Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا



Oued Taga - وادي الطاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

مكتبة الصور


 ما قيمة المعرفة  Empty
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 403 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 403 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الخميس نوفمبر 07, 2024 4:07 pm
التسجيل السريع



ما قيمة المعرفة

اذهب الى الأسفل

 ما قيمة المعرفة  Empty ما قيمة المعرفة

مُساهمة من طرف MoNir الإثنين أبريل 16, 2012 7:37 pm



قيمة المعرفة
تتمثل قيمة المعرفة إجمالاً في مدى درجة اليقين الذي تصل إليه إدراكاتنا تصوراً كانت هذه الإدراكات أم تصديقاً ، أو بمعنى آخر في مدى إمكان كشف المعرفة عن الحقيقة ، كما تتمثل من ناحية اُخرى في الإيمان بإمكانية المعرفة ، وهذا اليقين الذي يعتبر معياراً لقيمة المعرفة أو الإيمان بها ينقسم ـ فيما يرى الصدر ـ إلى أنواع ثلاثة :
1 ـ اليقين المنطقي أو الرياضي : وهو الذي يقصده منطق البرهان عند أرسطو ، ومعناه العلم بقضية معينة ، والعلم بأن من المستحيل أن لا تكون القضية بالشكل الذي علمت عليه . فاليقين المنطقي مركب من علمين، وما لم ينضم العلم الثاني إلى العلم الأول لا يعتبر يقينا في منطق البرهان ، واليقين الرياضي يندرج في اليقين المنطقي لأنه يعني تضمن إحدى القضيتين للاُخرى .
2 ـ اليقين الذاتي : وهو جزم الإنسان بقضية من القضايا بشكل لا يراوده أي شك أو احتمال للخلاف فيها . وليس من الضروري في اليقين الذاتي أن يستبطن أي فكرة عن استحالة الوضع المخالف لما علم . فالإنسان قد يرى رؤيا مزعجة في نومه فيجزم بأن وفاته قريبة .. ولكنه في نفس الوقت لا يرى أي استحالة في أن يبقى حياً ، لأن كونه غير محتمل لا يعني أنه مستحيل .
3 ـ اليقين الموضوعي : وهو يستلزم الصحة في مطابقة القضية التي تعلق بها اليقين، مع الواقع إضافة إلى الصحة في درجة التصديق من حيث مطابقته لمبررات موضوعية تفرض درجة التصديق تلك «ومن هنا نصل إلى فكرة التمييز بين اليقين الذاتي واليقين الموضوعي ، فاليقين الذاتي: هو التصديق بأعلى درجة ممكنة، سواء كان هناك مبررات موضوعية لهذه الدرجة أم لا . واليقين الموضوعي: هو التصديق بأعلى درجة ممكنة على أن تكون هذه الدرجة متطابقة مع الدرجة التي تفرضها المبررات الموضوعية ، أو بتعبير آخر : إن اليقين الموضوعي هو أن تصل الدرجة التي تفرضها المبررات الموضوعية إلى الجزم» .
والأمر الثاني الذي يُعنى به علم المعرفة : هو إمكان المعرفة والعلم بوقوعها ، وهو أمر لا يقبل الإنكار ولا الشك ، ولايتردد في الاعتراف به أي إنسان سوي عاقل لم تؤثر الشبهات على ذهنه وتفكيره ، وبالرغم من ذلك فقد ظهرت في تاريخ الفلسفة مذاهب تنكر العلم مطلقاً، ولا تعترف بإمكان المعرفة مثل : السوفسطائيين والشكاك واللاأدريين . وقد صنفهم بعض علمائنا على أنهم مرضى نفسيون ، وأن اللّه ابتلاهم بالوسواس الذهني الشديد ، وبخاصة أن قسماً منهم أنكروا الوجود ذاته ناهيك عن المعرفة .
كما أظهر تاريخ الفلسفة ـ أيضاً ـ طائفة تدعي نسبية المعرفة بمعنى أنه لا توجد في نظرهم قضية صحيحة بشكل مطلق ، واليقين عند هؤلاء لا يتعدى اليقين الذاتي . وربما كان هذان التياران هما أبرز التيارات التي ظهرت لتشكك في إمكانية وقوع المعرفة أو تؤمن بوقوعها; لكنها لا تؤمن بقدرة المعرفة على كشف الحقيقة ، وذلك إضافة إلى المذهب الذي ينكر الحقيقة إنكاراً تاماً ـ كما ذكرنا من قبل ـ
وقد انصب جُلّ اهتمام السيد محمد باقر الصدر في هذه المسألة على الفلسفة الماركسية التي يرفض أصحابها مذهب السفسطة وفلسفة الإنكار والشك ، ويرون أن الفلسفة قادرة على الوصول إلى اليقين الفلسفي عن طريق إيمانها بإمكان المعرفة الجازمة الحقيقية . لذلك يحاول الصدر الوصول مع الماركسية إلى حقيقة موقفها ـ كممثلة للتيار المادي ـ ثم يطرح بعد ذلك وجهة نظر الفلسفة الإسلامية ، لكنه يرى أنه لا بد قبل ذلك من استعراض لبقية المذاهب الفلسفية لأنه ـ على حد قوله : «لأجل أن نعرف المشكلة ونتبين مدى إمكان حلها على أساس الفلسفة الماركسية ووجهة نظر الفلسفة الإسلامية فيه يجب أن نشير بصورة سريعة إلى أهم المذاهب الفلسفية التي عالجت هذه المشكلة» .
من هنا بدأ السيد محمد باقر الصدر باستعراض تلك الفلسفات منذ العصر اليوناني حين ظهرت السفسطة في القرن الخامس قبل الميلاد، وظلت ردحاً من الزمن إلى أن ظهر سقراط وأفلاطون وأرسطو الذين حاربوها . ووضع أرسطو منطقه المعروف لكشف مغالطات السفسطة. «وخلاصة مذهبه في نظرية المعرفة أن المعلومات الحسية والمعلومات العقلية الأولية أو الثانوية التي تكتسب بمراعاة الاُصول المنطقية هي حقائق ذات قيمة قاطعة» [.
وظل مذهب اليقين مسيطراً على الموقف الفلسفي حتى القرن السادس عشر الميلادي ، حيث نشطت العلوم الطبيعية واكتشفت حقائق لم تعرف من قبل ، وخاصة في الهيئة ونظام الكون ، فبعثت تلك التطورات مذاهب الشك والإنكار من جديد .
ثم ظهر في هذا الجو منهج العقليين على يدي ديكارت الذي بدأ فلسفته بالشك الجارف المطلق ، ولم يستثن من شكه إلا فكره الذي يرى أنه حقيقة واقعة ، هذا الفكر الذي يعد نقطة الانطلاق إلى اليقين الفلسفي «أنا أفكر فأنا إذن موجود» .
ومن هذا الجانب الذاتي الذي أثبته ديكارت في تأملاته الفلسفية ، راح يثبت جانباً آخر هو الجانب الواقعي الموضوعي ، ثم رتب الأفكار الإنسانية وصنّفها في ثلاثة أنواع :
1 ـ أفكار فطرية مغروزة في طبيعة الإنسان ، وهي هذا النوع الشديد الوضوح والجلاء من الأفكار ، ومن هذا النوع : فكرة «اللّه» والحركة والامتداد في الطبيعة .
2 ـ أفكار لا تتمتع بالوضوح السابق ، وهي الأفكار الغامضة التي تنتج في الذهن كثمرة لتعامل الحواس مع الواقع الخارجي . وهذه الأفكار ليست لها أصالة النوع الأول ، بمعنى أنها ليست فكراً إنسانياً خالصاً كما هو الحال بالنسبة للطائفة الاُولى .
3 ـ أفكار مختلفة كتلك التي يصطنعها الإنسان ويخترع صورتها اختراعاً ، وإن كان في اختراعه إياها يستمد عناصر الصورة من وقائع حسية موجودة بالفعل ، وذلك مثل أن يتصور «إنساناً» له رأسان .
ويصنف ديكارت فكرة «اللّه» في مقدمة الأفكار الفطرية التي تحدّث عنها في النوع الأول ، ويعدها «حقيقة موضوعية» تقع خارج فكر الإنسان وتتجاوز كل أفكاره ، لأن فكرة اللّه تعادل تماماً فكرة الموجود الكامل المطلق الذي لا نهاية لكمالاته . فبالضرورة لا يكون الإنسان ـ الناقص ـ هو مصدر هذه الفكرة ، ويتعين بالضرورة أيضاً أن تكون هذه الفكرة في ذهن الإنسان انعكاساً لموجود ـ بالفعل ـ كامل كمالاً مطلقاً وهو اللّه ـ تعالى .
ويلاحظ الإمام الصدر أن القاعدة التي بنى عليها ديكارت فلسفته في إثبات وجوده وفي إثبات الوجود الإلهي ، عرض لها الفيلسوف المسلم ابن سينا من قبل بعدة قرون ، وزيفها أو نقضها ، ورأى أنها لا تعتبر اسلوباً من الاستدلال العلمي على وجود الإنسان المفكر ذاته .
ويتابع الصدر تطور المذاهب الفلسفية في مشكلة «اليقين» فيعرض ـ بعد ذلك ـ للنظرية الحسية والتجربية ، ويتحدث عن جون لوك الذي يعد الممثل الرئيسي ، أو الناطق الرسمي باسم النظرية الحسية ، فهذا الفيلسوف كان يرى أن الإدراك كله بل حتى المعارف البديهية ترجع إلى الحس والتجربة ، وبالرغم من ذلك فهو يرى أن هذا الحس ليس له قيمة فلسفية قاطعة في نظرية المعرفة .
ثم يعرض الصدر للمذهب المثالي كما ظهر على يد أفلاطون فيما يسمّى بنظرية المثل عنده ، وهو غير المثالية التي اتخذت مفهوماً آخر يختلف كل الاختلاف عن المثالية القديمة ، فبينما كانت المثالية الأفلاطونية تؤكد على وجود الحقيقة الموضوعية للإدراكات العقلية والحسية معاً ; سارت المثالية الحديثة في طريق معاكس ، فعملت على زعزعة أساس الواقع الموضوعي ، وأعلنت مذهباً جديداً في نظرية المعرفة الإنسانية ألغت به قيمتها الفلسفية ، وهذه المثالية الحديثة هي ما توقف عندها السيد محمد باقر الصدر ، ورصد أهم اتجاهاتها في المدارس الآتية :
المثالية الفلسفية : ويمثلها باركلي الذي لا يقرّ بوجود شيء ما لم يكن ذلك الشي مُدركاً يقول : «أن يوجد هو : أن يُدرِك أو أن يُدرَك» . والشيء المدرك هو النفس ، والأشياء المدركة هي التصورات والمعاني القائمة في مجال الحس والإدراك ، أما الأشياء الموضوعية المستقلة عن حيز الإدراك فليست موجودة .
ويفنّد السيد محمد باقر الصدر تلك المثالية بمهارة فلسفة بالغة الدقة ، يضيق عن تفصيلها هذا البحث المحدود ، فقد أثبت ـ بعد استعراض أدلة باركلي ـ أن باركلي نفسه مضطر إلى الاعتراف بوجود معارف مضمونه الصدق في التفكير البشري ، ولو لا ذلك لما استطاع أن يستدل على مزاعمه .
المثالية الفيزيائية : وهي التي تحاول الاستغناء عن إضافة أي حقيقة جوهرية للمادة، إذ العالم مرده إلى حركة خالصة كما قال كارل بيرسون: «المادة هي اللامادي الذي هو في حركة» وهذا الاتجاه المثالي الفيزيائي كما يقول السيد محمد باقر الصدر «استهوى كثيراً من الفيزيائيين فقالوا : مادام العلم يقدّم في كل يوم براهين جديدة ضد القيمة الموضوعية للمعرفة ، وضد الصفة المادية للعالم ، فليست الذرات أو البنيات الأساسية للمادة ، بعد أن تبخرت على ضوء العلم إلاّ طرقاً مناسبة للتعبير عن الفكر ، واستعارات وإشارات لا تتضمن من الحقيقة الواقعية شيئاً»، ويحكم الصدر على هذه الفكرة بأنها خاطئة وأن خطأها كان نتيجة لخطأ في التفكير الفلسفي، وليس ناتجاً عن برهان فيزيائي في المجال العلمي يقول: «وهكذا انبثقت النزعة المثالية أو اللاأدرية لا باعتبار برهنة العلم على صحتها وصوابها; بل باعتبار تزعزع عقيدة العلماء بالعلم وزوال إيمانهم بمسلماته القاطعة» .
المثالية الفسيولوجية : وهي اتجاه ينطلق من أن الشكل الذاتي للإحساس البشري ناتج ومتوقف على تركيب الحواس والجهاز العضوي بصورة عامة للإنسان، بمعنى أن الأشياء في العالم الخارجي ليست هي التي تعطينا الإحساس بالشيء ، إنما الذي يحددها هو جهازنا العصبي ، والأشياء الخارجية دورها يكون في أنها سبب أولي في إثارة العمليات الحسية في أعضائنا ، والجهاز العصبي هو الذي يبلور عملية الإحساس في الكيفية التي يعبر بها عن نفسه .
ويُخطّئ السيد محمد باقر الصدر هذا الاتجاه لأنه يفتح مجالاً للتشكيك في مدى مطابقة الإحساس للواقع الموضوعي .
أنصار الشك الحديث : وهذا المذهب يعود في الأصل إلى مذهب الشك القديم الذي كان يعلن عن (لا أدرية) مطلقة ، أي أن الإنسان لا يستطيع أن يعطي حكماً على الأشياء .
وكما قدمت اللاأدرية القديمة نفسها كحل وسط للصراع بين المذاهب السوفسطائية والفلسفة التحقيقية ، زعمت مدرسة الشك الحديث أنها تقوم بنفس الدور كحل للصراع بين المثالية الحديثة التي زعمت بأن الواقع ليس أمراً مستقلاً عن شعور الإنسان وإدراكه ، وبين الواقعية التي تؤكد على أن الواقع حقيقة موضوعية خارجية ومستقلة في ذاتها عن الإنسان بكل مشاعره وإدراكاته ، وقد عبر الصدر عن موقع مدرسة الشك الحديث بين المدرستين : المثالية والواقعية بقوله : «المثالية تزعم أن الواقع قائم في الشعور والإدراك ، والواقعية تؤكد على أنه موجود بصورة موضوعية مستقلة ، والشكية ترفض أن تجيب على المسألة ; لأن الرد عليها مستحيل فلترجأ المسألة إلى الأبد» [50] وحقيقة الأمر أن هذا الشك لا يتخذ الشك العلمي ، بل ـ هو كما يرى الصدر ـ خطأ فلسفي أو أزمة نفسية .
ولكن وجدت طائفة تؤمن بقيمة المعرفة وموضوعيتها ، ولكن نتيجة نظرياتهم العلمية أدت بهم إلى الشك في المعرفة الذي أطلق عليه اسم الشك العلمي . وقد ركز السيد محمد باقر الصدر على أهم تلك الاتجاهات في هذا المذهب وهي :
أ ـ السلوكية : التي اتخذت من سلوك الكائن الحي وحركاته الجسمية ـ التي يمكن إخضاعها للحس العلمي والتجربة ـ موضوعاً لعلم النفس دون الاعتراف بما وراء ذلك من عقل وشعور ، وهذا الاتجاه بالتالي يؤدي حتماً إلى موقف سلبي تجاه قيمة المعرفة وإلى عدم الاعتراف بقيمتها الموضوعية .
ب ـ مذهب التحليل النفسي عند فرويد ، ويعتمد السلوك في نظريته على العناصر الشعورية وهي مجموعة الأفكار والعواطف والرغبات التي نحس بها في نفوسنا ، وعلى اللاشعور في العقل وهي شهواتنا وغرائزنا المختزنة .
ج ـ المادية التاريخية المعبرة عن نظرة الماركسية إلى التاريخ والمجتمع والاقتصاد وربطها للمعرفة الإنسانية عموماً بالوضع الاقتصادي ورؤيتها لفكر الإنسان ، على أنه انعكاس عقلي للأوضاع الاقتصادية وما ينشأ عنها من علاقات .
ويلخّص الصدر فلسفة الماركسيين في المعرفة في عناصر ثلاثة :
1 ـ أن الحقيقة عندهم في نمو وتطور يعكس نمو الواقع وتطوره .
2 ـ أن الحقيقة والخطأ يمكن أن يجتمعا فتكون الفكرة الواحدة خطأ وحقيقة.
3 ـ أن أي حكم مهما بدت الحقيقة فيه واضحة فهو يحتوي على تناقض خاص وبالتالي على جانب من الخطأ ، وهذا التناقض هو الذي يجعل المعرفة والحقيقة تنمو وتتكامل .
نستخلص من هذه العناصر الثلاثة أن الماركسية تعني بالحقيقة مفهوماً آخر غير المفهوم الوحيد للحقيقة في الفلسفة الواقعية الذي يعني (مطابقة الفكرة للواقع) فالماركسية تتحدث عن تلك الحقيقة كلفظ يخلو من معناه الحقيقي ، لذلك فهي لا يمكن أن تبرأ من نزعات الشك والسفسطة ، كما يقول الصدر ، لمجرد اتخاذ لفظ الحقيقة وبلورته في مفهوم جديد .
ويرد الصدر على الماركسية بإثبات الحقيقة بصورتها المقبولة بما يعني موضوعيتها وثباتها، وأنها لا يمكن أن تتطور وتنمو أو تكون محدودة في كل مرحلة من مراحل تطورها بحدود تلك المرحلة الخاصة . والفكرة لابد أن تكون إما حقيقة مطلقة مطابقة للواقع ، وإما غير مطابقة فتكون خطأ ، يقول : «وأنا أعلم أن هذه الكلمات تثير اشمئزاز الماركسية ، وتجعلهم يقذفون الفكر الميتافيزيقي بما تعودوا إلصاقه به من تُهم فيقولون : إن الفكر الميتافيزيقي يجمد الطبيعة ويعتبرها حالة ثبات وسكون ، لأنه يعتقد بالحقائق المطلقة ويأبى عن قبول التطور والحركة فيها ، وقد انهار مبدأ الحقائق المطلقة تماماً باستكشاف تطور الطبيعة وحركتها» .
ثم يفنّد السيد محمد باقر الصدر فلسفة الماركسيين هذه ، وانعكاساتها الخاطئة على الحقائق الميتافيزيقية ، مبيناً أن في الميتافيزيقا «الإيمان بالحقائق المطلقة ورفض التغير والحركة فيها لا يعني مطلقاً تجميد الطبيعة ، ولا ينفي تطور الواقع الموضوعي وتغيره . ونحن في مفاهيمنا الفلسفية نعتقد بأن التطور قانون عام في عالم الطبيعة . وأن كينونته الخارجية في صيرورة مستمرة ، ونرفض في نفس الوقت كل توقيت للحقيقة وكل تغير فيها» [54] ويضرب الصدر لذلك مثالاً ، بأن يفترض أن الحرارة اشتدت في ماء خاص ، وأنها في ارتفاعها تكون في حركة مستمرة وتطور تدريجي . وهذا يعني أن كل درجة من الحرارة يبلغها الماء فهي درجة مؤقتة . وليس للماء في هذه الحالة درجة حرارة مطلقة . بمعنى أننا إذا قسنا الحرارة في لحظة معينة ووجدناها (90 درجة) ; فقد حصلنا على حقيقة عن طريق التجربة وهي أن درجة الماء في هذه اللحظة هي ونقول عنها حقيقة لأنها فكرة مطابقة للواقع وإن كانت درجة مؤقتة وخاصة بلحظة معينة من الزمان ، وهذا يعني أننا نؤمن بالتطور والتغير، وفي الوقت ذاته نؤمن بأن الحقيقة ثابتة ومطلقة ، ولا تتغير بتغير وتطور الطبيعة . فحين حكمنا على درجة حرارة الماء بأنها في لحظتها وزمنها التي كانت فيه حين اختبرناها ووجدناها قد طابقت الواقع ; فهي على ذلك حقيقة مطلقة في لحظتها وزمنها وظرفها المعين ، ولا نستطيع أن نحكم عليها بخلاف ذلك في تلك اللحظة وذلك الزمن.
لذلك فهدف الماركسية في إخضاعها الحقيقة لقانون الحركة والتطور; لم يكن إلاّ محاولة منها للقضاء على الحقائق المطلقة التي تؤمن بها الفلسفة الميتافيزيقية ; يقول الصدر : «وقد فاتها أنها تقضي على مذهبها بالحماس لهذا القانون ، لأن الحركة إذا كانت قانوناً عاماً للحقائق فسوف يتعذر إثبات أية حقيقة مطلقة وبالتالي يسقط قانون الحركة بالذات عن كونه حقيقة مطلقة» .
النسبيون : وهم الذين يعترفون بوجود حقيقة ويؤمنون بإمكان المعرفة البشرية لها ، ولكن هذه المعرفة أو الحقيقة التي يمكن للفكر الإنساني أن يحصل عليها هي معرفة أو حقيقة نسبية «بمعنى أنها ليست حقيقة خالصة من الشوائب الذاتية ومطلقة ، بل هي مزيج من الناحية الموضوعية للشيء ، والناحية الذاتية للفكر المدرك ، فلا يمكن أن تفصل الحقيقة الموضوعية في التفكير عن الناحية الذاتية».
ويرى الصدر أن أنصار هذا المذهب ينقسمون إلى اتجاهين رئيسيين، ويختلفان في معنى النسبية وحدودها في العلوم البشرية ، هذان الاتجاهان هما : نسبية كانت والنسبية الذاتية .

ـــــــــــــــ

MoNir
عضو دهبي
عضو دهبي

عدد المساهمات : 5815
نقاط : 41334
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 29/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى