منعة ... تجربة في الترميم و المحافظة على التراث

الملخص

تعتبر مدينة منعة من أهم المعالم العمرانية والتاريخية المطلة على واد عبدي بمنطقة الأوراس ، وهي تقع على بعد 80
كلم جنوب شرق ولاية باتنة. يمتد تاريخها إلى العهد الروماني و يوجد بها العديد من المعالم والآثار من مختلف
الحقب. من أهم هاته المعالم معلمان أثريان حظيا باهتمام الكثير من الباحثين منذ عدة سنوات وهما : الدشرة ، أو
المدينة القديمة التي ما تزال قائمة و ما يزال السكان يقيمون بها، والمعلم الثاني معروف في المنطقة باسم دار الشيخ أو
قصر بن عباس و تتواجد به الزاوية القادرية إلى جانب احتوائه على المسجد القديم و ضريح به عدد من علماء
المنطقة، إضافة إلى ضريحين لأبناء أحمد باي الذي قضى مدة في منعة عندما اجتاحت القوات الفرنسية مدينة قسنطينة.
المدينة القديمة لمنعة مصنفة وطنيا ضمن المعالم الأثرية و قد بذلت بعض الجهود سواء من مواطنين، جمعيات أو
جهات رسمية لمحاولة المحافظة على هذا التراث.
يتطرق البحث إلى محاولة لتقييم مختلف الجهود المبذولة للمحافظة على ا ت لراث المعماري ومدى نجاعتها في ظل
تحولات اجتماعية واقتصادية كثيرة تشهدها المنطقة والتي تتجلى في تغييرات تدريجية للنسيج الحضري لكلا المعلمين .
يبحث الموضوع في دور المهارات المحلية في المحافظة على التراث وكذلك إشكالية سبل تحول قيمة المحافظة على
التراث من اهتمام نخبوي بحت إلى قيمة ثقافية عامة مشتركة منتجة و فعالة.
الكلمات المفتاحية :

منعة – الدشرة – قصر بن عباس – التراث – سبل الترميم و المحافظة


1 – تقديم مدينة منعة :

على بعد 85 كلم جنوب شرق الولاية باتنة تقع مدينة منعة في قلب منطقة الأوراس المعروفة بانحداراتها الشديدة ،
فهي منطقة جبلية تحيط بها الجبال من كل الجوانب مما يجعل من موقعها موقعا مميزا للغاية . يقطعها الطريق
الوطني رقم 87 و الذي يصل باتنة ببسكرة .
خريطة رقم 01 – موقع مدينة باتنة من الجزائر–

و يخترق منطقة الأوراس وادان هما الوادي الأبيض و وادي عبدي إلي جانب وادي فرعي آخر يسمى وادي بوزينة
، و مدينة منعة تقع على ضفاف وادي عبدي الذي يمدها بالمياه منذ عشرات السنين .

مرت مدينة منعة بالعديد من الحضارات ، و تقول المصادر التاريخية أن البرابرة أو الشاوية هم أصل هذه المنطقة
ثم جاء من بعدهم الرومان و الوندال و البيزنطيين و العرب المسلمين ، ثم الأتراك الذين لم يتركوا آثارا بهذه المنطقة
لأن أهلها لم يسمحوا لهم بالإستيلاء علي ها و الإقامة فيها ، في الأخير كان الاحتلال الفرنسي آخر من ترك آثاره
بالمنطقة ، لتأتي مرحلة جديدة بعد الاستقلال . و نظرا لطبوغرافية المكان الوعرة ، فإن العمران تكون منذ البداية
بالقرب من وادي عبدي و بعد الاستقلال توسعت المدينة بموازاة الطريق الوطني ، و كانت الدشرة أو المدينة القديمة
أول نواة للمدينة و التي اختلف المؤرخون في تاريخ بنائها و لا حتى من بناها ، إلا أن بعض الآراء تقول بأن هذه
النواة تكونت في القرن العاشر ، و دخول العرب المسلمين كان ابتداء من القرن السادس مما يؤكد أن الدشرة كانت
من بناء العرب المسل مين و حتى اختيار موقع بنائها الذي تقول عنه بعض المصادر أنه كان في أعلى الهضبة
لمناعته و منه اشتق اسم ( منعة ) الذي يعني الموقع المنيع الذي يبعد هجوم الأعداء .
ا
حسب إحصائيات 1931 كانت منعة تابعة لمقاطعة باتنة التابعة بدورها لقسنطينة ، و في عام 1959 أصبحت تابعة
للأوراس مقاطعة باتنة ، في 1963 أصبحت تابعة لأريس ، و منذ عام 1991 أصبحت مقرا للدائرة .
2 – الماء الشروب و نظام السقي : لا يوجد مشكل المياه الصالحة للشرب بالمنطقة فكل المنازل موصلة – 1
بشبكة المياه إلى جانب الربط بشبكة الصرف الصحي . أما نظام السقي بالمنطقة فقد كان تقليديا يعود إلى ما قبل
1900 و هو
ساري إلى يومنا هذا ، و يعتمد هذا النظام على نمط النوب يقسم كل مجال زراعي إلى مناطق و كل منطقة إلى جهات
محددة و يتم السقي بالنوب أي بالدور باليوم ويتم تسيير عملية السي من طرف السكان المحليين و لا علاتقة
للبلدية بذلك .و السقي يتم مباشرة بواسطة مياه الوادي عن طريق سدود ترابية بسيطة و قنوات منها ما هي
بالاسمنت و منها ما هي تقليدية بسيطة .إلا أن المنطقة حاليا تعاني تدهور السواقي بها و السدود و جفاف مياه
الوديان في أغلب المواسم.
2 – تراث مدينة منعة : يتمثل تراث مدينة منعة في معلمين أثريين لا يزالان يشكلان قيمتها التاريخية ، و استقطبا
إليها الكثير من الباحثين من مختلف بقاع العالم لدراستها . هذين المعلمين هما :

1 - الدشرة أو المدينة القديمة : – 2
هي أول ما تكون على أرض منعة ، و هي تقع على مرتفع يصعب مناله . في قمة هذا المرتفع نجد المسجد ، و
هو مسجد سيدي موسى الذي يرى من بعيد كنقطة تدعو للمدينة و تدل على وجودها ، ثم بني مسجد جديد ضمن
التوسعات الحديثة ليكونا كليهما معالم للمدينة .
تتكون الدشرة من دروب و أزقة ضيقة و ملتوية تتشكل بشكل يوائم طبوغرافية المكان و تنحدر من أعلى قمة
المرتفع إلى أسفله في شكل حلزوني ، و تتموضع المساكن على ضفاف هذه الدروب بمداخلها الضيقة و واجهاتها
الصماء ذات الطابق و الطابقين المبنية بمواد بناء محلية أغلبها مستخرج من تربة المكان التي يتم تصنيعها يدويا و
يتداخل لونها و طبيعتها مع لون الطبيعة المجاورة في توافق كامل .
1 - الدشرة أو المدينة القديمة : – 2
هي أول ما تكون على أرض منعة ، و هي تقع على مرتفع يصعب مناله . في قمة هذا المرتفع نجد المسجد ، و
هو مسجد سيدي موسى الذي يرى من بعيد كنقطة تدعو للمدينة و تدل على وجودها ، ثم بني مسجد جديد ضمن
التوسعات الحديثة ليكونا كليهما معالم للمدينة .
تتكون الدشرة من دروب و أزقة ضيقة و ملتوية تتشكل بشكل يوائم طبوغرافية المكان و تنحدر من أعلى قمة
المرتفع إلى أسفله في شكل حلزوني ، و تتموضع المساكن على ضفاف هذه الدروب بمداخلها الضيقة و واجهاتها
الصماء ذات الطابق و الطابقين المبنية بمواد بناء محلية أغلبها مستخرج من تربة المكان التي يتم تصنيعها يدويا و
يتداخل لونها و طبيعتها مع لون الطبيعة المجاورة في توافق كامل .

إلى جانب ما هو متوفر في المنطقة من مواد مختلفة كالأخشاب و الأحجار و غيرها . إلى جانب خصائص أخرى
بنائية مستمدة من البناء المحلي الت ل قيدي كتواجد الساباطات ، و الأبواب الضيقة و الفتحات الصغيرة ... إلخ

و أحيانا تتجاور بنايات قديمة بأخرى جديدة مبنية بمواد بناء حديثة بالخراسانة المسلحة و الطوب الحديث و الهيكل
المتعامل به الآن .

و مما يلاحظ من خلال ما شاهدناه من مميزات بنائية للدشرة أنها نفسها مميزات بناء المدن القديمة المتواجدة سواء
في الجزائر أو في العالم العربي و هي نفسها مميزات و خصائص المدينة العربية الإسلامية على العموم .

2 - دار الشيخ أو دار بن عباس : - 2
أول توسع للمدينة بعد الدشرة كان بناء دار الشيخ و المسماة أيضا دار بن عباس ، إذ قامت عائلة بن عباس
ببناء الزاوية القادرية و فيها حاليا مسجد و ضريح و عدد من المساكن ، و قد توارثتها هذه العائلة و سميت
باسمها إلى يومنا هذا . و قد كان لهذه الزاوية – ككل الزوايا في الوطن – دورها التعليمي و الدعوي و الخيري منذ
تكونها الأول و خاصة في فترات الحروب التي توالت على المنطقة و بالأخص في عهد الاحتلال الفرنسي الذي حاول
طمس معالم الشخصية الوطنية و الدين الإسلامي . و إذا كانت الدشرة قد بنيت على هضبة متدرجة الانحدار من
الأعلى إلى الأسفل ، فإن دار الشيخ بنيت شرق الدشرة على تلة منبسطة تحيط بها المراعي .
و تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في الضريح إلى يومنا هذا ضريحين لولدين من أولاد أحمد باي الذي فر من قسنطينة
إثر دخول المستعمر الفرنسي إليها و استيلائه عليها و أقام بمنعة عاما قبل أن يتم القبض عليه .
و مما يلاحظ أن المسجد بني على آثار رومانية – أعمدة و غيرها – مما يدل على أن الموقع كان يشغله الرومان
قبل عشرات السنين .

- تجارب ترميم التراث :
1 ترميم الدشرة : تمثلت عمليات ترميم الدشرة في التهيئة العمرانية التي تكفلت بها المصالح التقنية – 3
للبلدية بإسناد مشروع الترميم إلى مقاولة خاصة ، و ذلك بتزفيت أرضيات الدروب و الأزقة و بناء الحوائط الحامية
في الأماكن التي تعاني انزلا ق التربة بالإضافة إلى تسهيل عمليات صرف المياه و التي كانت من أسباب تدهور
الدشرة .و عمليات الترميم لا تزال متواصلة إلى يومنا هذا .

2 ترميم مسجد دار الشيخ : امتنعت عائلة بن عباس عن ترميم دار الشيخ لسنوات طويلة لعدم وجود – 3
الأيدي العاملة الحرفية الكفؤة التي تعيد الترميم بالمحافظة على نفس الخصائص البنائية للدار ، لكن مؤخرا تم العثور
على حرفي قام بترميم أجزاء متدهورة من المسجد سواء داخله بطلاء جدرانه أو خارجه بإ عادة إصلاح السقف

إلا أنه حسب أحد أفراد عائلة بن عباس فإن أعمال صيانة السطح عادت بالضرر على المسجد ، فقد استعملت فوق
طبقة الأخشاب طبقة من الاسمنت ثم الاحجار ثم طبقة أخرى من الإسمنت ، مما أدى إلى الحرارة الشديدة في الصيف
و البرودة الكبيرة في الشتاء ، و قد كانت قبل ذلك دافئة نسبيا في كل الفصول مما اضطر العائلة إلى استعمال التدفئة
الاصطناعية و ما استعملتها قبل ذلك أبدا .

– تقنيات الترميم :
استعملت في ترميم الدشرة مواد حديثة مثل الاسمنت المسلح ، خاصة في بناء الحوائط الحاملة الحامية لانجرافات
التربة إلا أنه و من أجل احترام الطابع التقليدي للمنطقة ، فقد استعملت نفس المواد المستخرجة من عمليات الهدم
مثل الأحجار و الأخشاب و إعادة استعمالها مرة أخرى .
أما في دار الشيخ ، فقد حاول الحرفي استعمال نفس المواد المحلية في ترميم المسجد ، كما استعمل أيضا الاسمنت
في السطح إلى جانب الحجارة . أما في طلاء الجدران فاستعمل نفس المواد المستعملة .

الدشرة قامت بترميمها مصالح البلدية بالاستعانة بمقاولين خواص كما هو جاري العمل في كل البلديات أو بالاستعانة
بمقاولة البلدية للأشغال حين لا تستدعي الضرورة تدخل الخواص . أما في دار الشيخ فبذلت عائلة بن عباس الجهود
و عثروا على حرفي واحد قم بترميم المسجد في انتظار ترميم باقي مرافق الزاوية .
3 دور السلطات المحلية في الترميم و المحافظة على التراث : – 4
تتكفل المصالح التقنية البلدية بإدراة و متابعة و مراقبة أشغال الترميم الممونة من طرف الدولة ، أما الإنجاز فتقوم
به الوكالة البلدية للأشغال أحيانا و في أغلب الأحيان تسند الأشغال إلى مقاولات خاصة التي تعتمد على تصاميم معدة
قبلا من طرف مكاتب الدراسات الخاصة و الحكومية . الهدف من أشغال الترميم المحافظة على تراث المنطقة و لا
تزال الأشغال متواصلة لذلك يمكن اعتبار أن الاهداف المرجوة من عمليات الترميم قد تحققت نسبيا في انتظار انتهاء
الأشغال .

4 دور السكان في الترميم و المحافظة على التراث : – 4
هناك مبادرات فردية قام بها السكان لترميم مساكنهم ، إلا انها مبادرات قليلة نظرا لارتفاع تكاليف الترميم . و لأن
الدشرة لا تزال آهلة بالسكان ، فإننا وجدنا أشغال ترميم و توسع ظاهرة على الواجهات .
5 – سلبيات و إيجابيات الترميم
1 في الدشرة : أشغال التهيئة الخارجية للدشرة ناجحة إلى حد ما خاصة أشغال تبليط الأرضيات و حماية – 5
البيوت و الصرف الصحي ، و هي لم تنته بعد ، لكن على مستوى المساكن فهي تحتاج إلى الكثير من الترميم .
2 في دار الشيخ : عمل الحرفي ناجح نسبيا حسب شهادة عائلة بن عباس ، لكن السطح يحتاج إلى – 5
إعادة ترم يم و باستعمال نفس المواد المحلية لتفادي الحرارة الشديدة و البرد الكبير ، و هذا ما ستتجنبه العائلة
مستقبلا حين استكمال أعمال الصيانة و الترميم من طرف الحرفي .
6 – الوضعية الحالية لتراث المنطقة :
* المساكن : تعاني تدهورا كبيرا

* الدروب و الأزقة : هي المستفيدة الأولى من عمليات الترميم ، إلا أن بعضها لا يزال في وضعية سيئة
*شبكات الصرف الصحي : تم القضاء نسبيا على هذا المشكل على مستوى البلدة ، أي الصرف الخارجي ،
أما داخل المساكن فلا يزال المشكل مطروحا في انتظار مشروع تهيئة متكامل داخل الدشرة و خارجها .


* دار الشيخ : مسجد بن عباس هو الذي لا يزال في حالة جيدة بفضل أعمال الترميم التي حظي بها ، باقي أجزاء
دار الشيخ لا يزال يعاني التردي و الانهيار .

مع العلم أن مشكل توقف عائلة بن عباس عن الترميم عائد إلى سببين رئيسيين :
- التمويل : إذ لم تجد حتى الآن ممولا لأشغال الترميم
- حرفي واحد لا يكفي للقيام بكل الأعمال كما أنه غير متوفر بصورة دائمة لانشغاله بأمور أخرى . فالبحث عنه و
إيجاده في المرة الأولى كلف العائلة وقتا طويلا من البحث ، و لعودته لابد من الانتظار .
المشاكل التي يعانيها تراث مدينة منعة :
يمكن إجمال المشاكل التي يعانيها التراث المبني بمنعة إلى ما يلي :
* تدهور حالة المباني التقليدية والكثير منها في طريق السقوط
*عدم مبادرة السكان لترميم مساكنهم إلا للضرورة لقلة إمكاناتهم المادية .

* زحف الاسمنت على النمط التقليدي والذي شوه المنظر العام للدشرة ، النمط الذي يميز المنطقة عامة
ومنعة خاصة
* عدم وجود جمعية أ تخذ بانشغالات المواطنين وتبادر في المحافظة على هذا التراث العمراني
* مساكن الدشرة ضيقة و لم تعد تلبي احتياجات السكان رغم توفرها على شبكات الصرف الصحي و شبكة
المياه و الكهرباء . و كل من يقطن الدشرة حاليا هم من الطبقة الفقيرة الذين لا يستطيعون بناء
سكنات جديدة .أما الميسرين فبعضهم قام بهدم منزله القديم و بناء مكانه آخر جديد ، و بعضهم الآخر هجر
منزله في الدشرة و بنى آخر خارجها.
* أما بالنسبة لدار الشيخ فهي تعاني من نفس المشاكل التي تعاني منها الدشرة ، فالجزء التقليدي القديم
أصبح شبه مهجور و غير قابل للسكن ، و بني بجانبه جزء حديث تقيم فيه من ب تقى من عائلة بن عباس
الذين هاجر أغلبهم و أقاموا في المدن الكبرى سواء في باتنة أو بسكرة .
* هناك مشاريع مستقبلية تخص تجديد قنوات الصرف الصحي للدشرة و تكسية أرضيات دار الشيخ ، و
هي مشاريع بعضها تابع لمخططات التنمية البلدية و بعضها الآخر قطاعية تتكفل بها مقاولات الخواص .
المصادر و المراجع :
Livre :
- Colonel Delartigue, (1904), Monographie de l’Aurès, 285 pages
Mémoires et thèses :
- Adjali , Samia , Mutation d’un habitat rural , étude de cas : Menaa ( Aurès) , mémoire de fin de cycle , I.A.U.C.Constantine , 1982
- Adjali, Samia, Evolution et mutation de l’habitat aurassien , thèse de doctorat en urbanisme , université de droit d’économie et des sciences d’Aix-Marseille , institut d’aménagement régional , 1988
- Barrou Djemaa, Zemouri Amel, Intervention urbaine pour la revalorisation d’un site historique. cas d’étude de menaa , mémoire de fin de cycle , I.A.U.C.Biskra , 1991
- Benabbes, Moussadek, Development of housing in Menaa, thesis of architecture, university of Newcastle Upone Tyne, 1986
Organismes et personnes :
- les services techniques de l’A.P.C de Menaa
- membres de la famille Benabbes propriétaire de la mosquée et la zaouïa de Benabbes