تحول اولاد جلال الى كوارث انسانية

لكثـرة عددها واستفحال ظاهرة سرقتها بأولاد جلال
الدراجات النارية تتحول إلى خطر
توصف مدينة أولاد جلال بولاية بسكرة، عادة، بأنها أشبه ما تكون بقطعة من بلاد الصين لا لشيء سوى أن هذه المدينة تشتهر بكثـرة عدد الدراجات النارية وبجميع أنواعها.
في غياب إحصاءات رسمية، فإن عدد الدراجات يقدر بالآلاف، اعتبارا من أن كل منزل بهذه البلدية، التي تحصي ما يفوق 78 ألف نسمة، يمتلك أصحابه ثلاث دراجات نارية وما يفوق الدراجتين هوائيتين على الأقل، والسبب في ذلك يعود إلى انعدام سيارات وحافلات النقل الحضري، لتكون الدراجة هي الوسيلة المفضلة للتنقل بين الأحياء المتباعدة بهذه المدينة المصنفة كثاني أكبر بلدية على مستوى الولاية.
وبحكم العدد الكبير جدا من الدراجات، فإن شوارع مدينة أولاد جلال أضحت تشهد يوميا زحمة كبيرة في السير، الأمر الذي أصبح يزعج كثيرا سواء المارة أو أصحاب المركبات الذين يعانون حاليا الأمرّين من خطر هذه الدراجات. فبالإضافة إلى وقوع عشرات الحوادث المادية والجسمانية كل أسبوع تقريبا، أغلبها لا تسجل فيه محاضر لا على مستوى الأمن ولا مصالح الصحة، فإن هذه الدراجات ترهب وتقلق أكثر أكثر أصحاب السيارات الجديدة التي يؤدي احتكاك الدراجات بها إلى حدوث أضرار بالغة أحيانا.
وحسب أحد المواطنين، فإنه لم يسعد بسيارته الجديدة أكثر من أسبوع ليفاجئه أحد الشبان بدراجته المسرعة. وأثناء محاولته المناورة، لامست دراجته السيارة من الجنب فأحدثت فيها أضرارا على مستوى الطلاء والمرآة الجانبية.
وروى لنا سائق شاحنة من خارج المدينة، التقينا به بالسوق الأسبوعي، كيف أنه أصبح يتجنب زيارة هذه المدينة والتجول بشوارعها خشية أن يقع له حادث مرور مع أصحاب الدراجات. وحسبه، فإنه سمع كثيرا عن حوادث وقعت وتوفي فيها أطفال وشباب من أصحاب الدراجات. فهؤلاء، كما يضيف المتحدث ذاته، يحدثون تجاوزات خطيرة جدا أثناء سيرهم غير مبالين بقانون المرور ودون أن يكونوا محميين بالخوذات على مستوى الرأس.
التلاميذ من أبناء المؤسسات التعليمية وخاصة منهم الفتيات إضافة إلى كبار السن من شيوخ وعجائز، تحدثوا هم أيضا إلينا عن يومياتهم مع سائقي الدراجات النارية والخطر الكبير الذي باتت تشكله هذه الدراجات عليهم، سواء على مستوى الشوارع التي تتمركز بها المؤسسات التعليمية أو على مستوى الأزقة الضيقة بالمدينة القديمة. وحسب شهادة أحدهم، فإن المناورات والسرعة الفائقة التي يتعمدها بعض سائقي الدراجات وخاصة الدراجات المطورة محليا والمعروفة باسم ''شراقة''، تتسبب يوميا في حوادث خطيرة. فهذا النوع من الدراجات يشبه دراجات الرالي كبيرة الحجم وذات السرعة الفائقة، وبالتالي فهي تشكل تهديدا للمارة خصوصا في الأزقة الضيقة، حيث يفاجأ بها الجميع ومن سلم من شرها فهو محظوظ جدا على حد قول البعض. أما الخطر الآخر الذي أصبحت تشكله هذه الدراجات النارية بأولاد جلال، فيمس هذه المرة مالك الدراجة نفسها، فهذه المدينة أصبحت تعرف استفحالا ملحوظا لنشاط عصابات متخصصة في سرقة الدراجات النارية تحديدا. هؤلاء اللصوص، وحسب الكثير من ضحاياهم، أصبحوا يتعمدون سرقة هذه الدراجات سواء في الطرقات والشوارع أو أمام المحلات والمصالح الخدماتية المختلفة أو حتى داخل المنازل، فكل من يملك دراجة نارية جديدة، كما علمنا من أكثر من مواطن، يصبح بمدينة أولاد جلال مهددا بالسرقة حتى داخل منزله.