Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا



Oued Taga - وادي الطاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

مكتبة الصور


 هكذا بدت لي مدينة الوادي  Empty
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 479 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 479 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الخميس نوفمبر 07, 2024 4:07 pm
التسجيل السريع



هكذا بدت لي مدينة الوادي

اذهب الى الأسفل

 هكذا بدت لي مدينة الوادي  Empty هكذا بدت لي مدينة الوادي

مُساهمة من طرف MoNir الخميس أبريل 19, 2012 10:01 pm

زرت الوادي أوائل هذا الشهر. امتلكني إحساس عميق بجاذبية خاصة لعاصمة السوف. رحت استجمع ما علق بذهني من شتات الذاكرة وأنا ادخل لأول مرة مدينة القباب قبل أكثر من ثلاثة عقود خلت. فشتان بين نهاية السبعينيات وملامح التغيير الكامنة في النهضة العمرانية التي نتلمس اليوم معالمها في مختلف الرحاب والفضاءات.
بلطف وحنان ورقة منحتني جوهرة صحرائنا "تأشيرة" اقتحام مجالها الرحب دون استئذان.. فلم ألبت أن وجدت نفسي مسكونا بسحر مدينة يحق لها الافتخار بكونها معلما معماريا فريدا من نوعه، وكأنه الوشم البديع نحث في قلب واحاتنا الشرقية إجلالا لموروث حضاري أصيل يظل أبد الآبدين مصدر إلهام ومركز أشعاع ينبضان بالحياة الكريمة المتأصلة الضاربة في وجدان أهل سوف الطيبين.
بين الأصالة والحداثة تبدو مدينة القباب. ومن هذا المزيج تستمد الوادي بريقها.فهي شديدة التعلق بطابعها الموغل في المحافظة على ارثها التقليدي ذي الارتسامات البينة على الحياة العامة للساكنة..وهي أيضا مفتوحة على مواصفات العصرنة بمقاييس مستلهمة من ضرورات المستقبل ومن البيئة الصحراوية والنسق العام للمدينة نفسها التي مهما استبدلت "أحواشها" من التقليدي إلى العصري تظل القباب رموزا تملأ سطوحها.
أن تدخل الوادي، كما لو تدخل إي مدينة، برفقة أحد أبنائها العارفين بأسرارها وخباياها فهذا بعني أنك ستنفذ بسرعة إلى الوجدان العام وكيفية التعاطي مع الحياة.ولحسن حظي كنت هذه المرة برفقة صديقين عزيزين هما المهندس في المعلوماتية ورجل الأعمال فاروق جراية ،والزميل الصحفي المتألق باديس قدادرة الذي لن انسي كرمه وكرم عائلته الفاضلة التي استضافتني في بيتها فاشعرتني وشعرت أني واحدا منها مدة إقامتي بينها. هي طيبة أهل الوادي وكرمهم ودفء الاستقبال سرعان ما تبدد حرارة الطقس وتجعل المرء يندمج بعفوية وبكل تلقائية في النسق الحياتي العام للمدينة.
ولعل ما احتفظ به كلحظات مؤثرة لها وقعها الخاص بالنسبة لي هي ليالي السمر الحميمية التي تجمع هنا وهناك الأهل والأقارب والأصدقاء في حلقات أمام الأحواش ووسط الرمال التي تميل شيئا فشيئا إلى البرودة كلما غسغس الليل.هنا يستوي الجميع بلباسهم التقليدي وتدور أكواب الشاي ويفسح المجال للحديث في مختلف الأمور التي تشغل الاهتمام العام ولا سيما ما تعلق الأمر بالشؤون المحلية . والغيرة على الوادي وإلحاقها بركب التطور تبقى في المقام الأول.
وبعيدا عن أجواء السمر هذه التي تستمر إلى ساعة متأخرة من الليل، شاء أن يلتئم وصولي إلى الوادي مع اربعينية الروائي الكبير الطاهر وطار. مثقفو المدينة لم يتركوا الفرصة تمر فالتقوا في حفل تأبيني احتضنه المبنى القديم لدار الثقافة "محمد الأمين العمودي" فكان منبرا للتقدير والتبجيل والاحترام الكبير للفقيد وطار، الأب الروحي للرواية الجزائرية. وهناك التقيت بالصديق القيادي البارز في الافلان الصادق بوقطاية الذي جاء في مهمة حزبية للملمة الجراح المترتبة عن خصام معلن بين الأخوة الفر قاء في الحزب العتيد. كما شاء اليوم الأخير من إقامتي في الوادي أن يلتئم بوفاة عمة الزميل باديس وهي أكبر مسنة في العائلة. جنازتها كانت بالنسبة لي اكتشافا.فالإعلان عن الوفاة يتم في المساجد. والحضور للتعزية يكون حاشدا شأنه شأن تشييع الميت إلى مثواه الأخير في مقبرة "الأعشاش" المرتبة باتقان وبعيدا عن أي بهرجة تميز هذا القبر عن الآخر. هنا يخيل وكأن كل الوادي حاضرة لتشييع عزيز لها افتقدته. مراسيم الدفن تتخللها تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم يتلوها نخبة من حفظة القرآن الكريم ينتظمون في شكل حلقة واسعة عند مدخل المقبرة. وفي اعقاب الدفن والدعاء بالرحمة يصطف أهل الفقيد لتلقي التعازي من قبل المشيعين.ويفترق الجمع ليلتقي مجددا على أكواب الشاي في رحاب البيت الجنائزية ومنها يكون الافتراق. رحم الله الفقيدة واسكنها فسيح جنانه.
إن ما شدني أيضا من خلال إقامتي هذه بمدينة القباب فسحة الشوارع وانفتاحها على الأفق وكثرة المحلات الفاخرة والحركة التجارية النشطة التي تتجلى حيويتها عبر السوق المركزي المتاخم لوسط المدينة .ومن مفاخر الوادي، قطبها الجامعي الذي بني على طراز حديث يبدو وللوهلة الأولى عند مشاهدته من أي مكان انه بمثابة الجوهرة المشعة التي جاءت لتستقطب الأضواء وتكون منارة للعلم والمعرفة. وما ذلك إلا تثمينا واعترافا بالدور التاريخي والحضاري لمدينة ظلت دوما قي قلب الحدث الثقافي والنبوغ الفكري. ولعل في البناية الجديدة لدار الثقافة " محمد الأمين العموديّ أحسن عربون تناله عاصمة سوف تقديرا لزخم عطاءها الثقافي وانتاجها المعرفي والفني المفتوح على آفاق واسعة. فهذا المعلم يعتبر بحق مفخرة للوادي ولكل الجزائر..والعاقبة لحصاد ثقافي غزير وما ذلك بكثير على جوهرة واحاتنا الشرقية التي لها من المؤهلات ما يجعلها دوما نقطة مشعة في وطننا الرحب.


MoNir
عضو دهبي
عضو دهبي

عدد المساهمات : 5815
نقاط : 41264
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 29/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى