بحـث
مواضيع مماثلة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 172 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 172 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الخميس نوفمبر 07, 2024 4:07 pm
التسجيل السريع
// Visit our site at http://java.bdr130.net/ for more code
12>تاريخ شلالة العذاورة
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ شلالة العذاورة
== التاريخ==
لقد عني كثير من المؤرخين بتاريخ الشلالة وشخصياتها ولعل المفكر [[مصطفى الأشرف]] قد أشار في كتابه المعروف ''أعلام ومعالم، داكرة جزائر منسية'' <ref>اسم الكتاب الأصلي «Des noms et des lieux, mémoire d'une Algérie oubliée»</ref> إلى تاريخ المنطقة وأوضح بعض الجوانب المنسية في تاريخ المنطقة وتكلم عن سفح جبل يسمى كاف آفول من سلسلة جبال [[التيطري]] المذكور أكثر من مرة في تاريخ العلامة [[ابن خلدون]] :«وهو جبل شامخ كثير السواعد وفيه أثار للأولين وأقربهم إلينا في التاريخ [[بنو زيري]] المتنقلون إلى [[الأندلس]].» ومن فروعه جبل القرن [[قرن العذاورة]] وهو جبل رفيع هرمي الشكل له قمتان أكبرها مربعة التي اكتشف فيها اليوم عنصر عجيب من صنع قدماء المهندسين.
ولعل بعض هذه الإشارات التاريخية تدل على ما فيه الكفاية على تاريخ الشلالة وامجادها الماضية.
لا تزال مدينة الشلالة وهي مدينة العلم والفكر تشتهر برجالاتها المثقفين ممن بنوا صرح الجزائر الثقافي والفكري والعلمي فلقد برز بها مصلحون ومفكرون وعلماء ورجال دين كما يذكر مبارك الميلي في كتابه تاريخ الجزائر (ج2 ص 272)العالم أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري المحدث والفقيه (والذي ذكره ياقوت الحموي) المتوفي ببعلبك في سنة 561 هـ، ومنهم العالم الجليل عضو جمعية العلماء الجزائريين عمر العرباوي، بل ان الشلالة لا تزال حتى اليوم موطن شعراء وموسيقيين وأدباء جزائريين مجيدين ولعلها حالة من التواصل الفكري الذي يسري في نسيج المدينة ورجالاتها وعمرانها.
'''دلالات تاريخية'''
في عام 1882م أمر السيد الجنرال لويزل، قائد عمالة الجزائر القادة السامين لدوائر العمالة بكتابة تاريخ الإقليم الموضوع تحت قيادتهم.
هذا هو أصل هذا العمل.اقتبسنا منه الجانب الخاص بمنطقة العذاورة دائرة أومال.العذاورة وهم مقسمون إلى قيادتين: العذاورة الشراقة والعذاورة الغرابة.
'''معلومات جغرافية''':في عام 1887 منطقة العذاورة وهم مقسمون إلى قيادتين: العذاورة الشراقة والعذاورة الغرابة. تحد هذه المنطقة من الشمال: عشائر أولاد سي موسى، دوار ريدان وقبيلتي أولاد زنيم وأولاد سلطان.
من الجنوب تحدها عشائر المويعدات وأولاد مختار الشراقة.
من الشرق تحدها عشائر أولاد سيدي عيسى. السلامات. أولاد علي بن داود.
من الغرب تحدها عشائر أولاد مختار الشراقة وأولاد علان.حد العذاورة يمتد بطريقة محسوسة إلى الشمال الغربي ويشمل بذلك:
أولا: بين وادي ريدان، جبل قيراتن وجبل شعبة في الشمال.
ثانيا: وجبل آفول أو عفول وقرن العذاورة في الجنوب، امتداد كبير للإقليم الذي بالرغم من خلوه من الغطاء الغابي ما يزال محتفظا بطابع التل.
وراء هذا الحاجز الجبلي تبدأ الصحراء الصغرى.من وجهة النظر الهيدروغرافية شكل إقليم العذاورة دائرة أومال جزءا من حوض الحضنة الداخلي.فإذا استثنينا بعض المجاري المائية القليلة الأهمية، التي تجري، في العذاورة، صوب الشمال الغربي نحو يسر والبحر، فإن كل المسيلات (التانوية) تأخذ مياه الأمطار إلى واد اللحم أو رافده الرئيسي واد السبيسب ومن هذين الخندقين تصبها في شط الحضنة.
الانحدار العام للسطح إذن يتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.الضفة اليسرى لوادي اللحم جرداء وخالية من الغطاء النباتي. أما الضفة اليمنى فيوجد بها تتابع لفيوض قليلة التضرس وضايات يغطيها نبات السدرة، وأخيرا تلال صخرية حيث يعثر على الحلفاء.
كل الأهالي في هذا الإقليم مزارعون ورعاة رحل.معلومات عن تاريخ المنطقة قبل احتلال الشلالة من طرف الفرنسيين.
===ماقبل التاريخ===
[[ملف:Chellalat El-Adhaoura.biface1.JPG|تصغير|100 بك|فأس حجرية ذات وجهين وجدت في شلالة العذاورة (22 سم)]]
تاريخ شلالة العذاورة كما يقدمه [[عالم آثار|علماء الآثار]] والباحثون يضرب في أعماق التاريخ يحكي شواهد هذه المنطقة التي يقول المؤرخون أنها كانت آهلة بالسكان منذ عصور [[ما قبل التاريخ]] وقد تم العثور بضواحي المدينة على العديد من الآثار التي تدل على وجود سكان بالمنطقة منذ حوالي ثمانية آلاف أو عشرة آلاف سنة.كما تم العثور على كمية كبيرة من الأدوات المصنوعة من معدني [[ليثيوم|الليثيوم]] واستخرجت المكاشط والصفيحات وقطع الصوان من طبقات المعادن بالإضافة إلى بقايا جثث حيوانات ذلك العهد.
ولكن الباحثين لا يعلمون الشيء الكثير عن المدة التي تفصل بين حياة أولئك الذين عاشوا في عصر ما قبل التاريخ وبين حياة سكان منطقة التيطري الذين يشهد التاريخ بأنهم من أوائل سكان هذه المنطقة غير انه قبل الاحتلال [[الرومان]]ي لأماكن محددة من الهضاب كانت هذه الأخيرة آهلة [[البربر|بالبربر]] وهؤلاء البر بر الرحل كانوا في تنقل مستمر في الهضاب العليا بحثا عن المراعي.'''فترة ما قبل الاحتلال الروماني''':
لم نتمكن من الحصول على أية معلومة عن الأزمنة السابقة للاحتلال الروماني، غير أن السكان أو الشعوب التي كانت تقطن البلاد تركت آثارا وبصمات تدل على وجودها، هذه الآثار نراها في الأكوام الكثيرة من الحجارة غير المصقولة ولكنها بطبيعة الحال جمعت بيد الإنسان.و نجدها في كثير من الأحيان على قمم التلال، في الممرات (الفجاج) أو في مرتفعات تفصل بين واديين ،على الضفاف المرتفعة لمنخفض أو (وادي).الخ...
تبدو هذه الأكوام التي ينبغي ألا تخلط بأرجام العرب كقبور تعود إلى عهود ما قبل التاريخ.
نشاهد بالفعل، في غالب الأحيان في وسط هذه المعالم، صخورا ذات أبعاد كبيرة منصبة عموديا وترسم قبرا مستطيل الشكل.
لا يعرف الأهالي شيئا عن هذه المعالم التي يسمونها "الحجر القديم".غير أنه يعتقد لو أن هذه المعالم بنيت من طرف أجدادهم العرب فإن االسيرة لا تنساها بالكامل.إن عدد هذه المعالم كبير جدا ونجدها في الجنوب أكثر مما نجدها في التل(الشمال)، وتكثر ،على الخصوص، على ضفاف واد اللحم وكل المرتفعات المشرفة على السهل.
===العهد الروماني===
[[ملف:Africae romanae Urbes.jpg|تصغير|350 بك|النظام الدفاعي لإفريقيا الرومانية يظهر [[سور الغزلان|أوزيا]] و[[جواب (ولاية المدية)|رابيدوم]]]]
قبل أن يمتد النفوذ الروماني إلى المنطقة كانت تشكل جزءا هاما من مملكة نوميديا، التي كان على رأسها البربر الرافضين للوجود الروماني.وقعت المنطقة تحت وطأة الحكم الروماني في القرن الأول الميلادي، وقد شكلت في هذه الفترة مركزا عسكريا رومانيا، ومما يدل على ذلك العثور على قلادات عسكرية في الجنوب الغربي للمدينة وكذلك في حي الزعترية وغيرها.
تعتبر الشلالة بدون منازع المحطة الرومانية الأكثر بروزا في المنطقة.
تحتل الأطلال موقع السوق الشعبية(مركز المدينة) الذي ينعقد في هذا المكان كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة).
حيث توجد الكثير من آثار جدران وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة وجرار ضخمة من الحجر.
اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة.
المدينة ضيقة بسبب وقوعها فوق جرف صخري ولا يزيد امتدادها من الشرق إلى الغرب عن كيلومتر واحد.
وقد عرفت المنطقة ظهور مدن رومانية كثيرة في هذه الفترة بالذات فكانت:
* مدينة [[سور الغزلان|أوزيا]] (Auzia) شمال شرق شلالة العذاورة، مركزا عسكريا مهما، تم تشييد مباني المدينة على سفح نجد مرتفع يقع بين نهرين وعن طريق هذا النجد يمكن الالتحاق بالغرب أو الجنوب بكل سهولة وكانت أوزيا هذه بلدية في البداية ثم جعل منها سبتيموس سواريوس مستعمرة.* مدينة [[جواب (ولاية المدية)|رابيدوم]] (Rapidum) شمال شلالة العذاورة.
'''الفترة الرومانية(الاحتلال الروماني):'''
من 150ق.م إلى 450 م-الو ندال من 440 إلى 535م-البيزنطيون من 538إلى 630 م.
في القرن الثالث للميلاد كانت أوزيا مستوطنة رومانية مزدهرة وغنية كما تبين ذلك العديد من الكتابات المنقوشة على الحجر.
و في هذه الفترة ،بدون شك، بنيت المنشآت الرومانية التي توجد أطلالها وبقاياها الواضحة للعيان، في إقليم العذاورة دائرة أومال.توجد هذه الأطلال في مجموعها على خط يمتد من الشرق إلى الغرب وبالتوازي مع الخط الذي توجد فيه المدينتان المهمتان :أومال(أوزيا)وسور جواب.(رابيديRapidi).
نجدها في جبال الناقة، آفول والشلالة أي في السلسلة الأخيرة الفاصلة بين التل والسهول العليا.و هكذا على بعد 35كلم من أومال وبطريقة محسوسة على نفس خط الطول تشاهد أطلال قريميدي(تسمية أطلقها الأهالي)،وتقع شمال عين الطلبة، في جبل الناقة، بنايتان مقببتان يبدو أنهما خزانان للمياه ما تزالان قائمين إلى اليوم.
وغير بعيد يوجد مثلث مرسوم بأكوام من الصخور الفظة (غير مهذبة) في أغلبها، ولكن البعض منها تحتفظ بآثار لعمل الإنسان. عثر في أحد أطراف هذا المستطيل، في شهر ماي عام 1886، على كتابة(لاتينية) تبدو مهمة.
و بمواصلة السير نحو الغرب نجد الأطلال التي يسميها العرب القلالي(El-Guelali).إن المدينة نظرا لضيقها بسبب وقوعها على عرف صخري يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب أكثر من كيلومتر.تحتل موقعا مرموقا في الفج الذي يمنح الممر إلى وادي اللحم.نظرا لوقوعها في السهل على الضفة اليسرى للوادي، بين جبل الناقة في الشرق وجبل آفول في الغرب يتحكم موقع القلالي في الممر.يوجد القليل من الحجارة المصقولة على سطح الأرض، تغطي الشظايا تلين اثنين صغيرين يشرفان على السهل. في بعض الأماكن تغطي السطح تربة سوداء داكنة مكونة من الرماد : نعثر هنا على مطحنة رومانية في حالة جيدة وقاعدة عامود.
على بعد مسافة قليلة توجد أطلال أخرى تدعى شقرونية.من قلالي إلى شلالة العذاورة لا توجد، على منحدرات جبل آفول، سوى بعض بقايا لأطلال.
لقد كانت الشلالة بدون منازع المحطة الرومانية الأكثر بروزا في المنطقة.
تحتل الأطلال موقع السوق العربية الذي ينعقد في هذا المكان (مركز المدينة)كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة).
لم تكتشف حسب علمنا أية كتابة، ولكن توجد الكثير من آثار جدران وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة وجرار ضخمة من الحجر.اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة.
المدينة ضيقة بسبب وقوعها فوق حرف صخري ولا يزيد امتدادها من الشرق إلى الغرب عن كيلومتر واحد.تقع الشلالة على نفس خط طول جواب (رابيدي) :بدون شك كانت توجد طريق رومانية تربط بين هاتين النقطتين، وبالفعل بالسير نحو الشمال باتجاه سور جواب نعثر على العديد من الأطلال لمنشآت رومانية نذكر من بينها أطلال واد المالح وواد قطيرينة.تكثر الأحجار المصقولة، وإلى الشمال من ذلك بقليل وإلى الغرب نجد الأطلال المسماة كرمة أولاد بوزيان بالقرب من منابع كثيرة.و نجد نقوشا وكتابة على القبور الخ...
على بعد بضع كيلومترات إلى الغرب من هذه النقطة، في القوامز(القعمز)، نجد الكثير من الأحجار المصقولة.كما يوجد في المنحدرات الجنوبية لجبل آفول وجبل الشلالة بعض البقايا أقل أهمية.
أخيرا، في سهل واد اللحم ورافده الرئيسي واد السبيسب نجد في بعض الأماكن المتفرقة توجد حجارة مصقولة، ولكن يبدو أنها بقايا لمنشآت قليلة الأهمية، مثل أبراج للمراقبة، بدون شك، لمراقبة طرق الصحراء.
و لا نعلم أن أي أثر للاحتلال الروماني قد اكتشف في دائرة أومال على الضفة اليمنى لوادي السبيسب أو وادي اللحم.
===الفتح الإسلامي===
[[ملف:Age-of-caliphs.png|300بك|تصغير|يسار|منطقة [[الخلافة|الخلافة الاسلامية]] {{legend|#a1584e|توسع الدولة الإسلامية في عهد [[محمد]] صلى الله عليه وسلم، 612-632}} {{legend|#ef9070|توسع الدولة الإسلامية في عهد [[الخلفاء الراشدين]]، 635-680}} {{legend|#fad07d|توسع الدولة الإسلامية في عهد [[خلافة أموية|الخلفاء الأمويين]], 661-750}}]]
لقد عرفت أولى جيوش الفتح الإسلامي طريقها إلى المنطقة منذ القرن السابع ميلادي بقيادة [[عقبة بن نافع|عقبة بن نافع الفهري]]، و[[أبو المهاجر دينار]] و[[موسى بن نصير]] انطلاقا من مدينة [[القيروان]] [[تونس|بتونس]].إن الموقع الإستراتيجي للمنطقة جعل منها قطبا هاما في الحياة السياسية والاقتصادية للعديد من الدول الإسلامية التي تعاقبت عليها، إذ أصبحت [[الرستميون|رستمية]] سنة 787 ميلادية إلى غاية 902 ميلادي، ليتولى [[الفاطميون]] [[الشيعة]] مقاليد الحكم بالمنطقة بعد طرد الرستميين [[الخوارج]] إثر تحالف الفاطميين مع قبيلة [[صنهاجة]].
دخلت المنطقة في القرن العاشر ميلادي تحت الحكم الصنهاجي بقيادة [[زيري بن مناد الصنهاجي|زيري بن مناد]] الذي عينه {{حقيقة|الخليفة الفاطمي الثاني أبو القاسم القيم}} حاكما على [[تيهرت]]، وفي سنة 960م قام زيري بن مناد بجعل مدينة [[آشير]] غرب شلالة العذاورة عاصمة لملكه والتي أصبحت عاصمة لمنطقة التيطري.
بلغت مدينة آشير خلال الحكم الزيري درجة الذروة في الازدهار العلمي والاجتماعي، جذبت العلماء من كل جهة وقصدها الشعراء والرحالة من كامل الأمصار، كما شهدت الحياة الدينية والروحية إشعاعا فائقا.
عززت منطقة آشير تطورها وازدهارها لتصبح مركز إشعاع في المغرب وبعد زوال الحكم الزيري في القرن الحادي عشر حلت محلها شعوب دول أخرى منها: الهلاليون و[[المرابطون]]، ثم [[الحفصيون]] في القرن الثاني عشر.
'''الفتح العربي:'''
من عام 622 م إلى العام 1490 ميلادية:
يتفق كل المؤرخين على الاعتراف بأن الغزوة العربية الأولى لشمال إفريقيا والتي قادها عبد الله بن سعد، هازم الباتريس جرجير في عام 647 ميلادية، ثم عقبة بن نافع، مؤسس القيروان لم تتركا أي أثر في البلاد وأن كل السكان العرب اندثروا من الإقليم الإفريقي(الجزائر حاليا)في أواخر القرن العاشر الميلادي.
في أواخرالقرن الحادي عشر حدث غزو جديد يتكون من بضع قبائل فقط التي توزعت في إفريقيا الشمالية.
كان العرب الذين تشكلت منهم الغزوة الثانية يتكونون من القبائل التالية :
- سليم(بضم السين).
- زغبة
- رياح
- عثبج
- قرة.
بقيت سليم(بضم السين) في إقليمي برقة وطرابلس أما الأربعة الأخرىات فقد دخلت إلى بيزاسين (تونس حاليا)و قسم منها اجتاز إلى موريتانيا والمغرب حيث يعتقد وجود بعض بقاياهم تحت اسم بني حسن وحالف.في مقدمة ترجمته لكتاب العبر قال السيد البارون دو سلان (في الصفحة29 من الطبعة الصادرة عام 1852، - الجزائر- ما يلي :
"يعود أصل كل العرب الذين يقطنون إفريقيا حاليا إلى بعض القبائل التي غزت هذه البلاد في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي."
و لكنه من المستحيل أن ننسب إلى أبعد من ذلك التاريخ أصل عشائر العذاورة، وهو فضلا عن ذلك أصل غامض.
في كتاب العبر (البربر)لابن خلدون (المقدمة ص 47و49تقديم دو سلان)نجد أن ابن خلدون نفسه شغل مرتين ،في القرن الرابع عشر، الموقع المعروف بالقطفة في أطراف منطقة العذاورة جنوبا، حيث توجد اليوم(القرن 19) خيام أولاد سيدي بلقاسم.كان ابن خلدون آنذاك في خدمة سلطان تلمسان أبي حمو الزياني.
غير أنه ليس بحوزتنا أية وثيقة تسمح لنا بأن نعرف بدقة أسماء وأصول السكان الذين كانوا، في تلك الفترة، يسكنون سهل وادي اللحم والنواحي المجاورة له.
إذا عدنا إلى السيرة، فإن أقدم قبيلة في دائرة أومال هي قبيلة أولاد سيدي هجرس التي جاء مؤسسها من المغرب الأقصى واستقر في القرن الثاني عشر في وادي اللحم الأدنى في الطيبية.
إذا قبلنا إذن أن سيدي هجرس قد جاء حقا من المغرب الأقصى يتحتم أن نعده أحد أحفاد فروع القبائل العربية التي غزت المغرب الإسلامي في القرن الحادي عشر واستقرت في موريتانيا.
أعقب سيدي هحرس إذن في البلاد، ومنح أبناؤه أسماءهم لعدة فروع (بطون) من القبيلة، وأصبح أحد أحفاده وهو سيدي محمد الخيثر، الذي استقر في جبل آفول، جد فرع هام من مرابطي العذاورة.
العذاورة، وهم خليط من أناس متعددي الأصول، ظهر حلفهم في العهد التركي. يتمتع أهالي هذه العشائر بشهرة مستحقة بالغزو، العنف وعدم الخضوع (التمرد).البعض يقول إن العذاورة تعني البلاد المتضرسة أي الوعرة، وحسب الأسطورة، كان عذور وهو عملاق هو جد فرع من العذاورة.
لا نملك أية معلومة جادة عن الإقليم أو المنطقة أثناء السيطرة العربية.
يحتمل أن هذه المنطقة الجرداء والجافة في أغلبها، كانت قليلة السكان في خضم فوضى عارمة كان السلاطين الأهالي يتنازعون السيطرة الهشة على العشائر الأهلية القليلة القاطنة في وادي اللحم وسفوح جبل ديرة وبلاد العذاورة المضطربة.
===العهد العثماني===
[[ملف:Khair ad Din.jpg|تصغير|100 بك|رسم ل[[خير الدين بربروس]] وهو بلباسه الحربي]]
امتد النفوذ العثماني في المنطقة بعد الانتصار الذي حققه الأخوان [[خير الدين بربروس|خير الدين]] و[[عروج بربروس|بابا عروج بربروس]] على ملك [[تنس (ولاية الشلف)|التنس]] في منطقة [[متيجة]] سنة 1517م.انطلاقا من سنة 1548م أصبحت المنطقة جزءا من [[بايلك التيطري]]، الذي قسم إلى أربع أقاليم سميت قيادات (باللغة التركية قايدات)، كانت مدينة الشلالة عاصمة قيادة.
وقد تأرجحت علاقة القادة العثمانيين مع السكان المحليين بين الاستقرار والرفض للوجود العثماني.'''السيطرة التركية:'''
من عام 1500 إلى عام 1830
إن الغياب الكامل للوثائق وقلة الدقة الذي تتميز به التقاليد المحلية، والتي هي زيادة على ذلك شديدة الغموض، تجعل من المستحيل، في الوقت الراهن، كتابة تاريخ الحكم التركي في ناحية ديرة والحوض الأعلى للحضنة.
نعرف أنه كان للأتراك باي في المدية إذ ،قبل الاحتلال الفرنسي، كان العذاورة وأولاد عبد الله وبدون شك أولاد سيدي عيسى وأولاد علي بن داود كانت كلها تابعة لوطن ديرة وهو جزء من بايلك المدية.
في تلك الفترة كانت السلامات وهي جزء من عريب مستقرة في واد المعمورة على أراض تابعة للبايلك تشكل جزءا من نفس الوطن.
أما أولاد سيدي هجرس الذين كانوا مرتبطين بسكان الحضنة السفلى ،فلم نتمكن من جمع أي معلومة مؤكدة عن الوضعية التي خصوا بها تحت حكم الأتراك.أما أولاد عبد الله التي كانت أقوى حينذاك، فكانت قبيلة مخزن أي معفاة من الضرائب دون شرط المشاركة في الحملات العسكرية التركية.
في منطقة أومال (سورا لغزلان) نصب الأتراك نوبتين تضم كل واحدة منهما "زفارتين" وتتكون كل" زفارة "من 23 رجلا.
النوبة الثانية كانت متمركزة في جبل ديرة أي في المكان الذي توجد به مدينة أومال حاليا (...).
في عام 1830 كان باي التيطري هو مصطفى بومزراق وكانت ديرة تابعة له.قام هذا الباي بعدة جولات في دائرة أومال وعلى الخصوص في العذاورة.و يتحدث الأهالي المعاصرون عن الحملات التركية في بلادهم ولكن لا يستطيعون ذكر التواريخ، ولو بالتقريب.و يجهلون أسماء البايات، وقادة العسكر (الخ)و لا يتحدثون عن اللقاءات التي يختصون فيها أنفسهم ،على العموم ،بالأدوار الجميلة.لأن الترك، بالنسبة لهم ،هم كذلك المضطهدون (بكسر الهاء).و يقدر أن الأتراك قدموا إلى أولاد علي بن داود على الخصوص، مرتين.وفي منطقة العذاورة يحتفظ تل الشلالة باسم معسكر الباي مصطفى.
وفي الأخير، حسب رواية غير مؤكدة، جرت معركة بين الأتراك والعرب في المكان المسمى ذراع عريب في أولاد سيدي هجرس.
في بوغني ،إلى شمال من دائرة أومال سابقا، كانت القيادة في عام 1830، لموظف يدعى يحي أغا باي الأتراك، وقد ترك ذكريات في المنطقة.
كان الحكم التركي هشا على الدوام في سهل واد اللحم، إذ كانت القبائل العربية هناك تتمتع باستقلال شبه تام، غير أنها كانت تدفع الضريبة عندما تأتي الطوابير التركية إلى الناحية.
===الاحتلال الفرنسي===
[[ملف:Bertrand Clauzel.jpg|تصغير|100 بك|لوحة [[بيرتراند كلوزيل|للماريشال كلوزيل]] رسمها ''شامبمارتان'']]
بعد سقوط مدينة الجزائر في جويلية 1830م واقتحام القوات الفرنسية لمقر [[الداي حسين]] وإحكام قبضتها على المدن الساحلية، قرر [[بيرتراند كلوزيل|الماريشال كلوزيل]] (Bertrand Clauzel) حاكم الجزائر إرسال قوة عسكرية إلى المنطقة من أجل احتلالها ومعاقبة قادة الثورات الشعبية في هذه المنطقة، إلا أنهم جوبهوا بمقاومة عارمة.في هذه الفترة برز في الغرب الجزائري [[الأمير عبد القادر]] الذي تبادر إلى ذهنه توسيع دولته نحو الشرق فدخل إلى [[مليانة]]، ثم واصل طريقه نحو [[المدية]]، ولكن بعد استيلاء جيش الاحتلال على مدينة المدية أرغم الأمير على الانسحاب نحو الجنوب، حتى بلوغه منطقة شلالة العذاورة.
بحلول ثورة نوفمبر 1954 التي كان لها صدى واسع في أوساط سكان المنطقة ولبوا النداء والتحقوا بها، وخلال سبع سنوات ونصف شهدت المنطقة العديد من المعارك والعمليات العسكرية التحريرية التي دارت رحاها في كل المنطقة حيث فاقت مئات العمليات العسكرية بين اشتباكات، عمليات فدائية، كمائن وهجمات، نفذت من طرف مجاهدي المنطقة نذكر منها: معركة بولقرون، معركة قرقور...الخ. وقد استشهد في المنطقة ما يفوق ألف شهيد من بين خيرة أبناء الجزائر.
===ثورة بوبغلة===
نجح [[محمد لمجد بن عبد المالك]] المدعو ''بوبغلة'' في تفجير الثورات حيثما حل منطلقا من الغرب الجزائري، ليصل إلى شلالة لعذاورة (التيطري)، ليستقر في منطقة زواوة (القبائل) أين قاد ثورة عارمة بمشاركة [[فاطمة نسومر|لالة فاطمة نسومر]] خلال فترة (1851- 1854 م).
قال مصطفى لشرف عن هذه الصفحة المشرقة من الجهاد الوطني الجزائري :«... جاء أحدهم وهو محمد لمجد بن عبد المالك، كان يلقب بـ "بوبغلة"، من غرب البلاد، وتصاهر مع عائلة من "المرابطين" من منطقة العذاورة، ثم أقام مدة طويلة عند لعذاورة، حيث خطط للعمليات الحربية مع رفاق باسلين من منطقة التيطري، كانوا إلى غاية 1847م، تابعين لسلطة بن سالم، خليفة الأمير عبد القادر لمنطقة "سيباو" [[ولاية تيزي وزو]].»
سبق أن حارب الجميع تحت راية الأمير عبد القادر وقيادة فريقيه، :«...كما حاربوا في صفوف المقاومة القبائلية. أعلنت بعض المجموعات عن انضمامها إلى بوبغلة، وهي المجموعات الواقعة في سهول [[جبال جرجرة|جرجرة]] أو في حوض وادي الساحل (صومام) على غرار بني مليكش بني منصور، بني صدقة، ايت منقلات، مما تسبب في زرع الرعب في صفوف الجيش الاستعماري لمدة أربع سنوات.» <ref>حسبما ذكره "ن. روبان" (n. robin) ص 23.</ref>
إن ما تجدر الإشارة إليه أن هذا النص مفعم بدلالات سياسية عميقة، تؤكد انكسار سياسة "فرق تسد" الاستعمارية على صخرة الوطنية الجزائرية، التي جعلت سكان زواوة يلتفون حول جهاد الأمير عبد القادر، خلافا للدعايات الفرنسية المغرضة التي تزعم أن أهل القبائل رفضوا الانضمام إلى صفه. والتي نجحت أيضا في إفشال مشروع "الوهم القبائلي" ذلك المشروع الذي حاول صنع "لبنان الجزائر"، كما سماه [[شارل مارسيال لافيجري|الكاردينال لافيجري]]. ولا شك أن إسناد أهل هذه المنطقة أمر قيادة الجهاد للزعيم بوبغلة القادم من غرب الجزائر يعد مظهرا من مظاهر وطنيتهم.
===حقبة ثورة التحرير===
أثناء الثورة الجزائرية كانت الشلالة معقلا للكثير من المستوطنين الأوروبيين الذين تمتعوا بحماية الجيش الفرنسي أما الأهالي فقد كان معظمهم يعيش في المداشر والأرياف. شهدت المنطقة ابان ثورة التحرير الكبرى معارك هامة ساهم أبناء المنطقة فيها من أهمها
* ''معركة الكاف الاخضر''
* ''معركة قرقور'' 5 كلم شمال المدينة بقيادة الرائد سي لخضر حيث اسقطت فيها طائرة للعدو وتكبد خسائر في الارواح والعتاد. كما شهدت هجوما بالأسلحة نصف الثقيلة من طرف جيش التحرير في وسط المدينة على ثكنة عسكرية وقد تم انسحاب المجاهدين بنصر مؤزر لكنها كانت مقدمة لمعركة جبل بولقرون
* ''معركة كاف افول''
* ''معركة جبل بولقرون'' شمال شلالة العذاورة التي استشهد فيها الرائد سي لخضر وضريحه موجود هناك (10 كم شمال المدينة) بالقرب من الطريق الوطني الرابط بين شلالة العذاورة وبلدية جواب نحو العاصمة.
* ''معركة ضاية الطرفة'' جنوب شلالة العذاورةكما استشهد بالمنطقة قائد الثورة الرائد [[سي لخضر]] و[[بو البداوي المختار]] و[[علي البسامي]] وغيرهم كثير.
أطلق عليها المستعمر الفرنسي أيام الثورة اسم ''حفرة الأفاعي''، حيث سببت له الكثير من المتاعب والآلام ووجد صعوبة في السيطرة على مسالكها وعجز عن ترويض أهلها. كرد فعل من طرف المجاهدين أطلق عليها اسم ''ربوة الأسود''، اعترافا بفضل أهلها ودورهم الفعال في احتضان الثورة، حيث قدمت المنطقة أكثر من 1000 شهيد<ref>كتابات مجاهدي المنطقة ومذكراتهم</ref>.
'''منطقة شلالة العذاورة الثورية'''
شهدت منطقة شلالة العذاورة ابان ثورة التحرير الكبرى معارك هامة وساهم أبناء المنطقة في حرب التحرير الكبرى ومن أهم المعارك التي شهدتها شلالة العذاورة والمناطق المجاورة لها معركة الكاف الاخضر ومعركة قرقور 5 كلم شمال المدينة - معركة كاف افول ومعركة ضاية الطرفة جنوب شلالة العذاورة - كما استشهد بالمنطقة قائد الثورة الرائد سي لخضر وبو لبداوي المختار وعلي البسامي وغيرهم كثير. وقد شهدت عدة معارك أثناء الثورة أهمها معركة قرقور بقيادة الرائد سي لخضر حيث اسقطت فيها طائرة للعدو وتكبد خسائر في الارواح والعتاد. كما شهدت هجوما بالأسلحة نصف الثقيلة من طرف جيش التحرير في وسط المدينة على ثكنة عسكرية وقد تم انسحاب المجاهدين بنصر مؤزر لكنها كانت مقدمة لمعركة جبل بولقرون شمال شلالة العذاورة التي استشهد فيها الرائد سي لخضر وضريحه موجود هناك (10 كم شمال المدينة) بالقرب من الطريق الوطني الرابط بين شلالة العذاورة وبلدية جواب نحو العاصمة.أطلق عليها المستعمر الفرنسي أيام الثورة اسم '''حفرة الأفاعي'''، حيث سببت له الكثير من المتاعب والآلام ووجد صعوبة في السيطرة على مسالكها وعجز عن ترويض أهلها. وكرد فعل من طرف المجاهدين أطلق عليها اسم '''ربوة الأسود'''، اعترافا بفضل أهلهاودورهم الفعال في احتضان الثورة، حيث قدمت المنطقة أكثر من 1000 شهيد، وهذا موثق في كتابات مجاهدي المنطقة ومذكراتهم.
=== بعد الإستقلال===
بعد الاستقلال أعيدت تسمية المدينة باسم شلالة العذاورة.
لقد عني كثير من المؤرخين بتاريخ الشلالة وشخصياتها ولعل المفكر [[مصطفى الأشرف]] قد أشار في كتابه المعروف ''أعلام ومعالم، داكرة جزائر منسية'' <ref>اسم الكتاب الأصلي «Des noms et des lieux, mémoire d'une Algérie oubliée»</ref> إلى تاريخ المنطقة وأوضح بعض الجوانب المنسية في تاريخ المنطقة وتكلم عن سفح جبل يسمى كاف آفول من سلسلة جبال [[التيطري]] المذكور أكثر من مرة في تاريخ العلامة [[ابن خلدون]] :«وهو جبل شامخ كثير السواعد وفيه أثار للأولين وأقربهم إلينا في التاريخ [[بنو زيري]] المتنقلون إلى [[الأندلس]].» ومن فروعه جبل القرن [[قرن العذاورة]] وهو جبل رفيع هرمي الشكل له قمتان أكبرها مربعة التي اكتشف فيها اليوم عنصر عجيب من صنع قدماء المهندسين.
ولعل بعض هذه الإشارات التاريخية تدل على ما فيه الكفاية على تاريخ الشلالة وامجادها الماضية.
لا تزال مدينة الشلالة وهي مدينة العلم والفكر تشتهر برجالاتها المثقفين ممن بنوا صرح الجزائر الثقافي والفكري والعلمي فلقد برز بها مصلحون ومفكرون وعلماء ورجال دين كما يذكر مبارك الميلي في كتابه تاريخ الجزائر (ج2 ص 272)العالم أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري المحدث والفقيه (والذي ذكره ياقوت الحموي) المتوفي ببعلبك في سنة 561 هـ، ومنهم العالم الجليل عضو جمعية العلماء الجزائريين عمر العرباوي، بل ان الشلالة لا تزال حتى اليوم موطن شعراء وموسيقيين وأدباء جزائريين مجيدين ولعلها حالة من التواصل الفكري الذي يسري في نسيج المدينة ورجالاتها وعمرانها.
'''دلالات تاريخية'''
في عام 1882م أمر السيد الجنرال لويزل، قائد عمالة الجزائر القادة السامين لدوائر العمالة بكتابة تاريخ الإقليم الموضوع تحت قيادتهم.
هذا هو أصل هذا العمل.اقتبسنا منه الجانب الخاص بمنطقة العذاورة دائرة أومال.العذاورة وهم مقسمون إلى قيادتين: العذاورة الشراقة والعذاورة الغرابة.
'''معلومات جغرافية''':في عام 1887 منطقة العذاورة وهم مقسمون إلى قيادتين: العذاورة الشراقة والعذاورة الغرابة. تحد هذه المنطقة من الشمال: عشائر أولاد سي موسى، دوار ريدان وقبيلتي أولاد زنيم وأولاد سلطان.
من الجنوب تحدها عشائر المويعدات وأولاد مختار الشراقة.
من الشرق تحدها عشائر أولاد سيدي عيسى. السلامات. أولاد علي بن داود.
من الغرب تحدها عشائر أولاد مختار الشراقة وأولاد علان.حد العذاورة يمتد بطريقة محسوسة إلى الشمال الغربي ويشمل بذلك:
أولا: بين وادي ريدان، جبل قيراتن وجبل شعبة في الشمال.
ثانيا: وجبل آفول أو عفول وقرن العذاورة في الجنوب، امتداد كبير للإقليم الذي بالرغم من خلوه من الغطاء الغابي ما يزال محتفظا بطابع التل.
وراء هذا الحاجز الجبلي تبدأ الصحراء الصغرى.من وجهة النظر الهيدروغرافية شكل إقليم العذاورة دائرة أومال جزءا من حوض الحضنة الداخلي.فإذا استثنينا بعض المجاري المائية القليلة الأهمية، التي تجري، في العذاورة، صوب الشمال الغربي نحو يسر والبحر، فإن كل المسيلات (التانوية) تأخذ مياه الأمطار إلى واد اللحم أو رافده الرئيسي واد السبيسب ومن هذين الخندقين تصبها في شط الحضنة.
الانحدار العام للسطح إذن يتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.الضفة اليسرى لوادي اللحم جرداء وخالية من الغطاء النباتي. أما الضفة اليمنى فيوجد بها تتابع لفيوض قليلة التضرس وضايات يغطيها نبات السدرة، وأخيرا تلال صخرية حيث يعثر على الحلفاء.
كل الأهالي في هذا الإقليم مزارعون ورعاة رحل.معلومات عن تاريخ المنطقة قبل احتلال الشلالة من طرف الفرنسيين.
===ماقبل التاريخ===
[[ملف:Chellalat El-Adhaoura.biface1.JPG|تصغير|100 بك|فأس حجرية ذات وجهين وجدت في شلالة العذاورة (22 سم)]]
تاريخ شلالة العذاورة كما يقدمه [[عالم آثار|علماء الآثار]] والباحثون يضرب في أعماق التاريخ يحكي شواهد هذه المنطقة التي يقول المؤرخون أنها كانت آهلة بالسكان منذ عصور [[ما قبل التاريخ]] وقد تم العثور بضواحي المدينة على العديد من الآثار التي تدل على وجود سكان بالمنطقة منذ حوالي ثمانية آلاف أو عشرة آلاف سنة.كما تم العثور على كمية كبيرة من الأدوات المصنوعة من معدني [[ليثيوم|الليثيوم]] واستخرجت المكاشط والصفيحات وقطع الصوان من طبقات المعادن بالإضافة إلى بقايا جثث حيوانات ذلك العهد.
ولكن الباحثين لا يعلمون الشيء الكثير عن المدة التي تفصل بين حياة أولئك الذين عاشوا في عصر ما قبل التاريخ وبين حياة سكان منطقة التيطري الذين يشهد التاريخ بأنهم من أوائل سكان هذه المنطقة غير انه قبل الاحتلال [[الرومان]]ي لأماكن محددة من الهضاب كانت هذه الأخيرة آهلة [[البربر|بالبربر]] وهؤلاء البر بر الرحل كانوا في تنقل مستمر في الهضاب العليا بحثا عن المراعي.'''فترة ما قبل الاحتلال الروماني''':
لم نتمكن من الحصول على أية معلومة عن الأزمنة السابقة للاحتلال الروماني، غير أن السكان أو الشعوب التي كانت تقطن البلاد تركت آثارا وبصمات تدل على وجودها، هذه الآثار نراها في الأكوام الكثيرة من الحجارة غير المصقولة ولكنها بطبيعة الحال جمعت بيد الإنسان.و نجدها في كثير من الأحيان على قمم التلال، في الممرات (الفجاج) أو في مرتفعات تفصل بين واديين ،على الضفاف المرتفعة لمنخفض أو (وادي).الخ...
تبدو هذه الأكوام التي ينبغي ألا تخلط بأرجام العرب كقبور تعود إلى عهود ما قبل التاريخ.
نشاهد بالفعل، في غالب الأحيان في وسط هذه المعالم، صخورا ذات أبعاد كبيرة منصبة عموديا وترسم قبرا مستطيل الشكل.
لا يعرف الأهالي شيئا عن هذه المعالم التي يسمونها "الحجر القديم".غير أنه يعتقد لو أن هذه المعالم بنيت من طرف أجدادهم العرب فإن االسيرة لا تنساها بالكامل.إن عدد هذه المعالم كبير جدا ونجدها في الجنوب أكثر مما نجدها في التل(الشمال)، وتكثر ،على الخصوص، على ضفاف واد اللحم وكل المرتفعات المشرفة على السهل.
===العهد الروماني===
[[ملف:Africae romanae Urbes.jpg|تصغير|350 بك|النظام الدفاعي لإفريقيا الرومانية يظهر [[سور الغزلان|أوزيا]] و[[جواب (ولاية المدية)|رابيدوم]]]]
قبل أن يمتد النفوذ الروماني إلى المنطقة كانت تشكل جزءا هاما من مملكة نوميديا، التي كان على رأسها البربر الرافضين للوجود الروماني.وقعت المنطقة تحت وطأة الحكم الروماني في القرن الأول الميلادي، وقد شكلت في هذه الفترة مركزا عسكريا رومانيا، ومما يدل على ذلك العثور على قلادات عسكرية في الجنوب الغربي للمدينة وكذلك في حي الزعترية وغيرها.
تعتبر الشلالة بدون منازع المحطة الرومانية الأكثر بروزا في المنطقة.
تحتل الأطلال موقع السوق الشعبية(مركز المدينة) الذي ينعقد في هذا المكان كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة).
حيث توجد الكثير من آثار جدران وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة وجرار ضخمة من الحجر.
اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة.
المدينة ضيقة بسبب وقوعها فوق جرف صخري ولا يزيد امتدادها من الشرق إلى الغرب عن كيلومتر واحد.
وقد عرفت المنطقة ظهور مدن رومانية كثيرة في هذه الفترة بالذات فكانت:
* مدينة [[سور الغزلان|أوزيا]] (Auzia) شمال شرق شلالة العذاورة، مركزا عسكريا مهما، تم تشييد مباني المدينة على سفح نجد مرتفع يقع بين نهرين وعن طريق هذا النجد يمكن الالتحاق بالغرب أو الجنوب بكل سهولة وكانت أوزيا هذه بلدية في البداية ثم جعل منها سبتيموس سواريوس مستعمرة.* مدينة [[جواب (ولاية المدية)|رابيدوم]] (Rapidum) شمال شلالة العذاورة.
'''الفترة الرومانية(الاحتلال الروماني):'''
من 150ق.م إلى 450 م-الو ندال من 440 إلى 535م-البيزنطيون من 538إلى 630 م.
في القرن الثالث للميلاد كانت أوزيا مستوطنة رومانية مزدهرة وغنية كما تبين ذلك العديد من الكتابات المنقوشة على الحجر.
و في هذه الفترة ،بدون شك، بنيت المنشآت الرومانية التي توجد أطلالها وبقاياها الواضحة للعيان، في إقليم العذاورة دائرة أومال.توجد هذه الأطلال في مجموعها على خط يمتد من الشرق إلى الغرب وبالتوازي مع الخط الذي توجد فيه المدينتان المهمتان :أومال(أوزيا)وسور جواب.(رابيديRapidi).
نجدها في جبال الناقة، آفول والشلالة أي في السلسلة الأخيرة الفاصلة بين التل والسهول العليا.و هكذا على بعد 35كلم من أومال وبطريقة محسوسة على نفس خط الطول تشاهد أطلال قريميدي(تسمية أطلقها الأهالي)،وتقع شمال عين الطلبة، في جبل الناقة، بنايتان مقببتان يبدو أنهما خزانان للمياه ما تزالان قائمين إلى اليوم.
وغير بعيد يوجد مثلث مرسوم بأكوام من الصخور الفظة (غير مهذبة) في أغلبها، ولكن البعض منها تحتفظ بآثار لعمل الإنسان. عثر في أحد أطراف هذا المستطيل، في شهر ماي عام 1886، على كتابة(لاتينية) تبدو مهمة.
و بمواصلة السير نحو الغرب نجد الأطلال التي يسميها العرب القلالي(El-Guelali).إن المدينة نظرا لضيقها بسبب وقوعها على عرف صخري يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب أكثر من كيلومتر.تحتل موقعا مرموقا في الفج الذي يمنح الممر إلى وادي اللحم.نظرا لوقوعها في السهل على الضفة اليسرى للوادي، بين جبل الناقة في الشرق وجبل آفول في الغرب يتحكم موقع القلالي في الممر.يوجد القليل من الحجارة المصقولة على سطح الأرض، تغطي الشظايا تلين اثنين صغيرين يشرفان على السهل. في بعض الأماكن تغطي السطح تربة سوداء داكنة مكونة من الرماد : نعثر هنا على مطحنة رومانية في حالة جيدة وقاعدة عامود.
على بعد مسافة قليلة توجد أطلال أخرى تدعى شقرونية.من قلالي إلى شلالة العذاورة لا توجد، على منحدرات جبل آفول، سوى بعض بقايا لأطلال.
لقد كانت الشلالة بدون منازع المحطة الرومانية الأكثر بروزا في المنطقة.
تحتل الأطلال موقع السوق العربية الذي ينعقد في هذا المكان (مركز المدينة)كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة).
لم تكتشف حسب علمنا أية كتابة، ولكن توجد الكثير من آثار جدران وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة وجرار ضخمة من الحجر.اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة.
المدينة ضيقة بسبب وقوعها فوق حرف صخري ولا يزيد امتدادها من الشرق إلى الغرب عن كيلومتر واحد.تقع الشلالة على نفس خط طول جواب (رابيدي) :بدون شك كانت توجد طريق رومانية تربط بين هاتين النقطتين، وبالفعل بالسير نحو الشمال باتجاه سور جواب نعثر على العديد من الأطلال لمنشآت رومانية نذكر من بينها أطلال واد المالح وواد قطيرينة.تكثر الأحجار المصقولة، وإلى الشمال من ذلك بقليل وإلى الغرب نجد الأطلال المسماة كرمة أولاد بوزيان بالقرب من منابع كثيرة.و نجد نقوشا وكتابة على القبور الخ...
على بعد بضع كيلومترات إلى الغرب من هذه النقطة، في القوامز(القعمز)، نجد الكثير من الأحجار المصقولة.كما يوجد في المنحدرات الجنوبية لجبل آفول وجبل الشلالة بعض البقايا أقل أهمية.
أخيرا، في سهل واد اللحم ورافده الرئيسي واد السبيسب نجد في بعض الأماكن المتفرقة توجد حجارة مصقولة، ولكن يبدو أنها بقايا لمنشآت قليلة الأهمية، مثل أبراج للمراقبة، بدون شك، لمراقبة طرق الصحراء.
و لا نعلم أن أي أثر للاحتلال الروماني قد اكتشف في دائرة أومال على الضفة اليمنى لوادي السبيسب أو وادي اللحم.
===الفتح الإسلامي===
[[ملف:Age-of-caliphs.png|300بك|تصغير|يسار|منطقة [[الخلافة|الخلافة الاسلامية]] {{legend|#a1584e|توسع الدولة الإسلامية في عهد [[محمد]] صلى الله عليه وسلم، 612-632}} {{legend|#ef9070|توسع الدولة الإسلامية في عهد [[الخلفاء الراشدين]]، 635-680}} {{legend|#fad07d|توسع الدولة الإسلامية في عهد [[خلافة أموية|الخلفاء الأمويين]], 661-750}}]]
لقد عرفت أولى جيوش الفتح الإسلامي طريقها إلى المنطقة منذ القرن السابع ميلادي بقيادة [[عقبة بن نافع|عقبة بن نافع الفهري]]، و[[أبو المهاجر دينار]] و[[موسى بن نصير]] انطلاقا من مدينة [[القيروان]] [[تونس|بتونس]].إن الموقع الإستراتيجي للمنطقة جعل منها قطبا هاما في الحياة السياسية والاقتصادية للعديد من الدول الإسلامية التي تعاقبت عليها، إذ أصبحت [[الرستميون|رستمية]] سنة 787 ميلادية إلى غاية 902 ميلادي، ليتولى [[الفاطميون]] [[الشيعة]] مقاليد الحكم بالمنطقة بعد طرد الرستميين [[الخوارج]] إثر تحالف الفاطميين مع قبيلة [[صنهاجة]].
دخلت المنطقة في القرن العاشر ميلادي تحت الحكم الصنهاجي بقيادة [[زيري بن مناد الصنهاجي|زيري بن مناد]] الذي عينه {{حقيقة|الخليفة الفاطمي الثاني أبو القاسم القيم}} حاكما على [[تيهرت]]، وفي سنة 960م قام زيري بن مناد بجعل مدينة [[آشير]] غرب شلالة العذاورة عاصمة لملكه والتي أصبحت عاصمة لمنطقة التيطري.
بلغت مدينة آشير خلال الحكم الزيري درجة الذروة في الازدهار العلمي والاجتماعي، جذبت العلماء من كل جهة وقصدها الشعراء والرحالة من كامل الأمصار، كما شهدت الحياة الدينية والروحية إشعاعا فائقا.
عززت منطقة آشير تطورها وازدهارها لتصبح مركز إشعاع في المغرب وبعد زوال الحكم الزيري في القرن الحادي عشر حلت محلها شعوب دول أخرى منها: الهلاليون و[[المرابطون]]، ثم [[الحفصيون]] في القرن الثاني عشر.
'''الفتح العربي:'''
من عام 622 م إلى العام 1490 ميلادية:
يتفق كل المؤرخين على الاعتراف بأن الغزوة العربية الأولى لشمال إفريقيا والتي قادها عبد الله بن سعد، هازم الباتريس جرجير في عام 647 ميلادية، ثم عقبة بن نافع، مؤسس القيروان لم تتركا أي أثر في البلاد وأن كل السكان العرب اندثروا من الإقليم الإفريقي(الجزائر حاليا)في أواخر القرن العاشر الميلادي.
في أواخرالقرن الحادي عشر حدث غزو جديد يتكون من بضع قبائل فقط التي توزعت في إفريقيا الشمالية.
كان العرب الذين تشكلت منهم الغزوة الثانية يتكونون من القبائل التالية :
- سليم(بضم السين).
- زغبة
- رياح
- عثبج
- قرة.
بقيت سليم(بضم السين) في إقليمي برقة وطرابلس أما الأربعة الأخرىات فقد دخلت إلى بيزاسين (تونس حاليا)و قسم منها اجتاز إلى موريتانيا والمغرب حيث يعتقد وجود بعض بقاياهم تحت اسم بني حسن وحالف.في مقدمة ترجمته لكتاب العبر قال السيد البارون دو سلان (في الصفحة29 من الطبعة الصادرة عام 1852، - الجزائر- ما يلي :
"يعود أصل كل العرب الذين يقطنون إفريقيا حاليا إلى بعض القبائل التي غزت هذه البلاد في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي."
و لكنه من المستحيل أن ننسب إلى أبعد من ذلك التاريخ أصل عشائر العذاورة، وهو فضلا عن ذلك أصل غامض.
في كتاب العبر (البربر)لابن خلدون (المقدمة ص 47و49تقديم دو سلان)نجد أن ابن خلدون نفسه شغل مرتين ،في القرن الرابع عشر، الموقع المعروف بالقطفة في أطراف منطقة العذاورة جنوبا، حيث توجد اليوم(القرن 19) خيام أولاد سيدي بلقاسم.كان ابن خلدون آنذاك في خدمة سلطان تلمسان أبي حمو الزياني.
غير أنه ليس بحوزتنا أية وثيقة تسمح لنا بأن نعرف بدقة أسماء وأصول السكان الذين كانوا، في تلك الفترة، يسكنون سهل وادي اللحم والنواحي المجاورة له.
إذا عدنا إلى السيرة، فإن أقدم قبيلة في دائرة أومال هي قبيلة أولاد سيدي هجرس التي جاء مؤسسها من المغرب الأقصى واستقر في القرن الثاني عشر في وادي اللحم الأدنى في الطيبية.
إذا قبلنا إذن أن سيدي هجرس قد جاء حقا من المغرب الأقصى يتحتم أن نعده أحد أحفاد فروع القبائل العربية التي غزت المغرب الإسلامي في القرن الحادي عشر واستقرت في موريتانيا.
أعقب سيدي هحرس إذن في البلاد، ومنح أبناؤه أسماءهم لعدة فروع (بطون) من القبيلة، وأصبح أحد أحفاده وهو سيدي محمد الخيثر، الذي استقر في جبل آفول، جد فرع هام من مرابطي العذاورة.
العذاورة، وهم خليط من أناس متعددي الأصول، ظهر حلفهم في العهد التركي. يتمتع أهالي هذه العشائر بشهرة مستحقة بالغزو، العنف وعدم الخضوع (التمرد).البعض يقول إن العذاورة تعني البلاد المتضرسة أي الوعرة، وحسب الأسطورة، كان عذور وهو عملاق هو جد فرع من العذاورة.
لا نملك أية معلومة جادة عن الإقليم أو المنطقة أثناء السيطرة العربية.
يحتمل أن هذه المنطقة الجرداء والجافة في أغلبها، كانت قليلة السكان في خضم فوضى عارمة كان السلاطين الأهالي يتنازعون السيطرة الهشة على العشائر الأهلية القليلة القاطنة في وادي اللحم وسفوح جبل ديرة وبلاد العذاورة المضطربة.
===العهد العثماني===
[[ملف:Khair ad Din.jpg|تصغير|100 بك|رسم ل[[خير الدين بربروس]] وهو بلباسه الحربي]]
امتد النفوذ العثماني في المنطقة بعد الانتصار الذي حققه الأخوان [[خير الدين بربروس|خير الدين]] و[[عروج بربروس|بابا عروج بربروس]] على ملك [[تنس (ولاية الشلف)|التنس]] في منطقة [[متيجة]] سنة 1517م.انطلاقا من سنة 1548م أصبحت المنطقة جزءا من [[بايلك التيطري]]، الذي قسم إلى أربع أقاليم سميت قيادات (باللغة التركية قايدات)، كانت مدينة الشلالة عاصمة قيادة.
وقد تأرجحت علاقة القادة العثمانيين مع السكان المحليين بين الاستقرار والرفض للوجود العثماني.'''السيطرة التركية:'''
من عام 1500 إلى عام 1830
إن الغياب الكامل للوثائق وقلة الدقة الذي تتميز به التقاليد المحلية، والتي هي زيادة على ذلك شديدة الغموض، تجعل من المستحيل، في الوقت الراهن، كتابة تاريخ الحكم التركي في ناحية ديرة والحوض الأعلى للحضنة.
نعرف أنه كان للأتراك باي في المدية إذ ،قبل الاحتلال الفرنسي، كان العذاورة وأولاد عبد الله وبدون شك أولاد سيدي عيسى وأولاد علي بن داود كانت كلها تابعة لوطن ديرة وهو جزء من بايلك المدية.
في تلك الفترة كانت السلامات وهي جزء من عريب مستقرة في واد المعمورة على أراض تابعة للبايلك تشكل جزءا من نفس الوطن.
أما أولاد سيدي هجرس الذين كانوا مرتبطين بسكان الحضنة السفلى ،فلم نتمكن من جمع أي معلومة مؤكدة عن الوضعية التي خصوا بها تحت حكم الأتراك.أما أولاد عبد الله التي كانت أقوى حينذاك، فكانت قبيلة مخزن أي معفاة من الضرائب دون شرط المشاركة في الحملات العسكرية التركية.
في منطقة أومال (سورا لغزلان) نصب الأتراك نوبتين تضم كل واحدة منهما "زفارتين" وتتكون كل" زفارة "من 23 رجلا.
النوبة الثانية كانت متمركزة في جبل ديرة أي في المكان الذي توجد به مدينة أومال حاليا (...).
في عام 1830 كان باي التيطري هو مصطفى بومزراق وكانت ديرة تابعة له.قام هذا الباي بعدة جولات في دائرة أومال وعلى الخصوص في العذاورة.و يتحدث الأهالي المعاصرون عن الحملات التركية في بلادهم ولكن لا يستطيعون ذكر التواريخ، ولو بالتقريب.و يجهلون أسماء البايات، وقادة العسكر (الخ)و لا يتحدثون عن اللقاءات التي يختصون فيها أنفسهم ،على العموم ،بالأدوار الجميلة.لأن الترك، بالنسبة لهم ،هم كذلك المضطهدون (بكسر الهاء).و يقدر أن الأتراك قدموا إلى أولاد علي بن داود على الخصوص، مرتين.وفي منطقة العذاورة يحتفظ تل الشلالة باسم معسكر الباي مصطفى.
وفي الأخير، حسب رواية غير مؤكدة، جرت معركة بين الأتراك والعرب في المكان المسمى ذراع عريب في أولاد سيدي هجرس.
في بوغني ،إلى شمال من دائرة أومال سابقا، كانت القيادة في عام 1830، لموظف يدعى يحي أغا باي الأتراك، وقد ترك ذكريات في المنطقة.
كان الحكم التركي هشا على الدوام في سهل واد اللحم، إذ كانت القبائل العربية هناك تتمتع باستقلال شبه تام، غير أنها كانت تدفع الضريبة عندما تأتي الطوابير التركية إلى الناحية.
===الاحتلال الفرنسي===
[[ملف:Bertrand Clauzel.jpg|تصغير|100 بك|لوحة [[بيرتراند كلوزيل|للماريشال كلوزيل]] رسمها ''شامبمارتان'']]
بعد سقوط مدينة الجزائر في جويلية 1830م واقتحام القوات الفرنسية لمقر [[الداي حسين]] وإحكام قبضتها على المدن الساحلية، قرر [[بيرتراند كلوزيل|الماريشال كلوزيل]] (Bertrand Clauzel) حاكم الجزائر إرسال قوة عسكرية إلى المنطقة من أجل احتلالها ومعاقبة قادة الثورات الشعبية في هذه المنطقة، إلا أنهم جوبهوا بمقاومة عارمة.في هذه الفترة برز في الغرب الجزائري [[الأمير عبد القادر]] الذي تبادر إلى ذهنه توسيع دولته نحو الشرق فدخل إلى [[مليانة]]، ثم واصل طريقه نحو [[المدية]]، ولكن بعد استيلاء جيش الاحتلال على مدينة المدية أرغم الأمير على الانسحاب نحو الجنوب، حتى بلوغه منطقة شلالة العذاورة.
بحلول ثورة نوفمبر 1954 التي كان لها صدى واسع في أوساط سكان المنطقة ولبوا النداء والتحقوا بها، وخلال سبع سنوات ونصف شهدت المنطقة العديد من المعارك والعمليات العسكرية التحريرية التي دارت رحاها في كل المنطقة حيث فاقت مئات العمليات العسكرية بين اشتباكات، عمليات فدائية، كمائن وهجمات، نفذت من طرف مجاهدي المنطقة نذكر منها: معركة بولقرون، معركة قرقور...الخ. وقد استشهد في المنطقة ما يفوق ألف شهيد من بين خيرة أبناء الجزائر.
===ثورة بوبغلة===
نجح [[محمد لمجد بن عبد المالك]] المدعو ''بوبغلة'' في تفجير الثورات حيثما حل منطلقا من الغرب الجزائري، ليصل إلى شلالة لعذاورة (التيطري)، ليستقر في منطقة زواوة (القبائل) أين قاد ثورة عارمة بمشاركة [[فاطمة نسومر|لالة فاطمة نسومر]] خلال فترة (1851- 1854 م).
قال مصطفى لشرف عن هذه الصفحة المشرقة من الجهاد الوطني الجزائري :«... جاء أحدهم وهو محمد لمجد بن عبد المالك، كان يلقب بـ "بوبغلة"، من غرب البلاد، وتصاهر مع عائلة من "المرابطين" من منطقة العذاورة، ثم أقام مدة طويلة عند لعذاورة، حيث خطط للعمليات الحربية مع رفاق باسلين من منطقة التيطري، كانوا إلى غاية 1847م، تابعين لسلطة بن سالم، خليفة الأمير عبد القادر لمنطقة "سيباو" [[ولاية تيزي وزو]].»
سبق أن حارب الجميع تحت راية الأمير عبد القادر وقيادة فريقيه، :«...كما حاربوا في صفوف المقاومة القبائلية. أعلنت بعض المجموعات عن انضمامها إلى بوبغلة، وهي المجموعات الواقعة في سهول [[جبال جرجرة|جرجرة]] أو في حوض وادي الساحل (صومام) على غرار بني مليكش بني منصور، بني صدقة، ايت منقلات، مما تسبب في زرع الرعب في صفوف الجيش الاستعماري لمدة أربع سنوات.» <ref>حسبما ذكره "ن. روبان" (n. robin) ص 23.</ref>
إن ما تجدر الإشارة إليه أن هذا النص مفعم بدلالات سياسية عميقة، تؤكد انكسار سياسة "فرق تسد" الاستعمارية على صخرة الوطنية الجزائرية، التي جعلت سكان زواوة يلتفون حول جهاد الأمير عبد القادر، خلافا للدعايات الفرنسية المغرضة التي تزعم أن أهل القبائل رفضوا الانضمام إلى صفه. والتي نجحت أيضا في إفشال مشروع "الوهم القبائلي" ذلك المشروع الذي حاول صنع "لبنان الجزائر"، كما سماه [[شارل مارسيال لافيجري|الكاردينال لافيجري]]. ولا شك أن إسناد أهل هذه المنطقة أمر قيادة الجهاد للزعيم بوبغلة القادم من غرب الجزائر يعد مظهرا من مظاهر وطنيتهم.
===حقبة ثورة التحرير===
أثناء الثورة الجزائرية كانت الشلالة معقلا للكثير من المستوطنين الأوروبيين الذين تمتعوا بحماية الجيش الفرنسي أما الأهالي فقد كان معظمهم يعيش في المداشر والأرياف. شهدت المنطقة ابان ثورة التحرير الكبرى معارك هامة ساهم أبناء المنطقة فيها من أهمها
* ''معركة الكاف الاخضر''
* ''معركة قرقور'' 5 كلم شمال المدينة بقيادة الرائد سي لخضر حيث اسقطت فيها طائرة للعدو وتكبد خسائر في الارواح والعتاد. كما شهدت هجوما بالأسلحة نصف الثقيلة من طرف جيش التحرير في وسط المدينة على ثكنة عسكرية وقد تم انسحاب المجاهدين بنصر مؤزر لكنها كانت مقدمة لمعركة جبل بولقرون
* ''معركة كاف افول''
* ''معركة جبل بولقرون'' شمال شلالة العذاورة التي استشهد فيها الرائد سي لخضر وضريحه موجود هناك (10 كم شمال المدينة) بالقرب من الطريق الوطني الرابط بين شلالة العذاورة وبلدية جواب نحو العاصمة.
* ''معركة ضاية الطرفة'' جنوب شلالة العذاورةكما استشهد بالمنطقة قائد الثورة الرائد [[سي لخضر]] و[[بو البداوي المختار]] و[[علي البسامي]] وغيرهم كثير.
أطلق عليها المستعمر الفرنسي أيام الثورة اسم ''حفرة الأفاعي''، حيث سببت له الكثير من المتاعب والآلام ووجد صعوبة في السيطرة على مسالكها وعجز عن ترويض أهلها. كرد فعل من طرف المجاهدين أطلق عليها اسم ''ربوة الأسود''، اعترافا بفضل أهلها ودورهم الفعال في احتضان الثورة، حيث قدمت المنطقة أكثر من 1000 شهيد<ref>كتابات مجاهدي المنطقة ومذكراتهم</ref>.
'''منطقة شلالة العذاورة الثورية'''
شهدت منطقة شلالة العذاورة ابان ثورة التحرير الكبرى معارك هامة وساهم أبناء المنطقة في حرب التحرير الكبرى ومن أهم المعارك التي شهدتها شلالة العذاورة والمناطق المجاورة لها معركة الكاف الاخضر ومعركة قرقور 5 كلم شمال المدينة - معركة كاف افول ومعركة ضاية الطرفة جنوب شلالة العذاورة - كما استشهد بالمنطقة قائد الثورة الرائد سي لخضر وبو لبداوي المختار وعلي البسامي وغيرهم كثير. وقد شهدت عدة معارك أثناء الثورة أهمها معركة قرقور بقيادة الرائد سي لخضر حيث اسقطت فيها طائرة للعدو وتكبد خسائر في الارواح والعتاد. كما شهدت هجوما بالأسلحة نصف الثقيلة من طرف جيش التحرير في وسط المدينة على ثكنة عسكرية وقد تم انسحاب المجاهدين بنصر مؤزر لكنها كانت مقدمة لمعركة جبل بولقرون شمال شلالة العذاورة التي استشهد فيها الرائد سي لخضر وضريحه موجود هناك (10 كم شمال المدينة) بالقرب من الطريق الوطني الرابط بين شلالة العذاورة وبلدية جواب نحو العاصمة.أطلق عليها المستعمر الفرنسي أيام الثورة اسم '''حفرة الأفاعي'''، حيث سببت له الكثير من المتاعب والآلام ووجد صعوبة في السيطرة على مسالكها وعجز عن ترويض أهلها. وكرد فعل من طرف المجاهدين أطلق عليها اسم '''ربوة الأسود'''، اعترافا بفضل أهلهاودورهم الفعال في احتضان الثورة، حيث قدمت المنطقة أكثر من 1000 شهيد، وهذا موثق في كتابات مجاهدي المنطقة ومذكراتهم.
=== بعد الإستقلال===
بعد الاستقلال أعيدت تسمية المدينة باسم شلالة العذاورة.
MoNir- عضو دهبي
- عدد المساهمات : 5815
نقاط : 41269
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 29/10/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى