بحـث
مواضيع مماثلة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 493 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 493 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الخميس نوفمبر 07, 2024 4:07 pm
التسجيل السريع
// Visit our site at http://java.bdr130.net/ for more code
12>هدى الحبيب فى الممازحة
صفحة 1 من اصل 1
هدى الحبيب فى الممازحة
جمَّل الله حياتنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فهو القدوة الحسنة والأسوة الطيبة، وهديه صلى الله عليه وسلم خير هدي، وفعله صلى الله عليه وسلم خير فعل، حتى في مزاحه ترك لنا أثره الطيب، نقتفيه ونقتدي به، وهنا يأتي السؤال: كيف كان هديه صلى الله عليه وسلم في الممازحة؟ هل كان يضاحك ويمازح؟ هل كان يداعب ويلاعب أو يبتسم ويمازح؟
لقد كان صلى الله عليه وسلم يربي بالضحكة، ويهذب بالابتسامة، ويُقوّم بالمزحة، ويدعو بالطرفة، فلضحكاته منافع، ولابتساماته مقاصد، ومن ممازحته عِبر، ولطُرَفه حِكَم وعظات.
فهذا علي رضي الله عنه حين دب خلاف بينه وبين فاطمة -رضي الله عنهما- يصالحه النبي صلى الله عليه وسلم بالمزاح، يحكي لنا سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يقل (وقت القيلولة) عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب".(1) فكان أبو تراب أحب الألفاظ إلى علي رضي الله عنه .
وهذا أسيد بن حضير يمازحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُحدِّث القوم ويضحكهم فيطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعه في خاصرته، فقال: أوجعتني، فقال: أصبرني(2). قال: اصطبر، قال: إن عليك قميصا وليس علي قميص، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه وجعل يقبل كشحه(3). قال: إنما أردت هذا يا رسول الله"(4).
وعن عبد الحميد بن صيفي من ولد صهيب عن أبيه عن جده صهيب قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة وهو يأكل تمرا، فأقبلت آكل من التمر وبعيني رمد فقال: أتأكل التمر وبك رمد؟ فقلت: إنما آكل على شقي الصحيح ليس به رمد، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم "(5).
ولما علم عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأنف من المزاح، ولا يغضب منه، بدأ رسول الله بالمزاح، يقول عوف: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قُبة من أُدمٍ، فسلمت، فردّ وقال: "ادخل". فقلت: أكلِّي يا رسول الله؟ قال: "كلك"، فدخلت(6). وإنما مزح عوف بن مالك بقوله: أكلِّي يا رسول الله؟ لأن القبة كانت صغيرة.
ولما رأى النبي رجلا ذا بشرة حمراء مازحه قائلا: أنت أبو الورد، يقول أبو الورد قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرآني رجلا أحمر، فقال: "أنت أبو الورد"(7).
ومنهم رجل اسمه زاهر، يقول أنس رضي الله عنه : إن رجلا من أهل البادية يقال له زاهر بن حرام، كان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الهدية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أراد أن يخرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه، قال: فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه والرجل لا يبصره، فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت إليه فلما عرف أنه النبي صلى الله عليه وسلم جعل يلزق ظهره بصدره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يشتري هذا العبد؟ فقال زاهر: تجدني يا رسول الله كاسدا، قال: لكنك عند الله لست بكاسد، أو قال صلى الله عليه وسلم : بل أنت عند الله غالٍ"(.
المصطفى يمازح النساء والأطفال
وكما رأيناه صلى الله عليه وسلم يمازح الرجال رأيناه يمازح النساء، وهذا من باب اهتمامه ورفقه بهن صلى الله عليه وسلم . انظر إليه صلى الله عليه وسلم وهو يلاطف عائشة -رضي الله عنها- ويمازحها، وهو يسابقها مرتين فتسبقه في الأولى ويسبقها في الثانية، فيقول لها: هذه بتلك، والحديث عن عائشة قالت: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم، فقال للناس: تقدموا، فتقدموا، ثم قال لي: تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت؛ خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا، فتقدموا، ثم قال: تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: هذه بتلك "(9).
ولله در صاحب كتاب "تأويل مختلف الحديث" حين قال: "فلو ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم طريق الطلاقة والهشاشة والدماثة إلى القطوب والعبوس والزماتة أخذ الناس أنفسهم بذلك على ما في مخالفة الغريزة من المشقة والعناء، فمزح صلى الله عليه وسلم ليمزحوا، ووقف على أصحاب الدركلة(35) وهم يلعبون فقال: "خذوا يا بني أرفدة؛ ليعلم اليهود أن في ديننا فسحة"(36). يريد ما يكون في العرسات لإعلان النكاح، وفي المآدب لإظهار السرور.
وقد درج الصالحون والأخيار على أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في التبسم والطلاقة والمزاح بالكلام المجانب للقدح والشتم والكذب، فكان علي رضي الله عنه يكثر الدعابة.
- منتدى وادي الطاقة 2011 ©-
زهرة القدس- عضو دهبي
- عدد المساهمات : 1579
نقاط : 28308
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى