Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا



Oued Taga - وادي الطاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

مكتبة الصور


 .....................  Empty
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 42 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 42 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 300 بتاريخ الخميس ديسمبر 22, 2022 2:40 am
التسجيل السريع



.....................

اذهب الى الأسفل

 .....................  Empty .....................

مُساهمة من طرف MoNir الخميس نوفمبر 01, 2012 11:24 am


[size=25]ميلة تاريخ وحضارة


يرجع تاريخ ميلة إلى العصر الحجري الحديث, حيث يوجد بالولاية احد أهم مواقع ما قبل التاريخ في الجزائر،نخص بالذكر موقع مشتى العربي قرب شلغوم العيد أو بالأحرى إنسان مشتى العربي الذي يعود إلى الحضارة القفصية في شمال إفريقيا. أما عن مدينتنا فقد تم اكتشاف أدوات صوانيه في السهل الشمالي الغربي الممتد بين المدينة القديمة وواد بوخنزير ووادي مخزود, وهي ذات أحجام مختلفة. برزت ميلة في العهد النوميدي كإحدى أهم المدن التابعة لماسينيسا, حيث تذكر المصادر أنها كانت إحدى مقاطعاتها تدعى ميلو نسبة إلى ملكة كانت تحكمها. في العهد الروماني وفي عهد يوليوس قيصر ظهرت ميلاف كواحدة من المدن الأربع التي تشكل الكونفدرالية السيرتية وقد ذكرت في العديد من المنقوشات الأثرية بعدة تسميات منها : Milev, Mulium, Molium, Médius,Milo, Milah ou Mila

عن أصل التسمية, اختلفت الآراء والتأويلات، ولكن اتفق جل الباحثين على أن أصلها امازيغي ميلاف تعني الألف ساقية أو الأرض المسقية . وميلو تعني الظل في اللغة الامازيغية وميديوس تعني المكان الذي يتوسط عدة أمكنة وهو مشتق من موقعها الجغرافي حيث تتوسط أهم المدن القديمة.

تعاقبت على ميلة أربعة عهود متتالية العهد الروماني والوندالي فالبيز نطي أي العهد المسيحي وثانيها الفتح الإسلامي وثالثها العهد التركي و رابعها العهد الفرنسي:

ميلة في العهد النوميدي

تعتبر منطقة ميلة من المناطق النوميدية العريقة التي ظهرت في الشرق الجزائري تتخللها مساحات سهلية شاسعة خصبة صالحة للفلاحة وتربية المواشي وتكثر فيها البساتين و الحدائق وأشجار التفاح والأجاص لتوفر المياه بالمنطقة وغزارتها .عرفت ميلة استقرارا بشريا مبكرا والتجمعات السكانية قبل الاحتلال الروماني وكانت تشمل على قرى وبوادي تقطنها القبائل النوميدية وبعض الجاليات البونيقية .على الرّغم من عدم توفر المصادر التاريخية التي تشير إلى عمران النوميدين وكانت ميلة تابعة إداريا وسياسيا لمملكة الماسييسيل والتي عاصمتها مدينة "سيرتا" وكان سكانها في هذه الفترة لا يختلفون عن سكان العاصمة الإقليمية في العناصر البشرية وتكون مدينة ميلة قد إستفادت من تأثيرات الحضارة النوميدية والبونقية في نمط البناء والعمران لقربها من سيرتا ومجاورتها لها.

ولعل مدينة ميلة كانت قرية صغيرة أو قلعة عسكرية أمامية مع مدينة تيديس لحماية مدينة سرتا عاصمة المملكة النوميدية وقد زاد من أهميتها المكانة الاقتصادية فموقع ميلة في التل وبالقرب من الموانئ الساحلية و المدن الداخلية جعلها تشكل المحور الذي تتلاقى فيه شبكة الطرق المؤديّة إلى عاصمة الإقليم حيت كانت محطة رئيسية للقوافل التجارية وسوقا ذائعة الصيت تستفيد منها المناطق والمدن المجاورة لها كانت مدينة ميلة تسمى في هذه الفترة "ميلو" "ملو"وهو اسم كان يطلق على ملكة نوميدية قديمة ويؤكد هذه الفرضية التمثال الذي اكتشف في الحفريات التي جرت في المدينة سنة 1880

ميلة في العهد الروماني

قام الرومان باحتلال مدينة سرتا سنة 112ق م فامتد سلطانهم إلى المناطق والمدن التابعة لها ولاسيما القريبة منها كميلة وقد اهتم الرومان بتخطيط مدينة ميلة وتعميرها فجلبوا إليها المياه عن المناطق المجاورة كما أنشاوا الدور و القصور والأبراج والأسوار وتشييد شبكة الطرق والمواصلات داخل المدينة وخارجها وربطها بمدن تقع على الخط الأفقي الممتد منها إلى مدينة سيرتا (قسنطينة) شرقا وكويكول (جميلة) في الجنوب الغربي وتأسيس خطوط عمودية أخرى تربطها بالموانئ الساحلية ،وقد صارت مدينة ميلة قاعدة هامة لحماية مدينة قسنطينة من الثورات المحلية ومن الهجومات الخارجية . شيد الرومان ميلة من حجارة وصخور الجبال المحيطة بها كما حفرت بها الآبار و العيون وأقيمت بالقرب منها بعض السدود الصغيرة لسقي الحقول التي اشتهرت بها المنطقة حتى سميت ميلة بـ"ملكة الحبوب والحليب"يقول المؤرخ والرحالة الروماني بوليبيوسِِ ~كانت ميلاف في أول الأمر قلاعا حربية للدفاع عن سيرتا ثم اخذت في التوسع الى ان أصبحت في عهد تراجان شبيهة بسيرتا ~ .عمل الرومان على نشر الديانة المسيحية في المدينة خاصة في القرن الثالث الميلادي فكانت معقلا من معاقل المسيحية في المنطقة ,وقد بنيت بها واحدة من أقدم الكنائس في الجزائر وقد اشتهرت المدينة بقديسها اوبطاتوس الميلي المناهض للمذهب الدوناتي وصاحب المؤلفات العديدة وقد عقد بها مؤتمرين للمجمع الكنسي الأول سنة 402 والثاني في 416 ميلادي والذي ترأسه القديس أوغسطين بنفسه.

ميلة في العهد الوندالي

بعد انحطاط الإمبراطورية الرومانية وانشقاقها زحف الو ندال إلى بلاد المغرب ومكثوا في الإقليم الشرقي حوالي قرن من الزمن ويحتمل أن ميلاف قد أخضعت سنة 445م من طرف القائد الوندالي بيليزار الذي جعلها مركزا لمراقبة باقي الأقاليم المجاورة.

ميلة في العهد اليبزنطي

استولى البيزنطيون على المدينة سنة (539-540م) ويبدوا أن البز نطيين جدّدوا بناء أسوارها وأبوابها ومنشآتها العمرانية ,ونظرا لأهميتها الدينية والإستراتجية جعلوا منها المدينة القلعة حيث قام القائد سولومون ببناء السور المحيط بالمدينة وطوله 1200 متر و دعمه بـ 14 برج للمراقبة، وقد حرس على ضم أهم معالم المدينة الرومانية . أي أن القديس او ville évêché وقد كان للمدينة في العهد البز نطي دور ديني بالغ الأهمية الراهب هو السلطة الحاكمة في المدينة.

عمل البيزنطيون على إرهاق السكان بالضرائب والمغارم الباهضة وباضطهاد ديني ظالم مما جعلهم يقدمون برد فعل يحفظ لهم كرامتهم فأكثروا من الثورات واللإ نتفاضات ضد الوجود البيزنطي في المدن والقلاع والحصون والمزارع ,غير أن هذه الثورات المتكررة لم تتمكن من إزالة اللإحتلال البيزنطي واستمر ذلك حتى الفتح الإسلامي.

ميلة إبان الفتح العربي الإسلامي

في سنة 674م أي سنة 55هـ دخل الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار ميلة فاتحا , بعد أن حاصرها حصارا محكما وأناخ عند منافذها وقطع عن أهلها الماء حتى استسلموا له فسقطت في يده ودخلها منتصرا واستقربها وقام ببناء أول مسجد في الجزائر الثاني في بلاد المغرب بعد مسجد عقبة بن نافع في القيروان التونسية على أنقاض الكنيسة الرومانية هوالذي يطلق عليه اليوم إسم "مسجد سيدي غانم"كما قام بتشييد دار الإمارة ملاصقة له . وقد اختار ميلة لتكون مقر العمليات الحربية في المغرب الأوسط ,ونقطة إشعاع للفكر الإسلامي الجديد وقد اختارها لأنها تقع بين التجمعات السكانية الكبيرة,وتتوسط مدن الشرق الجزائري واكبر القبائل البربرية من جهة والمغرب الأوسط وإفريقية من جهة أخرى وطهّر بذلك أهل المنطقة من الثالوث المسيحي وأعتقهم من نير الروم وظلمهم وحوّل مدينة ميلة من مدينة بيزنطية مسيحية إلى مدينة عربية إسلامية.

عندما فتحها العرب المسلمون أطلقوا عليها إسم" ميلاح"وهو تحريف لاسمها الروماني وذلك لتسهيل نطقها .اعتنق سكان ميلة الدين الإسلامي ثّم بدأوُ يبتعدون شيئا فشيئا عن المظاهر التي كانت سائدة قبل الإسلام وأخدوا يتخلون عن الحضارة البيزنطية واللغة اللاتينية , ومع مرور السنوات اندثرت لغة كتامة وأصبحت اللغة العربية هي اللغة المتداولة حتى الآن , ومنذ ذلك التاريخ ازدادت الأهمية الإستراتجية والاقتصادية و العسكرية لمدينة ميلة.
ميلة في عصر الولاة

وانتقل إلى ميلة في ذاك العصر الدور الذي كانت تلعبه مدينة قسنطينة في المنطقة قبل الفتح،وصارت ميلة في وقت قصير مقرا إداريا وعسكريا له أهميته ملحقا بالقيروان دون وسيط, في نهاية عصر الولاة واثناء حكم الاغالبة أصبحت المدينة تدور في فلك طبنة عاصمة الزاب في التنظيم الإ داري الجديد الذي أحدثته إدارة الولاية العباسية بإفريقية

ميلة في عهد الأغالبة والفاطمين

ضلت ميلة تتبع إداريا إقليم الزاب في العهد ألأغلبي فاغتنم أبو عبد الله الشّيعي فرصة غياب الأمير ألأغلبي إبراهيم بن أحمد الذي توجه إلى جزيرة صقلية سنة 289-901م لفتح مدينة طرمين الحصينة بجزيرة صقلية,وكان موسى بن عباس صاحب مدينة ميلة قد أسهم في هذا الغزو بنصف قواته وكانت من العوامل التي سهلت مهمة أبي عبد اللّه الشيعي , قام أبو عبد اللّه الشيعي بإسقاط ميلة وتعين والي جديد عليها يدعى أبو يوسف ماكنون بن ضبارة الأجاني الكتامي عم أبي زاكي و توالت هزائم الأغالبة وانتصارات الفاطميين إلى أن دخل الداعية الشيعي القيروان واسقط الدولة الأغلبية سنة 298هـ -908م ومن ثم نلخص القول أن ميلة كانت أول مدينة أغلبية تسقط في يد الفاطميين وانطلاق وبداية حضارة امتد نفوذها إلى الشام ومصر وبسطت سيطرتها على البحر المتوسط والأقاليم المجاورة .

ميلة في عهدالزيرين

بعد انتقال الخليفة المعز لدين الله الفاطمي (352-365هـ/953-975م) إلى مصر سنة361هـ/971م ترك ولاية المغرب إلى بلكين إبن زيري وانتقل الحكم إلى الزيريين حيث تذكر المصادر أن سكان ميلة قاموا بثورة ضد الحاكم الزيري المنصور إبن أبي الفتوح سنة (378هـ/988م) وامتنعوا عن دفع الضرائب وكان ولاءها ضعيفا لأن كتامة ترى أن الحكم أحق إليها من الزيرين الصنهاجيين باعتبارهم ساهموا في بناء الدولة الفاطمية وأصحاب إنتصارتها في المشرق والمغرب فزحف إليهم الحاكم بجيش كبير أرعب أهل كتامة ولكنه أوقف الزّحف واتخذ قرار تهجير الأهالي وطردهم إلى باغاي قرب مدينة خنشلة الحالية وبقيت ميلة خالية من السكان لفترة من الزّمن وفقد ت أهميتها السياسية والعسكرية ثم أعيد إعمارها وأ صبحت تخضع لحاكم قسنطينة .

ميلة في عهدالحمادين

رجع إلى مدينة ميلة بريقها إبتداءا من القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي أثناء حكم الحماديين فانتعشت فيها العمارة وتطورت التجارة وعرفت في ظل الحكم الحمادي نهضة اقتصادية ونشاط تجاري معتبر ساعدها في ذلك الأراضي الزراعية الخصبة المحيطة بها وموقها في ملتقى الطرق الرابطة بين المدن الساحلية والداخلية.

ميلة في العهد الموحدي

(524-558هـ/1130-1163م) تراجع دورها الإداري والعسكري وخلفتها قسنطينة في ذلك الدور ولكنها ظلت تحت تأثير الأحداث التي تجري حولها لاسيما الحروب التي قامت ضد الموحدين وضلت المدينة تخضع للحكم الموحدي 70عاما ولكن ضعف الدولة الموحدية بعد وفاة الحاكم الموحدي يعقوب المنصور وانهزام المسلمين في معركة العقاب سنة (609هـ/1212م) أدى إلى انقسام بلاد المغرب إلى ثلاث دول في النصف الأول من القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي وهي الدولة الحفصية (تونس) الزبانية (تلمسان) المرينية(فاس).

ميلة في عهد الحفصين

كانت ميلة تابعة إلى الدولة الحفصية حيث إستطاع أبو زكريا يحيى الحفصي (625-647هـ/1228-1249م) أن يستولي على بلاد كتامة وحواضرها سنة (628هـ/1231م) وأصبحت مدن الشرق الجزائري تخضع للنفود الحفصي وكانت قسنطينة عاصمة الإقليم وميلة تدور في فلكها وتتبعها مباشرة وقد حدد حسن الوزان في القرن (9هـ/15م) مقدار خراجها بحوالي 4000 دينار وعدد سكانها نحو 15000نسمة يسكنون بنحو 3000 منزل وظلت على هذه الحال إلى أن دخلها الأتراك خلال القرن(10هـ/16م)

ميلة في عهد العثمانين

بعد إعلان الجزائر تبعيتها للخلافة العثمانية سنة1516 شهدت تغيرات إدارية ,حيث أصبحت ميلة تابعة إلى بايليك الشرق تخضع لسلطة داي قسنطينة وتذكر المصادر أنها كانت تلعب دورا اقتصاديا هاما فهي مخزن الداي,وقد عمل العثمانيين على إصلاح مبانيها ومساجدها كالرحمانية والقصبة والأسواروالقلاع وتجديد مجاري وسدود المياه وتميز عمرانها في هذا العهد بجمعه بين الطابع العربي الإسلامي والتركي في حين عرفت التجارة والفلاحة والصناعات والفنون ازدهارا خاصا بهذا العهد أيضا,وتضم عدة معالم تعود إلى فترة الحكم العثماني لعل أهمها قصر الأغا بفرجيوة مسجد سيدي بويحيى.

ولكن لم يدم مثل هذا الحال حيث اقتضت حكمة الخالق ابتلاءا باللإستعمار الفرنسي

ميلة أثناء الاحتلال الفرنسي الفترة الممتدة من 1830 إلى 1954

1) الاحتلال الفرنسي و المقاومة الشعبية بميلة:

اعتبر الغزو الفرنسي للجزائر حلقة في الحركة التوسعية الأوربية و تعبيرا عن تفوق البلدان الغربية صناعيا و عسكريا. فالغزو لم يكن لاعتبارات سياسية داخلية طارئة شنتها حكومة تبحث عن انتصارات خارجية, لتغطية مصاعبها الداخلية, فمثل هذه الاعتبارات لا تختلف عن قضية ديون الداي على فرنسا و ضربة المروحة, و غير ذلك من الذرائع الدبلوماسية و الحجج الدعائية لحملة مبيتة منذ زمن بعيد. فقد تم الغزو في فترة مناسبة بعد تحضير منهجي طويل, فالدولة الجزائرية كانت في حالة أزمة بسبب عدم الاستقرار و الوضعية الاقتصادية الصعبة التي زادتها خطورة الحصار الذي فرضته عليها فرنسا طيلة ثلاث سنوات (1827 – 1830).

لذا عندما نزل الجيش الفرنسي و هو أقوى الجيوش الأوروبية يومئذ بشاطئ سيدي فرج في 14 جوان 1830, بقوة قوامها 37 ألف جندي, لم يجد أمامه سوى 15 ألف جندي نظامي جزائري و نفس العدد من المتطوعين.

لقد حاولت هذه القوة أن تشن هجومها مضادا, لكنها وجدت نفسها أمام جيش يفوقها عددا و يتفوق عليها عدة, و أحسن منها تنظيما و تجهيزا,و كانت النتيجة احتلال الجزائر العاصمة. لم تكتفي فرنسا بالاحتلال العسكري لمدينة الجزائر ثم عنابة أين أقامت تحصينات لها, بل انتقلت تدريجيا إلى باقي المناطق متبعة سياسة الدم و النار لإخضاع المواطنين و الاستحواذ على ممتلكاتهم.

1-1 احتــلال ميلــة:

احتل الفرنسيون مدينة ميلة في 04 جويلية من سنة 1837, وقد أظهر سكانها مقاومة عنيفة للاستعمار, حيث نشبت ثورات بمنطقة زواغة و فرجيوة استمرت حوالي 17 سنة من بداية سنة 1849 إلى غاية 1865 على فترات متقطعة, أرسل الفرنسيون الجنرال (سال) لإخمادها سنة 1849, و كانت هذه السنة فترة مناسبة لتجديد الكفاح لأن فرنسا كانت منشغلة داخليا بالاحتمالات التي لربما ستحدث (بعد ثورة 1848 التي أدت إلى سقوط الحكم الملكي بفرنسا, و العسكري بالجزائر و قيام سلطة مدنية), و الذي بقي بالجزائر كان منشغلا بالقضاء على الثورات المحلية في جهات أخرى, و منها ثورة سكان زواغة و فرجيوة بالبابور شمال قسنطينة و ثورة بني حساين و بني مناد وريغة و بني زقزق في منطقة الجزائر العاصمة و مليانة و المدية التي امتدت بعد ذلك إلى منطقة التيطري و سور الغزلان و أولاد نايل.

خلال سنوات 1858 – 1860 تم احتلال معظم مناطق البابور, كما تم القضاء على نفود بورنان من عائلة بن عزالدين التي كانت هي وعائلة بوعكاز بن عاشور بفرجيوة تتقاسمان حكم المنطقة, فنفي بورنان من المنطقة إلى المنطقة المحصورة بين شمال ميلة و سفوح الوادي الكبير التي قسمت إلى عدة مناطق إدارية صغيرة لإضعاف مركز العائلة, أما عائلة بوعكاز بن عاشور بفرجيوة فقد عمل الفرنسيون على إضعافها بطريقة ديبلوماسية حيث أقنعوا رئيسها بالانتقال إلى مدينة قسنطينة للاستقرار بها مع احتفاظه بلقبه الإداري كقائد, و بمداخيله المالية التي يحصل عليها من سكان فرجيوة و ذلك في يوم 13/11/1861 و قسموا إدارته إلى منطقتين تخضعان لضابط فرنسي برتبة نقيب.

وفي سنة 1864, في الوقت الذي اندلعت فيه ثورة أولاد سيدي الشيخ بالجنوب الوهراني ثار سكان زواغة و فرجيوة بجبال البابور و الشمال القسنطيني بزعامة و قيادة أسرة اولاد بني عزالدين في زواغة, و أسرة بني عاشور في فرجيوة وكان ضمن حوافزهم للثورة ثورة إخوانهم في الغرب الوهراني و ثورة علي بن غداهم و رفاقه في تونس ضد الباي التونسي الذي أصبح لعبة في أيدي القناصل الأوروبيين الأجانب.

اتهمت السلطة الاستعمارية القائد بورنان بمساعدة الثوار بمنطقة الوادي الكبير و كان أول إجراء قامت به السلطات الفرنسية ضد الثوار اعتقال بوعكاز بن عاشور و أولاد بن عزالدين و مقدم زواغة الرحمان.

و لكن ثوار منطقة ميلة واصلوا المقاومة ضد الاستعمار طوال سنة 1864 و بأساليب مختلفة, فاعتصموا بالمناطق الجبلية و هاجموا القوات الفرنسية و أعوانها من الجزائريين. و لم تمر هذه الأحداث بسلام على سكان المنطقة بل عمدت فرنسا إلى نفي العديد من العائلات عقابا لهم, كما فرضت على السكان غرامات جماعية باهضة, وأسندت السلطة للضباط الفرنسيين الذين شجعوا المعمرين القادمين من أوربا حيث استولى هؤلاء على الأراضي الخصبة بمنطقة ميلة, و انشأوا قرى استيطانية بعد أن طردوا السكان من أملاكهم وصادروها عنوة و في سنة 1876 أنشىء المركز الاستعماري بميلة وتم بناء المدينة الجديدة سنة 1877.

2) انتفاضة 08 ماي 1945:

تحتل انتفاضة 08 ماي مكانة في تاريخ الحركة الوطنية و تختلف بأسبابها و طبيعتها ونتائجها عن الحوادث السابقة التي عرفتها البلاد منذ الاحتلال الفرنسي.

إنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى الظروف السياسية و المعنوية التي سبقت الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الجزائري:

فمن الجانب الجزائري كانت نواة حركة "أحباب البيان و الحرية" أهم حركة علقت عليها الآمال حينذاك, تتألف من عناصر حزب الشعب الجزائري الذين تمثلت مهمتهم في القيام – في خضم الجماهير – بعمل سياسي قانوني.

وكان الغرض من هذا النشاط أن ينضوي الشعب برمته تحت مذهب الاستقلال و برهنت الحضوة الكبيرة التي نالتها هذه العناصر لدى السكان على فكرة الاسقلال التي تظل الشعور العميق و الأمنية الوحيدة لكل جزائري.

إن تمكن حركة "أخباب البيان و الحرية" من خلق وحدة وطنية جعلت الإدارة الفرنسية تتخوف من عواقبها, وجعلت المعمرين و المتطرفين الفرنسيين يشتدون في التحامل عليها و يحاولون تحطيمها.

كانت المخاوف التي ساورت السلطة الاستعمارية على جانب من الجسامة حيث أن ليستراد كاربونيل (lestrade Carbonnel) عامل عمالة قسنطينة, قد باح بذلك , حين صرح في 26 أفريل 1945 بما يلي:

" نحـن على أبواب عمليات كبرى, سنقوم بها ضد حزب سياسي مشهور, قصد حله ".

بالنسبة للجزائريين حانت ساعة التعبير عن المشاعر الوطنية و عن تعلقهم بالحرية كغيرهم من شعوب الدنيا يوم 08 ماي 1945 , حيث خرج المتظاهرون عن بكرة أبيهم حاملين اللافتات و العلم الوطني مرددين العبارات التالية:

" يسقط الاستعمار ", تحيا الجزائر حرة مستقلة ","أفرجوا عن مصالي", "أطلقوا سراح المعتقلين السياسيين " ولم تمر الساعات الأولى من الثامن ماي حتى حدث الاصطدام, إثـر اعتـداء محافظ الشرطـة الفرنسية في مدينة سطيف و إطلاقه الرصاص على الشاب شعال بوزيد الذي كان يحمل العلم الوطني الجزائري, ثم امتدت الاستفزازات إلى أكثر مدن وقرى و دواوير القطر, خاصة في قالمة و نواحيها و خراطة و دواويرها. و قد أسفرت العمليات على استشهاد ما يزيد على 45000 من الجزائريين و اقتياد الآلاف إلى السجون و المحتشدات, و إعدام العشرات عن طريق المحاكم.

2-1 انتفاضة 08 ماي 1945 بميلة:

لم تقتصر انتفاضة 08 ماي 1945 على المدن و لا على جهة واحدة فحسب بل امتدت إلى أعماق الريف الجزائري, صانع المعجزات و البطولات فشعب الأرياف قدم أروع التضحيات و البطولات عبر مختلف مراحل تاريخ الجزائر, وما الأحداث التي وقعت في كل من دوار المنار, و دوار تسدان (بلدية تسدان حدادة حاليا), ودوار الروسية (بلدية العياضي برباس) إلا خير شاهد على ذلك. و الدواوير الثلاثة لها حدود مع ولاية سطيف من الناحية الجنوبية و يرتبط سكانها بروابط اجتماعية سكانها بروابط اجتماعية و اقتصادية و عرقية متينة مع سكان هذه الولاية. تأثر سكان هذه الدواوير لما حدث لإخوانهم في سطيف وهبوا للثأر و الانتقام بما أتيح لهم من إمكانيات , فشنوا هجومات متعددة بالعصي و السكاكين و الفؤوس على ثكنات و مراكز الغدارة الاستعمارية:

- ففي دوار زارزة قتل ثلاثة حـراس للغابة (فرنسيين) مع عائلاتهم بمركز تمانتوت مع إحراق و إتلاف كل ما في المركز.

- قتل حارسين للغابة (فرنسيين ) بدوار أولاد عامر مركز السكاح مع اتلاف و حرق كل ما في المركز.

- أما في دوار الروسية ( بلدية العياضي برباس ) فقد تعرض مواطنوها في مشتى قرقوس إلى حارسين للغابة (فرنسيين) و قتلوهما بينما كانا فارين من قبضة مواطني أولاد عامر بمركز السطاح في اتجاه مدينة فرجيوة.

- أما في منطقة فج مزالة (بلدية فرجيوة) فقد اجتمع الشعب في ثلاث نقاط حول البلدية يوم 09 ماي ما بين العصر و المغرب بالمئات شمالا و غربا و جنوبا و تشاوروا في كيفية الهجوم على مقر الدرك و حاكم البلدة و المعمرين القاطنين داخل البلدية. و فعلا فقد وقع الهجوم ليلا, حيث تم إحراق مركز البريد و أضرمت النار في قبو البرج الغداري الذي لجأ إليه المستوطنون و الواير و القياد.و نظرا لكون المهاجمين لم يكونوا يحملون سلاحا فعالا ما عدا بعض بنادق الصيد و العصي و السكاكين, فإن الهجوم لم يكن له أثرا عسكريا باستثناء الحرائق و ما ألحقوه من تخريب ببعض المؤسسات الاستعمارية.

2-2- نتائج انتفاضة 08 ماي 1945:

بعد هذه الحـوادث مباشـرة تأكد الجـزائريون أن:

- الكفاح السياسي السلمي الذي مارسوه منذ عام 1919 لا يجدي مع استعمار متعنت.

- الوعـود الفرنسية منذ الاحتلال حتى عام 1945 لم يتحقق منها وعد, ولا يمكن ان يتحقق في ظل استعمار استيطاني.

- الجزائري جزائري, لا قيمة له, سواء كان من دعاة الاندماج, أو الإصلاح, أو الاستقلال, و سواء ارتدى البذلة العسكرية الفرنسية, أو رفض ارتداءها.

إن اعتماد أسلوب الكفاح المسلح فرضته طبيعة الاستعمار نفسها في الجزائر, فهو استعمار استيطاني جعل من أرض الجزائر جزءا لا يتجزأ من ترابه الوطني, فالنضال الإصلاحي في ظل هذا الوضع لن يؤدي إلى أية نتيجة, و هذا ما أكدته تجربة النضال الوطني منذ الثمانينات من القرن الماضي, فالكفاح المسلح يمثل امتداد للنضال الوطني الأصيل, فهو تعبير و بأسلوب جديد عن رفض المساومة على مقومات الشخصية الوطنية و رفض رهن مستقبل الأجيال و التأكيد من جهة اخرى بكون الشعب الجزائري أمة لها تاريخها تكونت مثلما تكونت بقية الأمم فهي ليست فرنسا و لا تريد أن تكون فرنسا.

ميلة أثناء الاحتلال الفرنسي الفترة الممتدة من 1954 إلى 1962:

1) الفاتح من نوفمبر 1954:

1-1-التحضير لأول نوفمبر 1954:

كانت مجازر الثامن ماي 1945 مريرة بالنسبة للحركة الوطنية . أثبتت للشعب, و أكدت للمناضلين و المكافحين بأن حرية الجزائر لا يمكن أن تتحقق بوسائل "اللاعنـف" و أن الاستعمار لا يمكن أن يسلم بحق الجزائري في الحرية و الاستقلال إلا بالثورة. يضاف إلى ذلك اختلاف اتجاه الأحزاب السياسية, و تباين أهدافها و وسائلها و أفكارها, و تعفن الأوضاع فيما بينها, مما زاد في إعراض الشعب عنها و عدم اكتراثه بها, و اهتمامه بأوضاعه التي كانت تتمثل في: الفقر المدقع, و الجهل المطبق و المرض القاتل. تلك هي جملة الأسباب العامة التي ساعدت على تعميق فكرة القيام بثورة مسلحة ضد الاستعمار.

اما الأسباب المباشرة التي عجلت بتنفيذ هذه الفكرة و دفعت بالمناضلين إلى تحمل عبء الكفاح المسلح بسرعة فهي:

أولا: انقسام حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية على نفسه (مؤيدين لمصالي الحاج-المصاليون-و أعضاء اللجنة المركزية المعارضون لهم-المركزيون-) ودخول المناضلين في صراع و تطاحن حادين, تاركين آمال الشعب تتحطم و تضيع.

ثانيا: تشكيل "اللجنة الثورية للوحدة و العملة, التي وضع أعضاؤها نصب أعينهم إنشاء جبهة و جيش التحرير الوطنيين و البدء في الكفاح المسلح حتى الاستقلال التام لكافة التراب الوطني.

و تشكلت النواة الأولى لهذه الحركة من مناضلين اطلق عليهم اسم مجموعة الاثنين و العشرين (22) و من بينهم أبناء ميلة :

أ- بن طوبال الأخضـر المدعـو عبد الله:

ولد سنة 1923 بميلة, انخراط في صفوف حزب الشعب سنة 1938 ثم أصبح عضوا في المنظمة السرية سنة 1950, و عاش مدة في منطقة آريس بالأوراس مع جماعة من الإخوة الذين كانوا في السرية ينشطون. و كان من المؤيدين لاقتراحات القيام بالكفاح المسلح.

بعد اندلاع الثورة عين عضوا في قيادة المنطقة الثانية شمال قسنطينة و لما تولى زيغود يوسف قيادة المنطقة الثانية أصبح بن طوبال نائبا له, و هو من الذين حضروا لهجومات 20 أوت 1955, كما حضر مؤتمر الصومام الذي انعقد في 20 اوت 1956 و عين خلاله عضوا إضافيا في المجلس الوطني للثورة.

بعد استشهاد زيغود يوسف تولى قيادة الولاية الثانية سنة 1956, كما عين عضتوا في لجنة التنسيق و التنفيذ في سنة 1957 مكلفا بالشؤون الداخلية.

ولما تشكلت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19/09/1958 بالقاهرة عين وزيرا للداخلية من سنة 1958 إلى سنة 1960, ثم وزيرا للدولة عندما وقع تحويل للحكومة من سنة 1961 إلى سنة 1962.

ب- عبد الحفيظ بوالصوف:

ولد سنة 1926 بميلة, تربى و ترعرع بها و التحق بمقاعد الدراسة حتى تحصل على شهادة الأهلية بالفرنسية ثم باشر التعليم, انخرط في صفوف حزب الشعب و ترك التعليم و اهتم بالتنظيم الحزبي عين مسئولا في دائرة سكيكدة سنة 1952, ثم نقل إلى دائرة تلمسان سنة 1954, و بقي ينشط في السرية بصفته عضوا في المنظمة السرية.

عين عضوا في قيادة المنطقة الخامسة مع العربي بن مهيدي, ثم نائبا له بعد استشهاد بن عبد المالك رمضان. من 1954 إلى 1956. و لما انتقل العربي بن مهيدي من المنطقة الخامسة إلى العاصمة تولى بوالصوف القيادة من 1956 إلى 1957, كما عين عضوا في لجنة التنسيق و التنفيذ المنبثقة عن مؤتمر الصومام 20 أوت 1956, و عضوا في المجلس الوطني للثورة من 1957 إلى 1958 , ولما تشكلت الحكومة المؤقتة عين وزيرا للاخبار و الاتصال من 1958 إلى 1959, ثم أضيفت له مهمة التسليح و التموين بعد التحويل الذي عرفته الحكومة المؤقتة, من سنة 1961 إلى 1962.

و الجدير بالذكر أن مجموعة 22, كونت لجنة مصغرة من خمسة أعضاء ترأسها "أحمد بوضياف", ثم أضافوا لها عضوا سادسا, و علمت هذه اللجنة المصغرة على الإعداد النهائي للثورة. وبعد الترتيبات اللازمة قامت " اللجنة الثورية للوحدة و



العمل " بعقد اجتماع عام يوم 10 أكتوبر 1954 بدار المجاهد " مراد بوقشورة " بضواحي العاصمة أكدوا خلاله إجماعهم على البدء بالكفاح المسلح, وحددوا بداية الثورة بالفاتح نوفمبر 1954, و توزعوا على جهات الوطن, الذي قسموه إلى خمسة مناطق هي:

- منطقة الأوراس النمامشة بقيادة مصطفى بن بولعيد.

- منطقة الشمال القسنطيني بقيادة ديدوش مراد.

- منطقة القبائل بقيادة كريم بلقاسم.

- منطقة الجزائر العاصمة و ضواحيها بقيادة رابح بيطاط.

- منطقة وهران بقيادة العربي بن مهيدي.

كما ثم تكليف محمد بوضياف بمهمة التنسيق بين الداخل و الخارج, أي مع المندوبين في القاهرة و هم: بن بلة, خيضر و آيت أحمد و كذلك المهاجرين في فرنسا.

1-2- انطـلاق الثورة التحريرية:

انطلقت الثورة المباركة على الساعة الصفر ليلة الفاتح من نوفمبر 1954, فقد جاء في بلاغ الولاية العامة (للاستعمار) صباح أول نوفمبر ما يلي: حدثت أثناء الليل بمناطق مختلفة من الأرض الجزائرية و على الأخص شرق قسنطينة بمنطقة الأوراس, عدة عمليات حربية مختلفة بلغ عددها ثلاثين (30) عملية قامت بها فرق صغيرة من الإرهابيين, و قد نجم عنها قتل ضابط و جنديين في مدينتي خنشلة و باتنة, و جنديين من الحرس الليلي بمنطقة القبائل, و كذلك أطلق الرصاص على مركز الجندرمة و ألقيت بعض القنابل المحرقة المصنوعة محليا, ولكنها لم تسبب أضارا سوى في مخازن شركات الحبوب ببلدة بوفاريك, وشركتي سليتاق للحديد و الفلين بمنطقة القبائل.

وكان بعض أبناء ميلة من السباقين للمشاركة في هجوم المجاهدين على مركز العدو في منجم سيدي معروف, منهم الاخصر بن طوبال و علي زغدود آخرون. و تأتي هذه الهجومات واستعمال العنف, و إطلاق الرصاص ضد نختلف مراكز السلطة العسكرية الاستعمارية المغتصبة كإعلان من طرف الجزائريين عن بداية استعمال العنف بثورة مسلحة جادة, ليس حبا في سفك وإراقة دماء الفرنسيين و أذنابهم و لكن لاسترداد حقوقهم المغتصبة في الحرية و الاستقلال ليعيشوا وينعموا في وطنهم كباقي شعوب العالم الأخرى.

حضر شعب هذه الولاية (ميلة) كل أحداث الثورة البارزة على مدى سبع سنوات ونصف, فقد كان حاضرا في هجومات 20 اوت 1955 و إضراب الثمانية أيام سنة 1957 و المظاهرات الشعبية عامي: 1960-1961 التي عمت أغلب القرى و المدن بتراب الولاية.

وعلى الرغم من أن الاستعمار الفرنسي قتل الآلاف من مجاهدين و مسبلين و فدائيين و مناضلين و عامة الشعب, وأحرق عشرات المداشر, وجعل ثمانية عشر منطقة محرمة, إلى جانب ارتكاب جرائم بشعة في لاحق الجزائريين حيث ظلت المقابر الجماعية مثالا شاهدا على ذلك في مناطق مختلفة من الولاية (بلدية المشيرة 165 شهيد, بلدية زغاية 321 شهيد ... ), و أنشأ مراكز و معسكرات للقمع و التعديب و إرهاب الشعب مثل معسكر كاف بودرقة و رجاص و الرواشد, إلا أن الشعب تمسك بجبهة و جيش التحرير الوطنيين, و شكل صفا واحدا تحطمت عليه أمواج الاستعمار حتى الاستقلال.

2) سقـوط أول شهيـد بالولاية:

عرفت سنة 1954 و بالضبط يوم 21 ديسمبر سقوط أول شهيد للثورة التحريرية بالولاية و هو (مغلاوي مسعود) بمشتة أولاد القايم بلدية سيدي خليفة مسقط رأسه. تعتبر هذه المشتة قاعدة خلفية لمختلف قادة الحركة الوطنية في نشاطاتهم الحزبية السرية, إذ كثيرا ما ترددوا عليها للاختفاء عن أنظار سلطات العدو أحيانا و للعمل الحزبي أحيانا أخرى. وقد كان منزل الشهيد مغلاوي مسعود من الاماكن التي تردد عليها مناضلون من امثال: عمار بن عودة, لخضر بن طوبال, العربي بن رجم, زغدود علي و آخرون.

مع انطلاق الثورة التحريرية بدأ الشهيد يختفي عن الأنظار, وفي مساء يوم 20/12/1954 عاد المناضل مغلاوي مسعود إلى مسقط رأسه بمشتة أولاد القايم, وفي الحافلة التي رجع فيها التقى مع الشانبيط التابع لقائد المنطقة, وقد حدثت مشادات كلامية بين الرجلين كادت أن تتحول إلى مشاجرة. عند وصول الرجلين إلى وجهتهما بلغ الشانبيط قائده. بما جرى بينه و بين الشهيد, وقبل فجر يوم 21/12/1954 بقليل خرجت زوجة الشهيد من باب الفناء لجلب الأعشاب لإعداد القهوة, فإذا برجال الدرك يقفون امام الباب فأسرعت عائدة لتخبر زوجها, فما كان منه إلا أن قام وقفز فوق جدار الفناء من جهة أخرى, و أثناء قفزه أطلق عليه رجال الدرك الرصاص, وما هي إلا خطوات حتى سقط شهيدا.

و اثر ذلك عاد رجال الدرك خفية من حيث أتوا دون أن يكشفوا أنفسهم, و بعد طلوع النهار, عاد درك ميلة و معهم السلطات المحلية الاستعمارية و القائد و الشانبيط و الطيب للتحقيق في الحادث و كأنهم لا يعلمون شيئا, وأجروا للشهيد عملية معاينة لمعرفة أسباب القتل كما يزعمون.

3) هجـومات 20 أوت 1955:

تعتبر هجومات 20 أوت 1955 على الشمال القسنطيني منعطفا تاريخيا هاما في مسيرة الثورة التحريرية الكبرى, إذ تميزت بشمولية العمل المسلح و استمراريته.

يعتبر الشهيد زيغود يوسف صاحب فكرة الهجوم, وقد عبر عن أهميته بقوله: " اليوم أصبحت القضية قضية موت أو حياة, ففي نوفمبر كانت مسؤولياته تنحصر في تحرير الوطن و تنفيذ الاوامر, ولكن اليوم وجب علينا أن نختار إحدى الطرقتين:

إما أن تشن غارات عامة يحث من جرائها الانفجار الشامل, وبالتالي نحث كل الجهات على مضاعفة عملياتها و يذاع صوت كفاحنا بكل صراحة على المستويين الداخلي و الخارجي و إما أن يموت هذا بمثابة برهان على أننا عاجزون أن نقود هذا الشعب إلى الاستقلال ...... " و كان من اهداف هذه الهجومات:

- فك الحصار المضروب على منطقة الاوراس و بعض المناطق المجاورة لها.

- إثبات قدرة جبهة التحرير الوطني على التخطيط و التنسيق و التنفيذ و ضعف دفاع العدو أمام هجومات جيش التحرير الوطني المدعم بالجماهير الشعبية.

- تعبئة الشعب الجزائري و جماهيره لإمداد جيش التحرير الوطني بشريا و ماديا.

- كسب انضمام كل تيارات الحركة الوطنية و الشخصيات السياسية الجزائرية المرتبطة بالأحزاب في صفوف جبهة التحرير الوطني لتوحيد جهودها من أجل الاستقلال.

فيما يتعلق بناحية ميلة, ففي إطار التحضيرات الجارية عقد اجتماع بدوار بني صبيح ببلدية السطارة ولاية جيجل حاليا بمكان يدعى طهر القيقب في السابع عشر أوت تحت إشراف عبد الله بن طوبال, وقد دام هذا الاجتماع ثلاث أيام, و تميز بالسرية التامة.

وفي يوم 19 اوت أي اليوم الثالث من الاجتماع قدم قادة الثورة توجيهات و إرشادات لجنود جيش التحرير الوطني حثوهم من خلالها على أداء واجبهم المقدس نحو وطنهم و تحليهم بالشجاعة و الصمود و الصبر امام جيش المستعمر المسلح تسليحا حديثا. كما تم في هذا الاجتماع توزيع قوات جيش التحرير الوطني بالناحية حسب الاماكن التي يعرفها المجاهدون, بحيث توزع المجاهدون المنتمون إلى مدينة ميلة بقيادة الشهيد زغدود علي (علي العواطي) على الأماكن التالية:

- قاسراس التابعة لبلدية سيدي معروف.

- مدينة القرارم قوقة.

- مدينة ميلة.

- جسر أولاد وارزق.

- معركـة حمام بني هارون يوم 20 اوت 1955:

في عشية التاسع من شهر أوت 1955 اعطيت الأوامر للمجاهدين المتمركزين بمنطقة حمام بني هارون بعدم مغادرة المكان و ذلك من أجل أداء مهمة عسكرية.

في يوم 20 أوت نصب المجاهدون كمينا لقوات العدو القادمة من الميلية (ولاية جيجل), و المتكونة من 02 الفتراك و 06 جيب على متنهم حوالي 40 عسكريا فرنسيا تجر وراءها عربات صغيرة. أما المجاهدون فقد بلغ عددهم ما يقارب 60 فردا منهم حوالي 20 بأسلحة عسكرية أما البقية فمسبلين مزودين بأسلحة بيضاء. بلغت خسائر العدو في هذه المعركة 09 قتلى, وقد غنم المجاهدون العربات الصغيرة المعبأة بالأدوية و الألبسة, كما سجل استشهاد مجاهد واحد.

4- التحاق الطلبة بصفوف الثورة التحريرية:

تجمع كل المصادر على أن الطلبة الجزائريين بمختلف تنظيماتهم الطلابية و مشاربهم الفكرية و السياسية لم يلبوا نداء الفاتح من نوفمبر 1954 إلا في إطار فردي, فأغلب اعتقدوا أن دورهم يجب أن يقتصر على العمل الدعائي داخل الجزائر و حارجها, و محاولة إقناع زملائهم الفرنسيين بشرعية كفاح الشعب الجزائري, و خلال هذه الفترة نظم الطلبة و التلاميذ الجزائريون ندوات و جمعيات و ملتقيات و محاضرات للتعريف بالثورة و أهدافها و مراميها في مختلف الميادين, لكن الشرطة الفرنسية ضايقتهم و اعتقلت الكثير منهم و عذبتهم بدعوى تأييدهم للثورة و مساندتهم لها. لما يئس الجزائريون من إقناع زملائهم الفرنسيين بشرعية كفاحهم اقترحوا إنشاء تنظيم طلابي جديد, انعقد مؤتمره الوطني التأسيسي ما بين 8 و 14 جويلية سنة 1955 في قاعة الـMUTUALITE, و منذ أن أنشأ الاتحاد العام للطلاب المسلمين الجزائريين أصبح نشاطه في اطار المنظور العام لحركة التحرير الوطني.

في 20/01/1956 نظم الطلاب الجزائريون في فرنسا إضرابا عن الطعام احتجاجا على التدابير القمعية, غير أن الالتزام الحازم للاتحاد بحركة التحرير اتضح بدءا من 19/05/1956, أي من تاريخ الإضراب اللامحدود عن الدروس و الامتحانات الذي بدأ بالاتفاق مع قيادة جبهة التحرير, ومن الاطلاع على التصريح المنشور بهذه المناسبة, نعرف مدى الحماسة الوطنية التي تلهب عواطف الطلاب الجزائريين في ذلك العهد إذ يقول: "وحقا,فبشهادة إضافية, سنحصل عليها لن تكون جثثنا أفضل فماذا تنفع إذن هذه الشهادات التي يتابعون تقديمها لنا بينما شعبنا يناضل ببطولة, و عندما تنتهك أعراض أمهاتنا و زوجاتنا و أخواتنا و أخواتنا و حينما يسقط أطفالنا و كهولنا تحت ضربات الرشاش و القنابل و النبال و نحن أطر المستقبل, ماذا يقدمون لنا لنؤطره و نؤطر من ؟.... الخرائب و أشلاء الجثث بلا ريب....". وقد شارك في هذا الإضراب جمهور من الطلاب الذي انظم عدد منهم إلى صفوف جيش التحرير الوطني.

و على غرار إخوانهم الطلبة في بقية أرجاء الوطن غادر طلبة الناحية الثالثة التاريخية (ميلة) مقاعد الدراسة للالتحاق بصفوف الثورة المجيدة و تركوا القلم ليحملوا البندقية لتحرير الوطن, فتعززت بهم صفوف جيش التحرير الوطني و أصبح منهم الضابط و الطيب و المحافظ السياسي.... الخ. وعمل الكل صفا واحدا تحت قيادة جبهة و جيش التحرير الوطني, و بذلك ضرب الطال الميلي أروع الأمثلة في التضحية و الاستبسال و الاستشهاد في سبيل تحرير الجزائر, فكان من بينهم شهيدات و شهداء رووا بدمائهم هذه الأرض الطيبة.

5- الموقف من استفتاء 1958:

بعد أن تحطمت كل المحاولات الاستعمارية وباءت عمليات القمع بالفشل, وسقط رؤساء الحكومات الواحد تلو الآخر:

1- منديس فرانس 18/06/1954 إلى 23/02/1955

2- إدغار فور 23/02/1955 إلى 01/02/1956

3- غيمولي 01/02/1956 إلى 13/06/1957

4- موريس بوحبس مونري 13/06/1957 إلى 06/11/1957

5- فليكس كيار 06/11/1957 إلى 14/05/1958

6- بيار فليملان 14/05/1958 إلى 01/06/1958

قام بعض الضباط و أنصار الجزائر الفرنسية بالتمر في 13/05/1958 و أسفر ذلك عن تكوين لجنة للإنقاد العمومي تحت إشراف الجنرال سالان, وجعل الكل يطالب بعودة الجنرال دوغول إلى الحكم, على أمل أن ينقد فرنسا من الانهيار و الإفلاس اللذين تردت فيهما, ويضمن بقاء الجزائر فرنسية إلى الأبد.

ولم تستطع حكومة فليملان الضعيفة أن تفعل شيئا حيث وجدت نفسها غارقة إلى الأذقان فس مشاكل لا طائل تحتها, فقررت هي الاخرى قبول فكرة دعوة دوغول لتسلم الحكم.

وفي 15 ماي 1958 أجابهم الجنرال قائلا:

" امام الوضعية القائمة فإني على استعداد لتحمل مسؤولية الجمهورية ".

و في بداية شهر جوان تسلم دوغول رئاسة الوزارة, ثم توجه إلى الجزائر في اليوم الخامس من نفس الشهر حيثقدم للجيش تشكراته, و أعلـن عزمه على تطبيق سياية الإدماج و تحقيق المساواة بين الجزائريين و الفرنسيين, ثم قام بزيارة ثانية إلى الجزائر في الشهر الموالي (جويلية), حيث أعلن نفس أفكاره السابقة ، و أخذ يمهد الجو للإنتخابات المقبلة التي ستجرى في 28 سبتمبر 1958 .

تمت عملية الإستفتاء بفرنسا و الجزائر حول دستور الجمهورية الخامسة بتاريخ 28/09/1958 ، حيث سجلت النتائج التالية : نسبة 79.05 % صوتت بنعم و 20.75 % بلا, فألغي دستور الجمهورية الرابعة, ومن ثمة أصبح الجنرال يتميع بسلطة لا ينازعه أحد فيها.

كانت الثورة بالمرصاد لكل مخططات العدو, و كانت تعرف مقدما ماهية هذا الرجل. لقد كانت لها تجربة مريرة معه سنة 1945, حيث أشرف على عملية التقتيل الجماعي في 08 ماي من نفس السنة. بدأت الثورة بصور مكثفة في توعية الشعب حول مدى خطورة هذا الرجل بصفته استعماريا قويا يمتلك قاعدة عسكرية قوية, أما عن الاستفتاء في الجزائر فقد عملت الثورة على اتخاد الإجراءات التالية: فقبيل وقوع العملية بأيام قلائل عقد اجتماع موسع بالولاية الثانية ضم جميع الإطارات من عريف فما فوق لتدارس الوضع, وقد تقرر فيه مايلي:

أ‌) إنشاء لجان ثورية لتوعية الشعب حول خطورة هذا الاستفتاء و مراميه في إطار تجمعات شعبية ليلية.

ب‌) توزيع المناشير على القرى الحضارية بواسطة خلاياها السرية, توضح فيها الأبعاد الخطيرة لهذه العملية و الدعوة إلى مقاطعتها, أما في الريف فقد كان الاتصال مباشرة في هذا الصدد.

ت‌) ترحيل قسم من الشعب القاطن بمنطقة السهول إلى المناطق الجبلية خوفا عليه من بطش الاستعمار حين يمتنع عن الاستفتاء, وقد تم توزيعه على سكان الأرياف الجبلية تحت إشراف جيش و جبهة التحرير الوطني, و مما تجدر الإشارة إليه هنا ان الكثير من أفراد الشعب فروا بماشيتهم تلقائيا إلى المناطق الجبلية, هذا على الصعيد التنظيمي أما على الصعيد العسكري فقد قررت الثورة مواجهة الاستفتاء بعمليات عسكرية واسعة تشمل جميع أرجاء الولاية, ترافقها أعمال التدمير لمرافق العدو و اقتصادياته.

ث‌)قطع خطوط الهاتف و الكهرباء و تخريب خزانات المياه و الطرقات لشل حركة اتصاله, وقد شارك الشعب إلى جانب جيش التحرير في جميع هذه العمليات و نذكر على سبيل المثال: الخط الهاتفي الواصل بين قسنطينة و ميلة و خزانات المياه بالقرارم قوقة و وادي النجاء, كما نسف جسر عين التين عن آخره تحت قيادة المجاهد لبصير محمود.

ج‌) حرق ضيعات المعمرين و عتادهم الزراعي, مثل ما حدث بعين البيضاء بالقرارم قوقة.

ح‌) نصب كمائن في كثير من نواحي الولاية صبيحة يوم الاستفتاء, و من أهم الكمائن التي تحولت إلى معارك دامية كمين شعبة الواعر ناحية الروفاك (ابن زياد حاليا) الذي دام يوما كاملا و أسفر عن سقوط طائرتين حربيتين من نوع جكوار ناهيك عن الخسائر البشرية الفادحة التي أصيب بها العدو, و هذا ما أدلى به قائد العملية نفسه المجاهد لبصير صالح المدعو محمود.

خ‌) رفع الراية الجزائرية لأول مرة في هذه المناسبة في كل من جبل مسيد عيشة بالقرارم قوقة و جبل عين التين. أما رد فعل العدو عن فشل الاستفتاء فقد كان عنيفا حيث:

1-اعتقل 60 مواطنا في مدينة ميلة, فقتل البعض وزوج بالبعض الآخر وفي الشجون.

2-سقوط 11 شهيدا مدنيا في بلدية تاجنانت.

3-في صبيحة يوم الاستفتاء توجه أفراد العدو رفقة المعمر – موريس فور – إلى دشرة اولاد بوحامة (بلدية ميلة) ليشرف بنفسه على العملية, فوجدها خالية إلا من العجائز, و عندما طالب العدو هؤلاء العجائز بالتصويت رفضوا جميعا و لما أجير أحدهم (و هو أب لأربعة شهداء) على التصويت خاطبهم قائلا: " لأرجعوا لي أبنائي الذين قتلتموهم كي انتخب ", و عندئذ بادره احد الضباط بالضرب المبرح فبكى العجوز, وقد توفي هذا الشيخ المسن بعد لأيام قلائل نتيجة الضرب المبرح.

4-مساهمة المرأة الميلية في الثورة التحريرية:

تحتل الثورة الجزائرية مكانة مرموقة بين ثورات العالم المعاصر, فبقدر ما كانت ثورة نوفمبر عملاقة, بقدر ما كان دور المرأة الجزائرية فيها عظيما و مشرفا . فقد كانت مشاركتها في الثورة منذ انطلاقتها فاعلة, حيث تطوعت في صفوف جيش التحرير الوطني جندية مقاتلة, و ممرضة تضمد الجراح و تعالج,و مسبلة تأوي و تطعم و تنظف, و فدائية باسلة, و مناضلة و مرشدة محفزة للهمم.

عانت المراة الجزائرية من ويلات الاستعمار و الحرب الطاحنة الطويلة الامد, واحتملت كل أنواع التعسف و الأذى, وكل مارتكب في حقها من الجرائم البشعة التي ألحقت بها طوال سنوات الثورة التحريرية, فعرفت أساليب التعديب الجهنمية و زنزانات السجون و المتعلقات المظلمة, كما تعرضت للقتل و التشويه و التمثيل.

كما دفعت الثمن باهضا و اكثر فترملت بفقدان الزوج و تثكلت بفقدان الأبناء و الأحفاد فلذات الأكباد, و تيتمت بفقدان الأب, مع ذلك لم تفشل, و لم يزدها هدا البلاء إلا إيمانا و عزما و عنادا و إصرارا في استماتتها في الدفاع عن قضية وطنها.

و تحتل الخنساوات (النساء اللواتي استشهد لهن اكثر من ابن خلال الثورة ) مكانة مرموقة بين أخواتهن المجاهدات, فرغم ذرفهن الدمع مرارا على فقدان أبنائهن إلا أن زغاريدهن لم تنقطع, فكانت تلهب المشاعر الوطنية التي تدفع بالآلاف من أبناء الجزائر الأبطال إلى ميدان المعركة.

من خنساوات ولاية ميلة نذكــر:

1- السيدة خطابي فطيمة زوجة مغلاوي الطاهر أم لسبعة شهداء و هم:

- مغلاوي مسعود: المولود سنة 1923 بعين التين التحق بصفوف الثورة المباركة سنة 1954 واستشهد سنة 1955.

- مغلاوي محمد: المولود سنة 1924 بعين التين التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1955 واستشهد سنة 1956.

- مغلاوي الحسين: المولود سنة 1925 بعين التين التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1957 واستشهد سنة 1957.

- مغلاوي رابح: المولود سنة 1931 بعين التين التحق بصفوف الثور التحريرية سنة 1955 و استشهد 1960.

و ثلاث شهداء آخرين صغير سنهم هم: رشيد, عمار, عبد السلام.

2- السيدة شاطرباش فطيمة زوجة فيلالي المداني ام لخمسة شهداء و هم :

- فيلالي محمد : المولود سنة 1925 برأس فرجيوة التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1956 واستشهد سنة 1960.

-فيلالي معمر: المولود سنة 1941 بفرجيوة التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1957 و استشهد سنة 19620.

- فيلالي مسعود: المولود سنة 1935 بفرجيوة التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1957 و استشهد سنة 1960.

- فيلاي الهاشمي : المولود سنة 1935 بفرجيوة التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1958 و استشهد سنة 1961.

- فيلالي المختار: المولود سنة 1937 بفرجيوة التحق بصفوف الثورة التحررية سنة 1957 و استشهد سنة 1959.

3- السيدة قـرواز العكـري زوجة جوامبي الشريف لأم لأربعة شهداء و هم :

- جوامبي مبارك: المولود 16/03/1926 بالمزلية التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1956 واستشهد سنة 1961.

- جوامبي مختار: المولود سنة 1928 بالرواشد التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1957 واستشهد سنة 1960.

- جوامبي محمد: المولود سنة 1936 بالرواشد التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1959 واستشهد سنة 1961.

- جوامبي صالح: المولود سنة 1938 بالمزلية التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1956 واستشهد سنة 1957.

4- السيدة قلي وناسة زوجة شكرود السعيد أم لأربع شهداء:

- شكرود حمو: المولود في 12/07/1926 بأحمد راشدي التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1955 واستشهد سنة 1956.

- شكرود الطاهر: المولود سنة 1929 بأحمد راشدي التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1957 واستشهد سنة 1960.

- شكرود الطاهر المدعو محمد: المولود سنة 1932 بأحمد راشدي التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1956 و استشهد سنة 1959.

- شكرود السايح: المولود 18/09/1934 بأحمد راشدي التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1957 واستشهد سنة 1960.

5- السيدة ابراهمة الطاوس زوجة بوزيان السعدي أم لأربع شهد

MoNir
عضو دهبي
عضو دهبي

عدد المساهمات : 5815
نقاط : 40289
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 29/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى