ؟
الاعتراض الأول :
موضوع التاريخ هو (الحادثة المفردة)، أي لا تقع إلا مرة واحدة, فكيف نطلق على التاريخ اسم علم ونحن نعلم أنه لا (علم إلا بالكليات), والعلم يستهدف الكشف عن قوانين أو نظم ثابتة مستقلة عن الزمان والمكان .
( والحادثة التاريخية ) مرتبطة تعريفاً بزمان ومكان معين ( فالجلاء عن سورية حدث مرة واحدة في 17نيسان )
الرد على الاعتراض الأول :
1- إن إثبات صحة الحادثة ( أي أنها وقعت على هذا الشكل لا على ذاك ) كافٍ لجعلها حقيقة علمية .
2- إن الكشف عن الترابط السببي بين الحوادث التاريخية يدل على أنه عمل علمي أيضاً .
3- إن قدرة المؤرخ على بيان معنى الحادثة ودلالتها خير دليل على علمية عمله .
الاعتراض الثاني :
إن التاريخ هو علم الماضي, والماضي تعريفاً ما مضى وانقضى، وبالتالي لا نلاحظه ولا نقوم بالتجارب عليه. فبوسع الإنسان أن يتخيل عصر المأمون وأن يكتب عنه صفحات رائعة، ولكن هل لهذه الكتابة أية قيمة علمية ..؟
الرد على الاعتراض الثاني :
1- إن الذي يكتب التاريخ لا يخترعه من العدم, بل يستند في وضعه إلى آثار ووثائق تمكنه من إيجاد طرق علمية لتحليلها ودراستها, ومن ثم التمييز بين ما هو حقيقي أو وهمي وما هو مهم أوثانوي .
2- إذا كان المؤرخ لا يستطيع ملاحظة الحادثة التاريخية فباستطاعته أن ينتقل إلى الماضي ويتخيل،
و الخيال يلعب دوراً أكبر في التاريخ عما هو في العلوم الطبيعية .
ولايمكن للإنسان أن يكون حياديا في دراسته للشؤون الإنسانية، خصوصا إذا كانت ماضي أمته أو حاضرها.
خامساً : أهداف علم التاريخ
1- التأكد من صحة حوادث الماضي بوسائل علمية .
2- الكشف عن أسباب الحادثة التاريخية أي عن ارتباطها بما قبلها , أو بما عاصرها من حوادث .
3- الكشف عن معنى الحادثة , فالشعب عندما يثور فلأنه يشعر بالظلم وهو يضحي في سبيل العدالة .
الدرس الخامس والعشرون : الخطوط الكبرى لدراسة التاريخ
مرحلة النقد التاريخي
أولاً : مصادر التاريخ :
- المصادر المباشرة :
وهي التي كتبت خصيصاً للتاريخ أو ما كان نتيجة للأحداث التاريخية, وأهمها :
1- كتب التاريخ القديمة كالطبري – ابن خلدون) والكتب المقدسة, الصحف.
2- الوثائق : كالمعاهدات والخطط والمحفوظات .
3- الأبنية : التي شُيدت بمناسبة حادثة تاريخية ( أقواس النصر – الأهرامات )
- المصادر الغير المباشرة :
1- الأبنية الخاصة : كدور السكن , الألبسة .
2- الأبنية العامة : كالمساجد وأسوار المدن وأبوابها
3- الكتب التي تتحدث عن العادات والتقاليد : ( الشعر القديم وكتب الفقه والقانون والقصص )
4- الآلات التي كانت تستخدم في الأزمنة الغابرة للحرب وللتجارة وللصناعة .
ويعطي المؤرخون هذه المصادر مكانة ممتازة في عملهم لأنها صدرت عن أصحابها عفوياً وبغير قصد.
ثانياً : تحليل المصادر ونقدها
يبدأ المؤرخ بتحليل المصادر من حيث الشكل والمضمون، فقد يلحقها التشويه المقصود أو غير المقصود,
ولذلك يُجري عليها الباحث نوعان من النقد :
أ- النقد المادي ( النقد الظاهري ) : وفيه يدرس نوع الورق والخط وتاريخ الأثر ومؤلفه.أي يتحقق من أصالة الوثائق والآثار قبل أن ينسبها للعصرالمناسب ، وربما تخلو المؤلفات التاريخية من أسماء مؤلفيها تواضعاً أو خوفاً .
وللمؤرخين وسائل عديدة في إثبات صحة الآثار والكشف عن حقيقتها منها
1- قد يستخدم المؤرخ الكيمياء لتحليل مادة الأثر ومعرفة ما إذا كان الورق والحبر يرجع إلى ذلك العصر,
كما يستفيد من الجغرافية ليعرف نوع الحجر الذي صنع منه هذا التمثال أو الأثر .
2- المقارنة بين مختلف النسخ للنص الواحد ليكشف ما هو أصيل في الأثر مما هو مضاف .
3- المقارنة بين الأثر وروح العصر الذي يُنسب إليها الأثر, فلكل عصر طريقته في النحت وأسلوبه في الكتابة.
4- إن العقل الإنساني هو المرجع الأعلى لكل مؤرخ, فهو الذي يحسن استخدام كل هذه الوسائل, وهو الذي يضع الفرضية المناسبة لفهم الآثار الصحيحة .
أ- مرحلة النقد المعنوي ( النقد الباطني ) :حيث يفسر المؤرخ نصوص الوثائق ويشرح معانيها ويميز بين :
1- المعنى الحرفي وروح النص :
فقد تستخدم الكلمة الواحدة للتعبير عن افكار تختلف عن بعضها إلى درجة التناقض .
2- المعنى المجازي والمعنى الحقيقي :
لكل عصر خياله الخاص وعواطفه وأعرافه، ومعرفة ذلك يحتاج إلى ثقافة واسعة .
ثالثاً : العلوم المساعدة في التاريخ
هناك علوم كثيرة، وكل منها مستقل بذاته، ولكنها مرتبطة بشكل أو بآخر بعلم التاريخ (كعلم الخطوط وعلم الآثار وبعض العلوم الإنسانية التي قد تسهم في الكشف عن الحوادث التاريخية (كعلم الاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع
رابعاً : التثبت من صحة المصادر ونقدها
1- صحة الخبر
الحالة الأولى : ( المخبر شاهد الحوادث شخصياً ) : ومشاهدتها كما هي رهن ب :
• أن يكون حواس المشاهد وقواه العقلية سليمة وألا يسترسل مع الخيال .
• ذو مركز اجتماعي يُمكّنه من المشاهدة (فالجندي لا يعرف عن المعركة ما يعرفه الضابط .
• أن يكون في درجة من الثقافة تمكنّه من الإلمام بالواقع وفهمه, (فالحاجب الذي يشهد مؤتمراً سياسياً لا يفهم منه ما قد يفهمه صحفي محترف .
• أن يسجل المشاهد الحوادث مباشرة حتى لا تتعرض للنسيان أو التحريف .
الحالة الثانية : ( الراوي لم يشهد شخصياً بل نقلها عن غيره )
وهنا يجب أن يتناول التحليل كلاً من الراوي والوسطاء والمشاهد الأول, ليُرى هل كانت الشروط متوافرة فيهم
2- صدق الخبر
إن الإدراك ليس تسجيلاً لواقع العالم الخارجي,
بل إنه ترتيب جديد لهذه الوقائع, وتلعب فيه الذاكرة والمحاكمة, والحالة النفسية العامة دوراً أساسياً,
وإذا انتقلنا إلى التاريخ نلاحظ أن الإنسان يرى الحوادث بمنظار عصره,
لأن الإنسان ليس حيادياً في الشؤون الإنسانية خصوصاً إذا كانت مما يتعلق بأمته أو بشخصه .
3- طريقة تقويم الخبر
لقد تمكن المؤرخون من وضع قواعد :
• المخبر : على المؤرخ ألا يأخذ الرواية كما هي، بل يصنف الروايات تبعاً لدرجة ثقته بالمخبر،
وأن يستبعد المخبر المتحيز، وأن يبحث عن العوامل التي دفعته إلى تحريف الأخبار لا شعورياً, (مثل طباعه وعاداته , وعلاقته بالذي يخبر عنه أكان صديقاً أو خصماً ؟)
• الخبر : يحذف المؤرخ منه ما ليس معقولاً, ويحذف أيضاً خبراً ينسب إلى عصر لا يمكن أن يحدث فيه وحتى عندما يصل الأخبار المعقولة , يجب أن يوازن بين مختلف الروايات التي تنقل الخبر والآثار التي تدل عليه، وينتخب منها ما هو أقرب للواقع .
• علاقة الخبر بعصره : لكل عصر طبيعة خاصة من حيث صناعته وتجارته وثقافته ...الخ فيجب على المؤرخ أن يراعي انسجام الخبر مع روح العصر المنسوب إليه .
الدرس السادس والعشرون : الخطوط الكبرى لطريقة علم التاريخ :
مرحلة تركيب التاريخ
أولاً : ترتيب الحوادث : وتقوم على ثلاثة عمليات وهي :
1- انتقاء الحوادث :
بعض الوثائق والمستندات تتضمن حوادث متنوعة، منها ما هو جوهري وما هو عرضي، فينتقي المؤرخ الحوادث الهامة التي أثرت في تطور المجتمع، ويهمل الحوادث البسيطة التي لم يكن لها شأن في مجرى التاريخ .
ويتحدد هذا الانتقاء بما يلي :
• الحوادث التي يعتبرها المؤرخ نقطة تحول في تاريخ الإنسانية كمعركة بدر مثلاً .
• الحوادث التي تعبر عن يقظة الضمير الإنساني كوثيقة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة .
• الحوادث التي جعلت تسلسل الأحداث ينحرف عن مجراه كالثورة الفرنسية مثلاً .
2- تنسيق الحوادث بحيث تتكامل فتصبح كلاً منسجماً :
المؤرخ كالفنان عليه أن يرتب الحوادث بالشكل الذي يبرز ارتباطها وهدفها . يجب أن يكون هناك تجاوب وتكامل بين الفكرة ( الفرضية ) والحوادث التي تشرحها الفكرة . والمؤرخ فنان , ولكنه عالم بالدرجة الأولى .
3 - ملء فراغ الحوادث التاريخية :
على المؤرخ أن يوفق بين هدفين متناقضين : التقيد بالحوادث التي ثبت صحتها من جهة والتكامل من أجزاء الصورة التي يعطينا عن الماضي من جهة ثانية يجب فهم طبيعة العصر الذي يؤرخ له بكل أبعاده , عندئذ يستطيع أن يستعيض عن الجزئيات والتفصيلات بالهيكل العام ويوضحه .
ثانياً : شرح الحوادث :
إن عملية التركيب التاريخي تقوم على إدخال علاقات سببية بين الأحداث أي محاولة تعليلها , ومعرفة أسبابها , فالحرب العالمية الثانية وقعت في أعقاب سلسلة من الأحداث التي سبقتها في الزمن . فالحادثة التاريخية تخضع لأسباب عديدة جغرافية واجتماعية واقتصادية وفكرية ولا ينكر أن الحوادث التاريخية من عمل الإنسان , ولأن الإنسان حر, ينتج عن ذلك أن الحوادث التاريخية تضم عاملاً حراً هو الإنسان الذي يتعالى أحياناً على التقيد, ويكيف الحوادث وفق نظام خاص يتصف بالحرية .
ثالثاً : معنى التاريخ :
الإنسان يتمتع بقدرة على تمثيل ماضيه , واستيعاب حوادثه , ليحسن قيادة مصيره ومستقبله .
فالمؤرخ لا يعتمد بحثه على وقائع معينة فقط , بل يتأكد من صحة واستقراء الحوادث ليبين وجهة التاريخ وهدفه
فقد يرى أحدهم أن العوامل الاقتصادية هي التي تحرك التاريخ بينما يرى آخر العوامل الثقافية
MoNir- عضو دهبي
- عدد المساهمات : 5815
نقاط : 41339
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 29/10/2011
» جميع دروس العلوم الإسلامية ملخصة مع ملخاصات قمة في الروعة
» تحميل دروس الفيزياء ملخصة ومشروحة