أين أنا وأين أريد الذهاب

هل صحوت يوما من نومك وأنت تبحث عن نفسك سائلا: أين أنا؟ هل حدث هاذا من قبل؟ قد نستيقظ من نومنا ونحن لا نعلم أين نحن أحيانا، كذالك هي حياتنا إنما نحن في أحلام متعددة ، كل واحد منا على أي وتر ينام، فهذا ينام على حلم إنتظار أن يصبح غنيا، وهذا ينام على حلم أن يصبح متعلما، وذاك ينام وهو يأمل بعد حلمه أن يجد بيتا وعملا..



متى نصحوا؟ قف الآن وفكر معي، أين أنت من حياتك؟ أين أنت وأين تريد الذهاب؟، غالبا ما نخرج من البيت ونستقل سيارة ونحن مدركين أن كنا وأين نريد الذهاب، ولم يحصل يوما أن خرجنا ونحن غير مدركين لوجهتنا، هذا ما يجعلنا عمليين جدا في التنقل، ونعرف جدا احتياجاتنا، فنركب هذا الباص ولا نركب ذالك لأن ذاك لا يأخذنا إلى وجهتنا، ولما نخرج ندرك جدا أننا خرجنا من البيت ذاهبين إلى هدف معين، فكر معي مرة ثانية، ماذا لو طبقنا هذا النمط من العمل اليومي في حياتنا؟ ماذا لو أدركنا بالتفصيل ماذا نريد في هاته الحياة؟ هل سنضيع وقتنا؟ هل سنربح الوقت باتخاذ أبسط الطرق لغاياتنا؟ هل سنركب باصا لا يوصلنا إلى ما نريد أن نصل إليه في حياتنا؟



هل استيقظت يوما وأنت تعرف جدا أين أنت؟ تعرف أنه ينقصك مال، وتعرف أنه يجب أن تعمل، لكن هل تعرف أي عمل تريده بالذات؟ أو كم يجب أن يكون لديك من المال؟ لا أبدا، فنحن نبحث دوما عن مال دون توقف ومن اي مصدر أحيانا، كذالك نبحث عن أي عمل حتى وإن كان خارج مجال تخصصنا المهم أنه يكسبنا مال، دون استعمال الألف ولام التعريف، لأنه لا نعلم بالذات ما نريد، فبقية حياتنا كلها نكرة، ألم يحن الآوان أن نضع لام التعريف لحياتنا ونحدد بدقة ما نريد؟



هل فكرت يوما كما يفكر الناجحون؟ أتعرف مالفرق بيننا وبينهم؟ هم عندما يستقظون يعرفون أي عمل يريدون ويعرفون جدا وبالتحديد أي منزل يطمحون إليه، وأي منصب سيصير إليه، قد يقول لي قائل، يا أخي دعنا من هذا الكلام فالواقع أمر آخر... صحيح معك حق هذا كلام، لكن الواقع لا يختلف عن الكلام الذي أقول فيه، جرب معي أعطني 30 ثانية من وقتك، فكر ما هو هدفك بالتحديد، لا تجب مباشرة فكر جيدا لا تجب إجابات عامة، لا تقل أريد أن أكون مدربا، أو مديرا، بل حدد قل أريد أن أكون مدير مؤسسة خاصة بي تعمل في مجال كذا.. حدد هدفك جيدا فكر فيه جيدا، هل اصبح واضحا ههدفك الآن؟ ما هو شعورك؟ ما هي احاسيسك، كيف أصبحت تفكر الآن؟ شعورك هو أنك بدات ترتاح لأنك فقط حددت هدفك وتعرف جيدا ما تريد أن تكون إليه، نفكيرك الآن إنتقل إلى مرحلة ثانية، وهي أريد أن أحقق الهدف الفلاني بالتحديد لكن كيف أصل؟

أريأيت التغيير الذي حدث في ذاتك، قد تتعجب وتقول أي تغيير حدث؟ سأجيبك الآن، كنت قبل بضع دقائق لا تعرف هدفك بوضوح وإن كنت تعرفه فأنت تفكر دوما في العوائق وتلوم الناس والدولة والمجتمع والأغنياء ووو ... لكن الآن طرحت سوال كيف؟ وهذا السؤال يقودك للبحث عن الحل لا عن المشكل.



طيب فلنتقدم خطوة أخرى، لدي سؤال لك، ما هي أول خطوة وأبسطها كي تسير في طريق هدفك؟ لا تقل لي يلزمني مال أو قطعة أرض، لا ، أريد منك جوابا يكون آنيا يمكنك أن تقوم به الآن دون تحركك من مكانك، مثلا: ما هي أول خطوة وأبسطها كي أكون مدير شركة؟ جوابي الخاص هو أكلم مديرا لإحدى الشركات على السكايب، ما الداعي لهذا؟ كي أعرف كيف وصل، كل التغييرات تبدأ بفكرة فسأبدأ بتغيير فكري من الآن، قد تكون أول خطوة هي أن أكتب أني أريد أن أصبح مديرا ناجحا، لا تهم بساطة أول خطوة، المهم أنها تقودني بخطوة نحو هدفي وغايتي.



السؤال التالي هو : ما هي الخطوة التي بعدها؟ ثم التي تليها ثم التي تليها، فستجد نفسك تنتج سلسة من الحلول البسيطة التي تقودك إلى هدفك دون أن تشعر ودون أن تتعب، دعني أخبرك أنه مهما كانت خطتك فستتغير مع الزمن وستأتيك فرص جديدة أكبر مما كنت تتوقع، فقط ما عليك إلا أن تصنع هاته الفرص ولا تنتظر أن تأتيك، واذهب إليها فلن تأتي أبدا.



ممتاز، عرفنا هدفنا بالتحديد، وعرفنا على الأقل 3 خطوات أولى تقودنا نحو هذا الهدف النبيل، الذي بدأنا نقترب منه، فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، طيب لدي سؤال آخر بسيط، متى تريد تحقيق هذا الهدف؟... قد تتوقف هنا للحظات وأنت تفكر وتحدث نفسك، ماهذا السؤال؟ وما أدراني متى أصل إلى هدفي، لست عالما بالغيب.... جيد جوابك رائع، لا أقول أننا نعلم الغيب لكن دعنا نخطط ونجعل مواقيت لأعمالنا، فالمسلم مربوط بالوقت والوعد، فاجعل لهدفك وقتا يجب أن تحققه فيه، ولا تنسى قول النبي صلى الله عيه وسلم، إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فهو صلى الله عليه وسلم يعدك أنك ستصل إلى ما نويت فقط ضع وقتا وحدده واترك الباقي لله عز وجل فهو الموفق.



أخيرا، توكل على الله وتأكد أنه لا شيئ يكون إلا بقدرة الله فلا تغفل عنه فيغفل عنك فهو الموفق لكل خير والميسر لكل يسر، فلا تظنن أنك قادر على شيئ أو فاعله غدا إلا ان يشاء الله فكن دوما معه يكن معك
أصلح نفسك وادعو غيرك