Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا



Oued Taga - وادي الطاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

مكتبة الصور


حافظوا على الصلاة Empty
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 144 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 144 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الخميس نوفمبر 07, 2024 4:07 pm
التسجيل السريع



حافظوا على الصلاة

اذهب الى الأسفل

حافظوا على الصلاة Empty حافظوا على الصلاة

مُساهمة من طرف Ø£ÙˆØ±Ø§Ù‚ الخريف الجمعة أغسطس 20, 2010 11:21 am

حافظوا على الصلاة



اللهم لك الحمد خيراً مما نقول، ولك الحمد مثلما نقول، لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام،ولك الحمد بمحمد رسول الهدي صلي الله عليه وسلم ، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت.



والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين ، بصر به من العمي، وأرشد به من الجهالة، وأخرج به من الظلمات إلى النور، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



حديثي في هذا الدرس سيكون عن مبدأ أصيل من مبادىء هذا الدين، فماذا نحن إذا تركنا رسالتنا وتعاليمنا وديننا؟ أي أمة نكون إذا تخلينا عن مبادئنا ومنهجنا ورسالتنا الخالدة التي بعث الله بها محمداً رسول الهدي صلي الله عليه وسلم ؟



قبل بعثه النبي صلي الله عليه وسلم كنا قبائل لم تكن لها حضارة ولا أدب ولا رسالة ولا خلق ولا سلوك ولا منهج، )هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2)



إن البرية يوم مبعث أحمــد*** نظر الإله لها فبدل حــالهــا



بل كرم الإنسان حين اختار من ***خير البرية نجمها وهلالهـــا



لبس المرقع وهو قائد أمــة***جبت الكنوز فكسرت أغلالــها



لما رآها الله تمشي نحـــوه ***لا تبتغي إلا رضاه سعي لهــا



أتي الإنسان صلي الله عليه وسلم وكان من أعظم أهدافه في العالم أن ينقذ الإنسان، والإنسان بلا إيمان ضائع في الحياة، والإنسان بلا رسالة ميت بلا روح،والإنسان بلا مبادىء دابة أو بهيمة، (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )(الأنعام: الآية122).



وأنت يا أخي القارىء ، إنما أنت جندي تمثل هذا الإسلام، وإنما أنت من مدرسة محمد صلي الله عليه وسلم ، وإن ما تقدمه لأبناء أمتك الإسلامية إنما هو في سجل حسناتك يوم أن تصلح ما بينك وبين الله، وإذا انقطع الحبل الذي بينك وبين الله فلن يصلح أبداً ما بينك وبين الناس.



يقول معاوية بن أبي سفيان لعائشة رضي الله عنهت: اكتبي لي وصية وأوجزي ، فقالت ك بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (( من أرضي الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضي عليه الناس، ومن أسخط الله برضا الناس سخط الله عليه واسخط عليه الناس)).



وهذا مبدأ معروف أن من قطع ما بينه وبين الله، قطع الله ما بينه وبين الناس ، فما هي الأمانة التي حملك الله إياها؟ وما هي أعظم هذه الأمانة؟ وما هي الوديعة التي أمرت بتأديتها؟



إنها الصلاة يا إخوتي في الله، والذي يخون الصلاة هو أول من يخون مرؤوسيه وأمته، هو أولاً يخون نفسه، ثم يخون أهله وأمته وعهده مع الله تعالي.



فالذي لا يتشرف بالسجود للواحد الأحد على الأرض سوف يسجد لوظيفته ومنصبه، وحذائه وسيارته، ودرهمه وديناره، وفي ذلك يقول صلي الله عليه وسلم : (( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتفش)) سماه عبداً لهذه الأشياء لأنها شغتله عن العبادة الحقيقة التي خلقه الله لأجلها، ولذلك يقول شاعر الباكستان محمد إقبال مناجياً الله عز وجل وهو يقرر مبادئ الإسلام.



ومما زادني شرفاً وفخــــــراً ***وكدت بأخمصي أطأ الثريا



دخولي تحت قولك يا عبـــــادي***وأن صيرت أحمد لي نبينا



وإرادتنا وقوتنا وعزيمتنا في أداء الصلاة جماعة كل يوم خمس مرات، والذي يتعاهد المسجد كل يوم خمس مرات سوف يكون أميناً مؤتمناً صادقاً مخلصاً منيباً بحول الله وقوته ) إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)(العنكبوت: الآية45).



فصاحب الصلوات الخمس لا يرتكب الفحشاء والمنكر، صاحب الصلوات الخمس لا يتعاطى المخدرات، ولا يكذب ولا يخون.



صاحب الصلوات الخمس لا يضيع وقته، ولا يضيع أسرته، ولا يضيع منهجه في الحياة ، ولذلك يخبرنا صلي الله عليه وسلم بأول برنامجنا الصباحي يوم أن نستقبل الحياة، فيقول صلي الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وغيره: (( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم من ذمته بشيء ، فإن من طلبه من ذمته بشيء كبه على وجهه في النار))، ويوم تترك صلاة الفجر جماعة فانتظر من صاحب هذا الترك كل شيء، لا تستبعد عليه كل جريمة.



من الذي قاد الشباب إلى السجون في المخدرات؟ من الذي قاد فتيان هذه الأمة إلى السرقات والزنى والمخالفات والسيئات؟



كل ذلك يوم تركوا الصلوات )وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (الزخرف:36).والذي لا يعرف المسجد يعرفه الله السجن، والذي لا يخاف من الله يخوفه الله من كل شيء ، والذي لا يرجو لقاء الله، يسلط الله عليه من لا يرجو لقاءه.



فيا إخوتي في الله، الرسول صلي الله عليه وسلم يصف لنا علاجاً لجميع الذنوب والمخالفات، وما أكثرها في حياتنا إلا من رحم الله عز وجل . فيما رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه: (( أرايتم لو أن نهراً على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات أيبقي من درنه شيء؟)) قالوا: لا يا رسول الله، قال: (( ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)).



نار الدنيا تطفأ بالماء، لكن نار الآخرة لا تطفأ لأن وقودها الناس والحجارة . والفوز عندنا في الإسلام في قوله تعالي: ) فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ )(آل عمران: الآية185)، فالفوز يبدأ من أن يزحزح أحدنا عن النار، ) فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)(آل عمران: الآية185).



والخزي عندنا نحن أهل الإسلام يوم أن يدخل أحدنا جهنم والعياذ بالله، ليس الخزي في عدم الوظيفة، ولا الخزي أن تعيش فقيراً أو مسكيناً أو مريضاً، لا ، الخزي كما رآه المؤمنون في قولهم: )رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (آل عمران:192).



إخواتي في الله : إن الصلاة شأنها عظيم في هذا الدين، فهي عموده الذي قام عليه، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولذلك لما طعن عمر رضي الله عنه وأرضاه وهو في سكرات الموت قال: الله الله في الصلاة، وهو في سكرات الموت أوصي بالصلاة فقال صلي الله عليه وسلم : (( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)) عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.



فإذا علم ذلك، فما وجد في الساحة من أمور تجرك إلى الفاحشة والجريمة، إنما هي من تخطيط المستعمر، وهي حرب اشتركت فيها المجلة الخايعة والأغنية الماجنة والفديو المهدم، وكل ذلك يقود الأمة إلى الدمار والعار.



أذكياء الغرب واساطينه بدأوا الآن ينظرون أنه لا حل إلا الإسلام، ومن ينظر إلى الكاتب الأمريكي (( دايل كرنجي)) يعلم أنه عرف الطريق لكن ما عرف السعادة، يقول : لا سعادة إلا أن تتعرف على الله، ومن أراد فليقرأ الكتاب فهو موجود في أسواقنا ومكتباتنا، لكن لما رخصت قيمة المسلم في نفسه بترك الصلاة بدأت تتداول هذه المعاصي، المجلة الخليعة التي تحمل الصورة للداعرة، فتحبب الفاحشة، وتحبب الجريمة.



والأغنية التي تشغل القلب وتلهيه عن محبوبه ومطلوبه وهو الله الواحد الأحد.

قال ابن القيم:



قال ابن عباس : ويرسل ربنا*** ريحاً تهز ذوائب الأغصان



فتثير أصواتاً تلذ لمسمـــع ***الإنسان كالنغمات بالأوزان



يا خيبة الآذان لا تتعوضي *** بلذاذة الأوتار والعيـــدان



الصور التي تعرض في الساحة كلها لإضلال القلوب ولصدها عن باريها سبحانه وتعالي، فبداية الكارثة كانت يوم تركنا الصلاة أو يوم ترك بعضتا الصلاة، أو يوم تهاون بعضنا في الصلاة.



أحد الأدباء العالميين المسلمين الكبار أتي إلى الجزيرة ورأي المساجد ترتفع منائرها في السماء، ورآها مزخرفة وجميلة، لكن ما رأي مصلين، فبكي وقال:



أري التفكير أدركه خمــول *** ولم تبق العزائم في اشتعال



وأصبح وعظكم من غير نور***ولا سحر يطل من المقال



وجلجلة الأذان بكـــل حي*** ولكن أين صوت من بلال



منائركم علـت في كل ساح*** ومسجدكم من العباد خال



العجيب كل العجب أن الله يعطي ما يتمناه العبد كله، فمن كانت إرادته أن يحفظه الله حفظه الله، ومن كان مقصده الزيغ أزاغ الله قلبه. وهذا في القرآن، يقول الله لمن أطاعه سبحانه وتعالي: )وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69) ويقول سبحانه وتعالي للزائغين فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)(الصف: الآية5 ).



أحد الصالحين وهو عامر بن ثابت بن عبد الله بن الزبير كان إذا صلى الصبح رفع يديه وقال: اللهم إني أسألك الميتة الحسنة ، قالوا: ما هي الميتة الحسنة؟ قال: أن يتوفاني ربي وأنا ساجد، فأتته سكرات الموت وأذن لصلاة المغرب، قال: احملوني إلى المسجد، وقالوا: أنت في الموت كيف نحملك إلى المسجد؟ قال: سبحان الله، أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح وأموت هنا!! لا والله. فحملوه على الأكتاف، ووضعوه في المسجد وصلي جالساً، فلما كان في السجدة الأخيرة قبض الله روحه، ولذلك يقول محمد إقبال:



نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم***والحرب تسقي الأرض جاماً احمرا



جعلوا الوجوه إلى الحجاز فكبروا *** في مسمع الروح الأمين فكبــــرا



فدين بلا صلاة معناه ضياع، لا منهج ، ولا أخلاق، ولا سلوك.



كيف تطلب من الفرد مدنياً أو عسكرياً أن يكون صادقاً وهو لا يصلي؟ كيف تطلب منه أن يكون أميناً وهو لا يصلي؟ كيف تطلب منه أن يكون وفياً وهو لا يصلي؟ فن هدم ما بينه وبين الله هدم الله ما بينه وبين الناس، ولذلك إرادتنا وقوتنا وأصالتنا وعمقتا في الصلوات الخمس، وحين نتركها نضيع والله هباء منثوراً.



وأنا قلت : إن مبدأ الصدق هو حفظ الله بظهر الغيب، يقول لقمان لابنه وهو يعظه: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان:16) .



يقول : لو كانت حبة الخردل هذه، وهي حبة صغيرة كالسمسمة، لو كانت هذه الحبة بصخرة صماء لا يظهر منها شيء أتي بها السميع البصير ، لماذا؟ ليقول له: يا بني لو تسترت بالجدران فالله معك، ولو اختفيت وراء الحيطان فالله معك، ولذلك وجد في الناس من قلت مراقبته للواحد الأحد، فضيع مسؤوليته وأمانته وضيع عمله فجعله هباء منثوراً، فلا بد للعبد من مراقبة الله عز وجل في السر والعلانية، في الخلوة والجلوة، أن يعبد الله عز وجل كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله عز وجل يراه، (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ )(المجادلة: الآية7).



يقول الأندلسي موصياً ابنه:



وإذا خلوت بريبة في ظلــمة***والنفس داعية إلى الطغيان



فاستحي من نظر الإله وقل لها ***إن الذي خلق الظلام يراني



قيل للإمام أحمد: ما دليل القدرة، قدرة البارى؟ قال: يا عجباً بيضة الدجاج، أما ظاهرها ففضة بيضاء، وأما باطنها فذهب الإبريز، تفقس فيخرج منها حيوان سميع ، ألا يدل عل السميع البصير؟



أعرابي يصلي في الصحراء ، بدوي صلي ركعتين، فقال له رجل من الملحدين : لمن تصلي؟ قال: لله. قال: هل رأيته؟ قال: عجباً لك ، الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، وسماء ذات أبراج، وليل داج ، ونجوم تزهر ، وبحر يزخر ، ألا يدل على السميع البصير؟‍‍!!



قل للطبيب تخطفته يد الردى*** من يا طبيب بطبه أرداك



قل للمريض نجا وعوفي بعدما *** عجزت فنون الطب من عافاك



قام صلي الله عليه وسلم على المنبر يوم أحد قبل المعركة بيوم فأعلن الحرب على أبي سفيان، وندد بإجراءاته وبظلمه وبتعسفه حول المدينة، وقال: نقاتلهم في المدينة، ما نقاتلهم في أحد، فقام شاب في الخامسة والعشرين من عمره قال: يا رسول الله لا تحرمني دخول الجنة، فو الله الذي لا إله إلا هو لأدخلنها.



فتبسم صلي الله عليه وسلم من الذي يحلف على الله فقال: (( بماذا تدخل الجنة؟)) ما هي المؤهلات؟ قال: بخصلتين ، أولهما: أني أحب الله ورسوله، وثانيهما : أني لا أفر يوم الزحف.



قال صلي الله عليه وسلم : (( إن تصدق الله يصدقك))، إن كنت صادقاً فسوف تري، فبدأت المعركة، وحضر هذا الشاب ، وخاضها بنفسه، يريد جنة عرضها السماوات والأرض، ما يقاتل من أجل ناقة أو شاة أو بعير، لا، بل من أجل إرضاء الواحد الأحد، فقتل ومر به صلي الله عليه وسلم ومسح التراب عن وجهه وقال: (( صدقت الله فصدقك الله، صدقت الله فصدقك الله، صدقت الله فصدقك الله)).



وليس بغريب أن يأتي من أمثالكم من الأبرار الأماجد فيعيدون سيرة السلف الصالح من أمثال خالد بن الوليد الذي تحدي الموت، قال له الرومي: يا خالد إن كنت متوكلاً على الله كما تزعم فهذه القارورة مملوءة سما فاشربها.



فقال خالد: بسم الله توكلت على الله، وشرب القارورة كلها ثم قال: الحمد لله، فما أصابه شيء ، لأنه توكل على الواحد الأحد.



قتيبة بن مسلم أتي يحاصر كابول عاصمة أفغانستان التي ضاعت منا لما ضيعنا الصلوات الخمس، جيوش ما تصلى كيف تنتصر؟ جيوش ما تعرف الله كيف تتوجه إلى الله ؟ كيف ينزل النصر والفتح والرزق إلا من عند الواحد الأحد؟ النصر من السماء ليس من الأرض ، أتينا إلى الدنيا ما عندنا إلا خيول قليلة، وثياب ممزقة، ورماح مكسرة، ففتحنا الدنيا.



سعد بن أبي وقاص ـ قبل أن آتي إلى قتيبة ـ حضر القادسية بثلاثين ألفاً وجيش فارس مائتان وثمانون ألفاً ، فقام سعد يصلى الظهر بالمسلمين، قال: الله أكبر، فكبر معه ثلاثون ألفاً، وركع فركعوا في لحظة واحدة ثم سجد فسجدوا جميعاً، فقال رستم قائد فارس وهو ينظر من بعيد إلى الجيش في انتظام، فعض أنامله وقال : علم محمد الكلاب الأدب ، بل علم صلي الله عليه وسلم الأسود الأدب، وبدأت المعركة.



قال رستم قائد فارس لسعد: أريد أن ترسل لي جندياً من جنودك لأكلمه، فأرسل سعد ربعي بن عامر في الثلاثين من عمره، قال: لا تغير من هيئتك شيئاً، فإنا لن نفتح إلا بطاعة الله، يقول: لا تأخذ شيئاً، لا تلبس تاجاً، ولا ذهباً ولا حريراً، كن على هيئتك، لأن مبادئنا في قلوبنا، وإرادتنا تحطم الحديد، فذهب ربعي بفرسه ورمحه وثيابه ودخل على رستم.



فلما رآه رستم هو ووزراؤه وقواد الجيوش ضحكوا، قال رستم: جئتم تفتحون الدنيا بهذا الفرس المعقور، والرمح المثلم والثياب الممزقة؟ قال ربعي: أي والله، إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العبادة إلى عبادة رب العبادة، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.



وبدأت المعركة، وفي ثلاثة أيام صفي سعد حساب المجرم، وسحقهم في الساحة، (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27)كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) (الدخان:25/29) .



حاصر قتيبة بن مسلم كابول ليفتحها، وقبل الحصار قال: التمسوا لي محمد بن واسع، ابحثوا لي عن العابد الزاهد محمد بن واسع الأزدي أحد العباد الكبار ممن حضر المعركة، فذهبوا فوجدوه قد صلي ركعتي الضحي وأتكأ على رمحه ورفع سبابته إلى الواحد الأحد...من أين يأتي النصر والفتح؟ من الله. من أين يأتي الرزق؟ من الله.



يـــا حافــــــظ الآمال أنـ *** ـت حفظتني ومنعتنـــــي



وعدا الظلـــوم علــى كـــي *** يجتاحني فنصـــرتــنــي



فانقــاد لــي متخشعـــــــاً*** لــمــا رآك منعتنـــــي



دخلت بعض الجيوش العربية إسرائيل وقد كتب على بعض أعلامها:



آمنت بالبعث رباً لا شريك لــه ***وبالعروبة دينــاً ما له ثان



وضربت الدبابات في الصباح، وفي ما يقارب الساعة العاشرة دخلت الجيوش بلادها مهزومة ، وإذا الثكالى يندبن ويلطمن وجوههن، وإذا موشي ديان يتكلم على الشاشة ويضحك ويقول: العرب لا يعرفون القتال، ابن القرد والخنزير يتكلم عليهم ما تركوا الصلوات الخمس وكفروا بالواحد الأحد، أخزاهم الله، فتكلم هذا القرد لأنه وجد في الساحة شكلاً آخر غير الشكل الذي واجه به اليهود الصحابة، ليسوا من أحفاد خالد وسعد وطارق وصلاح الدين.



رجل آخر يقول في مجمع ويصفقون له، يقول:



هبوا لي ديناً يجعل العرب ملة***وسيروا بجثماني على دين برهم



يكفر بالإسلام يقول: أعطوني أي دين يجمع العرب غير الإسلام.



بلادك قدمها على كــل مــله *** ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم



تعالي الله عما يقولون علواً كبيراً.



قال قتيبة بن مسلم: التمسوا لي محمد بن واسع فوجدوه يمد أصبعه ويدعو الله، فعادوا إلى قتيبة فاخبروه، فقال: الحمد لله، والذي نفسي بيده لأصبع محمد بن واسع خير عندي من مائة ألف سيف شهير، ون مائة ألف شاب طرير، فإذا علم ذلك فلا نطلب التوفيق إلا من الواحد الأحد، والتوفيق إنما يأتي عندما نصلح ما بيننا وبين الله ونصلح ما بيننا وبين الناس.



يقول أحد الصالحين: والله إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وخلق خادمي، من يعصي الله يعصي الله عليه كل أمر، مسؤوله لا يرضي عنه، أمته لا ترضي عنه، ولاة الأمور لا يرضون عنه، ومن تردي برداء ألبسة الله ذلك الرداء.



فليتك تحلو والحياة مريرة ***وليتك ترضي والأنام غضاب



وليت الذي بيني وبينك عامر*** وبيني وبين العالمين خراب



إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب



العنصر الثاني: أوصيكم باجتناب المعاصي ما ظهر منها وما بطن، والمعاصي هذه مقت وغضب ولعنة من الله الواحد الأحد. يقول الله عن بني إسرائيل : )فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ )(المائدة: الآية13) ويقول سبحانه وتعالي فيهم: ) كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّه)(الجمعة: الآية5) .



والله عز وجل يقول: )أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:16) .



علم أن من ضيع الله في الطاعات يبتلى بالمعاصي، وأن من ثبته الله على الطاعات يثبته حتى الموت ، (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (ابراهيم:27).



حدثني بعض الإخوة أن في الجزائر شاب عابد ولي من الأولياء أتته حادثة انقلاب سيارة، فأغمي عليه ثلاثة أيام... أترون ماذا كان يقول في الثلاثة أيام؟ كان يقرأ الفاتجة على لسانه وهو مغمي عليه لا يدرك شيئاً، كان يردد الفاتحة صباح ومساء حتى أتاه موته.



شاب آخر في هذه البلاد أتاه حادث انقلاب سيارة فوجد تحت الكفر وهو في حالة شنيعة وهو يردد: هل رأي الحب سكارى مثلنا!! ، (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (ابراهيم:27).



ذلك يوم نشأ على الفاتحة ، مات على الفاتحة، وهذا يوم أن نشأ على هل رأي الحب سكارى مثلنا، مات على ذلك لأن معتقده ومبدأه ومنهجه هذا الصنف، والله يثبت من يشاء ويضل من يشاء لكن بأسباب وبإرادات وبمزاولة من العبد، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.



إذا علم هذا، فإن واجب العبد أن يكف عن المعاصي ، وأن يتقي الله ليسدده الله عز وجل ويأخذ بيده، ونحن نعترف بنعم الله علينا ظاهرة وباطنة، لكن وجد من أبنائنا من بدلوا نعمة الله كفراً، )أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) (ابراهيم:28).

والذي يطالع في الأحداث التي وقعت في الساحة قبل أيام يري أن هناك أناساً يعيشون بلا إدراك وأنه ينقصهم الوعي، وأنه لا بد من دعوة هؤلاء وحثهم على الطاعة، وهذا واجب الدعاة والآباء والأساتذة، على هؤلاء جميعاً أن يوجهوا ذاك الجيل، الجيل الذي ترك المسجد، فلما ترك المسجد أتي ليشغل فراغه بكل شيء ، جيل يتابع أحداثاً ما كان لها أن تتابع، هدد الأمن وأزعج الناس وضيع وقته ومستقبله.



أري الكافر أن هذه أمتنا، وأن هذه رسالتنا في الحياة، زمجرة، ورقص ، وتصفيق ، وتهتك ونهيق وزفير، والإسلام بريء من هذا، الإسلام دين عقل ونقل، والإسلام مبادىء خالدة ، الإسلام رسالة في الحياة، )وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان:18/19) ، الإسلام رسالة.



فالعنصر الثاني: أن نكف عن المعاصي، يقول الشافعي وقد شكا لشيخه سوء الحفظ والنسيان فأمره بترك معصية الله عز وجل :



شكوت إلى وكيع سوء حفظي*** فأرشدني إلى ترك المعاصي



وأخبرني بأن العلـــم نور *** ونور الله لا يؤتي لعــاص



أحد الناس نظر نظرة لا تجوز له فقال له أحد العلماء: أتنظر إلى الحرام، والله لتجدن نتيجتها وغبها بعد حين، قال: نسيت القرآن بعد أربعين سنة، لأنها اثر.



ومن آثار الذنوب كثيرة، منها: قسوة القلب، وقسوة القلب ضرب به اليهود ضربة قاسية، لأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم. ومن آثار الذنوب اللعنة، لأن العبد إذا استمر في الذنوب وطبع على قلبه لعن والعياذ بالله.



ومن آثار الذنوب قلة البركة في الرزق، ومن آثار الذنوب الضنك في المعيشة، رأيناهم ورأيتموهم يسكنون في القصور الشاهقة ويركبون السيارات الفاخرة ويلبسون الملابس الفاخرة ويتنعمون بالمشارب والمطاعم، لكنهم ما وجدوا الأمن والسكينة، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (125)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) (طـه:124/126).



إبراهيم بن أدهم أحد الصالحين ، يعيش على الرصيف وما يجد إلا كسرة خبز، ولكنه بذكره وتلاوته وعبادته يعيش في رغد من العيش، في جنة ، قال له الناس: هل أنت سعيد؟ قال: والله الذي لا إله إلا هو، إنا في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.



ابن تيمية شيخ الإسلام ما كان يملك من الدنيا إلا ثوب وعمامة، لكن يقول وقد سجنه أهل البدع وأهل المعاصي لما أنكر عليهم قال: ماذا يفعل أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أني سرت فهي معي.. أنا قتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وسجني خلوة.



أغلقوا عليه باب السجن فقال: ) فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)(الحديد: الآية13) ، يقول له أحد الفجرة من السلاجقة: يا ابن تيمية يزعم الناس أنك تريد أن تلغي ملكنا، وتأخذ ملكنا.



قال: ملكك؟



قال: نعم.



قال: والله ملكك لا يساوى عندنا فلساً واحداً ، لأنه يريد السعادة، والسعادة لا تحصل والله إلا بذكر الله، ومن يقرأ (0 دع القلق وابدأ الحياة)) لدايل كارينجي، و(( الإنسان لا يقوم وحده)) لكيرسي ميرسون، يري أنهم ما وجدوا السعادة.



يقول أحدهم: بحثنا عن السعادة فأخفقنا.. وهذا الذي ألف الكتاب أخذ السكين وذبح نفسه فمات، لأنه ما وجد السعادة.



ما هي السعادة؟ السعادة أن تتوضأ كل يوم خمس مرات، السعادة أن تصلي كل يوم خمس مرات فرائض وأن تتزود بالنوافل، السعادة أن تطالع القرآن المجيد وأن تتدبر آياته، السعادة أن تكون ذاكراً للواحد الأحد ، السعادة أن تجدد التوبة لك دائماً، السعادة أن تخرج المنكرات والفواحش والمعاصي من بيتك، أن تكون رجلاً حازماً مربياً معلماً موجهاً في مجتمعك وأمتك، وتقودهم إلى جنة عرضها السماوات والأرض، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6)



بعض الناس كبير في السن جاوز الأربعين، حدثنا عنه أنه لما أتت المباراة كان ينظر إلي الشاشة ، فلما أتت الصلاة أراد ألا تفوته المباراة فأخذ غترته وجدعها وأنزلها في الأرض ثم نقر أربعاً وسلم، وأخذ يتابع المبارة!! أهذه صلاة؟ أهذا قلب أوتي نوراً؟ ) ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)(النور الآية40).



بعض الناس وجد أنه يتحمس لقضايا الدنيا، ولو ضيع ابنه عشرة ريالات لأقام الدنيا وأقعدها على تضييعها، ولكن ابنه لا يصلي، ابنه يدخن، ابنه يستمع الغناء الماجن صباح ومساء ، ابنه لا يقرأ القرآن ، ابنه مع الشلل والعصابات المنحرفة في المقاهي والمنتديات ومع ذلك لا يغضب!! أي قلب هذا؟



من يهن يسهل الهوان عليه *** ما لجــــــرح بميت إيلام



يا أيها الإخوة الأخيار، يا أيها الأبطال، يا أبناء من رفعوا لا إله إلا الله، ووزعوا لا إله إلا الله على البشرية، إنني أسألكم بالله العظيم أن نعرف مسؤولياتنا ومهماتنا،ومقاصدنا في الحياة الدنيا، إذا عرفنا ذلك نفعنا أمتنا وبلادنا وديننا، ورفعنا أنفسنا فوق هامات الجميع، وإلا لو كانت المسألة مسألة تقدم مادي وحضاري دنيوي لكان الكفار فوقنا في كل شيء.



نحن ما صنعنا طيارة ولا سيارة ولا صاروخاً ولا برادة ولا ثلاجة، لكننا أتينا لنصنع القلوب، أتينا لنقدم للناس إسلاماً وديناًن يقول كيرسي ميرسون: أعطيناكم الطائرة والصاروخ والثلاجة والبرادة، وأنتم لم تعطونا الإسلام، حرمتمونا الإسلام، نعم إنهم يريدون الإسلام.



لقد أخفق كل دين في الساحة إلا دين الله وهو الإسلام . جربت العلمانية فإذا هي لعنة، وجربت النصرانية المحرفة فإذا هي لعنه، وجربت الشيوعية فإذا هي لعنه، وأتي الناس يدخلون في دين الله، ولكن شبابنا بدا كثير منهم معجباً بنفسه، متكبراً على أوامر ربه، ومنهم من ترك الصلاة بالكلية ، فهل هؤلاء الذين سيقدمون الإسلام للبشرية؟



فيا إخوتي في الله، هذه المعلومات ليست بغريبة عليكم ولا جديدة، ولكن من باب الذكري والاتعاظ، لعل الله أن يرحم حالنا، لأن المعاصي كثرت، وسببها ترك الصلوات الخمس، ولذلك كتب عمر إلى سعد في القادسية: الصلاة الصلاة، فإن عدوكم لن يغلبكم إلا بمعاصيكم أو كما قال عمر رضي الله عنه وأرضاه.



فيا إخوتي في الله، أسأل الله أن يغفر لي ولكم الذنوب والخطايا، وأن يجعلنا صالحين مصلحين، مصلين صائمين، ذاكرين عابدين.



يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا ***وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه



كم نطلب الله في ضر يحل بنا*** فإن تولت بلايانا نسينـــاه





ندعوه في البحر أن ينجي سفينتا *** فإن رجعنا إلى الشاطيء عصيناه



ونركب الجو في أمن وفي دعة *** فما سقطنا لأن الحافـــظ الله



فيا الإخوة الأخيار، يا من تقدمون النفع للأمة، يا من تسهرون لينام الآخرون، ) قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)(التحريم: الآية6).



أطفئوا عنكم نار جهنم، أنقذوا عنكم نار جهنم، أنقذوا أنفسكم وأهليكم من النار، حافظوا على عهد ربكم ولا تضيعوه بتضييع الصلوات الخمس في المساجد، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، حافظوا على كتاب ربكم تلاوة وحفظاً وفهماً وتدبراً ، أعدوا أنفسكم ليوم قال فيه: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج:1/2) .



والله أعلم، وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أوراق الخريف
أوراق الخريف
عضو دهبي
عضو دهبي

انثى عدد المساهمات : 1515
نقاط : 29123
السٌّمعَة : 36
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 70
الموقع : http://www.shbab1.com/2minutes.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى