بحـث
مواضيع مماثلة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 276 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 276 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الخميس نوفمبر 07, 2024 4:07 pm
التسجيل السريع
// Visit our site at http://java.bdr130.net/ for more code
12>فلسفة.علمي. النظرية في غياب للواقع؟
صفحة 1 من اصل 1
فلسفة.علمي. النظرية في غياب للواقع؟
هل يمكن إثبات أو نفي النظرية في غياب للوقائع؟
لا تحمل النظرية في دلالتها العلمية معنى قدحيا، فالنظرية بصفة عامة هي وجهة نظر ينتجها العقل. كما تعني من جهة ثانية مجموعة من الأفكار المترابطة منطقيا بشكل نسقي( مثل نظرية اللاشعور كما تمت صياغتها من طرف فرويد، أو نظرية التطور البيولوجي كما صاغها داروين، نظرية الجاذبية الكونية التي طرحها نيوطن، وقانون الثقالة ، قوانين حول حركة الكواكب إلخ التي تم استنتاجها رياضيا). فهل يمكن إثبات النظرية العلمية بدون الاحتكام إلى التجربة و من دون الرجوع إلى معطيات مستمدة من الواقع؟ وإذا كان الأمر كذلك فما طبيعة الواقع الذي يتم الإحتكام إليه هل الواقع الحسي المعطى لإدراكنا المشترك أم أنه واقعة علمية يصطنعها العالم لكي يخضعها للتجربة؟ و بالتالي ما علاقة الواقعة التجريبية بالنظرية؟
تعريف النظرية العلمية:
لا يكفي أن تكون النظرية العلمية مكونة من القضايا، الفرضيات أو القوانين و تتمتع بالتماسك المنطقي فقط، بالرغم من أن ذلك شرط من شروطها، لأن الاقتصار على هذا الشرط ستجعلها لا تختلف في شيء عن الرياضيات التي تقوم على المفاهيم و لا تطرح سؤال علاقتها بالواقع . لا يمكن اعتبار النظرية العلمية علمية إلا إذا تمت مواجهتها مع الواقع الذي نحاول بناء معرفة حوله. فلها علاقة ضرورية بالوقائع.
فبالرغم من أن النظرية تهدف إلى بناء صياغة صورية إلى حد ما، فإن من شروطها أن تكون قابلة للتحقق التجريبي. بحيث تمنعنا من تخيل وجود النظرية من جهة و التجربة من جهة أخرى. أي لا ينبغي أن نفترض أن الوقائع تأتي من بعد لكي تقول لنا " ما إذا كانت النظرية صحيحة أم لا" فالعلاقة نظرية/واقعة تجريبية هي علاقة بالغة التعقيد.
فما طبيعة الواقعة العلمية.
إن الواقعة العلمية تتميز عن الواقعة المعطاة لإدراكاتنا الحسية. فالواقعة العلمية لا تنفصل عن النظرية ، لأنها كما أكد ذلك غاستون باشلار هي واقعة علمية يتم بناؤها وتشييدها بطريقة واعية ، أي لا يمكن إدراكها بالملاحظة الحسية بل باعتماد أجهزة و قياسات. فالملاحظة العلمية تقتضي التفكير قبل المشاهدة، وهي التي تصحح شروط إجراء الملاحظة الأولى لأنها باصطلاح غاستون باشلار عائق أمام قيام المعرفة العلمية. و الملاحظة العلمية لا تنفي ما تمدنا به التجربة بل تؤكد أو تنفي أطروحة أو نظرية تفسيرية سابقة. فالانتقال من الملاحظة إلى التجريب تجعل الطابع الخلافي حول المعرفة أكثر وضوحا ، فالوقائع العلمية هي التي يمكن أن تؤكد أو تنفي النظرية و ليست النظرية هي التي تؤكد أو تنفي الواقعة العلمية.
فحص صحة النظرية؟
انطلاقا من مثال كلاسيكي،اندهش عمال النافورات بفلورانسا لما لاحظوا أن المضخة تتوقف عن سحب الماء في حدود معينة، واعتبرت واقعة غريبة، ولكن في هذا المستوى(ملاحظة العمال) لم تكن واقعة علمية بعد، لكنها ستصبح واقعة علمية لما وضع تورشيلي ثم بعده باسكال فرضية/نظرية تقل الهواء و الضغط الجوي لتفسير حركة السوائل. فتم اصطناع الظاهرة و تجهيزها وقياسها ، وتكرارها في ارتفاعات مختلفة للتأكد من أن ارتفاع السائل في الأنبوب يتغير لما يتغير الضغط الجوي. ولماتم التحقق من النتائج باعتماد التجربة تم إبطال العمل بنظرية أريسطو التي كانت تقول أن الطبيعة تخشى الفراغ. يتبين أن الواقعة العلمية قد تنفي كما قد تثبت النظرية فهي في المثال أعلاه تنفي نظرية أريسطو (الفراغ)وتثبت نظرية تورشيلي(الضغط الجوي).
تأويل قابل للمناقشة:
من خلال المثال أعلاه يتبين أننا أمام وضعية بسيطة، فمن جهة هناك الفرضية /النظرية(التي تدخل ضمن نظرية ميكانيكا السوائل) و من جهة أخرى الواقعة العلمية التي أنشأها العالم و اصطنعها لكي تكون قادرة على أن تكشف لنا عن معلومات فعالة. لكن أية معلومات؟
إن القول أن النظرية يتم تأكيدها من طرف الوقائع هو أمر مفروغ منه. لكن السؤال ما الذي يسمح لنا بالانتقال من ما تمدنا به بعض الوقائع العلمية إلى صياغة نظرية علمية كونية ونهائية تشمل كل الظواهر الطبيعية بما في ذلك تلك التي لم نخضعها للتجربة ولم يتم التأكد منها. أي ما الذي يضمن عدم اكتشاف واقعة تخالف الوقائع الأخرى و بالتالي تهدد النظرية. فتجربة ماكسويل مثلا كشفت على أن سرعة الضوء لا تخضع لمبدإ القصور الذاتي كما صاغها نيوطن. وهو ما جعل هذه الواقعة العلمية تكذب النظرية العلمية لنيوطن ولا تؤكدها. و هو الأمر الذي جعل كارل بوبر يغير من وظيفة التجربة باعتبار أنه ليست وظيفة التجربة التحقق من صدق النظرية وإثباتها بل أن وظيفة التجربة هو تكذيب النظرية وتفنيدها من خلال قوله " ألف واقعة لا تثبت القول بصحة النظرية وواقعة واحدة قد تثبت القول بكذبها" و هو ما يعني أن أية نظرية علمية ليست نهائية وكاملة فما يميز النظريات العلمية هو قابليتها للتكذيب و التزييف ، وهو ما يسمح بنموها وتطورها. على عكس أنماط المعرفة غير العلمية فهي تقدم نفسها كحقائق علمية مطلقة لكونها لا يمكن اخضاعها للتجربة العلمية وبالتالي لا يمكن التحقق من صحتها أو كذبها.
لا تحمل النظرية في دلالتها العلمية معنى قدحيا، فالنظرية بصفة عامة هي وجهة نظر ينتجها العقل. كما تعني من جهة ثانية مجموعة من الأفكار المترابطة منطقيا بشكل نسقي( مثل نظرية اللاشعور كما تمت صياغتها من طرف فرويد، أو نظرية التطور البيولوجي كما صاغها داروين، نظرية الجاذبية الكونية التي طرحها نيوطن، وقانون الثقالة ، قوانين حول حركة الكواكب إلخ التي تم استنتاجها رياضيا). فهل يمكن إثبات النظرية العلمية بدون الاحتكام إلى التجربة و من دون الرجوع إلى معطيات مستمدة من الواقع؟ وإذا كان الأمر كذلك فما طبيعة الواقع الذي يتم الإحتكام إليه هل الواقع الحسي المعطى لإدراكنا المشترك أم أنه واقعة علمية يصطنعها العالم لكي يخضعها للتجربة؟ و بالتالي ما علاقة الواقعة التجريبية بالنظرية؟
تعريف النظرية العلمية:
لا يكفي أن تكون النظرية العلمية مكونة من القضايا، الفرضيات أو القوانين و تتمتع بالتماسك المنطقي فقط، بالرغم من أن ذلك شرط من شروطها، لأن الاقتصار على هذا الشرط ستجعلها لا تختلف في شيء عن الرياضيات التي تقوم على المفاهيم و لا تطرح سؤال علاقتها بالواقع . لا يمكن اعتبار النظرية العلمية علمية إلا إذا تمت مواجهتها مع الواقع الذي نحاول بناء معرفة حوله. فلها علاقة ضرورية بالوقائع.
فبالرغم من أن النظرية تهدف إلى بناء صياغة صورية إلى حد ما، فإن من شروطها أن تكون قابلة للتحقق التجريبي. بحيث تمنعنا من تخيل وجود النظرية من جهة و التجربة من جهة أخرى. أي لا ينبغي أن نفترض أن الوقائع تأتي من بعد لكي تقول لنا " ما إذا كانت النظرية صحيحة أم لا" فالعلاقة نظرية/واقعة تجريبية هي علاقة بالغة التعقيد.
فما طبيعة الواقعة العلمية.
إن الواقعة العلمية تتميز عن الواقعة المعطاة لإدراكاتنا الحسية. فالواقعة العلمية لا تنفصل عن النظرية ، لأنها كما أكد ذلك غاستون باشلار هي واقعة علمية يتم بناؤها وتشييدها بطريقة واعية ، أي لا يمكن إدراكها بالملاحظة الحسية بل باعتماد أجهزة و قياسات. فالملاحظة العلمية تقتضي التفكير قبل المشاهدة، وهي التي تصحح شروط إجراء الملاحظة الأولى لأنها باصطلاح غاستون باشلار عائق أمام قيام المعرفة العلمية. و الملاحظة العلمية لا تنفي ما تمدنا به التجربة بل تؤكد أو تنفي أطروحة أو نظرية تفسيرية سابقة. فالانتقال من الملاحظة إلى التجريب تجعل الطابع الخلافي حول المعرفة أكثر وضوحا ، فالوقائع العلمية هي التي يمكن أن تؤكد أو تنفي النظرية و ليست النظرية هي التي تؤكد أو تنفي الواقعة العلمية.
فحص صحة النظرية؟
انطلاقا من مثال كلاسيكي،اندهش عمال النافورات بفلورانسا لما لاحظوا أن المضخة تتوقف عن سحب الماء في حدود معينة، واعتبرت واقعة غريبة، ولكن في هذا المستوى(ملاحظة العمال) لم تكن واقعة علمية بعد، لكنها ستصبح واقعة علمية لما وضع تورشيلي ثم بعده باسكال فرضية/نظرية تقل الهواء و الضغط الجوي لتفسير حركة السوائل. فتم اصطناع الظاهرة و تجهيزها وقياسها ، وتكرارها في ارتفاعات مختلفة للتأكد من أن ارتفاع السائل في الأنبوب يتغير لما يتغير الضغط الجوي. ولماتم التحقق من النتائج باعتماد التجربة تم إبطال العمل بنظرية أريسطو التي كانت تقول أن الطبيعة تخشى الفراغ. يتبين أن الواقعة العلمية قد تنفي كما قد تثبت النظرية فهي في المثال أعلاه تنفي نظرية أريسطو (الفراغ)وتثبت نظرية تورشيلي(الضغط الجوي).
تأويل قابل للمناقشة:
من خلال المثال أعلاه يتبين أننا أمام وضعية بسيطة، فمن جهة هناك الفرضية /النظرية(التي تدخل ضمن نظرية ميكانيكا السوائل) و من جهة أخرى الواقعة العلمية التي أنشأها العالم و اصطنعها لكي تكون قادرة على أن تكشف لنا عن معلومات فعالة. لكن أية معلومات؟
إن القول أن النظرية يتم تأكيدها من طرف الوقائع هو أمر مفروغ منه. لكن السؤال ما الذي يسمح لنا بالانتقال من ما تمدنا به بعض الوقائع العلمية إلى صياغة نظرية علمية كونية ونهائية تشمل كل الظواهر الطبيعية بما في ذلك تلك التي لم نخضعها للتجربة ولم يتم التأكد منها. أي ما الذي يضمن عدم اكتشاف واقعة تخالف الوقائع الأخرى و بالتالي تهدد النظرية. فتجربة ماكسويل مثلا كشفت على أن سرعة الضوء لا تخضع لمبدإ القصور الذاتي كما صاغها نيوطن. وهو ما جعل هذه الواقعة العلمية تكذب النظرية العلمية لنيوطن ولا تؤكدها. و هو الأمر الذي جعل كارل بوبر يغير من وظيفة التجربة باعتبار أنه ليست وظيفة التجربة التحقق من صدق النظرية وإثباتها بل أن وظيفة التجربة هو تكذيب النظرية وتفنيدها من خلال قوله " ألف واقعة لا تثبت القول بصحة النظرية وواقعة واحدة قد تثبت القول بكذبها" و هو ما يعني أن أية نظرية علمية ليست نهائية وكاملة فما يميز النظريات العلمية هو قابليتها للتكذيب و التزييف ، وهو ما يسمح بنموها وتطورها. على عكس أنماط المعرفة غير العلمية فهي تقدم نفسها كحقائق علمية مطلقة لكونها لا يمكن اخضاعها للتجربة العلمية وبالتالي لا يمكن التحقق من صحتها أو كذبها.
MoNir- عضو دهبي
- عدد المساهمات : 5815
نقاط : 41339
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 29/10/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى