صنهاجة ثلث اهل المغرب التي جعلوها اوزاعا

صنهاجة البرنسية اعظم قبائل الامازيغ و اكثرها بطونا في التل و الصحراء تجد بعض الاخبار تنبئ انهم ثلث اهل المغرب و لكن الكثيرين يحاولون طمس التاريخ و عندما تسألهم عن صنهاجة يقولن ان يقاياها في كذا و كذا ... بقايا؟ ما الذي حصل لثلث اهل المغرب حتى بادوا و صاروا اوزاعا؟ لم يخبرنا التاريخ ان كويكبا سقط من السماء فتسبب في انقراض صنهاجة كما حصل للديناصورات , و لم يخبرنا ان هناك حربا نووية قامت في هذه الديار فنشك في انها جعلت صنهاجة اوزاعا
اين ذهب ثلث اهل المغرب؟
الجواب انه لم يذهب وهو مازال هنا
تفضلوا و اقرؤو
ورد عند ابن خلدون في كتاب العبر الجزء الثالث ( .. و اما ذكر نسبهم فانهم ابناء صنهاج و هو صناك بالصاد المشممة بالزاي و الكاف القريبة من الجيم إلا ان العرب عربته و زادت فيه الهاء بين النون و الالف فصار صنهاج وهو عند نسابة البربر من بطون البرانس من ولد برنس بن بر ...) و قد كانت صنهاجة من الكثر الطاغية ما يجعلنا نضعها في مرتبة شعب او جمهرة حسب الترتيب المتبع لدى النسابين العرب و حسبك من كثرتها ما ورد في العبر لابن خلدون ( ... هاذا القبيل من اوفر قبائل البربر و هو اكثر اهل المغرب لهذا العهد ( اي عهد ابن خلدون ) و ما قبله لا يكاد قطر من اقطاره يخلو من بطن من بطونه في جبل او بسيط ...) انتهى كلام ابن خلدون
و بطون صنهاجة في غاية الكثرة و التشعب فهي تبلغ سبعينا بطنا و البعض يقولو ثلاث و سبعين ركز ابن خلدون و اختص بالذكر منهم جدالة او كدالة و مسوفة و لمتونة و انجفة و شرطة و تلكاتة و بنو وارث و مندلة و بنو يتيسن و و ملوانة و مزوارث و بنو سليب و فشتالة و صنفهم الى ثلاثة اقسام او طبقات :
-1- القسم الذي تولى حكم افريقية و المغرب الاوسط بالنيابة عن الفاطميين و تمثلهم قبيلة تلكاتة و هم من المستقرين في بيوت مبنية بالحجر و لم يكونو متنقلين و تصدت هذه الطبقة للزناتيين الرافضين للحكم الفاطمين و الذين كانو دائمي الثورة عليها مستميتين في قتالها ووصل اهل هذه الطبقة من صنهاجة الى تشييد دولة مستقلة تولوا حكمها و كان هذا سببا في ارسال الهلاليين و السليميين الى المغرب من قبل المعز لدين الله الفاطمي
-2- القسم الذي استطاع تشييد امبراطورية متسعة الاطراف و هي الدولة المرابطية و يمثل هذا القسم لمتونة و مسوفة و كانوا بدوا رحلا من اهل الوبر في الصحراء البربرية و تولى الدعوة عبد الله بن ياسين الجزولي و العصبية اللمتونية التي استطاعت ان توحد العصبية الصنهاجية الكبرى التي انطلقت و قضت الى الامارات و الممالك من نهر السينيغال جنوبا الى الاندلس شمالا
-3- اما الطبقة الثالثة فلم تقم لهم اي دولة على الرغم من ضخامة اعدادهم و لكن ضلوا في منعة و عزة من احكام الدول المتعاقبة لا ان بعضا من فئاتهم رهقها سلطان بعض الدول فاعطوها الجزية و المغارم و تجدهم بالتفصيل في كتاب الانساب في معرفة الاصحاب حيث يذكر المجاورين منهم لمصمودة
و قد قام ابن منصور بتحقيق اسماء بعض البطون من صنهاجة تلك التي وردت في العبر منها انجفة و تسمى ايضا هنجافة و بالامازيغية اينكفو و هم بطن كبير ضمن صنهاجة القبلة و صنهاجة الظل و من تقسيمات هذه القبيلة بني سليب و فشتالة و ملوانة و بني مزوارت و انوغة و بجاية و التي تسمى بها المدينة الساحلية اليوم و يتساءل ابن منصور عن احتمال انتساب قبيلة بشمال تونس تسمى بجاوية الى قبيلة بجاية ثم بطوية و تسمى احيانا بطيوة و توجد مدينة منسوبة اليهم بالقرب من ارزيو كما توجد في الريف المغربي ايضا قبيلة اخرى مشهورة بهذا الاسم هي بطوية تنقسم الى ثلاثة بطون هم اولاد علي و بني ورياغل و بقوية
و ايضا من بطون صنهاجة التي حققها ابن نصور تاركة ( targa) وهم من قبائل اللثام في الصحراء في الجزائر و ليبيا
و بنو جعد الذين هم بالبويرة و يعرفون بالجعادة و النسبة اليها جعدي
و بنو حميدا اندرجت بقيتهم في قبيلة يسر بدوار يسر الويدان بالجزائر
و منهم بنو خليل و يعرفون اليوم ببني خليلي في بجاية و تيزي وزو
و دركون ( dergoun ) و يسمونهم ايضا بني دركول يتواجدون بناحية زمورة بجوار غيليزان و منهم جماعة بالمغرب الاقصى
ثم بني زروال يتواجد ايضا في الجزائر و المغرب
ثم زناكة و بالامازيغية ايزناكن و يتفرقون بين الجزائر و المغرب
ثم زغاوة من اهل اللثام ثم كدالة بجيم بدوية و هم من اهل اللثام ايضا ثم لمتونة بلام اصلية و هم ملوك المرابطين و اهم فروعهم بنو زمال و بنو صولان و بنو ناسجة و بنو ورتنطق
ثم لمدية ( بلام اصلية) و يتواجدون بولاية المدية اليوم و بهم تسمى المنطقة
ثم متنان منهم بقية بالقرب من عين بسام بالجزائر
ثم بنو مزكلدة منهم بقية بالمغرب بين فاس و ووزان
ثم مزغنة التي نسبت اليها مدينة الجزائر فيقال جزائر بني مزغنة و الكثير من العاصميين يرجعون الى هذا الاصل و منهم من بالضفة اليمنى لوادي يسر اندرجو في قبيلة بني سليمان الشراقة و منهم ايضا جماعة في مدينة الاربعاء جنوب شرقي مدينة الجزائر و منهم ايضا مزغنة التي مازالت بجبال الاطلس البليدي
ثم ملوانة و بالامازيغية ايملوان و هم قبائل عديدة بالمغرب و الجزائر و منهم بالبليدة في المنطقة التي فيها حمام يسمى بهم ( حمام ملوان)
ثم مليانة و منهم بقية بمليانة و خميس مليانة التي تسمى بهم
ثم مسوفة اهل اللثام
ثم صنهاجة الذين احتفضوا بالاسم الجامع للقبائل كلها و بقيت مهم فئة بين عنابة و سكيكدة و فئة اخرى قرب واد يسر
ثم صنهاجة مصباح متواجدون شمال اقليم فاس بالمغرب الاقصى و يتفرعون الى صنهاجة الشمس و صنهاجة الظل
ثم صنهاجة غدو يتواجدون باقليم تازا بالمغرب
ثم صنهاجة السراير و هم قبيلة كبيرة تتواجد احياؤها باقليم الحسيمة في المغرب و يتفرعون الى سبعة بطون ضخمة هم : بني احمد , و بني بشير , و بني بوشيبت , وتغزوت , وبني خنوس , و بني زرقت , و كتامة ( ربما كانو من كتامة المعروفة فاندرجوا ضمن صنهاجة ) , و بني سدات
ثم بني عمران و توجد منهم خمسة بطون بالجزائر و هم بني عمران في الساحل الغربي لبجاية بدوار ابراريس , و بني عمران على ضفة واد يسر و في مدينة الاربعاء و جنوب مدينة الجزائر , و بني عمران بالقرب من برج منايل و تيزي وزو و تسمى بهم هناك مدينة بني عمران و هم جبالة , و بني عمران بالقرب من ميناء جيجل
ثم فشتالة و بالامازيغية ايفشتالن و ينتسبون الى هنجافة و لهم بقية في شمال اقليم فاس بالمغرب الاقصى
ثم بني سليب تتواجد فئة منهم بجهات قالمة
ثم بني وارث و توجد بقية منهم بقرب بجاية و يسمون ايت وارث و علي
ثم ونوغة او اونوغة يوجد منهم بطن قرب يسر و هم ضمن قبيلة بني مكلا
ثم وتريكة ( من اهل اللثام )
ثم ورتنطق ( من اهل اللثام) و يسبون الى لمتونة
ثم بنو ورياكل ( weryaguel) و هم غير بنو ورياغل بالغين يتواجد بنو ورياكل بنواحي بجاية و منهم جماعة في وادي ورغة و شمال اقليم فاس ايضا
و انتشرت جماعات صنهاجة في شمال المغرب بعد سقوط دولتهم و مواطن هذه القبائل مجاورة لمواطن مصمودة حيث تتواجد مجموعات منهم بجل درن و الى الشرق منه حيث تادلا و تازى و معدن بني فازان و اكرسلوين و درعة و ضواحي السوس الاعلى و مدنه مثل تارودانت و افري و فونان ... الخ
اما تلكاتة فهم مدريون تتواحد اوطانهم الاولى بالجزائر من المسيلة الى الجزائر ثم لمدية و مليانة ثم اقتطعتها قبيلتي زغبة و الثعالبة
اما صنهاجة الجنوب فيقول ابن خلدون : ( ... و هذه الطبقة من صنهاجة هم الملثمون الموطنون بالقفر وراء الرمال الصحراوية الجنوبية ابعدوا في المجالات هنالك منذ دهور قبل الفتح لا يعرف اولها فاصحروا عن الارياف ووجدوا بها المراد و هجروا التلول و جفوها و اعتاضوا عنها بالبان الانعام و لحومها ... فنزلوا من ريف الحبشة جوارا و صاروا ما بين بلاد البربر و بلاد السودان حجزا و اتخذوا اللثام خطاما تميزوا بشعاره بين الامم و عفوا في تلك البلاد و كثروا و تعددت قبالهم من كدالة فلمتونة فمسوفة فوتريكة فتاركا فزغاوة ثم لمطة اخو صنهاجة كلهم مابين البحر المحيط بالمغرب الى غدامس من قبلة طرابلس و برقة ... ) انتهى كلام ابن خلدون
و عليه فان صنهاجة لم تنقرض و ليست اوزاعا كما يدعون و هذا اول الغيث