بلدية ديرة : من مطالب تنموية الى مطالب سياسية

يعيش مواطنو بلدية ديرة الواقعة 45 كم جنوب ولاية البويرة حالة من الغليان والغضب الناتجة عن الحقرة والتهميش الذي تعاني منه بلديتهم منذ عقود من الزمن وهذا ما دفع بمواطني البلدية الى غلق الطريق الوطني رقم 08 مدة أربعة أيام ناظرين استجابة السلطات المعنية لمطالبهم المتمثلة في توفير ادني ما تحتاجه المدينة العصرية من إنارة عمومية وطرق معبدة داخل البلدية والأرصفة وشبكة الصرف الصحي وتوفير الماء الشروب وتوفير مرافق صحية ...الخ وكذلك الشعل الذي أصبح هاجسا كبيرا لشباب البلدية للمثقف والأمي على حد سواء ومطالب بتوفير السكن بكل صيغه . وحسب الشواهد التاريخية فان البلدية تأسست مع بلدية تيزي وزو في يوم واحد إلا أن مسار التنمية في البلديتين لم يكن متعادلا . كما لا يفوتنا ذكر الثروات الطبيعية الموجودة بالبلدية وعلى رأسها المنطقة البترولية بواد قطيريني التي من شانها توفير ألاف مناصب الشغل إلا أن ثرواتها مستغلة من طرف ولايات أخرى كالمصفاة البترولية لإنتاج الشحوم والزيوت الموجودة بولاية ببجاية علما أن اصل المشروع كان موجه لبلدية ديرة ضف الى ذالك عدم تواجد أي شركة أو مؤسسة وطنية تمتص البطالة التي فاقت 90% وان معظم شباب البلدية يمارسون أعمال حرة لكفاية عائلاتهم والبعض الآخر غادر المنطقة للبحث عن مصدر رزق حتى ولو خلف البحار .
إن ما يعانيه سكان بلدية ديرة من تاخر كبير في التنمية بالمقارنة مع بلدياة الولاية الأخرى جعل المواطنين يوجهون أصابع الاتهام إلى المجالس الشعبية المتعاقبة على تسيير البلدية والتي لم تكن في مستوى تحقيق مطالب سكانها فتحولت المطالب من مطالب تنموية إلى مطالب بطرد أعضاء المجلس الشعبي البلدي الذي حكم البلدية لأكثر من 18 سنة سادها سوء التسيير والجهوية في قضاء مصالح المواطن هذا المجلس الذي دخل أعضاءه مؤخرا في نزاع وصراع أمام القضاء لاتهامات بعض الأعضاء لرئيس المجلس بتبديد المال العام والتلاعب بالصفقات حيث دام هذا النزاع أكثر من سنتين ادخل المنطقة في فتنة داخلية وتجميد كلي للتنمية .
وفي الأخير إن هدف مواطني البلدية من هذه الحركة الاحتجاجية وغلق للطريق الوطني عدة مرات هو طلب من السلطات العليا بالتدخل العاجل لاستجابة مطالبهم المشروعة وإعطاء المنطقة نصيبها من التنمية والتعامل مع البلدية أنها تابعة للولاية .