ابن خلدون و اقلية الامازيغ

ازول فلاون ذمقران
السلام عليكم
استمرار في تبيان الشبهات و الحجج الكاذبة التي يحتج علينا بها الكثير من من لا ادري ما اسميهم فقد عدت اليوم لاجيب عن احدى الحجج الباطل و الكاذبة التي يحتج بها الكثير و هي ان الامازيغ كان اقلية حتى في عهد ابن خلدون و الدليل انه يقول قد اصابهم الفناء و ذهب مالهم من الملك بسبب الكثرة فهل هذا صحيح؟
لمعرفة ذلك يجي علينا ان نراجع كتاب العبر لابن خلدون ( و هو في نظري قد اصبح ضحية التصرف في حقوق النشر لانه اصبح موئل كل من اراد حجة واهية و هو العالم الجليل الذي يشار اليه بالبنان )
و لنركز على الاجزاء الاولى حيث يصف الاراضي و المجتمعات و الشعوب بصورة واضحة بسيطة بعيدة عن التاويلات التي يهوى الكثير اللعب على وترها
< ... صحراء نيستر متصلة من الغرب الى الشرق ذات مفاوز تسلك فيها التجار ما بين بلاد المغرب و بلاد السودان و فيها مجالات الملثمين من صنهاجة و هم شعوب كثيرة ... > ( المقدمة الثانية العمران من الارض و الاشارة الى بعض ما فيها من البحار و الانهار و الاقاليم )

_ انظر هنا كيف يصف صنهاجة الملثمين اهل الصحراء بانهم شعوب كثيرة و النسابون يعرفون متى تعد تبلغ القبائل مبلغا تعد فيه من الشعوب

< ... جبل درن معترض فيه من غربيه عند البحر المحيط الى الشرق عند آخره و يسكن هذا الجبل من البربر امم لا يحصيهم الا خالقهم ... الى ان يسامت ملوية فتكثر ثناياه و و مسالكه الى ان ينتهي و في هذه الناحية منه امم المصامدة ...> ( نفس الجزء )

_ انظر هنا الى قوله امم لا يحصيهم الا خالقهم فهو يدل على الكثرة الكبية التي كانت عليها اعداد الامازيغ

< ... و البربر قبائلهم بالمغرب اكثر من ان تحصى و كلهم بادية و اهل عصائب و عشائر و كلما هلكت قبيلة عادت الاخرى مكانها ... > ( الباب الثالث الفصل التاسع )

انظر هنا كيف يركز على ان اعداد الامازيغ اكثر من ان تحصى

< ... هذا الجيل من الآدميين هم سكان المغرب القديم ملأوا البسائط و الجبال من تلوله و اريافه و ضواحيه و امصاره ... > ( الكتاب الثالث الفصل الاول )

الان يستعمل ابن خلدون اسلوبا آخر في تبيان كثرة الامازيغ فنجده يذكر انهم قد ملاو تضاريس الارض كلها و العمران كله و هذا من اجل ان يقرب الينا الصورة عن اعدادهم

< ... و اما شعوب هذا الجيل و بطونهم فان علماء النسب متفقون على انهم يجمعهم جذمان عظيمان هما برنس و مادغيس ... > ( نفس المصدر )

هنا ابن خلدون يعود و يقول شعوب و لا يقول قبائل هل كان استعمال ابن خلدون لمفردة شعوب بهذه الاستمرارية اعتباطا؟ او انه لا يفرق بين القبائل و الشعوب ؟ ان كان لا يفرق فلماذا لا نجد هذه الاوصاف في هلال و سليم ؟

< ... و اما شعوب البرانس فعند النسابين انهم يجمعهم سبعة اجذام ... و اما شعوب البتر و هو بنو مادغيس الابتر فيجمعهم اربعة اجذام ... > ( نفس المصدر السابق )

مرة اخرى يصر ابن خلدون على انهم شعوب لا مجرد قبائل

< ... و البربر قبائل كثير و شعوب جمة و هي : هوارة و زناتة و ضريسة و مغيلة و ورفجومة و نفزة و كتامة و لواتة و غمارة و مصمودة و صدينة و يزدران و ورنجين و صنهاجة و محسكة و واركلان و غيرها ... >

و هنا ماذا نفهم ؟

< ... مثل هذه الامة المشتملة على عوالم ملأت جانب الارض لا تكون منتقلة من جانب آخر و قطر محصور ... >

و ماذا عن هذه؟

< ... قد ذكرنا ما كان من امر هذا الجيل من البربر و وفور عدده و كثرة قبائلهم و اجيالهم ... و ما تشهد اخبارم كلها بانه جيل عزيز على الايام و انهم قوم مرهوب جانبهم شديد بأسهم كثير جمعهم مظاهرون لأمم العالم و اجياله من العرب و الفرس و اليونان و الروم ... >

هنا ابن خلدون اسماء الشعوب التي مثل الامازيغ و هي بكل تأكيد كثيرة العدد

< ... هؤلاء البربر جيل ذو شعوب و قبائل اكثر من اتحصى ... > ( الفصل الرابع )

و ماذا عن كلمة شعوب هنا ايضا ؟ و اليك كلمة اكثر من اتحصى


هنا قدمت النصوص التي تتحدث عن المجتمع او عن الاقاليم اي الجغرافيا بصورة اخرى اخترت هنا المقاطع التي يصف فيها ابن خلدون اهل زمانة و تجنبت المقاطع التاريخية حتى لا يأتي احد فيقول نعم قد كانوا كثيرين لكن تناقصت اعدادهم بعد هذه الحادثة
هنا ابن خلدون يصف مجتمعه المغاربي الذين كان يعيش فيه و يقول ان الامازيغ امم لا يحصيهم الا الله و ان قبائلهم بلغت درجت شعوب و خرجت من درجت قبائل فكيف يخرج علينا من يقول ان ابن خلدون في زمانه تناقصت اعداد الامازيغ و اصبحوا اقلية ؟ عندما تعلم ان صنهاجة وحدها كانت تمثل ثلث اهل المغرب فكيف يكونون اقلية و هم كما يقول قد ملاو التلول و الجبال و البسائط بل حتى بعد ابن خلدون عندما دخلت فرنسا كان الامازيغ اغلبية الى غاية 1870 حيث تكافأت اعداد الناطقين بالعربية و الناطقين بالامازيغية
من اراد النقاش فمن دون استفزاز من فضلكم