بحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 344 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 344 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الخميس نوفمبر 07, 2024 4:07 pm
التسجيل السريع
// Visit our site at http://java.bdr130.net/ for more code
12>نسب هـــمـــدان
صفحة 1 من اصل 1
نسب هـــمـــدان
... من هو "هَمْدان" جد القبيلة ... ؟
أسماء أجداد القبائل
قال الدكتور جواد العلي في كتابة عن أسماء أجداد القبائل: لكلّ قبيلة جد تنتمي إليه وتفاخر وتباهي به. وقد يكون هذا الجدّ جداً حقيقياً، أي إنساناً عاش ومات، وساد القبيلة. وترك أثراً كبيراً في قبيلته، حتى نسبت القبيلة إليه. وقد يكون الجد اسم حلف تكوّن، وتالف من قبائل عديدة، حتى عرفت به، ودعيت بذلك الحلف، وصار وكأنه اسم جد وإنسان عاش. ومن هذا القبيل اسم "تنوخ" على حد زعم أهل الأخبار، فقد رووا إن تنوخ قبائل عديدة، اجتمعت وتحالفت، وأقامت في مواضعها.
وقد يكون اسم موضع أقامت قبيلة به، فنسبت إليه. كما يذكر أهل الأخبار من اسم "غسان". وقد يكون اسم إله عبد، فنسب عباده إليه مثل "بنو سعد العشرة"، و "تالب ريام" جد قبيلة "همدان"، و قد يكون اسم حيوان أو نبات أو ما شابه ذلك، مما يدخل في دراسة أصول الأسماء ومصادرها واشتقاقها، وهو شيء مألوف نراه عند غير العرب أيضاً، فليس العرب بدعاً وحسهم في هذه الأمور.أهـ( المفصل في تاريخ العرب - (ج 5 / ص 442))
ويعقب بقولة: وبين أجداد القبائل والأسر الذين يذكرهم أهل الأنساب، أجداد كانوا أجداداً حقاً، عاشوا وماتوا. وقد برزوا بغزواتهم وبقوة شخصياتهم، وكونوا لقبائلهم وللقبائل المتحالفة معها أو التابعة لها مكانة بارزة، جعلها تفتخر بانتسابها إليهم، حتى خلد ذلك الفخر على هيأة نسب. ونجد في كتب الأنساب أمثلة عديدة لهؤلاء.أهـ( المفصل في تاريخ العرب - (ج 2 / ص 33))
ويرى "كولدتزيهر" إنه لفهم الأنساب عند العرب، لا بد من معرفة الأحلاف والتحالف فإنها أساس تكوّن أنساب القبائل، فإن هذه الأحلاف التي تجمع شمل عدد من البطون والعشائر والقبائل هي التي تكوّن القبائل والأنساب، كما إن تفكك الأحلاف وانحلالها يسبب تفكك الأنساب وتكوين أنساب جديدة ويرى أيضاً إن الدوافع التي تكوّن هذه الأحلاف لم تكن ناشئة عن حس داخلي بوجود قرابة وصلة رحم بين المتحالفين وشعور بوعي قومي، بل كانت ناشئة عن المصالح الخاصة التي تهم العشيرة كالحماية والأخذ بالثأر وتأمين المعيشة.(المفصل ج2 ص30).
ويقول أيضاً: إنه لفهم الأنساب عند العرب، لا بد من معرفة الأحلاف والتحالف، فإنها تكوّن القبائل، لأن أكبر أسماء أجداد القبائل هي أسماء أحلاف، ضمت عدداً من القبائل توحدت مصالحها فاتفقت على عقد حلف فيما بينها.(المفصل في تاريخ العرب ج5 ص488)
العلامة "أبن خلدون" في اختلاط الأنساب كيف يقع يقول: اعلم أنه من البين أن بعضاً من أهل الأنساب يسقط إلى أهل نسب آخر بقرابة إليهم أو حلف أو ولاء أو لفرار من قومه بجناية أصابها، فيدعى بنسب هؤلاء ويعد منهم في ثمراته من النعرة والقود وحمل الديات وسائر الأحوال. وإذا وجدت ثمرات النسب فكأنه وجد، لأنه لا معنى لكونه من هؤلاء ومن هؤلاء إلا جريان أحكامهم وأحوالهم عليه، وكأنه التحم بهم. ثم إنه قد يتناسى النسب الأول بطول الزمان ويذهب أهل العلم به فيخفى على الأكثر. وما زالت الأنساب تسقط من شعب إلى شعب ويلتحم قوم بآخرين في الجاهلية والإسلام والعرب والعجم.أهـ(مقدمة ابن خلدون ص63)
لقد حملت الضرورات قبائل جزيرة العرب على تكوين الأحلاف، للمحافظة على الأمن و للدفاع عن مصالحا المشتركة كما تفعل الدول. و إذا دام الحلف أمداً، وبقيت هذه الرابطة التي جمعت شمل تلك القبائل متينة، فإن هذه الرابطة تنتهي إلى نسب، حيث يشعر أفراد الحلف أنهم من أسرة واحدة تسلسلت من جد واحد، وقد يحدث ما يفسد هذه الرابطة، أو ما يدعو إلى انفصال بعض قبائل الحلف، فتنظم القبائل المنفصلة إلى أحلاف أخرى، وهكذا نجد في جزيرة العرب أحلافاً تتكون، وأحلافاً قديمة تنحل أو تضعف.
وقد ذهب المستشرق "بلاشير" إلى إن طريقة النسابين بالنسبة إلى الأرهاط، هي طريقة إيجابية مقبولة، ولكنها لا تستند إلى أسس صحيحة بالنسبة للقبائل و الأحلاف. بسبب إن تحالف القبائل وتكتلها، راجع إلى عوامل المصلحة الخاصة والمنافع السياسية، وهي تتغير دوماً بتغير المصالح، تتولد تبعاً لذلك أحلاف لم تكن موجودة وتموت أحلاف قديمة. وتظهر قبائل كبيروة وتموت غيرها. ولهذا التغير. فعل قويّ في تكوين الأنساب وفي نشوئها إذ تتبدل وتتغير الأنساب تبعاً لذلك التغير، ومن ثم فلا يمكن الاعتماد على الأنساب الكبرى، التي دوّنها علماء النسب وجمعوها في مجموعات، وشجروها حفدة وآباء و أجداداً.
والمصالح السياسية للقبائل لا تقيم وزناً. للاخوة وللنسب. فإذا اختلفت المصلحة، فلا تجد القبائل عندئذ أي غضاضة في الانفصال عن قبيلة مؤاخية لها لتتحالف مع قبيلة غريبة عنها في النسب، ومحاربة أختها التي انفصمت عنها. فعبس مثلاً تحالفت مع "بني عامر" في حرب البسوس على "ذبيان"، وهي اختها، وتحالفت ذبيان مع "تميم" على "عبس"، مع ما بين "تميم" و "عبس" و "ذبيان" من عداء قديم. وقد وقعت أيام بين "تغلب" و "بكر" مع صلة الرحم والقرابة القوية التي ربطت بين القبيلتين الأختين. وقع كل ذلك وحدث بسبب تغير المصالح التي كانت تربط فيما بين هذه القبائل ويلاحظ إن الأحلاف إذا طالت وتماسكت، أحدثت اندماجاً بين قبائل الحلف، قد يتحول إلى النسب. بأن تربط القبائل والعشائر الضعيفة نسبها بنسب القبيلة البارزة المهيمنة على الحلف. وينتهي الأفراد إلى سيد تلك القبيلة البارزة، فتدخل أنسابها في نسب الأكبر. وفي كتب الأنساب والأدب أمثلة عديدة على تداخل الأنساب، وانتفاء قبائل من أنسابها القديمة ودخولها في أنساب جديدة.(المفصل في تاريخ العرب - (ج 5 / ص 443 ص488)
قبيلة "همدان"
كما هو معروف في التاريخ قبيلة همدان من القبائل الكبيرة التي كان لها شأن يذكر في عهد "ملوك سبأ"، ودور كبير في العهد الأسلامي.
ورد ذكرها – باسم بني همدان – في نقوش المسند ابتداء من مطلع القرن الثاني قبل الميلاد في زمن ملوك سبأ .. و( همدان ) أحد البيوت القبلية الحاكمة في المرتفعات الشمالية لليمن، وكانوا أقيالاً – أي أمراء – لشعـب ( حاشد ) الذي كان ينتمي لاتحاد ( سمعي ) ومعه شعب ( يُرسم ) وأقياله بنو سُخيم ، وشعب حُملان وأقياله بنو بتع. وأما شعب بكيل – أخو حاشد – فكانوا يؤلفون أرباعاً ، منها ربع ذي عمران ، وربع ذي ريدة ، وربع ذي هجر شبام كوكبان.
وقد كان لشعوب اتحاد ( سمعي ) دور بارز في الصراع القائم بين ملوك سبأ وذي ريدان خلال القرون الثلاثة الميلادية الأولى بسبب وصول الأسرة التبعية الهمدانية إلى الحكم في ( سبأ ) حيث برز دور الأقيال من بني همدان في الحياة السياسية للدولة السبأية – الريدانية، ومن هذه الأسرة الهمدانية برز الملك الهمداني ( شعر أوتر ) ملكاً لسبأ وذي ريدان كأبرز الملوك في القرن الثاني الميلادي، وتمكن من إعادة توحيد الجزء الأكبر من اليمن، وتوسيع نفوذه في الأطراف الشمالية.
وفي القرن الميلادي الثاني، أصبحت ظاهرة التحالفات بين الأسر القبلية هي سمة بارزة للتطور السياسي والاجتماعي في مناطق المرتفعات اليمنية، وأدى ذلك إلى حدوث تغييرات في الخارطة القبلية اليمنية وخاصة بعد ظهور دولة ( حِمْيرَ).(بعضها منقول من موقع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر)
نسب "همدان"
يختلف النساّبون بعض الاختلاف في سرد أسماء آباء همدان، وهو اختلاف لا يهمنا نحن كثيراً أو قليلاً بعد إن نوقف على طبيعة هذه الأنساب استناداً إلى كتابات المسند، حيث أغلب النسّابون يرجع نسب "همدان" إلى "همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان". وقيل هو " همدان بن زيد بن مالك بن أوسلة ".(الإكليل ص43)
وبعض آخر يقول: همدان، هو أوسلة بن مالك. ويرجعونه إلى "أوسلة بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة الخيار بن زيد بن كهلان". ومنهم ابن الكلبي عمود النسب في كتابة (نسب معد واليمن الكبير ص114).
وأكد الهمداني على اسم "همدان" هو "اوسلة" في إكليلة بقولة: ... فأولد مالك بن زيد بن أوسلة الهان (غي رمهموز؟) وأوسلة وهو همدان... وقال بعض النساب لا اسم له غير همدان ولكنه أولد أوسلة فأولد أوسلة نوفاً وليس بمعروف.أهـ(الإكليل ج 10 ص1).بمعنى أن أوسلة هو أبن همدان وليس همدان "أوسلة بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة الخيار بن زيد بن كهلان "
وإلى " همدان بن أوسلة بن مالك بن زيد ".( معجم قبائل العرب 1225)(أصول القبائل العربية ص32)
وقال بن هشام اسم همدان أوسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة بن أوسلة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ويقال أوسلة بن زيد بن أوسلة بن الخيار ويقال همدان بن أوسلة بن ربيعة بن مالك بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.أهـ(تهذيب سيرة ابن هشام ص22)
إلى غير ذلك من تقديم وتأخير في ترتيب الأسماء نجدها مسطورة في كتب الأنساب والأخبار.
والسؤال هو من "أوسلة" هذا الذي سمي بـِ "هَمْدان" ... ؟
ومتى كان عهدة ... ؟
وماذا كان وضعة ... ؟
وما علاقتة بنسب همدان ... ؟
ومن هو "تألب ريام" المتصل بقبيلة همدان ... ؟
معنى "أوسلة"
أسم "اوسلت" "أوسلة" مركبة من كلمتين في الأصل، هما: "أوس": بمعنى "عطية أو "هبة"،و "لت" "لات"، وهو اسم الصنم "اللات"، فيكون المعنى "عطية اللات"،أو "هبة اللات". ومن هذا القبيل "أوس آل"، ا الاكليل أيَ "أوس ايل"، ومعناها "وهب ايل" و "عطية ايل"، و "سعدلت" أي "سعد لات" و "عبد لات" و "زيد لات"، وما شاكل ذلك من أسماء.(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج3 ص19)
"أوسلة" في نصوص المسند
قد جاء في خطوط المسند نص وسم بـِ (كهالي4) ذكر لأسم أوسلة ولقبة رفشان أي "أوسلة رفشان" على انة من همدان، حيث تم العثور علية في محرم بلقيس بمأرب وهو من النصوص الطويلة والهامة الذي نقشها "أوسلة رفشان" نفسة بمناسبة تقديم قربان للإله "تألب ريام" لرعايتة أبنة يرم أيمن، وكان ذلك في عهد الملك وتار يهأمن بن ال شرح يحضب ملك سبأ وذي ريدان ونصة بالمسند نقتطف منة " أوسلت / رفشن / ويرم ايمن / وبنيهو / حيو / عثتر / يضع / بنو همدن / اقوال / شعبن / سمعي / ثلثن / ذ حشدم / ...
وجاء في السطر السابع من نفس النص منقوش فيه: لسعد / أوسلت / وبني همدن / ... لبني همدن / وشعبهمو / حشدم ... وبشيمهمو تألب ريام ... "
ومعنى محتوى هذا النص بالعربية الحديثة هو "أوسلة رفشان ويأرم أيمن وابنه حيو عثتر يضع بنو همدان أقيال قبائل سمعي ثلث حاشد ... وليسعد أوسلة وبني همدان وشعبهم حاشد ... وختم النص بـِ مولاهم وسيدهم تألب ريام ".
ويعتبر هذا النص أول وأقدم نقش مسند مكتشف حتى الآن يذكر فيه قبائل همدان، حيث قال مطهر الأرياني في تعليقة على النقش : ((همدان يراد بها هنا همدان حاشد وكانت تمثل أولاً حاز وما يتبعها من بني بتع، وثانياً ناعط ومايتبعها من خارف وبتع وصرواح وأرحب، وريام وما يتبعها من أرحب ... أما همدان بالمعنى الأوسع "حاشد وبكيل" ...
وقال في موضع آخر أن سمعي كانت تمثل تحالفاً بين حاشد وبكيل وأن بني سخيم أقيال سمعي ثلثن ذي هجرن كان مقرها الرئيسي بني حشيش شمال شرقي صنعاء)). (في تاريخ اليمن - نقوش مسندية وتعليقات ص 56 وص59 وص146 وص168)و(الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير ج1 ص383)و(تاريخ اليمن القديم ص86).
وجاء في النقش (جام رقم 708 ) من عصر ملوك سبأ وذي ريدان ذكر لأتحاد بكيل وحاشد تحت اسم همدان في ضل حكم الحميريون كما لاحظ روبان في كتابة عن الهضبات اليمنية.(مختارات من النقوش اليمنية ص254)
وهذة اشارة واضحة على أن هناك حلف "سمعي" بين حاشد وبكيل تحت مسمى همدان ولا يسعنا هنا المجال لبحث هذا الحلف!؟!.
وذكر الهمداني في قولة: وفي المسند بناعط : "أوسلة رفشان" وبنوه بنو همدان حي عثتر يطاع ويارم أقوال شعبين سمعى سلبان دحاشدم وبأبهم تألب ريام.
أي ملكوا بأبيهم تألب عن بتع الملك شعبين مختلفين من حمير وهمدان ذو حاشد.أهـ (الإكليل ج10 ص4).
أما الدكتور جواد العلي فقد قال: "أوسلة" الذي جعلوه اسماً لـِ "همدان" والد القبيلة، هو في الواقع "أوسلت رفشن" في كتابات المسند. وهو والد "يرم ايمن" "يريم أيمن" "ملك سباً".(المفصل في تاريخ العربج3 ص18)
وابدى ملاحظة الدكتور جواد العلي في كتابة حول أسم والد "أوسلة رفشان" حيث قال: وقد ذكر اسم "أوسلة رفشان" في نص المسند وسمه العلماء ب CIH 647، "أوسلت رفشان" ولكنها أغفلت اسم أبيه.
غير أن هناك كتابات أخرى ذكرت من سمته "أوسلت بن أعين"، "أوسلة بن أعين"، فذهب علماء العربيات الجنوبية إلى أن هذا الرجل الثاني هو "أوسلة رفشان" نفسه، وعلى ذلك يكون اسم أبيه "أعين"، وهو من همدان وعاش في حوالي السنة "125 ق.م.
وقال في موضع آخر من كتابة: استند "هومل" في وضعه "نصرم يهأمن" هذا الموضع إلى النص الموسوم ب Glaser 265،وقد ورد في عدد من الأقياء كانوا مقربين عند "ناصر يهأمن" منهم "أوسلة بن أعين" "أوسلت بن أعين" الذي هو في نظر بعض الباحثين "أوسلة رفشان" الهمداني. ولما كان "أوسلة" هذا يعاصر "وهب ايل يحز" وكان من جملة المقربين إلى "ناصر يهأمن".(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج2 ص496 - ج3 ص19)
ومن ذلك نتوصل أن نسب "أوسلة رفشان" هو أوسلة رفشان بن أعين من بني همدان.
عهد "أوسلة" الهمداني
جاء في النقش "كهالي4" أن "أوسلة رفشان" من المحتمل عاصر الشرح يحضب الأول ملك سبأ وريدان من مرثد بكيل والذي يقدر فون وزمن زمنة بحوالي 80 م (180 ق.م. ؟). ( تاريخ اليمن القديم ص84)
ووضع "هومل" "وهب آل يحز" "وهب ايل يحز"، بعد "ناصر يهأمن"، وسار "فلبي" على خطاه. وقد كان زمان حكمه في حدود سنة "180 ق، م." على تقدير "فلي". وكان يعاصره "أوسلت رفش" "أوسلة رفشان"، أمير "همدان"، وهو والد الملكين "يرم أيمن" و "برج يهرحب" "بارج يهرحب".(المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ج2 ص499)
أما "أوسلت رفشن" "اوسلة رفشان" فقد عاش حتى حوالي السنة "110 ق.م " وكان من المعاصرين للملك "رب شمس" "ربشمس" من ملوك حضرموت، وللملك "وهب آل يحز" "وهب ايل يحز"، وهو من ملوك "بني بتع" من "سمعي".(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج3 ص19)
وعلية يكون عهد "أوسلة رفشان" كان في القرن الثاني قبل الميلاد.
وضع "أوسلة" الهمداني
ويظهر من النص الموسوم بـِ(كهالي4) أن أوسلة رفشان كان من أقيال وأمراء همدان.(في تاريخ اليمن - نقوش مسندية وتعليقات ص 56 وص59 وص146 وص168)
وأيضاً في النص الموسوم ب CIH 287 إن "أوسلت" كان "مقتوى"، أي قائداً كبيراً من ........ الجيش عند "ناصر يهأمن"، ثم صار قيلاً "قول" على عشيرة "سمعي"، في أيام "وهب ايل يحز".(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج3 ص19)
ومنة نعرف أن وضع " أوسلة رفشان " كان أحد أمراء بني همدان.
علاقة "أوسلة" بنسب همدان
إن أهل الأنساب أخذوا نسبهم الذي وضعوه ل "أوسلة" ولغيره من أنساب قبائل اليمن القديمة من قراءتهم للمساند ومنهم الهمداني ونشوان الحميري. وقد خاض بها غير الهمداني مثل ابن هشام الكلبي والمسعودي وغيرهما الذي قال عنهم الهمداني لم يأتوا منها الا بمثل أثر في عفر.
فقد أفصحت النقوش بأمانة وصدق عن أسماء الكثير من القبائل اليمنية الكبرى التي لعبت دوراً هاماً في بناء الحضارة اليمنية فحسب, ولكن في تثبيت قواعد دولة سبأ, ومنها أسر من بكيل وحاشد قبيلة همدان، وكذلك أفصحت النقوش إلى ذكر قبائل كثيرة لم يكن لها ذكر في المصادر ومنها مثلا:
قبيلة يهبلج و سمعي و زخلم و حبشت و سمهر و سوهر و فيشان و ازد الجيش و اربع أو اربعان و أوسان و تلعر و جبا و نزحت و نفقم و يثل و يمنت.
ويؤكد الاستاذ احمد حسين شرف الدين في كتابة (دراسات في انساب قبائل اليمن) نقططف من أقوالة (أنة من خلال قرأتنا للمشجرات النسبية في الإكليل والتي تعود إلى قبل الإسلام. نجد أسماء كثيرة لم يرد أمثالها في النقوش منها على سبيل المثال. محمد ، علي ، قاسم ، المختار، إبراهيم، قيس ، ربيعة، مالك وغيره، بينما أسماء النقوش لم يرد فيها غالباً إلا كرب، مآذن، يريم، لجديعث، سمهعيل، يسرم، يهرعش، وهلم جر.
وقال أيضاً إن هذه الأنساب عارية تماما من أي تدرج زمني يوضح لنا أزمان تلك السلالات وتاريخ الحاكمين, ولهذا فلا يستطيع أي باحث للوقوف على المدى الزمني الذي عاش فيه كل من حمير وكهلان واعقابهما من ملوك واقيال).
ويقول المؤلف إذا حاولنا للوقوف على ذلك من خلال الآباء المنحدرين منكليهما والذين تفرعت منهم انساب الاكليل, وهم لايزيدون في الغالب عن ثلاثين أباً من حمير وكهلان الى ظهور الاسلام وخصصنا لكل منهم مدة نسبية تتراوح بين 20 و 30 عام على اكثر تقدير لوجدنا إن كلا من حمير وكهلان ابني سبا قد عاشا في القرن الرابع قبل الميلاد, وهذا بعيد كل البعد عن الواقع).
والسبب أن بعض النسابة قد كان يحسن قراءة الحروف، الا انه لم يفهم المعنى كل الفهم، فمثلاً لما قرأوا في النصوص "اوسلت رفشان بن همدان"، أي "أوسلة رفشان من قبيلة همدان"، أو "أوسلة رفشان الهمداني" بتعبير أصح، ظنوا إن لفظة "بن" تعني "ابن"، ففسروا الجملة على هذا النحو: "أوسلة رفشان بن همدان" وصيّروا "أوسلة" ابناً لهمدان، مع إن "بن" في النص هي حرف جر بمعنى "من"، وليست لها صلة ب "ابن".
لأنه يتضح لنا مما تقدم أن "اوسلة رفشان"، وأسرتة هم أقوال سمعي من عشيرة "بتع" من قبيلة "حاشد" أحد فرعي "هَمْدان".
ولا أعلم لماذا الدكتور جواد العلي أشار أن أوسلة المعني هنا هو جد همدان؟!... حيث
لا يوجد أي دليل يؤكد على ذلك.
لأن أسم "أوسلة" من الأسماء المنتشرة في ذلك العهد وقد تكرر في سلسلة نسب كهلان الذي منها همدان "أوسلة بن مالك" و"أوسلة بن ربيعة" وأن أوسلة المعني في نصوص المسند أنجب "يرم أيمن" و"برج يهرحب" أما "أوسلة بن مالك" الذي سمي بهمدان عند الأخبارين فقد أنجب "نوف بن أوسلة" و"عمرو بن أوسلة" "رقاش بن أوسلة " حيث قال الهمداني في كتابة: فأولد همدان بن مالك نوفاً وفيه العدد والعزّ، وعمراً وفيه الشرف والملك، ورقاشاً زوج عدي بن الحارث.(الإكليل ج10 ص1) بالرغم أن أغلب النسابة يذكرون في كتبهم أن أوسلة لم ينجب سوى نوف بن همدان فقط!؟
وقد يدل هذا على أختلاف الشخصين بين المسند والأخباريين!؟ وقد يكونا بالعفل هما نفس الشخص؟!.
والجدير بالذكر أن أسم "نوف بن همدان" و" وقبيلة "يام" جاءت في خطوط المسند.
وسنتطرق هنا قليلاً عن أن أسم "نوف بن همدان" حيث ذكر في خطوط المسند نص وسم بـِ (جام 577) نقش في أوآخر القرن الأول قبل الميلاد وكان من مقتوى (ضباط) الملك الشرح يحضب بن فارعم ينهب وأخية أزل بين ملكي سبأ وريدان حيث تطرق النص " إلى الحديث عن دحر ثائر كان قد أعلن الثورة على الملكين، اسمه: "صحبم بن جيشم" أي "صحبة بن جيش"، "صحاب بن جياش"، وأرسل الملك جيشة للقضاء عليه، وكان يرأسها قائد من ........ه اسمه "نوفم" "نوف"، وهو من "همدان" وآخر"ذي غيمان" وهو غيماني ورجال من حاشد ومن غيمان التي تألف منها المحاربون لتأديبة.
فانتصر "نوف" على خصمه انتصارأَ كبيراً، وكان في جملة ما جاء به من تلك الحملة رأس صبح ويديه.".(تاريخ اليمن القديم ص126)
ولا نعرف شئ آخر عنة سوى ما جاء في هذا النص الذي يتضح فية أنة من قبيلة همدان وليس أبن همدان المباشر لأنة تأخر ذكرة بحوالي قرن عن قبيلة همدان التي كان أول ذكر لها في القرن الثاني قبل الميلاد وهو أقدم نقش عن قبيلة همدان وصل إلينا حتى الآن.
وجاء ذكر لقبيلة "يام" في خط مسند موسوم ب "Philby 84" وهو من النصوص القرن الثاني بعد الميلاد المهمة بالنسبة إلى تأريخ مدينة "شبوة"، وقد كتب في عهد "يدع ايل بين بن رب شمس"، ملك حضرموت وجاء فيه إنة من "أحرار يهبأر" "أحرار يهبار" "أحرر يهبر" وقد ظفر بالحكم من الحميريين حيث في النص إشارة وردت في كتابة تفيد إن بعض الأعراب ورجال القبائل كانوا قد تعاونوا معه وساعدوه، فقد عاونه رجل من قبيلة "يم" "يام"، ومئة من بني أسد، ومئتان من "كلب" أو "كليب"، وعاونه ولا شك آخرون، وبفضل هؤلاء وأمثالهم من رجال القبائل تغلب على من ثار عليهم، فانتزع تاج مملكة حضرموت من الحميريين. وقال الدكتور العلي وغيرة من علماء التاريخ ( "يام" من القبائل المعروفة حتى اليوم، وتسكن عشائر منها حول نجران).(المفصل في تاريخ العرب ج2 ص335)
وهذة هي الأشارة الوحيدة التي وجدناها في خطوط المسند التي ذكرت رجل من "يام" ولم توضح نسب يام ولا موطنها كل ما جاء فية أنة أن ضم مع ملك حضرموت ضد الحميريين!؟!.
وعودة إلى سؤالنا لماذا الدكتور جواد العلي أشار أن أوسلة الذي جاء في خطوط المسند هو "همدان" جد القبيلة؟
ونحاول معرفة سبب أختلاف نسب "أوسلة" الذي جاء عند الأخباريين و"أوسلة" الذي في خطوط المسند.
ولتحقيق بأن "أوسلة" الذي عند الأخباريين هو نفس "أوسلة" المذكور في نصوص المسند سنمسك ببعض الأسماء التي قد تدلنا على نسب أوسلة وذلك بالمقارنة بين ماجاء في خطوط المسند وكتب الأخباريين وعلى رأسهم الهمداني ونشوان الحميري مع الأخذ بالأعتبار أن الأصح نسباً هو ماذكر في نصوص المساند القديمة من النقوش والأثار اليمنية.
فمثلاً ...
نسب الملك علهان نهفان جاء عند الهمداني وغيرة على أنه علهان بن بتع بن زيد بن عمرو بن همدان. وجعل الهمداني نهفان أخ علهان وهو غير كذلك لأنة جاء في خطوط المسند ومنها النص الموسوم بـِ ( Jamme 561 Bis ) على أنة علهان نهفان بن يريم أيمن بن أوسلة رفشان من همدان.
وقد دوّن "الهمداني" صور نصوص ذكر انه نقلها من المسند، وفرّق فيها بين "علهان" و "نهفان"، فذكر مثلاّ انه وجد "في مسند بصنعاء على حجارة نقلت من قصور حمير وهمدان: علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان"، و "علهن ونهفن ابنا بتع همدان صحح حصن وقصر حدقان..". فعدّ "علهان" اسماً، و "نهفان" اسم شقيقه. وقد ذكر الاسم صحيحاً في موضع، ولكنه عاد فعلق عليه بقوله: "وإنما قالوا علهان نهفان، فجعلوه اسماً واحداً لما سمعوه في فيهما من قول تبع بن أسعد: وشمر يرعش خير الملوك وعلهان نهفان قد أذكروانما اراد إن يعرف واحداً بالثاني، فلما لم يمكنه أن يقول العلهانان.. قال علهان نهفان".
وقال جواد العلي "وأما اسم الوالد الشرعي الصحيح لعلهان، فهو "يرم أيمن"، كما ذكرت، وأما الاسم المخترع، فقد جاؤوا به من عندهم بسبب عدم فهمهم لقراءة نصوص المسند. فقد وردت في النصوص جملة "علهن نهفن بن بتع وهمدان"، فظن قراء المساند من أشياخ "الهمداني" وأمثالهم "ممن كانوا يحسنون قراءة الحروف والكلمات، الا انهم لم يكونوا يفهمون معاني الألفاظ والجمل في الغالب، " أن لفظة "بن" تعني هنا "ابن"، فقالوا: إن اسم والد "علهان نهفان" أو "علهان" و "نهفان" على زعمهم إذن هو "بتع". على حين أن الصحيح، إن "بن" هي حرف جرّ يقابل "من" في عربيتنا، ويكون تفسير النص: "علهان نهفان من بتع وهمدان" و "بتع" اسم قبيلة من القبائل المعروفة المشهورة."
ونفهم من ذلك أن أوسلة الذي جاء عند الأخباريين هو نفسة أوسلة الذي جاء في خطوط المسند وسبب أختلاف نسبهم يعود لسوء قرآءة المسند من قبل الأخباريين.
وعلى ذلك يكون نسب أوسلة هو أوسلة بن أعين من همدان ولا يوجد نص من خطوط المسند التي وصلتنا حتى الآن يدل فيه على أن هذا أوسلة هو "همدان" وأنما جميع النصوص تأكد أنة من بني همدان فقط.
من هو "تألب ريام"
عند ذكر الهمداني في قولة: وفي المسند بناعط : "أوسلة رفشان" وبنوه بنو همدان حي عثتر يطاع ويارم أقوال شعبين سعى سلبان دحاشدم وبأبهم تألب ريام.
ففي معناة أن الهمدانيين يزعمون ان "تألب ريام" هو جد "همدان".
وقد جاء تسلسل نسب تألب ريام عند الأخباريين ومنهم الهمداني بـِ : عمرو بن همدان أولد زيداً فأولد زيد بتعاً الملك وأولد بتع الملك ابن زيد علهان نهفان الملكين، فأولد نهفان رياماً فأولد ريام شهران فأولد شهران تألب ريام فأولد تألب ريام يطاع ويارم.
وقال نشوان الحميري في كتابة عن وصية شهران بن نهفان الملك إلى ابنه تألب ريم (فلما توفي شهران، قام بعده تألب ريم فعظم سلطانه وحسنة أيامه، وذكرته حمير في كثير من مساندها، ولم تعرف له همدان عهدا، ولا وصية، لأنه كان أكثر أيامه في بلد حمير).أهـ(خلاصة السير الجامعة لعجائب أخبار الملوك التتابعة ص21)
إلا أن الدكتور جواد العلي يقول في نسب تألب ريام التالي:... وكان للهمدانيين مثل القبائل الأخرى إله خاص بهم، اسمه "تالب" "تألب" اتخذوا لعبادته بيوتاً في أماكن عدة من "بلد همدان". وقد عرف أًيضاً في المسند ب ""تالب ريمم" "تألب ريمم"، أي "تألب ريام". وقد انتشرت عبادته بين همدان، وخاصة بعد ارتفاع نجمهم واغتصابهم عرش سبأ من السبئيين، فصار إله همدان، يتعبد له الناس تعبدهم لإله سباً الخاص "المقه"، فتقربت إليه القبائل الأخرى، ونذرت له النذور. ونجد في الكتابات أسماء معابد عديدة شيدت في مواضع متعددة لعادة هذا الإلَه، وسميت باسمه.
وقد تنكر الهمدانيون فيما بعدد لإلَههم هذا، حتى هجروه. ولما جاء الإسلام كانوا يتعبدون- كما يقول ابن الكلي- لصنم هو "يعوق"، وكان له بيت ب "خيوان". وقد نسوا كل شيء عن الإله "تألب ريام"، نسوا انه كان إلَهاُ لهم، وانه كان معبودهم الخاص، الا انهم لم ينسوا اسمه، اذ حولوه إلى إنسان، زعموا انه جد "همدان" وانه هو الذي نسل الهمدانيين، فهم كلهم من نسل "تألب ريام".
وطبعاً هذا الكلام برائيي غير صحيح لأمور كثيرة منها أن تألب ريام ذكر فيى جميع المساند اليمنية على أنة معبود همدان ولا يوجد نصوص أخرى تذكر خلاف ذلك، ثم كيف لا تعرف همدان له عهد وهو ملك على زعم نشوان الحميري، وبما أنه من همدان كيف يقيم في بلد حمير التي تنافس همدان على عرش الملك وكيف سيسمحون له أن يكون عليهم ملك!؟. فهذا الكلام غير منطقي!؟!.
ثم أن القبائل القديمة كانت تزعم أنهم من نسل الآلهات معبودهم وتوجد أمثلة على ذلك كثيرة في كتب التاريخ وفي نصوص الأثار ومنها الفرعونية.
وقد قال الدكتور جواد العلي في تاريخة (نجد المعينيين يستعملون جملة: "أولدهو ود"، أي "أولاد ودّ"، و "ودّ" هو إلَه شعب معين الأكبر، كما نجد السبئيين يطلقون على أنفسهم "ولد المقه"، اي أولاد الإله "المقه". والمقه هو إله سبأ الأول. ونجد القتبانيين يدعون أنفسهم "ولد عم"، أي أولاد عم. ومعنى هذا، إن كل قبيلة من القبائل المذكورة، نسبت نفسها إلى إلهها الخاص بها واحتمت به، تماماً كما فعل العبرانيون وغيرهم، إذ نسبوا أنفسهم ، إلى إلَه قومي اعتبروه إلههم الخاص بهم، المدافع عنهم، والذي يرزقهم وينفعهم. وقد يعدّ هذا نسباً. أما نسب على النحو الذي يقصده و يريده أهل الأخبار، أي جد عاش ومات وله أولاد وحفدة، فهذا لم يصل خبره إلينا في كتابات المسند، بل في كل ما وصل إلينا من كتابات جاهلية حتى الآن.(المفصل في تاريخ العرب ج2 ص28)
وأن الهمدانيون يذكرون "تألب ريام" في خطوط المسند على أنه آلهتهم فقط، وأحيانا يدعونه أبيهم وهذا لا يعني أنه بالفعل جدهم كما أوضحنا أنما تضرعاً إلى معبودهم حيث لا يوجد نصوص صريحة تذكر على أن "تألب ريام" هو بالفعل أبو "همدان" الجد الذي أنجب الهمدانيين!؟.
وعلى ذلك "تألب ريام" ماهو إلا معبود همدان وليس رجل وله نسب كما أدعى الهمداني ونشوان الحميري في كتبهما لأن بقية نسابة العرب وعلى رأسهم أبن الكلبي عمود النسب العربي وهو أقدم عهد منهما لم يذكر في أنسابة "تألب ريام".
نستنتج من موضوعنا هذا التالي:-
أن "أوسلة رفشان" هو أوسلة رفشان بن أعين وهو من بني همدان.
أن "أوسلة رفشان" كان زمن عهدة في القرن الثاني قبل الميلاد.
أن " أوسلة رفشان " كان أحد أمراء بني همدان.
أن "أوسلة" الذي جاء عند الأخباريين هو نفسة "أوسلة رفشان" الذي جاء في خطوط المسند.
أن "تألب ريام" ما هو إلا المعبود القديم لقبيلة همدان وليس أبو همدان جد الهمدانيين.
ومنة نتوصل إلى أن "أوسلة بن مالك" الذي أنجب "بكيل وحاشد" في عرف النسابة والذي لقبوة بهمدان هو " أوسلة رفشان بن أعين " من بني همدان وليس هو "همدان" أبو القبيلة كما يزعمة الرواة.
الخلاصة
أن ما يذكره ويرويه أهل الأخبار عن أسماء وأزمنة أجداد القبائل، فيه أغلاط وأوهام كثيرة عند مقارنتها بما جاء في نصوص المسند.
كما يوجد بكتب الأنساب أخطاء فاضحة وأختلافات واضحة في سرد سلاسل النسب، وفي أسماء الاشخاص، ولا سيما في الأنساب القديمة، أما بالنسبة إلى الأنساب القريبة من الإسلام، فان وضعها يختلف عن وضع الأنساب المذكورة، إذ يغلب عليها طابع الصحة والضبط.
وكثير من أسماء البطون والقبائل التي يدخلونها النسابون في مشجرات الأنساب، هي أسماء قبائل وبطون حقاً وردت في نصوص المسند، ولكنها ليست بالطبع على" الشكل الذي يراه الأخباريون، لأنها أسماء أقوام ولكنها خالية من الآباء والأجداد.
أما الآباء و الأجداد،فقد قال عنها الدكتور جواد العلي (فهي من مولدات المتأخرين منهم، وأغلب ظني إنها من المستحدثات التي ظهرت في الجاهلية المتصلة بالإسلام وفي الإسلام) لأن العرب قبل الأسلام كانوا يعتمدون على ذاكرتهم في حفظ الأنساب فيتوارثون ذلك الحفظ جيلاً بعد جيل، الى أن وصل الأمر الى ظهور الأسلام وأنتشار الكتابة في القرن الأول الهجري وبدأ فيه التدوين للأنساب في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنة، عندما فرضه العطاء أمر بتسجيل الأنساب وتبويبها وتثبيتها في ديوان، لجمع الأتاوة وقد كان هذا التسجيل سنة خمس عشرة للهجرة، في رواية، أو سنة عشرين في رواية أخرى. فبدأ بالترتيب في أصل النسب، ثم ما تفرع عنه العرب عدنان وقحطان وأبتدأ بنسب عدنان لأنة فية النبوة ثم نسب قحطان. وذكر أن الخليفة قال: "أيما حي من العرب كانوا في حي من العرب أسلموا معهم فهم معهم، إلا أن يعترضوا، فعليهم البيّنة". ويذكر إن الذي قام بوضع مخطط الأنساب وبتسجيل القبائل والعشائر وفق الخطة التي سار عليها الخليفة، هو "عقيل بن أبي طالب"، وهو من الثقات في معرفة الأنساب، ومعرفة بن نوفل، وجبير بن مطعم، وان الذي أشار عليه بتدوين النسب في الدواوين هو "الوليد بن هشام بن المغيرة" لما رآه من عمل الروم في تسجيل العطاء في بلاد الشام. وقد ضاعت أصول الجرائد التي دوّنت عليها الأنساب في ذلك الديوان، ولم يبق منها شيء.
وأخذ البعض بتدوين الأنساب، أطلق الهمداني عليهم اسم " أصحاب السجل " وقد ذكر الهمداني طريقة تثبيت الأنساب في السجلات فقال : ( ومن شرائط النسب ان لايُذكر من أولاد الرجل الا النبيه الأشهر ويُلغى الغبي، ولولا ذاك لم يسع أنساب الناس سجل ولم يضبطها كاتب، الا ترى انَّا ذكرنا من ال ذي أوسان صلبَ رجل واحد وذو أوسان بطن كبير ، وكذلك في جميع ما ذكرنا، وعلى هذا مذهب النُسّاب ) وكما قال الذكتور نبيل الكرخي (ولعل هذا هو مذهبهم أيضاً في حفظ الأنساب عن ظهر قلب قبل الأسلام لصعوبة ان تستوعب الذاكرة أسماء ملايين البشر من العرب) وأنا لا أستبعد سقوط ونسيان بعض الأسماء في سلاسل النسب سواء عمدا أو سهواً أو بسبب طول الزمن وتغير اللغة التي كتبت فيها المساند عن لغتنا الحديثة مما أدى إلى صعوبة فهم وحفظ هذة الأسماء في ذاكرة الرواة.
وأيضاً من المشاكل التي تواجهنا في الأنساب أنة يرفعون زمان رجل في سلسلة النسب فيبعدونه كثيراً عن الإسلام، بينما هو من الرجال الذين عاشوا قبيل الإسلام. وقد يجعلون الرجل من الجاهلية القريبة من الإسلام، بينما يجب وضعه قبل الإسلام بقرون مما يصعب على الباحث الأخذ بها والتأكد منها لمعرفة النسب الصحيح.
وعلى العموم أنساب القبائل موضوع لم يبحث بعد بحثاً علمياً، وهو يحتاج إلى تفرغ وتتبع والى مقارنة ما جاء عند العرب فيه بما جاء عند غيرهم من الأمم الأخرى وماوجد في نصوص النقوش الأثرية وخاصة منها خطوط المساند اليمنية.
خاتمة
لقد حاولنا في الصفحات السابقة من هذا البحث البسيطة أن نعطي صورة واضحة عن حقيقة أسم جد قبيلة همدان من خلال خطوط المسند ولا أدّعي أن هذه الوريقات التي كتبت فيها موضوعي هذا قد بلغت الكمال، فهناك بعض النقص والأخطاء والتداخل في المعلومات لأنها قرآءة سريعة كما أسلفت ذلك في مقدمة الموضوع فلم تكشف لنا من هو "همدان"؟ وهل هو أسم جد أم حلف؟، وذلك لنقص المراجع لدي وقلة خطوط المسند، وقد يكشف الزمن عن مساند يمنية أخرى توضح فيها حقيقة أسم جد قبيلة همدان ونسبة الصحيح ... لأن السؤال مازال قائماً ...
أسماء أجداد القبائل
قال الدكتور جواد العلي في كتابة عن أسماء أجداد القبائل: لكلّ قبيلة جد تنتمي إليه وتفاخر وتباهي به. وقد يكون هذا الجدّ جداً حقيقياً، أي إنساناً عاش ومات، وساد القبيلة. وترك أثراً كبيراً في قبيلته، حتى نسبت القبيلة إليه. وقد يكون الجد اسم حلف تكوّن، وتالف من قبائل عديدة، حتى عرفت به، ودعيت بذلك الحلف، وصار وكأنه اسم جد وإنسان عاش. ومن هذا القبيل اسم "تنوخ" على حد زعم أهل الأخبار، فقد رووا إن تنوخ قبائل عديدة، اجتمعت وتحالفت، وأقامت في مواضعها.
وقد يكون اسم موضع أقامت قبيلة به، فنسبت إليه. كما يذكر أهل الأخبار من اسم "غسان". وقد يكون اسم إله عبد، فنسب عباده إليه مثل "بنو سعد العشرة"، و "تالب ريام" جد قبيلة "همدان"، و قد يكون اسم حيوان أو نبات أو ما شابه ذلك، مما يدخل في دراسة أصول الأسماء ومصادرها واشتقاقها، وهو شيء مألوف نراه عند غير العرب أيضاً، فليس العرب بدعاً وحسهم في هذه الأمور.أهـ( المفصل في تاريخ العرب - (ج 5 / ص 442))
ويعقب بقولة: وبين أجداد القبائل والأسر الذين يذكرهم أهل الأنساب، أجداد كانوا أجداداً حقاً، عاشوا وماتوا. وقد برزوا بغزواتهم وبقوة شخصياتهم، وكونوا لقبائلهم وللقبائل المتحالفة معها أو التابعة لها مكانة بارزة، جعلها تفتخر بانتسابها إليهم، حتى خلد ذلك الفخر على هيأة نسب. ونجد في كتب الأنساب أمثلة عديدة لهؤلاء.أهـ( المفصل في تاريخ العرب - (ج 2 / ص 33))
ويرى "كولدتزيهر" إنه لفهم الأنساب عند العرب، لا بد من معرفة الأحلاف والتحالف فإنها أساس تكوّن أنساب القبائل، فإن هذه الأحلاف التي تجمع شمل عدد من البطون والعشائر والقبائل هي التي تكوّن القبائل والأنساب، كما إن تفكك الأحلاف وانحلالها يسبب تفكك الأنساب وتكوين أنساب جديدة ويرى أيضاً إن الدوافع التي تكوّن هذه الأحلاف لم تكن ناشئة عن حس داخلي بوجود قرابة وصلة رحم بين المتحالفين وشعور بوعي قومي، بل كانت ناشئة عن المصالح الخاصة التي تهم العشيرة كالحماية والأخذ بالثأر وتأمين المعيشة.(المفصل ج2 ص30).
ويقول أيضاً: إنه لفهم الأنساب عند العرب، لا بد من معرفة الأحلاف والتحالف، فإنها تكوّن القبائل، لأن أكبر أسماء أجداد القبائل هي أسماء أحلاف، ضمت عدداً من القبائل توحدت مصالحها فاتفقت على عقد حلف فيما بينها.(المفصل في تاريخ العرب ج5 ص488)
العلامة "أبن خلدون" في اختلاط الأنساب كيف يقع يقول: اعلم أنه من البين أن بعضاً من أهل الأنساب يسقط إلى أهل نسب آخر بقرابة إليهم أو حلف أو ولاء أو لفرار من قومه بجناية أصابها، فيدعى بنسب هؤلاء ويعد منهم في ثمراته من النعرة والقود وحمل الديات وسائر الأحوال. وإذا وجدت ثمرات النسب فكأنه وجد، لأنه لا معنى لكونه من هؤلاء ومن هؤلاء إلا جريان أحكامهم وأحوالهم عليه، وكأنه التحم بهم. ثم إنه قد يتناسى النسب الأول بطول الزمان ويذهب أهل العلم به فيخفى على الأكثر. وما زالت الأنساب تسقط من شعب إلى شعب ويلتحم قوم بآخرين في الجاهلية والإسلام والعرب والعجم.أهـ(مقدمة ابن خلدون ص63)
لقد حملت الضرورات قبائل جزيرة العرب على تكوين الأحلاف، للمحافظة على الأمن و للدفاع عن مصالحا المشتركة كما تفعل الدول. و إذا دام الحلف أمداً، وبقيت هذه الرابطة التي جمعت شمل تلك القبائل متينة، فإن هذه الرابطة تنتهي إلى نسب، حيث يشعر أفراد الحلف أنهم من أسرة واحدة تسلسلت من جد واحد، وقد يحدث ما يفسد هذه الرابطة، أو ما يدعو إلى انفصال بعض قبائل الحلف، فتنظم القبائل المنفصلة إلى أحلاف أخرى، وهكذا نجد في جزيرة العرب أحلافاً تتكون، وأحلافاً قديمة تنحل أو تضعف.
وقد ذهب المستشرق "بلاشير" إلى إن طريقة النسابين بالنسبة إلى الأرهاط، هي طريقة إيجابية مقبولة، ولكنها لا تستند إلى أسس صحيحة بالنسبة للقبائل و الأحلاف. بسبب إن تحالف القبائل وتكتلها، راجع إلى عوامل المصلحة الخاصة والمنافع السياسية، وهي تتغير دوماً بتغير المصالح، تتولد تبعاً لذلك أحلاف لم تكن موجودة وتموت أحلاف قديمة. وتظهر قبائل كبيروة وتموت غيرها. ولهذا التغير. فعل قويّ في تكوين الأنساب وفي نشوئها إذ تتبدل وتتغير الأنساب تبعاً لذلك التغير، ومن ثم فلا يمكن الاعتماد على الأنساب الكبرى، التي دوّنها علماء النسب وجمعوها في مجموعات، وشجروها حفدة وآباء و أجداداً.
والمصالح السياسية للقبائل لا تقيم وزناً. للاخوة وللنسب. فإذا اختلفت المصلحة، فلا تجد القبائل عندئذ أي غضاضة في الانفصال عن قبيلة مؤاخية لها لتتحالف مع قبيلة غريبة عنها في النسب، ومحاربة أختها التي انفصمت عنها. فعبس مثلاً تحالفت مع "بني عامر" في حرب البسوس على "ذبيان"، وهي اختها، وتحالفت ذبيان مع "تميم" على "عبس"، مع ما بين "تميم" و "عبس" و "ذبيان" من عداء قديم. وقد وقعت أيام بين "تغلب" و "بكر" مع صلة الرحم والقرابة القوية التي ربطت بين القبيلتين الأختين. وقع كل ذلك وحدث بسبب تغير المصالح التي كانت تربط فيما بين هذه القبائل ويلاحظ إن الأحلاف إذا طالت وتماسكت، أحدثت اندماجاً بين قبائل الحلف، قد يتحول إلى النسب. بأن تربط القبائل والعشائر الضعيفة نسبها بنسب القبيلة البارزة المهيمنة على الحلف. وينتهي الأفراد إلى سيد تلك القبيلة البارزة، فتدخل أنسابها في نسب الأكبر. وفي كتب الأنساب والأدب أمثلة عديدة على تداخل الأنساب، وانتفاء قبائل من أنسابها القديمة ودخولها في أنساب جديدة.(المفصل في تاريخ العرب - (ج 5 / ص 443 ص488)
قبيلة "همدان"
كما هو معروف في التاريخ قبيلة همدان من القبائل الكبيرة التي كان لها شأن يذكر في عهد "ملوك سبأ"، ودور كبير في العهد الأسلامي.
ورد ذكرها – باسم بني همدان – في نقوش المسند ابتداء من مطلع القرن الثاني قبل الميلاد في زمن ملوك سبأ .. و( همدان ) أحد البيوت القبلية الحاكمة في المرتفعات الشمالية لليمن، وكانوا أقيالاً – أي أمراء – لشعـب ( حاشد ) الذي كان ينتمي لاتحاد ( سمعي ) ومعه شعب ( يُرسم ) وأقياله بنو سُخيم ، وشعب حُملان وأقياله بنو بتع. وأما شعب بكيل – أخو حاشد – فكانوا يؤلفون أرباعاً ، منها ربع ذي عمران ، وربع ذي ريدة ، وربع ذي هجر شبام كوكبان.
وقد كان لشعوب اتحاد ( سمعي ) دور بارز في الصراع القائم بين ملوك سبأ وذي ريدان خلال القرون الثلاثة الميلادية الأولى بسبب وصول الأسرة التبعية الهمدانية إلى الحكم في ( سبأ ) حيث برز دور الأقيال من بني همدان في الحياة السياسية للدولة السبأية – الريدانية، ومن هذه الأسرة الهمدانية برز الملك الهمداني ( شعر أوتر ) ملكاً لسبأ وذي ريدان كأبرز الملوك في القرن الثاني الميلادي، وتمكن من إعادة توحيد الجزء الأكبر من اليمن، وتوسيع نفوذه في الأطراف الشمالية.
وفي القرن الميلادي الثاني، أصبحت ظاهرة التحالفات بين الأسر القبلية هي سمة بارزة للتطور السياسي والاجتماعي في مناطق المرتفعات اليمنية، وأدى ذلك إلى حدوث تغييرات في الخارطة القبلية اليمنية وخاصة بعد ظهور دولة ( حِمْيرَ).(بعضها منقول من موقع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر)
نسب "همدان"
يختلف النساّبون بعض الاختلاف في سرد أسماء آباء همدان، وهو اختلاف لا يهمنا نحن كثيراً أو قليلاً بعد إن نوقف على طبيعة هذه الأنساب استناداً إلى كتابات المسند، حيث أغلب النسّابون يرجع نسب "همدان" إلى "همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان". وقيل هو " همدان بن زيد بن مالك بن أوسلة ".(الإكليل ص43)
وبعض آخر يقول: همدان، هو أوسلة بن مالك. ويرجعونه إلى "أوسلة بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة الخيار بن زيد بن كهلان". ومنهم ابن الكلبي عمود النسب في كتابة (نسب معد واليمن الكبير ص114).
وأكد الهمداني على اسم "همدان" هو "اوسلة" في إكليلة بقولة: ... فأولد مالك بن زيد بن أوسلة الهان (غي رمهموز؟) وأوسلة وهو همدان... وقال بعض النساب لا اسم له غير همدان ولكنه أولد أوسلة فأولد أوسلة نوفاً وليس بمعروف.أهـ(الإكليل ج 10 ص1).بمعنى أن أوسلة هو أبن همدان وليس همدان "أوسلة بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة الخيار بن زيد بن كهلان "
وإلى " همدان بن أوسلة بن مالك بن زيد ".( معجم قبائل العرب 1225)(أصول القبائل العربية ص32)
وقال بن هشام اسم همدان أوسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة بن أوسلة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ويقال أوسلة بن زيد بن أوسلة بن الخيار ويقال همدان بن أوسلة بن ربيعة بن مالك بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.أهـ(تهذيب سيرة ابن هشام ص22)
إلى غير ذلك من تقديم وتأخير في ترتيب الأسماء نجدها مسطورة في كتب الأنساب والأخبار.
والسؤال هو من "أوسلة" هذا الذي سمي بـِ "هَمْدان" ... ؟
ومتى كان عهدة ... ؟
وماذا كان وضعة ... ؟
وما علاقتة بنسب همدان ... ؟
ومن هو "تألب ريام" المتصل بقبيلة همدان ... ؟
معنى "أوسلة"
أسم "اوسلت" "أوسلة" مركبة من كلمتين في الأصل، هما: "أوس": بمعنى "عطية أو "هبة"،و "لت" "لات"، وهو اسم الصنم "اللات"، فيكون المعنى "عطية اللات"،أو "هبة اللات". ومن هذا القبيل "أوس آل"، ا الاكليل أيَ "أوس ايل"، ومعناها "وهب ايل" و "عطية ايل"، و "سعدلت" أي "سعد لات" و "عبد لات" و "زيد لات"، وما شاكل ذلك من أسماء.(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج3 ص19)
"أوسلة" في نصوص المسند
قد جاء في خطوط المسند نص وسم بـِ (كهالي4) ذكر لأسم أوسلة ولقبة رفشان أي "أوسلة رفشان" على انة من همدان، حيث تم العثور علية في محرم بلقيس بمأرب وهو من النصوص الطويلة والهامة الذي نقشها "أوسلة رفشان" نفسة بمناسبة تقديم قربان للإله "تألب ريام" لرعايتة أبنة يرم أيمن، وكان ذلك في عهد الملك وتار يهأمن بن ال شرح يحضب ملك سبأ وذي ريدان ونصة بالمسند نقتطف منة " أوسلت / رفشن / ويرم ايمن / وبنيهو / حيو / عثتر / يضع / بنو همدن / اقوال / شعبن / سمعي / ثلثن / ذ حشدم / ...
وجاء في السطر السابع من نفس النص منقوش فيه: لسعد / أوسلت / وبني همدن / ... لبني همدن / وشعبهمو / حشدم ... وبشيمهمو تألب ريام ... "
ومعنى محتوى هذا النص بالعربية الحديثة هو "أوسلة رفشان ويأرم أيمن وابنه حيو عثتر يضع بنو همدان أقيال قبائل سمعي ثلث حاشد ... وليسعد أوسلة وبني همدان وشعبهم حاشد ... وختم النص بـِ مولاهم وسيدهم تألب ريام ".
ويعتبر هذا النص أول وأقدم نقش مسند مكتشف حتى الآن يذكر فيه قبائل همدان، حيث قال مطهر الأرياني في تعليقة على النقش : ((همدان يراد بها هنا همدان حاشد وكانت تمثل أولاً حاز وما يتبعها من بني بتع، وثانياً ناعط ومايتبعها من خارف وبتع وصرواح وأرحب، وريام وما يتبعها من أرحب ... أما همدان بالمعنى الأوسع "حاشد وبكيل" ...
وقال في موضع آخر أن سمعي كانت تمثل تحالفاً بين حاشد وبكيل وأن بني سخيم أقيال سمعي ثلثن ذي هجرن كان مقرها الرئيسي بني حشيش شمال شرقي صنعاء)). (في تاريخ اليمن - نقوش مسندية وتعليقات ص 56 وص59 وص146 وص168)و(الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير ج1 ص383)و(تاريخ اليمن القديم ص86).
وجاء في النقش (جام رقم 708 ) من عصر ملوك سبأ وذي ريدان ذكر لأتحاد بكيل وحاشد تحت اسم همدان في ضل حكم الحميريون كما لاحظ روبان في كتابة عن الهضبات اليمنية.(مختارات من النقوش اليمنية ص254)
وهذة اشارة واضحة على أن هناك حلف "سمعي" بين حاشد وبكيل تحت مسمى همدان ولا يسعنا هنا المجال لبحث هذا الحلف!؟!.
وذكر الهمداني في قولة: وفي المسند بناعط : "أوسلة رفشان" وبنوه بنو همدان حي عثتر يطاع ويارم أقوال شعبين سمعى سلبان دحاشدم وبأبهم تألب ريام.
أي ملكوا بأبيهم تألب عن بتع الملك شعبين مختلفين من حمير وهمدان ذو حاشد.أهـ (الإكليل ج10 ص4).
أما الدكتور جواد العلي فقد قال: "أوسلة" الذي جعلوه اسماً لـِ "همدان" والد القبيلة، هو في الواقع "أوسلت رفشن" في كتابات المسند. وهو والد "يرم ايمن" "يريم أيمن" "ملك سباً".(المفصل في تاريخ العربج3 ص18)
وابدى ملاحظة الدكتور جواد العلي في كتابة حول أسم والد "أوسلة رفشان" حيث قال: وقد ذكر اسم "أوسلة رفشان" في نص المسند وسمه العلماء ب CIH 647، "أوسلت رفشان" ولكنها أغفلت اسم أبيه.
غير أن هناك كتابات أخرى ذكرت من سمته "أوسلت بن أعين"، "أوسلة بن أعين"، فذهب علماء العربيات الجنوبية إلى أن هذا الرجل الثاني هو "أوسلة رفشان" نفسه، وعلى ذلك يكون اسم أبيه "أعين"، وهو من همدان وعاش في حوالي السنة "125 ق.م.
وقال في موضع آخر من كتابة: استند "هومل" في وضعه "نصرم يهأمن" هذا الموضع إلى النص الموسوم ب Glaser 265،وقد ورد في عدد من الأقياء كانوا مقربين عند "ناصر يهأمن" منهم "أوسلة بن أعين" "أوسلت بن أعين" الذي هو في نظر بعض الباحثين "أوسلة رفشان" الهمداني. ولما كان "أوسلة" هذا يعاصر "وهب ايل يحز" وكان من جملة المقربين إلى "ناصر يهأمن".(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج2 ص496 - ج3 ص19)
ومن ذلك نتوصل أن نسب "أوسلة رفشان" هو أوسلة رفشان بن أعين من بني همدان.
عهد "أوسلة" الهمداني
جاء في النقش "كهالي4" أن "أوسلة رفشان" من المحتمل عاصر الشرح يحضب الأول ملك سبأ وريدان من مرثد بكيل والذي يقدر فون وزمن زمنة بحوالي 80 م (180 ق.م. ؟). ( تاريخ اليمن القديم ص84)
ووضع "هومل" "وهب آل يحز" "وهب ايل يحز"، بعد "ناصر يهأمن"، وسار "فلبي" على خطاه. وقد كان زمان حكمه في حدود سنة "180 ق، م." على تقدير "فلي". وكان يعاصره "أوسلت رفش" "أوسلة رفشان"، أمير "همدان"، وهو والد الملكين "يرم أيمن" و "برج يهرحب" "بارج يهرحب".(المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ج2 ص499)
أما "أوسلت رفشن" "اوسلة رفشان" فقد عاش حتى حوالي السنة "110 ق.م " وكان من المعاصرين للملك "رب شمس" "ربشمس" من ملوك حضرموت، وللملك "وهب آل يحز" "وهب ايل يحز"، وهو من ملوك "بني بتع" من "سمعي".(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج3 ص19)
وعلية يكون عهد "أوسلة رفشان" كان في القرن الثاني قبل الميلاد.
وضع "أوسلة" الهمداني
ويظهر من النص الموسوم بـِ(كهالي4) أن أوسلة رفشان كان من أقيال وأمراء همدان.(في تاريخ اليمن - نقوش مسندية وتعليقات ص 56 وص59 وص146 وص168)
وأيضاً في النص الموسوم ب CIH 287 إن "أوسلت" كان "مقتوى"، أي قائداً كبيراً من ........ الجيش عند "ناصر يهأمن"، ثم صار قيلاً "قول" على عشيرة "سمعي"، في أيام "وهب ايل يحز".(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج3 ص19)
ومنة نعرف أن وضع " أوسلة رفشان " كان أحد أمراء بني همدان.
علاقة "أوسلة" بنسب همدان
إن أهل الأنساب أخذوا نسبهم الذي وضعوه ل "أوسلة" ولغيره من أنساب قبائل اليمن القديمة من قراءتهم للمساند ومنهم الهمداني ونشوان الحميري. وقد خاض بها غير الهمداني مثل ابن هشام الكلبي والمسعودي وغيرهما الذي قال عنهم الهمداني لم يأتوا منها الا بمثل أثر في عفر.
فقد أفصحت النقوش بأمانة وصدق عن أسماء الكثير من القبائل اليمنية الكبرى التي لعبت دوراً هاماً في بناء الحضارة اليمنية فحسب, ولكن في تثبيت قواعد دولة سبأ, ومنها أسر من بكيل وحاشد قبيلة همدان، وكذلك أفصحت النقوش إلى ذكر قبائل كثيرة لم يكن لها ذكر في المصادر ومنها مثلا:
قبيلة يهبلج و سمعي و زخلم و حبشت و سمهر و سوهر و فيشان و ازد الجيش و اربع أو اربعان و أوسان و تلعر و جبا و نزحت و نفقم و يثل و يمنت.
ويؤكد الاستاذ احمد حسين شرف الدين في كتابة (دراسات في انساب قبائل اليمن) نقططف من أقوالة (أنة من خلال قرأتنا للمشجرات النسبية في الإكليل والتي تعود إلى قبل الإسلام. نجد أسماء كثيرة لم يرد أمثالها في النقوش منها على سبيل المثال. محمد ، علي ، قاسم ، المختار، إبراهيم، قيس ، ربيعة، مالك وغيره، بينما أسماء النقوش لم يرد فيها غالباً إلا كرب، مآذن، يريم، لجديعث، سمهعيل، يسرم، يهرعش، وهلم جر.
وقال أيضاً إن هذه الأنساب عارية تماما من أي تدرج زمني يوضح لنا أزمان تلك السلالات وتاريخ الحاكمين, ولهذا فلا يستطيع أي باحث للوقوف على المدى الزمني الذي عاش فيه كل من حمير وكهلان واعقابهما من ملوك واقيال).
ويقول المؤلف إذا حاولنا للوقوف على ذلك من خلال الآباء المنحدرين منكليهما والذين تفرعت منهم انساب الاكليل, وهم لايزيدون في الغالب عن ثلاثين أباً من حمير وكهلان الى ظهور الاسلام وخصصنا لكل منهم مدة نسبية تتراوح بين 20 و 30 عام على اكثر تقدير لوجدنا إن كلا من حمير وكهلان ابني سبا قد عاشا في القرن الرابع قبل الميلاد, وهذا بعيد كل البعد عن الواقع).
والسبب أن بعض النسابة قد كان يحسن قراءة الحروف، الا انه لم يفهم المعنى كل الفهم، فمثلاً لما قرأوا في النصوص "اوسلت رفشان بن همدان"، أي "أوسلة رفشان من قبيلة همدان"، أو "أوسلة رفشان الهمداني" بتعبير أصح، ظنوا إن لفظة "بن" تعني "ابن"، ففسروا الجملة على هذا النحو: "أوسلة رفشان بن همدان" وصيّروا "أوسلة" ابناً لهمدان، مع إن "بن" في النص هي حرف جر بمعنى "من"، وليست لها صلة ب "ابن".
لأنه يتضح لنا مما تقدم أن "اوسلة رفشان"، وأسرتة هم أقوال سمعي من عشيرة "بتع" من قبيلة "حاشد" أحد فرعي "هَمْدان".
ولا أعلم لماذا الدكتور جواد العلي أشار أن أوسلة المعني هنا هو جد همدان؟!... حيث
لا يوجد أي دليل يؤكد على ذلك.
لأن أسم "أوسلة" من الأسماء المنتشرة في ذلك العهد وقد تكرر في سلسلة نسب كهلان الذي منها همدان "أوسلة بن مالك" و"أوسلة بن ربيعة" وأن أوسلة المعني في نصوص المسند أنجب "يرم أيمن" و"برج يهرحب" أما "أوسلة بن مالك" الذي سمي بهمدان عند الأخبارين فقد أنجب "نوف بن أوسلة" و"عمرو بن أوسلة" "رقاش بن أوسلة " حيث قال الهمداني في كتابة: فأولد همدان بن مالك نوفاً وفيه العدد والعزّ، وعمراً وفيه الشرف والملك، ورقاشاً زوج عدي بن الحارث.(الإكليل ج10 ص1) بالرغم أن أغلب النسابة يذكرون في كتبهم أن أوسلة لم ينجب سوى نوف بن همدان فقط!؟
وقد يدل هذا على أختلاف الشخصين بين المسند والأخباريين!؟ وقد يكونا بالعفل هما نفس الشخص؟!.
والجدير بالذكر أن أسم "نوف بن همدان" و" وقبيلة "يام" جاءت في خطوط المسند.
وسنتطرق هنا قليلاً عن أن أسم "نوف بن همدان" حيث ذكر في خطوط المسند نص وسم بـِ (جام 577) نقش في أوآخر القرن الأول قبل الميلاد وكان من مقتوى (ضباط) الملك الشرح يحضب بن فارعم ينهب وأخية أزل بين ملكي سبأ وريدان حيث تطرق النص " إلى الحديث عن دحر ثائر كان قد أعلن الثورة على الملكين، اسمه: "صحبم بن جيشم" أي "صحبة بن جيش"، "صحاب بن جياش"، وأرسل الملك جيشة للقضاء عليه، وكان يرأسها قائد من ........ه اسمه "نوفم" "نوف"، وهو من "همدان" وآخر"ذي غيمان" وهو غيماني ورجال من حاشد ومن غيمان التي تألف منها المحاربون لتأديبة.
فانتصر "نوف" على خصمه انتصارأَ كبيراً، وكان في جملة ما جاء به من تلك الحملة رأس صبح ويديه.".(تاريخ اليمن القديم ص126)
ولا نعرف شئ آخر عنة سوى ما جاء في هذا النص الذي يتضح فية أنة من قبيلة همدان وليس أبن همدان المباشر لأنة تأخر ذكرة بحوالي قرن عن قبيلة همدان التي كان أول ذكر لها في القرن الثاني قبل الميلاد وهو أقدم نقش عن قبيلة همدان وصل إلينا حتى الآن.
وجاء ذكر لقبيلة "يام" في خط مسند موسوم ب "Philby 84" وهو من النصوص القرن الثاني بعد الميلاد المهمة بالنسبة إلى تأريخ مدينة "شبوة"، وقد كتب في عهد "يدع ايل بين بن رب شمس"، ملك حضرموت وجاء فيه إنة من "أحرار يهبأر" "أحرار يهبار" "أحرر يهبر" وقد ظفر بالحكم من الحميريين حيث في النص إشارة وردت في كتابة تفيد إن بعض الأعراب ورجال القبائل كانوا قد تعاونوا معه وساعدوه، فقد عاونه رجل من قبيلة "يم" "يام"، ومئة من بني أسد، ومئتان من "كلب" أو "كليب"، وعاونه ولا شك آخرون، وبفضل هؤلاء وأمثالهم من رجال القبائل تغلب على من ثار عليهم، فانتزع تاج مملكة حضرموت من الحميريين. وقال الدكتور العلي وغيرة من علماء التاريخ ( "يام" من القبائل المعروفة حتى اليوم، وتسكن عشائر منها حول نجران).(المفصل في تاريخ العرب ج2 ص335)
وهذة هي الأشارة الوحيدة التي وجدناها في خطوط المسند التي ذكرت رجل من "يام" ولم توضح نسب يام ولا موطنها كل ما جاء فية أنة أن ضم مع ملك حضرموت ضد الحميريين!؟!.
وعودة إلى سؤالنا لماذا الدكتور جواد العلي أشار أن أوسلة الذي جاء في خطوط المسند هو "همدان" جد القبيلة؟
ونحاول معرفة سبب أختلاف نسب "أوسلة" الذي جاء عند الأخباريين و"أوسلة" الذي في خطوط المسند.
ولتحقيق بأن "أوسلة" الذي عند الأخباريين هو نفس "أوسلة" المذكور في نصوص المسند سنمسك ببعض الأسماء التي قد تدلنا على نسب أوسلة وذلك بالمقارنة بين ماجاء في خطوط المسند وكتب الأخباريين وعلى رأسهم الهمداني ونشوان الحميري مع الأخذ بالأعتبار أن الأصح نسباً هو ماذكر في نصوص المساند القديمة من النقوش والأثار اليمنية.
فمثلاً ...
نسب الملك علهان نهفان جاء عند الهمداني وغيرة على أنه علهان بن بتع بن زيد بن عمرو بن همدان. وجعل الهمداني نهفان أخ علهان وهو غير كذلك لأنة جاء في خطوط المسند ومنها النص الموسوم بـِ ( Jamme 561 Bis ) على أنة علهان نهفان بن يريم أيمن بن أوسلة رفشان من همدان.
وقد دوّن "الهمداني" صور نصوص ذكر انه نقلها من المسند، وفرّق فيها بين "علهان" و "نهفان"، فذكر مثلاّ انه وجد "في مسند بصنعاء على حجارة نقلت من قصور حمير وهمدان: علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان"، و "علهن ونهفن ابنا بتع همدان صحح حصن وقصر حدقان..". فعدّ "علهان" اسماً، و "نهفان" اسم شقيقه. وقد ذكر الاسم صحيحاً في موضع، ولكنه عاد فعلق عليه بقوله: "وإنما قالوا علهان نهفان، فجعلوه اسماً واحداً لما سمعوه في فيهما من قول تبع بن أسعد: وشمر يرعش خير الملوك وعلهان نهفان قد أذكروانما اراد إن يعرف واحداً بالثاني، فلما لم يمكنه أن يقول العلهانان.. قال علهان نهفان".
وقال جواد العلي "وأما اسم الوالد الشرعي الصحيح لعلهان، فهو "يرم أيمن"، كما ذكرت، وأما الاسم المخترع، فقد جاؤوا به من عندهم بسبب عدم فهمهم لقراءة نصوص المسند. فقد وردت في النصوص جملة "علهن نهفن بن بتع وهمدان"، فظن قراء المساند من أشياخ "الهمداني" وأمثالهم "ممن كانوا يحسنون قراءة الحروف والكلمات، الا انهم لم يكونوا يفهمون معاني الألفاظ والجمل في الغالب، " أن لفظة "بن" تعني هنا "ابن"، فقالوا: إن اسم والد "علهان نهفان" أو "علهان" و "نهفان" على زعمهم إذن هو "بتع". على حين أن الصحيح، إن "بن" هي حرف جرّ يقابل "من" في عربيتنا، ويكون تفسير النص: "علهان نهفان من بتع وهمدان" و "بتع" اسم قبيلة من القبائل المعروفة المشهورة."
ونفهم من ذلك أن أوسلة الذي جاء عند الأخباريين هو نفسة أوسلة الذي جاء في خطوط المسند وسبب أختلاف نسبهم يعود لسوء قرآءة المسند من قبل الأخباريين.
وعلى ذلك يكون نسب أوسلة هو أوسلة بن أعين من همدان ولا يوجد نص من خطوط المسند التي وصلتنا حتى الآن يدل فيه على أن هذا أوسلة هو "همدان" وأنما جميع النصوص تأكد أنة من بني همدان فقط.
من هو "تألب ريام"
عند ذكر الهمداني في قولة: وفي المسند بناعط : "أوسلة رفشان" وبنوه بنو همدان حي عثتر يطاع ويارم أقوال شعبين سعى سلبان دحاشدم وبأبهم تألب ريام.
ففي معناة أن الهمدانيين يزعمون ان "تألب ريام" هو جد "همدان".
وقد جاء تسلسل نسب تألب ريام عند الأخباريين ومنهم الهمداني بـِ : عمرو بن همدان أولد زيداً فأولد زيد بتعاً الملك وأولد بتع الملك ابن زيد علهان نهفان الملكين، فأولد نهفان رياماً فأولد ريام شهران فأولد شهران تألب ريام فأولد تألب ريام يطاع ويارم.
وقال نشوان الحميري في كتابة عن وصية شهران بن نهفان الملك إلى ابنه تألب ريم (فلما توفي شهران، قام بعده تألب ريم فعظم سلطانه وحسنة أيامه، وذكرته حمير في كثير من مساندها، ولم تعرف له همدان عهدا، ولا وصية، لأنه كان أكثر أيامه في بلد حمير).أهـ(خلاصة السير الجامعة لعجائب أخبار الملوك التتابعة ص21)
إلا أن الدكتور جواد العلي يقول في نسب تألب ريام التالي:... وكان للهمدانيين مثل القبائل الأخرى إله خاص بهم، اسمه "تالب" "تألب" اتخذوا لعبادته بيوتاً في أماكن عدة من "بلد همدان". وقد عرف أًيضاً في المسند ب ""تالب ريمم" "تألب ريمم"، أي "تألب ريام". وقد انتشرت عبادته بين همدان، وخاصة بعد ارتفاع نجمهم واغتصابهم عرش سبأ من السبئيين، فصار إله همدان، يتعبد له الناس تعبدهم لإله سباً الخاص "المقه"، فتقربت إليه القبائل الأخرى، ونذرت له النذور. ونجد في الكتابات أسماء معابد عديدة شيدت في مواضع متعددة لعادة هذا الإلَه، وسميت باسمه.
وقد تنكر الهمدانيون فيما بعدد لإلَههم هذا، حتى هجروه. ولما جاء الإسلام كانوا يتعبدون- كما يقول ابن الكلي- لصنم هو "يعوق"، وكان له بيت ب "خيوان". وقد نسوا كل شيء عن الإله "تألب ريام"، نسوا انه كان إلَهاُ لهم، وانه كان معبودهم الخاص، الا انهم لم ينسوا اسمه، اذ حولوه إلى إنسان، زعموا انه جد "همدان" وانه هو الذي نسل الهمدانيين، فهم كلهم من نسل "تألب ريام".
وطبعاً هذا الكلام برائيي غير صحيح لأمور كثيرة منها أن تألب ريام ذكر فيى جميع المساند اليمنية على أنة معبود همدان ولا يوجد نصوص أخرى تذكر خلاف ذلك، ثم كيف لا تعرف همدان له عهد وهو ملك على زعم نشوان الحميري، وبما أنه من همدان كيف يقيم في بلد حمير التي تنافس همدان على عرش الملك وكيف سيسمحون له أن يكون عليهم ملك!؟. فهذا الكلام غير منطقي!؟!.
ثم أن القبائل القديمة كانت تزعم أنهم من نسل الآلهات معبودهم وتوجد أمثلة على ذلك كثيرة في كتب التاريخ وفي نصوص الأثار ومنها الفرعونية.
وقد قال الدكتور جواد العلي في تاريخة (نجد المعينيين يستعملون جملة: "أولدهو ود"، أي "أولاد ودّ"، و "ودّ" هو إلَه شعب معين الأكبر، كما نجد السبئيين يطلقون على أنفسهم "ولد المقه"، اي أولاد الإله "المقه". والمقه هو إله سبأ الأول. ونجد القتبانيين يدعون أنفسهم "ولد عم"، أي أولاد عم. ومعنى هذا، إن كل قبيلة من القبائل المذكورة، نسبت نفسها إلى إلهها الخاص بها واحتمت به، تماماً كما فعل العبرانيون وغيرهم، إذ نسبوا أنفسهم ، إلى إلَه قومي اعتبروه إلههم الخاص بهم، المدافع عنهم، والذي يرزقهم وينفعهم. وقد يعدّ هذا نسباً. أما نسب على النحو الذي يقصده و يريده أهل الأخبار، أي جد عاش ومات وله أولاد وحفدة، فهذا لم يصل خبره إلينا في كتابات المسند، بل في كل ما وصل إلينا من كتابات جاهلية حتى الآن.(المفصل في تاريخ العرب ج2 ص28)
وأن الهمدانيون يذكرون "تألب ريام" في خطوط المسند على أنه آلهتهم فقط، وأحيانا يدعونه أبيهم وهذا لا يعني أنه بالفعل جدهم كما أوضحنا أنما تضرعاً إلى معبودهم حيث لا يوجد نصوص صريحة تذكر على أن "تألب ريام" هو بالفعل أبو "همدان" الجد الذي أنجب الهمدانيين!؟.
وعلى ذلك "تألب ريام" ماهو إلا معبود همدان وليس رجل وله نسب كما أدعى الهمداني ونشوان الحميري في كتبهما لأن بقية نسابة العرب وعلى رأسهم أبن الكلبي عمود النسب العربي وهو أقدم عهد منهما لم يذكر في أنسابة "تألب ريام".
نستنتج من موضوعنا هذا التالي:-
أن "أوسلة رفشان" هو أوسلة رفشان بن أعين وهو من بني همدان.
أن "أوسلة رفشان" كان زمن عهدة في القرن الثاني قبل الميلاد.
أن " أوسلة رفشان " كان أحد أمراء بني همدان.
أن "أوسلة" الذي جاء عند الأخباريين هو نفسة "أوسلة رفشان" الذي جاء في خطوط المسند.
أن "تألب ريام" ما هو إلا المعبود القديم لقبيلة همدان وليس أبو همدان جد الهمدانيين.
ومنة نتوصل إلى أن "أوسلة بن مالك" الذي أنجب "بكيل وحاشد" في عرف النسابة والذي لقبوة بهمدان هو " أوسلة رفشان بن أعين " من بني همدان وليس هو "همدان" أبو القبيلة كما يزعمة الرواة.
الخلاصة
أن ما يذكره ويرويه أهل الأخبار عن أسماء وأزمنة أجداد القبائل، فيه أغلاط وأوهام كثيرة عند مقارنتها بما جاء في نصوص المسند.
كما يوجد بكتب الأنساب أخطاء فاضحة وأختلافات واضحة في سرد سلاسل النسب، وفي أسماء الاشخاص، ولا سيما في الأنساب القديمة، أما بالنسبة إلى الأنساب القريبة من الإسلام، فان وضعها يختلف عن وضع الأنساب المذكورة، إذ يغلب عليها طابع الصحة والضبط.
وكثير من أسماء البطون والقبائل التي يدخلونها النسابون في مشجرات الأنساب، هي أسماء قبائل وبطون حقاً وردت في نصوص المسند، ولكنها ليست بالطبع على" الشكل الذي يراه الأخباريون، لأنها أسماء أقوام ولكنها خالية من الآباء والأجداد.
أما الآباء و الأجداد،فقد قال عنها الدكتور جواد العلي (فهي من مولدات المتأخرين منهم، وأغلب ظني إنها من المستحدثات التي ظهرت في الجاهلية المتصلة بالإسلام وفي الإسلام) لأن العرب قبل الأسلام كانوا يعتمدون على ذاكرتهم في حفظ الأنساب فيتوارثون ذلك الحفظ جيلاً بعد جيل، الى أن وصل الأمر الى ظهور الأسلام وأنتشار الكتابة في القرن الأول الهجري وبدأ فيه التدوين للأنساب في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنة، عندما فرضه العطاء أمر بتسجيل الأنساب وتبويبها وتثبيتها في ديوان، لجمع الأتاوة وقد كان هذا التسجيل سنة خمس عشرة للهجرة، في رواية، أو سنة عشرين في رواية أخرى. فبدأ بالترتيب في أصل النسب، ثم ما تفرع عنه العرب عدنان وقحطان وأبتدأ بنسب عدنان لأنة فية النبوة ثم نسب قحطان. وذكر أن الخليفة قال: "أيما حي من العرب كانوا في حي من العرب أسلموا معهم فهم معهم، إلا أن يعترضوا، فعليهم البيّنة". ويذكر إن الذي قام بوضع مخطط الأنساب وبتسجيل القبائل والعشائر وفق الخطة التي سار عليها الخليفة، هو "عقيل بن أبي طالب"، وهو من الثقات في معرفة الأنساب، ومعرفة بن نوفل، وجبير بن مطعم، وان الذي أشار عليه بتدوين النسب في الدواوين هو "الوليد بن هشام بن المغيرة" لما رآه من عمل الروم في تسجيل العطاء في بلاد الشام. وقد ضاعت أصول الجرائد التي دوّنت عليها الأنساب في ذلك الديوان، ولم يبق منها شيء.
وأخذ البعض بتدوين الأنساب، أطلق الهمداني عليهم اسم " أصحاب السجل " وقد ذكر الهمداني طريقة تثبيت الأنساب في السجلات فقال : ( ومن شرائط النسب ان لايُذكر من أولاد الرجل الا النبيه الأشهر ويُلغى الغبي، ولولا ذاك لم يسع أنساب الناس سجل ولم يضبطها كاتب، الا ترى انَّا ذكرنا من ال ذي أوسان صلبَ رجل واحد وذو أوسان بطن كبير ، وكذلك في جميع ما ذكرنا، وعلى هذا مذهب النُسّاب ) وكما قال الذكتور نبيل الكرخي (ولعل هذا هو مذهبهم أيضاً في حفظ الأنساب عن ظهر قلب قبل الأسلام لصعوبة ان تستوعب الذاكرة أسماء ملايين البشر من العرب) وأنا لا أستبعد سقوط ونسيان بعض الأسماء في سلاسل النسب سواء عمدا أو سهواً أو بسبب طول الزمن وتغير اللغة التي كتبت فيها المساند عن لغتنا الحديثة مما أدى إلى صعوبة فهم وحفظ هذة الأسماء في ذاكرة الرواة.
وأيضاً من المشاكل التي تواجهنا في الأنساب أنة يرفعون زمان رجل في سلسلة النسب فيبعدونه كثيراً عن الإسلام، بينما هو من الرجال الذين عاشوا قبيل الإسلام. وقد يجعلون الرجل من الجاهلية القريبة من الإسلام، بينما يجب وضعه قبل الإسلام بقرون مما يصعب على الباحث الأخذ بها والتأكد منها لمعرفة النسب الصحيح.
وعلى العموم أنساب القبائل موضوع لم يبحث بعد بحثاً علمياً، وهو يحتاج إلى تفرغ وتتبع والى مقارنة ما جاء عند العرب فيه بما جاء عند غيرهم من الأمم الأخرى وماوجد في نصوص النقوش الأثرية وخاصة منها خطوط المساند اليمنية.
خاتمة
لقد حاولنا في الصفحات السابقة من هذا البحث البسيطة أن نعطي صورة واضحة عن حقيقة أسم جد قبيلة همدان من خلال خطوط المسند ولا أدّعي أن هذه الوريقات التي كتبت فيها موضوعي هذا قد بلغت الكمال، فهناك بعض النقص والأخطاء والتداخل في المعلومات لأنها قرآءة سريعة كما أسلفت ذلك في مقدمة الموضوع فلم تكشف لنا من هو "همدان"؟ وهل هو أسم جد أم حلف؟، وذلك لنقص المراجع لدي وقلة خطوط المسند، وقد يكشف الزمن عن مساند يمنية أخرى توضح فيها حقيقة أسم جد قبيلة همدان ونسبة الصحيح ... لأن السؤال مازال قائماً ...
بسمة- عضو دهبي
- عدد المساهمات : 3099
نقاط : 35040
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 12/07/2010
العمر : 32
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى