Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا



Oued Taga - وادي الطاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

مكتبة الصور


 حكاية المجنون  Empty
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 148 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 148 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 343 بتاريخ الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:09 am
التسجيل السريع



حكاية المجنون

اذهب الى الأسفل

 حكاية المجنون  Empty حكاية المجنون

مُساهمة من طرف زهرة القدس السبت ديسمبر 03, 2011 1:19 pm

قالوا عنه مجنون ولاحقته ألسنتهم بشتى الأقاويل، أزعجوه وضايقوه كثيراً. لكني لم أصدق هذا. ولم ألتفت لما يتهامسون به في مجالسهم. بل أجزم أنهم لا يعلمون من أحواله غير صمته المعتاد وانطواءه على نفسه بعيداً عنهم وكأنه أوجد لنفسه عالماً غير الذي يعيشه أهل القرية وأستأنس بمسبحته الطويلة تدور وتدور بيده حتى خمنت أنها لا تتوقف حتى وهو نائم، يقبل كل ظهيرة إلى المسجد فيصلي معنا ثم يحمل عصاه ويتجه صوب الصحراء، وكثيراً ما كنتُ أرقبه وهو يسير ببطء إلى خارج القرية حتى يغيب.. أين يذهب ؟! لا أعلم ولا يعرف أحد أين يقضي تلك الساعات ثم يعود قبيل غروب الشمس.. أحياناً يلقاه الصبية عند أطراف القرية فيضحكون ويسخرون منه. ببساطة بدأ يتضح لي أنهم هم المجانين وهو أعقل منهم فقد اصبح من غاب عن تفاهات أقوالهم واندثار مآثرهم منبوذ، لكن هذا لم يمنع فضولي من أن يزداد مع مرور الوقت.. أردت أن أعرف لمَ يخرج وماذا يفعل؟ فضولي هذا قادني خلفه يوماً. فسرت غير بعيد عنه.. وأنا أعلم أنه لا يلتفت في مشيه ولا يرفع رأسه إلا قليلاً. مضت ساعة مضنية شعرتُ فيها بالتعب الشديد وهو لم يتوقف ولم يتذوق شربة ماء. حتى أشرفنا على أرضٍ مروجها خضراء توجه هناك صوب كومة حجارة بدت وكأنها معلمٌ لقبر. وقف عندها قليلاً ثم جلس وأخرج من جيبه مصحف صغير وأخذ يقرأ وصوته العذب يتردد في المكان .. أبكتني في تلك اللحظات حلاوة ما أسمع منه وتمنيت لو أن أهل القرية هنا ليستمعوا له وليكفوا عنه ألسنتهم .
لم أشأ أن أبقى طويلاً بعد أن عرفت ما قادني فضولي إليه وعدتُ إلى القرية. لكنه لم يعد انتظرته طويلاً دون جدوى قلت في الصباح سأراه وحتماً سيكون في الظهيرة عندنا. وهكذا مرت الساعات ثقيلة عليّ حتى علا صوت المؤذن للصلاة، قد أكون أنا السبب عندما سرت خلفه لربما ضايقه هذا الأمر وقرر أن يختفي أو أنه فضل أن يبقى عند ذلك القبر أو .... كثرة تساؤلاتي وكثر معها قلقي حتى اصبح أهل القرية يمرون عليّ وهم يتهامسون مبتسمين [افرحوا كما تشاءون سأبصق عليكم يوماً وأترك لكم كل تفاهاتكم] لم يبقى أمامي غير الخروج إلى ذلك المكان للبحث عنه رغم أن هناك شعور في داخلي ينبئني بأني لن أراه مرة أخرى ولو سأذهب لعلي أريح نفسي مما أنا فيه .. دخلت المسجد وصليت الظهر لم ارغب حينها أن أسأل أحد من الموجودين عنه لأنهم حتماً سيسخرون مني وذلك دأبهم دوماً عند الحديث عنه ولا أظن أن أحداً ما سيهتم لأمر غيابه .
خرجت من القرية مستقبلاً تلك الأرض الشاسعة حتى أشرفت على المكان. لم يكن هناك سوى راعي يجلس عند الماء وغير بعيد عنه سرحت أغنامه .. تقدمت منه لأسأله عن ذلك الرجل كان يحمل عصاه وبجانبه بعض الأغراض ومعها المصحف. سلمت عليه وسألته:
- لمن هذهِ الأغراض ..
لوح الراعي بالعصا وأجابني ..
- هذهِ ؟
- نعم ..
- ولماذا تسأل ؟ أبينك وبين صاحبها شيء .. أتقربه ..
- لا .. ولكن كيف وصلت إليك؟
نهض الراعي من مكانه وأشار لي بالعصا أن أتبعه حتى وصلنا إلى القبر الذي كان يقرأ عنده القرآن .
- لقد وجدته هنا ليلة أمس ..
- وماذا حدث له ؟
- كان أقرب للموت وبيده المصحف .. لم يمضي وقت طويل حتى سلم روحه للخالق عز وجل
أمتلئ قلبي بالحزن وما عدت أقوى حتى على الحديث ..
- دفنته هناك قرب عين الماء وتلك حاجاته وهذهِ عصاه. أن كنت تعرف عن أهله شيئاً أوصلها لهم .. ثم هناك أمر آخر..
- وما هو؟
توقف عن الكلام وكأنه يحاول أن يستذكر ما حدث ليلة أمس.
- قال .. أن جاء من يسأل عني فقل له أن سري لم يكن في أمري بل في تعلقي بالله سبحانه وتعالى حتى ظن أهل القرية أني مجنون .. فكان بيني وبينهم دنيا هم أحبوها وأنا مقتها.
أطرقت رأسي إلى الأرض مما سمعت وأنا في تلك اللحظة اشد عزماً على ترك القرية .. فنهرني الراعي بالعصا وهو يقول ..
- أفهمت .. أحفظت ما قلت؟
أومأت برأسي فقال..
- قم واذهب إلى قومك ما أجفاكم على صاحبكم كان صالحاً وانتم قساة مجانين.
ثم تركني ومضي بعد أن ألقى عليّ بالعصا وهو يدمدم بكلمات لم أفهمها .. حملت الأغراض وقبلت المصحف ووضعته في جيبي وسرت وأنا أفكر على من سأبصق أولاً حين أترك قرية المجانين.

- منتدى وادي الطاقة 2011 ©-

زهرة القدس
عضو دهبي
عضو دهبي

عدد المساهمات : 1579
نقاط : 28308
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى