Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Oued Taga - وادي الطاقة
الى زائر و عضو المنتدى لا تغادر المنتدى قبل ان تترك لنا اثرا من ثقافتك... شارك بتعليق بعبارة بجملة بكلمة واترك أثرك - ساهـم برائيك من أجـل رقي المنتدى

اختر اي قسم او موضوع واترك بصمتك به
وشكرا



Oued Taga - وادي الطاقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

مكتبة الصور


 3 نصوص في اللغة...محللة فلسفيا  Empty
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 15 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 15 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 300 بتاريخ الخميس ديسمبر 22, 2022 2:40 am
التسجيل السريع



3 نصوص في اللغة...محللة فلسفيا

اذهب الى الأسفل

 3 نصوص في اللغة...محللة فلسفيا  Empty 3 نصوص في اللغة...محللة فلسفيا

مُساهمة من طرف MoNir الإثنين أبريل 16, 2012 7:56 pm


ترشة عمار ثانوية حساني عبد الكريم الوادي












........3 نصوص في اللغة...محللة فلسفيا





النص الأول

العلاقة الضروريّة بين الدال والمدلول

إن كل التسميات التي تحيل إلى نفس الواقع ، لها قيمة متساوية ؛ فأن توجد هذه التسميات ، ذلك هو دليل إذن على أن أيا منها لا يمكنه أن يدعي الانفراد بالتسمية في ذاتها على وجه الإطلاق ، هذا صحيح ، بل إنه من البداهة بمكان بحيث أنه لا يقيد بشيء يذكر. إن المشكل الحقيقي لأعمق من هذا بكثير، إذ يتمثل في الكشف عن البنية الخفية للظاهرة التي لا ندرك منها سوى المظهر الخارجي ، كما يتمثل في وصف علاقتها بمجموع التمظهرات التي تتوقف عليها.

وهكذا الشأن في العلامة اللسانية. فأحد مكونات العلامة هي الصورة الصوتية ويشكل الدال ، أما المكون الآخر فهو المفهوم ويشكل المدلول . إن العلاقة بين الدال والمدلول ليست اعتباطية بل هي على عكس ذلك علاقة ضرورية. فالمفهوم ( المدلول ) " ثور " مماثل في وعيي بالضرورة للمجموع الصوتي ( دال ) 00 الثاء والفتحة والواو والراء والتنوين ... وكيف يكون الأمر على خلاف ذلك ؟ فكلاهما نقشا في ذهني ، وكلّ منهما يستحضر الآخر في كل الظروف . ثمة بينهما اتحاد وثيق إلى درجة أن المفهوم " ثور " هو بمثابة روح الصورة الصوتيّة " الثاء والفتحة والواو والراء والتنوين " إن الذهن لا يحتوي على أشكال خاوية، أي لا يحتوي على مفاهيم غير مسماة (...)

إن الذهن لا يتقبل من الأشكال الصوتيّة إلا ذلك الشكل الذي يكون حاملا لتمثل يمكنه التعرف عليه ، وإلا رفضه بوصفه مجهولا وغريبا. فالدال والمدلول ، التمثل الذهني والصورة الصوتية، هما في الواقع وجهان لأمر واحد و يتشكلان معا كالمحتوي والمحتوى. فالدال هو الترجمة الصوتيّة للمفهوم ، والمدلول هو المقابل الذهني للدال . إن وحدة الجوهر هذه للدال والمدلول هي التي تضمن الوحدة البنيويّة للعلامة اللسانية.

إميل بينفنيست " مسائل في الألسنية العامة "


المسألة: اللّغة

1- ما اللّغة ؟

ب. بنية اللّسان:

النّص/السّند: "العلاقة الضّروريّة بين الدّال و المدلول ". بينفينيست.

استحضار مكاسب النّص السّابق:

لقد أدّى التّأكيد على الطّابع الاتّفاقي و الاصطلاحي للعلامة اللّسانيّة، إلى تخطّي الثّنائيّة الدّيكارتية بين اللّغة و الفكر، من حيث أنّه استحال الفصل، مع دي سوسّير، بين الكلمة و مدلولها. فالعلامة اللّسانيّة دالّ و مدلول في نفس الوقت.

التّخلّص:

لكن، ألا يمكن القول، في هذا السّياق، بأنّ دي سوسّير، بإقراره باعتباطيّة العلاقة بين الدّالّ و المدلول ( بين الصّورة السّمعيّة و المفهوم )، قد اكتفى فقط، بنقل الثّنائيّة الدّيكارتيّة بين الكلام و الفكر إلى مجال اللّغة ذاتها، بحيث فقدت مكوّنات اللّغة وحدتها و انسجامها، من حيث أنّها انشطرت إلى دالّ و مدلول لا علاقة ضروريّة بينهما ؟

هل بالإمكان، إذن، في إطار علم اللّسانيّات المعاصرة، أن نحتفظ بمكتسبات الدّرس الدّي سوسّيري، المتمثّلة في التّمييز الذّي أقامه بين الدّالّ و المدلول، و أن نتجاوز، في آن، هذه الثّنائيّة في بنية العلامة اللّسانيّة ؟

الأطروحة: انّ وجهي العلامة اللّسانيّة ( الدّالّ و المدلول ) متوحّدين توحّدا ضروريّا.

الأطروحة المستبعدة: انّ العلاقة بين الدّالّ و المدلول اعتباطيّة ( دي سوسّير ).

الإشكالية: هل يقودنا الإقرار باعتباطيّة التّسمية إلى حدّ القول بأنّ العلاقة بين الدّالّ و المدلول هي كذلك اعتباطيّة ؟ أم أنّه لا يمكن أن نحفظ للعلامة اللّسانيّة وحدتها، الاّ إذا سلّمنا بضرورة العلاقة بين وجهيها ؟

بنية النّص المنطقيّة:

1) عرض لمكتسبات لسانيّات دي سوسّير ( اعتباطيّة العلاقة بين العلامة اللّسانيّة ككلّ و الشيء- المرجع- ).

2) التّأكيد على ضرورة مراجعة التّصوّر الدّي سوسّيري للعلامة اللّسانيّة في حدّ ذاتها.

3) البرهنة على ضرورة العلاقة بين الدّالّ و المدلول.

4) التّخلّص إلى الوحدة البنيويّة للعلامة اللّسانيّة.

التّحليل:

إن كان بينفينيست، في هذا النّص، يقتفي أثر دي سوسّير في تحديده لبنية و مكوّنات العلامة اللّسانيّة و إرجاعها إلى مكوّنين: الدّال و هو الصّورة الصّوتيّة للعلامة و المدلول و هو المفهوم، أي الوجه التّصوّري للعلامة، فانّه يختلف معه في تحديد طبيعة العلاقة التّي تربط بين الدّالّ و المدلول.

يقول بينفينيست، في هذا النّص: " انّ العلاقة بين الدّالّ و المدلول ليست اعتباطيّة، بل هي على عكس ذلك علاقة ضروريّة ".

فبينفينيست، يؤمن بوجود تماثل ضروري بين الدّالّ و المدلول و يذهب إلى حدّ اعتبارهما وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل بينهما. ف" الدّالّ هو التّرجمة الصّوتيّة للمفهوم، و المدلول هو المقابل الذّهني للدّالّ."

الحجّة:

العلاقة الضّروريّة بين الصّورة الذّهنيّة لكلمة ثور و مجموعة الأصوات المتتالية ث،و،ر. فالمفهوم ( المدلول ) " ثور " مماثل في وعيي بالضّرورة للمجموع الصّوتي ( دالّ ) " ثور ". و الحجّة الدّالّة على هذه العلاقة الضّروريّة بين الدّالّ و المدلول، هو أنّه بمجرّد رؤيتنا أو استحضارنا لأحدهما، الاّ و استحضرنا العنصر المرتبط به. فكلاهما نقشا في ذهني، و كلّ منهما يستحضر الآخر في كلّ الظّروف. ثمّة بينهما اتّحاد وثيق الى درجة أنّ مفهوم ثور هو بمثابة روح الصّورة الصّوتيّة " ث،و،ر ".

لا يمكن للذّهن الإنساني أن يحمل مفاهيم ليس لها مقابل يمكن للانسان التّعرّف عليه و إدراكه. فجميع مفاهيم الذّهن الإنساني هي أسماء لمسمّيات، و لا يمكن لهذا الأخير أن يقبل بأسماء هو يجهل في الواقع ما توحي به.انّ الذّهن لا يتقبّل من الأشكال الصّوتيّة الاّ ذلك الشّكل الذّي يكون حاملا لتمثّل يمكنه التّعرّف عليه و الاّ رفضه بوصفه مجهولا و غريبا.

مكاسب النّص:

التّأكيد على العلاقة الضّروريّة بين وجهي العلامة اللّسانيّة.

الإقرار بالوحدة البنيويّة للعلامة اللّسانيّة.








النص الثاني

حدود اللغة

وقصارى القول إننا لا نرى الأشياء ذاتها، بل نحن إنما نكتفي - في معظم الأحيان - بقراءة تلك البطاقات الملصقة عليها. وهذا الميل المتولد عن الحاجة قد تزايد شدة تحت تأثير اللغة. والسبب في ذلك هو أن الألفاظ ( فيما عدا أسماء الأعلام ) تدل على أجناس . ولما كان اللفظ لا يستبقي في الشيء إلا أعم وظيفة له وأكثر جوانبه ابتذالا، فان من شأنه حينما يتسلل بيننا وبين الشي ، أن يحجب صورته عن عيوننا، إذا لم تكن الصورة قد توارت من قبل خلف تلك الحاجات التي عملت على ظهور ذلك اللفظ نفسه . وليست الموضوعات الخارجية وحدها هي التي تختفي عنا، بل إن حالاتنا النفسية هي الأخرى لتفلت من طائلتنا بما فيها من طابع ذاتي شخصي حي أصيل . وحينما نشعر بمحبة أو كراهية أو حينما نحس في أعماق نفوسنا بأننا فرحون أو مكتئبون فهل تكون عاطفتنا ذاتها هي التي تصل إلى شعورنا بما فيها من دقائق صغيرة شاردة وأصداء عميقة باطنة، أعني بما يجعل منها شيئا ذاتيا على الإطلاق ؟.... الواقع أننا لا ندرك من عواطفنا سوى جانبها غير الشخصي ، أعني ذلك الجانب الذي استطاعت اللّغة أن تميزه مرّة واحدة وإلى الأبد ... إننا نحيا في منطقة متوسطة بين الأشياء وبيننا أو نحن نحيا خارجا عن الأشياء، وخارجا عن ذواتنا أيضا...

هنري برغسون " الضحك "

الانسان و العالم

اللّغة

2 - اللّغة و الواقع:

النّص/السّند: " حدود اللّغة ". برغسون.

التّخلّص:

انتهى بول ريكور إلى الإقرار بمحدوديّة التّناول الألسني ( العلمي ) للّغة، على أساس أنّ هذا التّناول يغلق اللّغة على ذاتها و يتجاهل كون اللّغة تمثّل " أكبر وسيط " بين الإنسان و العالم أو الأشياء.

لكن ألا يلزمنا هذا الطّرح الفلسفي لمسألة اللّغة في علاقتها بالواقع، بضرورة الإجابة عن هذا السّؤال: هل تقودنا فكرة وساطة اللّغة بين الإنسان و العالم، إلى حدّ الزّعم بمصداقيّتها و بأمانتها في وصفها لحقيقة ما هو موجود ؟

الأطروحة: انّ وظيفة اللّغة التّعبيريّة محدودة.

الإشكالية: ما مدى قدرة اللّغة على التّعبير عن الأشياء و عن الذّات ؟

تفكيك عناصر التّحليل:

1. علاقة اللّغة بالحاجة.

2. محدوديّة اللّغة.

التّحليل:

1. علاقة اللّغة بالحاجة:

لا يعتبر برغسون اللّغة منفصلة عن العلاقة النّفعيّة التّي يقيمها الإنسان مع الأشياء. فبعد أن كان هناك، قبلا، تماه بين استعمال اللّغة و المجهود الذّهني الخالص الذّي يقوم به الإنسان في سبيل تكوين معرفة منزّهة، أصبحت اللّغة، مع برغسون، منخرطة في سياق الفعل و الممارسة العمليّة للانسان.

اللّغة استتباع لحاجة ( نقص الإنسان لبعض الضّرورات التّي بدونها لا يستمرّ بقاءه.)

اللّغة وسيلة للبقاء.

قطع مع التّصوّرات الفلسفيّة القديمة التّي تنظر إلى اللّغة في علاقتها بالحقيقة النّظريّة و تعزلها عن الجوانب المادّية و المنفعيّة للانسان.

2. محدوديّة اللّغة:

يؤدّي اقتران اللّغة بالحاجات الإنسانية إلى الإقرار بمحدوديّة اللّغة التّعبيريّة. فاللّغة لا تعبّر عن الحقيقة في تمامها و كمالها، و انّما أصبحت توظّف لبسط نفوذ الإنسان على الأشياء، و ذلك عبر عمليّة استبدال واقع متحوّل، حيّ ، خلاّق، مرن، بواقع لغوي مجمّد، ثابت، متكرّر، رتيب، يمكّن من التّحكّم في الأشياء و السّيطرة عليها. و تلك هي وظيفة اللّغة حسب برغسون.

ينجرّ عن هذه النّظرة الاختزاليّة للّغة اعتراف بمحدوديّتها التّعبيريّة، و تتجلّى هذه المحدوديّة في مستويين:

 المستوى الأوّل ( محدوديّة في التّعبير عن الأشياء الخارجيّة ):

تتسلّل اللّغة بيننا و بين الشيء، إذ هي " تحجب صورته عنّا ". فالكلمة تفترض، غالبا، نوعا من العموميّة، من حيث هي تحيل إلى جنس Genre ( يوحّد بين مجموعات متنوّعة )، تخفي تفرّد الأشياء و ميزتها الحقيقيّة.

مثال: 1. عندما ننطق، أو حتّى نسمع كلمة " شجرة "، لا نتمثّل صورة شجرة معيّنة و محدّدة، بل نستحضر فكرة مجرّدة خالية من كلّ صورة واضحة و جليّة.

2. من الصّعب، كذلك، التّعبير بدقّة، بواسطة كلمات اللّغة عن كلّ الفويرقات و الدّقائق المميّزة لزرقة سماء. فحين نقول " السّماء زرقاء "، فنحن لا نعبّر بصدق عن حقيقة الأشياء، لأنّ هذه الزّرقة تختلف من مكان إلى مكان و من وقت إلى آخر.

ليست اللّغة عاجزة فحسب عن التّعبير عن الشيء، بل انّها تعدمه و تحجبه.

 المستوى الثّاني ( محدوديّة في التّعبير عن الذّات ):

تعجز اللّغة، من جهة أخرى، عن التّعبير عن حالتنا النّفسيّة و عن مشاعرنا في حيويّتها و في نبضها. فليس في اللّغة ما يمكّن من أن نعبّر بدقّة متناهية عمّا نشعر به من محبّة و كراهيّة، و عمّا نحسّه في أنفسنا من فرح و اكتئاب.

- انّ اللّغة لا تنقل من هذه المشاعر سوى جانبها العامّ غير الشّخصي.

اللّغة، إذن، لا تمكّننا من الوعي بذاتنا، و لا من التّعبير عن هذه الذّات، بل انّها، على العكس من ذلك، تحول دوننا و دونها.

إننا، إذ نحيا باللّغة، " فإننا نحيا خارج الأشياء و خارج ذاتنا ّ

انّ نقد برغسون لمستطاع اللّغة ينضوي ضمن نقده للعقل و الفلسفات العقليّة عموما، معتبرا الحدس هو البديل لكلّ من اللّغة و العقل. فالمعرفة الحقّة هي التّي تتمّ بالشّعور، أي تلك المعرفة المباشرة التّي تتّحد فيها الذّات بالموضوع.

مكاسب النّص:

التّأكيد على الجانب الأداتي و النّفعي للّغة.

تجاوز التّصوّرات السّابقة التّي تقرّ بأنّ وظيفة اللّغة هي التّعبير.








النص الثالث

الآخر والتواصل

إما أنا أو الآخر، علينا أن نختار بينهما، هكذا قيل . غير أننا نختار الواحد ضد الآخر، ونؤكد حينئذ النزاع . فيحوّلني الآخر إلى موضوع ثم ينفيني ، وأنا بدوري أحول الآخر إلى موضوع ثم أنفيه ، هكذا قيل . لكن نظرة الآخر لا تحولني في حقيقة الأمر إلى موضوع ، كما أن نظرتي لا تحول الآخر إلى موضوع إلا إذا انسحب كل منا داخل طبيعته المفكرة وأضحى كل منا نظرة لا إنسانية بالنسبة إلى الآخر، إلا إذا أحس كل منا بأفعاله ، لا من حيث أن الآخر يستعيدها ويفهمها، بل من حيث هو يلاحظها كما لو كانت أفعال حشرة. هذا ما يحصل مثلا عندما يسلط علي نظر شخص مجهول .

غير أن الإحساس بوطأة موضعة كل واحد منا بفعل نظرة الآخر، هذا الإحساس لا يصبح ممكنا في هذه الحالة إلا لأنه يحل بدل تواصل ممكن . إن نظرة كلب إلي لا تحرجني البتة. فرفض التواصل هو كذلك ضرب من التواصل. إن الحرية التي تتخذ شتى الأشكال ، والطبيعة المفكرة، وهوية الشخص التي لا يشاركه فيها أحد، والوجود الذي لا قيمة له ولا معنى، كل هذا يرسم لدي ولدى الآخر حدود كل تعاطف ، ويعلق التواصل فعلا، لكن لا يقضي عليه .

فان كان الأمر يتعلق بشخص مجهول لم ينطق بعد تجاهي بكلمة واحدة ؛ يبقى بوسعي الاعتقاد أنّه يعيش في عالم مغاير لعالمي ، عالم لا تستحق فيه أفعالي ومشاعري أي مكان . لكن يكفي أن ينطق بكلمة أو أن تصدر عنه حركة تنم عن نفاد صبره حتى يكف عن الاستعلاء علي . ذلك إذن هو صوته ، وتلك هي أفكاره . ذلك هو إذن المجال الذي كنت أعتقد أنّي لا أطاله . إن أي كائن [ إنساني ] لا يستعلي على الكائنات [ الإنسانية ] الأخرى بشكل نهائي إلاّ متى ظل عاطلا وجاثما على اختلافه الطبيعي .

موريس مرلوبونتي " ظاهراتية الإدراك "



الانسان و العالم

اللّغة

3- اللّغة و التّواصل:

النّص/السّند: " الآخر و التّواصل ". ميرلوبونتي.

استحضار مكاسب النّص السّابق:

أثبت برغسون فشل التّعبيرات اللّفظيّة في الكشف عن حقيقة الأشياء و حقيقة ذواتنا.

التّخلّص:

و لكن، حين ننتبه إلى الثّرثرة التّي نسقط فيها يوميّا، في علاقاتنا مع الآخرين، و التّي لا نقول فيها شيئا، - قد يحدث أن نتكلّم عن حالة الطّقس، دون أن تكون الغاية من هذا القول التّعبير الفعلي عن شيء -، نطرح هذا التّساؤل: إذا كانت اللّغة تتّسم بالمحدوديّة في التّعبير عن الأشياء، فما هي إذن وظيفتها الفعليّة ؟

الأطروحة: انّ الأنا منخرطة في تجربة اتّصال بينذاتيّة، تكون اللّغة إحدى تجلّياتها.

الأطروحة المستبعدة: انّ الذّات مستقلّة في وجودها عن الآخرين.

الإشكالية: أيّة علاقة يقيمها الأنا مع الآخر ؟ هل هو يموضعه و ينفيه ؟ أم أنّه ينخرط معه في تجربة بينذاتيّة ؟

تفكيك عناصر التّحليل:

1. محدوديّة التّصوّر السّارتري للعلاقة بين الأنا و الآخر.

2. إمكان التّواصل و تجلّياته.

التّحليل:

1. محدوديّة التّصوّر السّارتري للعلاقة بين الأنا و الآخر:

 التّصوّر السّارتري:

يطرح وجود الآخر، بالنّسبة إلى سارتر، مشكلا أنطولوجيّا:

- الآخر هو من يرى ما أرى، و هو أيضا من يراني.

- الوجود للغير هو وجودي " أنا " أمام الغير.

التّدعيم: مثال: تجربة الخجل. أنا أخجل من تصرّفاتي حتّى و إن كنت في غرفة وحدي، لأنّني أنظر حينئذ إلى أفعالي كما لو أنّها منفصلة عنّي و كما لو أنّها موضوع. تحوّلني نظرة الآخر إلى شيء، أي إلى موضوع، ثمّ تنفيني، و هكذا تبعدني عن ذاتي و عن حرّيتي. و بالمثل نظرتي إلى الآخر تحوّله إلى شيء، أي إلى موضوع ثمّ تسلبه و تنفيه.

بهذه الصّفة نفهم التّعارض بين الأنا و الآخر. يقول سارتر في هذا السّياق: " الآخرون هم الجحيم "

 نقائص هذا التّصوّر:

يؤكّد ميرلوبونتي أنّ نظرتي لا تحوّل الآخر إلى موضوع الاّ إذا ما انسحب كلّ منّا داخل طبيعته المفكّرة. و لعلّه يقصد هنا رفض الوعي المنعزل و النّزعة الذّاتيّة التّي تبنّاها كلّ من ديكارت و سارتر.

- فالأوّل ( ديكارت ) لم يثبت، من خلال تجربة الكوجيتو، سوى طبيعة " الأنا المفكّرة "، فحكم بالتّالي على الذّات بالتّقوقع على ذاتها ( اللاّ تواصل ).

- و الثّاني ( سارتر )، وصل إلى نفس النّتيجة و هي الإقرار بانعدام إمكانية التّواصل ذلك أنّ الذّات في نظره تصنع نفسها بصفة حرّة دون أن تخضع لأيّ حتميّة و لأيّ ضرورة.

-

الذّات معزولة عن الآخرين.

2. إمكان التّواصل و تجلّياته:

تمسّكت الفينومينولوجيا بضرورة الانطلاق من تقاطع " التّجارب " بين الذّوات أي من العلاقات " البينذاتيّة " التّي تتشكّل من خلال " العلاقات المعيشة " و من خلال دمجها و استبطانها صورا لأشخاص عاشت معها.

و ليس يعني هذا سوى أنّ الذّات لا تحيا الاّ مع الآخرين و لا تتحقّق إنسانيتها الاّ بالتّواصل. حينئذ لم يعد أيّ مبرّر لطرح التّواصل و استبعاده.

- يرفض ميرلوبونتي أن يكون الإنسان ذاتيّة محضة، أي أن يكون مجرّد وعي منعزل، منفصل عن الآخرين و عن العالم لأنّنا لا نعبّر عن الإنسان الاّ في الواقع المعيش و هو يصارع الموجودات و الشّخصيّات.

تتجلّى اللّغة، هنا، حسب ميرلوبونتي، كأرضيّة تضمن التّواصل مع الآخر. فاللّغة ليست ملكي لوحدي أنا كذات منغلقة على نفسها، و انّما هي ما بواسطته أشارك الآخر و أنفتح عليه.

مكاسب النّص:

تجاوز الصّدام السّارتري بين الأنا و الآخر.

التّأكيد على إمكان التّواصل.

الإقرار بدور اللّغة في تحقيق هذا التّواصل.
------------------------------------------------
الموضوع منقول للاستفادة.









MoNir
عضو دهبي
عضو دهبي

عدد المساهمات : 5815
نقاط : 40449
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 29/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى