بحـث
مواضيع مماثلة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 317 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 317 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الخميس نوفمبر 07, 2024 4:07 pm
التسجيل السريع
// Visit our site at http://java.bdr130.net/ for more code
12>بنو عبد الواد الزيانيون
صفحة 1 من اصل 1
بنو عبد الواد الزيانيون
بنو عبد الواد
(1236 - 1554)
ينتسب بنو عبد الواد ( ويدعون أيضا الزيّانيون نسبة إلى زيّان والد يغمراسن رأس العائلة الحاكمة ) على غرار منافسيهم بني مرين إلى قبيلة زناتة الرحّل التي كانت في القرن الثاني عشر تنتقل في الجزء الغربي للمغرب الأوسط. وفي سنة 1227 يعيّن الخليفة المأمون أحد الأوفياء لسلطة الموحّدين المركزيّة من قادة بني عبد الواد واليا على تلمسان. وتؤول سلطة القبيلة سنة 1236 بين يدي "يغمراسن" الذي لا يتوانى في إعلان عزمه على الإستقلال، فيكفّ سنة 1240 عن الاعتراف بالخليفة الموحّدي ويلقب نفسه بأمير المسلمين وهو لقب أعتمده المرابطون من قبل. وكان على "يغمراسن" لثبيت سلطته أن يواجه مناخا عدائيا لا بالتصدّي إلى الموحدين الذين يرغبون في بسط نفوذهم على تلمسان فحسب، بل وبمقاومة طموح جيرانه الحفصيين. وتبلورت العداوة الدائمة مع المرينيين حول مسألة مراقبة مربض قوافل سجلماسة. وأدت هذه العداوة خلال حكم خلفاء يغمراسن إلى تضعضع سلطة بني عبد الواد مرات عدة. وبين سنتي 1299 و1307 تحصّن بنو عبد الواد بمدينة تلمسان التي قاومت حصار المريينين الطويل، وعند الخروج من هذه المحنة يشرع أبو حمّو الأوّل ) 1308-1318 (وأبنه أبو تاشفين ( 1318-1337 ) في إنتهاج سياسة تقوي سلطة بني عبد الواد وذلك ببسط نفوذهما على منطقة قبائل زناتة وتوجين ومغراوة في وادي الشلف وما جاورها. واستعادت تلمسان إشعاعها واستفادت بفضل موقعها المركزي في المغرب من ثروات التجارة الصحراوية. وأدت العلاقات الخارجية مع الأراغون ومايوركا إلى تقوية الوضع الإقليمي لبني عبد الواد، لاسيما في مواجهة الحفصيين الذين يتخبطون في أزماتهم. لكنّ عداوتهم مع المرينيين انتهت بسقوط تلمسان بين أيدي "أبو الحسن" سنة 1337، واستقر فيها بنو مرين دون سلطة لمدة طويلة قبل أن يستعيدوها مرحليا لاسيما سنة 1352 وسنة 1360 وأخيرا سنة 1370. وتحت حكم أبو حمو الثاني (1359-1389) وهو سلطان مثقف ولد ونشأ في الأندلس، استعاد بنو عبد الواد جزءا من نفوذهم. وبصعوبة تتواصل سلطة بني عبد الواد مقاومة لمحاولات توسع بني مرين والحفصيين (القرن الخامس عشر) غير أنّها لا تتوصّل إلى تركيز سلطة مركزيّة قويّة ينتصر على الخلافات القبلية الدّاخلية.
لقد ترك لنا فن بني عبد الواد بعض الإنجازات المتواضعة الموجودة بشكل أساسي في العاصمة تلمسان. وهكذا، فقد بنيت عدة مساجد بالقرب من مقامات بعض الأولياء، مثل جامع سيدي "أبي الحسن" باسم عالم من مدينة "تاناس tenes" الذي تأسس سنة (1296) وجامع أولاد الإمام سنة (1310) وكلاهما صغير بلا صحن مركزي. ويتكوّن بيت الصلاة من أساكيب عموديّة بالنسبة إلى حائط القبلة. وكذلك سيدي إبراهيم الذي تمّ بناؤه في عهد أبي حمّو الثاني ومثاله يشبه مثال سابقيه لكنّ به صحن مركزي تقوم على جانب منه أروقة هي أمتداد لأساكيب بيت الصلاة. وقبل المحراب ترتفع قبّة مضلّعة وكلّ هذه المنشآت مسقوفة بهياكل خشبيّة وقعت تهيئتها أحيانا حسب تقنيات السقوف الأندلسية.
وإنّ لم يُنشئ بني عبد الواد كثيرا من الجوامع الجديدة، إلا أنهم وضعوا اهتمامهم في صيانة المعالم الموجودة وترميمها وتوسيعها. وهكذا تمّت إضافة مآذن لعديد من جوامع منطقة الدولة الزيّانية، والغالب على الظنّ أن مئذنتي جامعي تلمسان أي الجامع الكبير وجامع أغادير يعود إنشاؤهما إلى يغمراسن، وفي كلا الحالتين فإنّ المئذنتين قد أقيمتا على النمط الموحّدي الذي نجد أنموذجه في مئذنة جامع القصبة بمدينة مراكش. تعلو الأبراج المربعة بقباب الإضاءة أمّا الزخارف المنجزة بالآجر الناتئ فإنّها تصوّر شبكة المعيّنات التي تزيّن هيكل المئذنة. ويمكن أن نلاحظ وجود لوحات من شبكة المعينات في حالات أخرى على غرار ما نجد في مدينة ندرومة أو في مآذن جوامع أبي الحسن وسيدي إبراهيم في تلمسان. وشبكة المعينات هذه تعتبر سمة خاصة بالموروث الزخرفي الموحّدي رغم غياب هذا النمط من الزخرفة في جامع أولاد الإمام وجامع المشوار في تلمسان، حيث ثمّ تزيين واجهة البرج بلوحات مستطيلة تملؤها سلسلة من عقود صغيرة متشابكة.
أنشأ بنو عبد الواد العديد من المدارس، إندثرت كلّها مع الأسف ؛ نسبت الأولى إلى أبي حمّو الثاني الذي أمر سنة 1310 ببناء مدرسة أولاد الإمام إكراما لعالمين من علماء إقليم "تاناسtenes " وفي سنة 1307 بنيت "التاشفينيّة" التي أنشأها ابن تاشفين وأقيمت مباشرة قرب جامع تلمسان الكبير. وقد تمّ ترميمها مرّات عديدة لاسيّما في القرن الخامس عشر في عهد أبي العباس بن موسى (1430-1461) ووقع هدمها سنة (1873) لإقامة مقر البلدية
ولقد تعرّفنا على تخطيطها وعلى كثير من أجزاء زخرفتها. فالمعلم إنتظم حسب محورين متعامدين، الأوّل منهما يربط بين المدخلين الكبيرين، أمّا الثاني فيتقاطع مع محراب بيت الصلاة. أمّا الساحة المركزيّة المستطيلة الشكل فيحوط بها على جميع الجهات أروقة، بينما يُظهر بيت الصلاة تخطيطا جديدا، إذ يتقدم رواق تزيّنه فسقية وينقسم في الدّاخل إلى ثلاثة أجزاء : فضاء مركزي مسقوف بقبّة ويحده من جهتيه فضاء مستطيل ولعلّ أحد القاعتين الجانبيتين كانت مخصّصة لشعائر الدفن. والمدرسة الأخيرة هي مدرسة الزيّانيين المعروفة باليعقوبية التي تمّ بناؤها في عهد أبي حمّو الثاني.
ولقد تميزت الهندسة المغربيّة السابقة لعهد الموحّدين بعنايتها للمدافن إضافة إلى نشر الطقوس المتعلقة بالأولياء. وهكذا وصل إلينا بعض قباب المدافن من عهد بني عبد الواد مثل قبّة سيدي مرزوق التي يمكن إرجاع تاريخها إلى عهد "يغمراسن"، ولقد أقيمت في الركن الجنوبي/الغربي لجامع تلمسان الكبير، ويقع الدخول إلى هذا الضريح عن طريق سقيفة، أمّا فضاء الدفن فمسقوف بقبّة ذات ثمانية أضلع. وكذلك قبّة سيدي إبراهيم التي أنشأها أبو حمّو الثاني وتتقدّمها ساحة غير مسقوفة وبيت الدفن تتوّجه أيضا قبّة ذات ثمانية أضلع ولها زخرفة ثريّة من لوحات من الجبس المنحوت خطّت فيها أيات قرآنيّة عديدة.
كانت نهاية حكم عبد الواد مليئة بالأحداث مثلها مثل القرن الأوّل من تاريخهم، فلقد أضعفتهم الإنقسامات الداخليّة وكذلك اتساع نفوذ القبائل العربيّة الرحّل حتى وقعوا تحت سلطة إسبانيي وهران (1509)، ثمّ لسيادة أتراك الجزائر (1517)، كما خضعت تلمسان فترة من الزمن للسعديين، وفي سنة 1550 إحتلها نهائيا الأتراك ووضعوا حدا نهائيا لحكم بني عبد الواد.
(1236 - 1554)
ينتسب بنو عبد الواد ( ويدعون أيضا الزيّانيون نسبة إلى زيّان والد يغمراسن رأس العائلة الحاكمة ) على غرار منافسيهم بني مرين إلى قبيلة زناتة الرحّل التي كانت في القرن الثاني عشر تنتقل في الجزء الغربي للمغرب الأوسط. وفي سنة 1227 يعيّن الخليفة المأمون أحد الأوفياء لسلطة الموحّدين المركزيّة من قادة بني عبد الواد واليا على تلمسان. وتؤول سلطة القبيلة سنة 1236 بين يدي "يغمراسن" الذي لا يتوانى في إعلان عزمه على الإستقلال، فيكفّ سنة 1240 عن الاعتراف بالخليفة الموحّدي ويلقب نفسه بأمير المسلمين وهو لقب أعتمده المرابطون من قبل. وكان على "يغمراسن" لثبيت سلطته أن يواجه مناخا عدائيا لا بالتصدّي إلى الموحدين الذين يرغبون في بسط نفوذهم على تلمسان فحسب، بل وبمقاومة طموح جيرانه الحفصيين. وتبلورت العداوة الدائمة مع المرينيين حول مسألة مراقبة مربض قوافل سجلماسة. وأدت هذه العداوة خلال حكم خلفاء يغمراسن إلى تضعضع سلطة بني عبد الواد مرات عدة. وبين سنتي 1299 و1307 تحصّن بنو عبد الواد بمدينة تلمسان التي قاومت حصار المريينين الطويل، وعند الخروج من هذه المحنة يشرع أبو حمّو الأوّل ) 1308-1318 (وأبنه أبو تاشفين ( 1318-1337 ) في إنتهاج سياسة تقوي سلطة بني عبد الواد وذلك ببسط نفوذهما على منطقة قبائل زناتة وتوجين ومغراوة في وادي الشلف وما جاورها. واستعادت تلمسان إشعاعها واستفادت بفضل موقعها المركزي في المغرب من ثروات التجارة الصحراوية. وأدت العلاقات الخارجية مع الأراغون ومايوركا إلى تقوية الوضع الإقليمي لبني عبد الواد، لاسيما في مواجهة الحفصيين الذين يتخبطون في أزماتهم. لكنّ عداوتهم مع المرينيين انتهت بسقوط تلمسان بين أيدي "أبو الحسن" سنة 1337، واستقر فيها بنو مرين دون سلطة لمدة طويلة قبل أن يستعيدوها مرحليا لاسيما سنة 1352 وسنة 1360 وأخيرا سنة 1370. وتحت حكم أبو حمو الثاني (1359-1389) وهو سلطان مثقف ولد ونشأ في الأندلس، استعاد بنو عبد الواد جزءا من نفوذهم. وبصعوبة تتواصل سلطة بني عبد الواد مقاومة لمحاولات توسع بني مرين والحفصيين (القرن الخامس عشر) غير أنّها لا تتوصّل إلى تركيز سلطة مركزيّة قويّة ينتصر على الخلافات القبلية الدّاخلية.
لقد ترك لنا فن بني عبد الواد بعض الإنجازات المتواضعة الموجودة بشكل أساسي في العاصمة تلمسان. وهكذا، فقد بنيت عدة مساجد بالقرب من مقامات بعض الأولياء، مثل جامع سيدي "أبي الحسن" باسم عالم من مدينة "تاناس tenes" الذي تأسس سنة (1296) وجامع أولاد الإمام سنة (1310) وكلاهما صغير بلا صحن مركزي. ويتكوّن بيت الصلاة من أساكيب عموديّة بالنسبة إلى حائط القبلة. وكذلك سيدي إبراهيم الذي تمّ بناؤه في عهد أبي حمّو الثاني ومثاله يشبه مثال سابقيه لكنّ به صحن مركزي تقوم على جانب منه أروقة هي أمتداد لأساكيب بيت الصلاة. وقبل المحراب ترتفع قبّة مضلّعة وكلّ هذه المنشآت مسقوفة بهياكل خشبيّة وقعت تهيئتها أحيانا حسب تقنيات السقوف الأندلسية.
وإنّ لم يُنشئ بني عبد الواد كثيرا من الجوامع الجديدة، إلا أنهم وضعوا اهتمامهم في صيانة المعالم الموجودة وترميمها وتوسيعها. وهكذا تمّت إضافة مآذن لعديد من جوامع منطقة الدولة الزيّانية، والغالب على الظنّ أن مئذنتي جامعي تلمسان أي الجامع الكبير وجامع أغادير يعود إنشاؤهما إلى يغمراسن، وفي كلا الحالتين فإنّ المئذنتين قد أقيمتا على النمط الموحّدي الذي نجد أنموذجه في مئذنة جامع القصبة بمدينة مراكش. تعلو الأبراج المربعة بقباب الإضاءة أمّا الزخارف المنجزة بالآجر الناتئ فإنّها تصوّر شبكة المعيّنات التي تزيّن هيكل المئذنة. ويمكن أن نلاحظ وجود لوحات من شبكة المعينات في حالات أخرى على غرار ما نجد في مدينة ندرومة أو في مآذن جوامع أبي الحسن وسيدي إبراهيم في تلمسان. وشبكة المعينات هذه تعتبر سمة خاصة بالموروث الزخرفي الموحّدي رغم غياب هذا النمط من الزخرفة في جامع أولاد الإمام وجامع المشوار في تلمسان، حيث ثمّ تزيين واجهة البرج بلوحات مستطيلة تملؤها سلسلة من عقود صغيرة متشابكة.
أنشأ بنو عبد الواد العديد من المدارس، إندثرت كلّها مع الأسف ؛ نسبت الأولى إلى أبي حمّو الثاني الذي أمر سنة 1310 ببناء مدرسة أولاد الإمام إكراما لعالمين من علماء إقليم "تاناسtenes " وفي سنة 1307 بنيت "التاشفينيّة" التي أنشأها ابن تاشفين وأقيمت مباشرة قرب جامع تلمسان الكبير. وقد تمّ ترميمها مرّات عديدة لاسيّما في القرن الخامس عشر في عهد أبي العباس بن موسى (1430-1461) ووقع هدمها سنة (1873) لإقامة مقر البلدية
ولقد تعرّفنا على تخطيطها وعلى كثير من أجزاء زخرفتها. فالمعلم إنتظم حسب محورين متعامدين، الأوّل منهما يربط بين المدخلين الكبيرين، أمّا الثاني فيتقاطع مع محراب بيت الصلاة. أمّا الساحة المركزيّة المستطيلة الشكل فيحوط بها على جميع الجهات أروقة، بينما يُظهر بيت الصلاة تخطيطا جديدا، إذ يتقدم رواق تزيّنه فسقية وينقسم في الدّاخل إلى ثلاثة أجزاء : فضاء مركزي مسقوف بقبّة ويحده من جهتيه فضاء مستطيل ولعلّ أحد القاعتين الجانبيتين كانت مخصّصة لشعائر الدفن. والمدرسة الأخيرة هي مدرسة الزيّانيين المعروفة باليعقوبية التي تمّ بناؤها في عهد أبي حمّو الثاني.
ولقد تميزت الهندسة المغربيّة السابقة لعهد الموحّدين بعنايتها للمدافن إضافة إلى نشر الطقوس المتعلقة بالأولياء. وهكذا وصل إلينا بعض قباب المدافن من عهد بني عبد الواد مثل قبّة سيدي مرزوق التي يمكن إرجاع تاريخها إلى عهد "يغمراسن"، ولقد أقيمت في الركن الجنوبي/الغربي لجامع تلمسان الكبير، ويقع الدخول إلى هذا الضريح عن طريق سقيفة، أمّا فضاء الدفن فمسقوف بقبّة ذات ثمانية أضلع. وكذلك قبّة سيدي إبراهيم التي أنشأها أبو حمّو الثاني وتتقدّمها ساحة غير مسقوفة وبيت الدفن تتوّجه أيضا قبّة ذات ثمانية أضلع ولها زخرفة ثريّة من لوحات من الجبس المنحوت خطّت فيها أيات قرآنيّة عديدة.
كانت نهاية حكم عبد الواد مليئة بالأحداث مثلها مثل القرن الأوّل من تاريخهم، فلقد أضعفتهم الإنقسامات الداخليّة وكذلك اتساع نفوذ القبائل العربيّة الرحّل حتى وقعوا تحت سلطة إسبانيي وهران (1509)، ثمّ لسيادة أتراك الجزائر (1517)، كما خضعت تلمسان فترة من الزمن للسعديين، وفي سنة 1550 إحتلها نهائيا الأتراك ووضعوا حدا نهائيا لحكم بني عبد الواد.
بسمة- عضو دهبي
- عدد المساهمات : 3099
نقاط : 35040
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 12/07/2010
العمر : 32
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى