المْخَالْطَة تْرَدِي

من طرف .imy الأربعاء ديسمبر 21, 2011 1:58 pm

هذا المثلُ الشعبيُ قليلُ الكلماتِ والحروفِ كثيرُ المعانِي ولهُ شواهدٌ عدةٌ منَ الكتابِ

والسنةِ وكلامِ العربِ

فمن الكتاب العزيز قال تعالى : ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ

الرَّسُولِ سَبِيلاً [27] يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً[28]لَقَدْ أَضَلَّنِيعَنِ

الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً. [29]﴾سورة الفرقان

ومن السنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'المرءُ على دينِ خليلِهِ فلينظرِ أحدُكمْ منْ يخَالِل ." رواه الترمذي. وبيَّنَ ذلكَ جليا في تصويرِهِ للجليسِ الصالحِ والجليسِ السوءِ فمثّلَ الجليسَ الصالحَ ببائعِ المسكِ فإنْ لمْ تبتعْ منهُ تركَ فيكَ رائحةً طيبةً وهذَا هوَ واقعُ الصَاحِبَيْنِ فقدْ تُصَاحِبُ شخصا لا يعطيكَ علما ولكنْ دونَ أنْ تشعرَ تجدُ نفسَكَ تتوقُ لتقليدِهِ وإنْ هي إلاّ أيامٌ حتَّى ترَى منْ نفسِكَ تغَيُّرا فالشخصُ شخْصُكَ والسَمْتُ سمتُ صاحبِكَ ، والشيء نفسُه للجليسِ السوءِ فمعَهُ تجدُ نفسَكَ تألفُ ما كانت تأنفُ ، فتسمع المحرمات وتأتيَِهَا مع علمِكَ بحرمَتِهَا، بل تجدُ من نفسِك إقبالا على أتفَهِ الأشياءِ ، كتقشير الأنف، ومسح اليد باللعاب مثلا ،والطبع سرّاق كما قالت العرب ، وهذا الذي صوره النبي صلى اللّه عليه وسلم في الشطر الثاني من الحديث حيث جعل الجليس السوء كنافخ الكير إن لم يحرق ثيابك ترك فيك ريحا خبيثة. فما أروع هذا التصوير الذي صدر من الصادق المصدوق.

ومن كلام العرب والشعراء :

الصَاحِبُ سَاحِبٌ

عن المرءِ لا تسلْ وسلْ عن قرينِهِ

فكلُ قرينٍ ب المقارنِ يقتدي

طبعُ الفتَى يسرقُ من طبعِ منْ يصحبُ فانظرْ لمنْ تصحبِ

لا تصحب أخا الجه الة فإيّاك وإيّاه

فكم من جاهلٍ أرْ دَى عالما حينَ أخاه

وتتمة للمثل الشعبي فإنَّه يقال:
أَلي يْخَالَطْ قَدْرَة يَنْطْلَى بْحْمُومْهَا